مناوشات “البيشمركة” مع “حزب العمال الكُردستاني” .. خلافات قديمة تتدخل فيها أجندات إقليمية !

مناوشات “البيشمركة” مع “حزب العمال الكُردستاني” .. خلافات قديمة تتدخل فيها أجندات إقليمية !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

وسط التهديدات الأمنية من هجمات تنظيم (داعش) الإرهابي بـ”العراق”، وجهود الجيش العراقي لمواجهتها والتنسيق الذي تم بين “بغداد” و”أربيل”، من خلال لجان مشتركة تسرع لإدخاله حيز التنفيذ، أفاد مصدر أمني عراقي، يوم الثلاثاء، بأن اشتباكات “خفيفة” حدثت بين قوات (البيشمركة) الكُردية و”حزب العمال الكُردستاني”، في “إقليم كُردستان العراق”.

وقال المصدر لـ (RT)، إن: “اشتباكات حدثت في قضاء سوران، التابع لمحافظة أربيل، بين (البيشمركة) وحزب العمال الكُردستاني، بعد ظهر اليوم”.

وأضاف، أن: “الاشتباكات التي كانت بالأسلحة الخفيفة، لم تُسفر عن أية خسائر بشرية”.

وقبل أيام، اندلعت اشتباكات “عنيفة”، بين الجيش التركي ومقاتلي “حزب العمال الكُردستاني”، في محافظة “دهوك”، بـ”إقليم كُردستان العراق”.

رفض عراقي..

وسبق وأن أعرب “العراق”، في 9 آيار/مايو الجاري، عن رفضه لتحركات “حزب العمال الكُردستاني” داخل البلاد، مجددًا رفضه للعمليات العسكرية التركية ردًا على التنظيم، الذي تعتبره “تركيا” كيانًا إرهابيًا.

وبعد زيارته لـ”تركيا”، قال رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، خلال لقاء مع عدد من القنوات المحلية، إن: “تصرفات حزب العمال غير مقبولة وتهدد إقليم كُردستان وتركيا”، مضيفًا: “عبرنا أكثر من مرة عن امتعاضنا من تصرفات تركيا بتصفية حساباتها مع حزب العمال، وكذلك حزب العمال تصرفاته غير مقبولة في العراق”.

وأكد أن: “العراق لا يمكن أن يكون ساحة لتهديد جاره، ومن غير المنطقي أن يقبل بتهديد دول الجوار بعمليات مسلحة”.

وفي 23 نيسان/أبريل الماضي، أطلقت “تركيا” عملية عسكرية برية، في منطقة “متينا”، شمالي “العراق”؛ ضد منظمة “حزب العمال الكُردستاني”.

وفي إجراء اعتبر تعديًا على السيادة العراقية، تفقد وزير الدفاع التركي، “أكار”، ورئيس الأركان العامة، “يشار غولر”، وقائد القوات البرية، “أوميت دوندار”، قاعدة عسكرية تابعة لبلادهم شمالي “العراق”، الشهر الجاري، مما أثار سخط السلطات العراقية ودفعها لاستدعاء القائم بأعمال السفارة التركية، بـ”بغداد”، وتسليمه مذكرة احتجاج ردًا على الزيارة والعمليات التي ينفذها الجيش التركي بالمنطقة.

وتعكس الاشتباكات الأخيرة، بين (البيشمركة) و”حزب العمال الكُردستاني”، خلافات بين الجانبين تمتد إلى التسعينيات من القرن الماضي.

الاشتباكات ليست الأولى..

تعليقًا على تلك الأحداث، يرى النائب الكُردستاني العراقي، “عبدالعزيز حسن”، أن الاشتباكات والمناوشات التي حدثت بين قوات (البيشمركة) وعناصر “حزب العمال الكُردستاني” العراقي، على أراضي الإقليم ليست الأولى، وفي الحقيقة يجب أن يكون مكان نضال “حزب العمال”؛ في “كُردستان الشرقية”، “داخل تركيا”.

مضيفًا أن: “الأمر الواقع فرض عليهم أن يكونوا في بعض مناطق إقليم كُردستان في المناطق الجبلية الوعرة، وأن يأخذوا موطيء قدم لمقراتهم، وهذه الأمور خاصة بين العراق وإيران وتركيا، وخلال الـ 100 سنة الماضية؛ هذه الأمور تحدث بشكل واقعي بين الدول الثلاث، حيث نرى المعارضين الأكراد في إيران يتجهون إلى الجبال في كُردستان الجنوبية ومناطق حدودية في إيران”.

وتابع البرلماني الكُردستاني: “خلال الفترة الماضية؛ كان يجب على حزب العمال الكُردستاني أن يبتعد عن بعض الأمور، خاصة في الأمور المتعلقة بوضع (سنجار)، وبعض المناطق الأخرى، صحيح أن حزب العمال قاتل وقدم تضحيات ضد (داعش)، في السابق، لكن يجب عليهم أن يحترموا وضع الإقليم ويتعاملوا مع إدارته بشكل سلس”.

يستخدمون إستراتيجية “حرب العصابات”..

وأشار “حسن” إلى أن “العراق”، بشكل عام، وقوات (البيشمركة) الموجودة في الإقليم؛ ليس باستطاعتهم المواجهة العسكرية الآن مع “حزب العمال”، خاصة في تلك المناطق الوعرة، علاوة على أن الحزب ليس جيش نظامي تتم مواجهته في جبهات محددة، إنما هم يستخدمون إستراتيجية “حرب العصابات”، والتعامل مع تلك النوعية من الحروب صعب جدًا، وفق ما يؤكده التاريخ والشواهد العسكرية، مشيرًا إلى أن القوات التركية هى جزء من حلف الـ (ناتو)، وأقوى قوة في المنطقة، وخلال السنوات الماضية؛ لم تستطع بكل قواتها الجوية والبرية والتكنولوجية أن تُسكت البنادق في “جبال قنديل” ومناطق أخرى أو حتى داخل الأراضي التركية.

التعامل التركي الديمقراطي..

لافتًا إلى أن، الشيء الأجدر في تلك الحالة، أن تتعامل “أنقرة” مع القضية الكُردية، في “تركيا”، بشكل ديمقراطي من أجل إيجاد حلول مرضية للجميع ولمصلحة الحكومة والشعب التركي، “لكن من وجهة نظري أن الحكومة، في أنقرة، لا تتعامل سوى بالسلاح، وقد حاولت حكومة إقليم كُردستان، مرات عديدة، إقناع حزب العمال إلى نقل المعركة إلى داخل الأراضي التركية، لكنهم مُصرين على البقاء في تلك المناطق التي يرون أنها محصنة، في جبال قنديل، وفي المثلث (الإيراني-التركي-العراقي).

صراع سياسي وتدخل أجندات إقليمية..

من جانبه؛ قال البرلماني الكُردستاني، “عبدالباري الزيباري”، أن المشاحنات بين (البيشمركة) و”حزب العمال الكُردستاني”؛ ليست وليدة اللحظة، ووصلت في التسعينيات من القرن الماضي؛ إلى التصادم العسكري.

مؤكدًا أن الخلافات بين الجانبين؛ تتدخل فيه أجندات إقليمية، علاوة على الصراع السياسي لإدارة مناطق محددة في “إقليم كُردستان”، وهذه الصدامات سوف تُضعف الطرفين وتُثبت الأجندات الإقليمية في “إقليم كُردستان” بشكل أوسع.

وحول ما إذا كان الخلاف الأخير جاء نتيجة ضغوط من الحكومة الاتحادية، في “بغداد”، بعد توتر علاقاتها مجددًا، مع “أنقرة”؛ على خلفية الحرب على الحزب، أشار “الزيباري”، إلى أن الخلافات قديمة وترجع إلى تسعينيات القرن الماضي، ولم تنشأ، اليوم، بسبب الخلافات بين “العراق” و”تركيا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة