26 أبريل، 2024 8:32 م
Search
Close this search box.

منتخب كرة القدم الإيراني .. يعارض المرشد الأعلى “خامنئي” بسبب دعم الفلسطينيين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

انتقد المرشد الأعلى الإيراني، “علي خامنئي”، لاعبي كرة القدم في المنتخب القومي، بسبب اعتراضهم على السياسة الإقليمية التي يتبناها النظام الإيراني؛ والدعم المادي الكبير الذي تقدمه “طهران” لحركات المقاومة الفلسطينية، في وقت يعاني فيه الشعب الإيراني من أزمات اقتصادية طاحنة.

احتجاج غير مألوف..

تعليقًا على الوضع الإيراني؛ فقد نشر (مركز القدس للشؤون العامة والدولة) في “إسرائيل”، مقالًا تناول فيه حالة السخط العام بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية واستمرار نظام “طهران” في دعم الحركات الفلسطينية على حساب الشعب الإيراني.

وبحسب المقال؛ فإن عددًا من لاعبي المنتخب القومي لكرة القدم والمدربين السابقين والحاليين، قد أعربوا، مؤخرًا، عن احتجاجهم الشديد وغير المعهود، على تصريحات وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، بشأن الدعم الذي يقدمه النظام الإيراني لحركات المقاومة الفلسطينية، وكذلك بشأن السياسة الإقليمية التي يتبناها النظام تجاه “العراق وسوريا واليمن ولبنان”. 

النظام يخشى شعبية اللاعبين..

لكن احتجاج لاعبي كرة القدم قد أغضب المرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، الذي رد شخصيًا على الاحتجاج، واصفًا الرياضيين بأنهم لا يُقدرون ما تقدمه الدولة من أجل المواطنين.

ولقد بثت وسائل الإعلام الإيرانية تصريحات “خامنئي”، التي انتقد فيها الرياضيين، غير أن مكتب المرشد الأعلى أصدر بيانًا أخف وطأة، ربما بسبب خشية النظام من الشعبية الجارفة للاعبين بين أوساط الشباب وعموم المواطنين الإيرانيين.

أسباب العقوبات والضغوط ..

بدأت القصة أثناء مشاركة وزير الخارجية، “ظريف”، في “مؤتمر ميونخ للأمن”، وتحديدًا عندما قال لوسائل إعلام أجنبية، إنه شخصيًا، وكذلك جميع مسؤولي النظام الإيراني، يدركون تمامًا أن أحد أسباب العقوبات والضغوط الشديدة التي تُمارس على “إيران”، يرجع في الأساس إلى السياسة المبدئية التي تتبناها “إيران” لدعم الفلسطينيين وحركات المقاومة.

وأضاف “ظريف”: “لكننا فخورون بالدعم الذي نُقدمه للشعب الفلسطيني.. ورغم أننا نواجه صعوبات، وكذلك الشعب الإيراني بكل طوائفه وفئاته، إلا أننا صامدون ومتمسكون”.

الشعب وحده يعاني من الضغوط..

كان “علي كريمي” – الكابتن السابق لمنتخب كرة القدم والمدرب الحالي لأحد أندية كرة القدم الشهيرة في “إيران” – هو أول من انتقد تصريحات “ظريف”، ووجه له سؤالُا عبر منصات التواصل الاجتماعي: “دكتور / ظريف، من الذي يواجه الصعوبات ؟.. هل نحن الشعب ؟.. أم أنتم مسؤولي النظام ؟.. من الواضح أن تلك الضغوط لا تؤثر عليكم، لأن مسؤولي النظام وأفراد أُسرهم لا زالوا ينعمون بأفضل مستوى من المعيشة. لكن الصعوبة التي تتحدث أنت عنها، لا يعاني منها سوى الشعب المسكين، حتى أن الملايين من أبناء الشعب الإيراني باتوا لا يستطيعون العيش بكرامة، وربما يظل أحدهم شهورًا لا يمكنه شراء كيلو واحد من اللحم. وأنا أسألك: من بالضبط الذي يتعرض للضغوط ؟.. من فضلك عليك أن تتحرى الدقة، وقُل من الذي يعاني بالفعل من تلك الضغوط ؟.. هل الشعب أم أنتم مسؤولي النظام ؟”.

قيادات النظام لا يعانون..

أما اللاعب الشاب، “وریا غفوري”، المُدرج ضمن التشكيل الحالي للمنتخب القومي، وهو من أصول كُردية، فقد أيد الانتقادات التي وجهها اللاعب السابق، “كريمي”، وعلق هو الآخر عبر منصات التواصل الاجتماعي على تصريحات وزير الخارجية، “ظريف”، قائلًا: “إن قيادات النظام الحاكم لا يتعرضون لأية ضغوط أو أزمات اقتصادية نتيجة للعقوبات الاقتصادية التي تتعرض لها إيران، لكن من يتعرض للضغوط الشديدة هو الشعب الإيراني الذي يعاني من سياسة النظام”.

وأضاف، “غفوري”، أنه لا يخشى من أي مسؤول في النظام وسيظل يعبر عن رأيه.

“خامنئي” يلوم الرياضيين..

كتب وزير الخارجية الإيراني عدة تغريدات؛ ذكر فيها أنه يشكر اللاعب السابق، “كريمي”، على مشاعره تجاه أزمة الشعب الإيراني، وأنه لا يوجه أي لوم سواء، لـ”كريمي” أو لـ”غفوري”.

لكن على عكس هذا الموقف المتسامح الذي أبداه وزير الخارجية، فإن المرشد الأعلى، “خامنئي”، قد رد بحزم على انتقاد الرياضيين، ففي خطاب ألقاه في الثامن عشر من الشهر الماضي؛ وجه “خامنئي” حديثه للرياضيين بشكل مباشر قائلًا لهم: “هناك أُناس يستغلون حالة الأمن والأمان التي تنعم بها البلاد، ويؤدون أعمالهم ويمارسون رياضتهم، لكنهم بعد ذلك لا يعترفون بالجميل… يجب ألا ننسى كيف يتحقق هذا الأمن”.

وفي ذلك الخطاب دعا، “خامنئي”، حكومة الرئيس، “حسن روحاني”، لأن تكون أكثير حيطة وحذرًا تجاه الحكومات الأوروبية، لأن تلك الحكومات تعتبر هي الأخرى كاذبة ومخادعة، بالإضافة إلى أنها تُحيك المؤامرات ضد “إيران”، مثلما تفعل إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”.

تهديد اللاعبين..

بعد يوم واحد من خطاب، “خامنئي”، ضد الرياضيين، قامت “وزارة الرياضة” باستدعاء لاعب المنتخب الحالي، “غفوري”، وهناك هدده المسؤولون وحذروه من تكرار انتقاداته، وإلا فسيجد نفسه خارج تشكيل المنتخب القومي.

ولأن “غفوري”؛ من الطائفة الكُردية، فكان من السهل على “وزارة الرياضة” استدعائه دون استدعاء، “كريمي”، الكابتن السابق والمدرب الشهير الذي يحظى في سن الـ 40 بمكانة احتماعية كبيرة.

ورغم التحذير والتوبيخ الذي وُجه للاعب، “غفوري”، إلا أنه أكد عدم تراجعه عن رأيه، وأنه لا يخشى من أي مسؤول في النظام.

لا فرق بين المحافظين والإصلاحيين..

والآن هناك كثير من الإيرانيين قد استخدموا شبكات التواصل الاجتماعي للتعبير عن دعمهم الكامل للرياضيين بعد الخلاف الأخير، الذي اندلع بينهم وبين المرشد الأعلى ووزير الخارجية.

فيما أكد كثير من الإيرانيين، الذين يدعمون نجوم الرياضة، أن تصريحات “ظريف” – الذي يعمل وزيرًا للخارجية في الحكومة “المعتدلة” – تثبت أكثر من أي وقت مضى، أنه لا يوجد أي فارق بين المعسكر المحافظ والمعسكر الإصلاحي، فكلاهما يتجاهلان أزمات ومعاناة الشعب الإيراني.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب