10 أبريل، 2024 8:20 م
Search
Close this search box.

“منتدى الحضارات القديمة” .. الدبلوماسية الثقافية تتصدى للإرهاب والتشدد من أجل المستقبل

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

عُقد المؤتمر الأول لتدشين منتدى “الحضارات القديمة لمستقبل أفضل”، في العاصمة اليونانية بمشاركة وزراء خارجية “إيران واليونان والصين ومصر وإيطاليا والهند والمكسيك وبيرو وبوليفيا والعراق”، للدلالة على احتياج العالم للوقوف في مواجهة التشدد والإرهاب.

وتحوز مشاركة وزراء خارجية الدول العشر ذات الحضارات القديمة أهمية بالغة انطلاقاً من دور هذه الثقافات الكبير في نشر السلام بين البشر لا سيما الجمهورية الإيرانية بما لها من تاريخ قديم وحضارة عريقة تستلهم التعاليم الإلهية، بحسب صحيفة “نجم الصباح” المحسوبة على التيار الإصلاحي.

وبالنظر إلى تركيبة الدول المشاركة في المؤتمر يتضح، أولاً: أن تعداد سكان الدول المشاركة يزيد عن 40% من مجموع السكان في العالم، وطالما عارضت هذه الدول ظاهرة الإرهاب ودعت إلى وقف دعم الإرهابيين. ثانياً: أن هذه الحضارات القديمة تدعم الحياة السلمية للبشرية.

والحقيقة تنطوي فكرة وزارة الخارجية اليونانية بالتعاون مع الخارجية الصينية بشأن تدشين هذا المنتدى على الكثير من الرسائل المهمة، إذ عُقد هذا المؤتمر على أرض اليونان ذات الحضارة التاريخية العريقة. كذا دعوة اليونان – باعتباره ممثلاً عن القارة الأوربية – لإقامة هذا المؤتمر، فقد أعربت عن رفضها بشكل غير مباشر ظاهرة التشدد والتعصب والعمليات الإرهابية في الشرق الأوسط التي تؤسس تدريجياً للحروب هي في الغالب حرب بالوكالة.

الدبلوماسية الثقافية ودورها في مطاردة الإرهاب..

نقلت صحيفة “نجم الصباح” الإيرانية، حوار “يانيس امانتيديس” مساعد وزير الخارجية اليوناني مع راديو “كوينو”، والذي تعرض خلاله إلى علل وأهداف المؤتمر قائلاً: “تخطط وزارة الخارجية منذ عامين لإقامة هذا المؤتمر الذي هو في الواقع مؤتمر للديبلوماسية الثقافية لإحياء السلام والأمن في العالم”.

وقد عُقد المؤتمر بالتعاون بين اليونان والصين بغرض إنشاء قنوات صداقة دولية، وتنمية التعاون مع الدول الأخرى لاسيما الدول ذات الحضارات القديمة، وتفعيل دور الحضارات القديمة في نشر السلام والاستقرار والحياة السلمية بين شعوب العالم، “وهو الموضوع الذي نجح فيه القدماء والانسانية.. اليوم في أمس الحاجة إلى هذا الأمر”.

وفي معرض اجابته على سؤال بشأن معارضة الدول المشاركة في المؤتمر لظاهرة الإرهاب، وإلى أي مدى يمكن أن يساعد المؤتمر في مواجهة العمليات الإرهابية كمسألة تفجير كنائس المسيحيين في مصر قال: “الدبلوماسية الثقافية قد تلعب بالتأكيد دوراً كبيراً في هذا الصدد. وقد تابعنا للأسف العمليات الإرهابية في مصر التي كانت مهد الحضارات الواقعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. ويجب على كل دول العالم التعاون في مواجهة هذه العمليات المعادية للبشرية وتلكم الظاهرة الإرهابية.. وقد عرض الأساتذة والعلماء من الدول المشاركة في المؤتمر بشكل أكاديمي لمقالاتهم ورؤاهم لإنهاء ظاهرة التشدد والاستفادة من الثقافة في تحقيق الأهداف وكيفية خلق عالم ينعم بالسلام والهدوء والحياة السلمية لكل الشعوب.

صانعي الإرهاب بالأمس يلتهبون بنيرانه..

تؤكد الانتصارات المتتابعة لجبهة المقاومة والنضال ضد التعصب والتشدد حقيقة أن حرب الغرب وحلفاءه بالوكالة إنما ترمي إلى أهداف سياسية وتوسعية وتكفل حماية الكيان الصهيوني. والحقيقة أن نيران العنف والإرهاب، التي تحظى في الغالب بدعم الولايات المتحدة الأميركية وتركيا والسعودية وغيرها من دول الشرق الأوسط، سوف تمتد بمرو الزمان وستطال الدول الداعمة للإرهاب والجماعات المتشددة، طبقاً لما أقرت به صحيفة “نجم الصباح” الإيرانية.

“والعناصر التي نفذت عمليات إرهابية في الدول الأوربية خلال السنوات الأخيرة، قام بها في الغالب الجيل الثاني والثالث من المتشددين المهاجرين إلى هذه الدول، وقد تلقى معظمهم التعليمات السلفية في المراكز الوهابية مما أجبر المسؤولين في بلادهم على طردهم من مسقط رؤوسهم. والحوادث الأخيرة في الكنائس المصرية والهجمات الأخيرة في عدد من الدول الأوربية مثل فرنسا وألمانيا والسويد والدنمارك، كانت حافزاً لليونان والاتحاد الأوربي إلى تنوير الرأي العام والمعارضة غير المباشرة – ولكن ذا مغزى – لسياسات اشعال الحرائق والتعاون مع الدول التي تكافح فعلاً ضد ظاهرة الإرهاب”.

دور إيران في مكافحة التطرف..

بحسب الصحيفة الإيرانية، فقد عارضت الجمهورية الإيرانية منذ البداية خطط الغرب بقيادة أميركا لإنشاء ودعم وتدريب الجماعات الإرهابية، وبذلت كل مساعيها للحيلولة دون تنامي هذه الظاهرة.

وطبقاً لتقرير “إيرنا” يحوز مؤتمر الدول العشرة ذات الحضارات القديمة لمستقبل أفضل للبشرية في أثينا – بحسب “محمد جواد ظريف” وزير الخارجية – بأهمية خاصة لأن إيران -كما يقول المفكرين اليونان – لعبت دائماً دوراً إيجابياً في نشر الاستقرار بالمنطقة والعالم، ومشاركتها الرسمية في المؤتمر هو في الحقيقة اعتراف دولي بدورها الإيجابي في مكافحة التطرف والتعصب والإرهاب، وهذا الدور أصبح مؤكداً أكثر من ذي قبل لدى العالم.

وبالنظر إلى الدول المشاركة في المؤتمر من حيث المستوى الرفيع يمكن ان يؤدي إلى نتائج جيدة وهى أن هذه الدول تعارض ظاهرة الإرهاب والتشدد والكثير منهم ينخرط في كفاح ضد الإرهاب.

وعليه فاليونان باعتبارها دولة تاريخية حصلت على الضوء الأخضر من الاتحاد الأوروبي بصدد ووجود حل لإفهام الأطراف الغربية الداعم للإرهاب أن استمرار اشعال النيران سوف يهدد قارتهم الخضراء، ولابد من العثور على حل سياسي لإنهاء هذه الظاهرة التي استحالت واحدة من أخطر مشكلات العالم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب