30 أكتوبر، 2024 8:24 م
Search
Close this search box.

مناظرة “بايدن” و”ترامب” .. كيف قرأتها الصحف الإسرائيلية ؟

مناظرة “بايدن” و”ترامب” .. كيف قرأتها الصحف الإسرائيلية ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في مناظرة تاريخية؛ تُحدد اتجاه قاطّن “البيت الأبيض” بعد شهورٍ قليلة، كان للحرب على “غزة” ومستقبل “الدولة الفلسطينية” نصيّب من مواجهات الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، ومنافسه “دونالد ترامب”، في الانتخابات الرئاسية المُّقرر انعقادها في تشرين ثان/نوفمبر 2024.

وخلال المناظرة؛ التي نظمتها (CNN)، لم يجب “ترامب” بشكلٍ مباشر عما إذا كان سيّدعم قيام “دولة فلسطينية” مستقلة لإنهاء الحرب بين “إسرائيل” وحركة (حماس) في “غزة”.

وسألت “دانا باش”؛ التي تُدير المناظرة “ترامب”: “هل تؤيد إنشاء دولة فلسطينية مستقلة من أجل دعم السلام في المنطقة ؟”.

وكانت إجابته: “يجب أن أرى”، قبل أن ينتقل للحديث عن الاتفاقيات مع الدول الأوروبية.

هذا واتهم “ترامب” منافسِه بأنه يتصرف: “كفلسطيني” في النزاع بين “إسرائيل” وحركة (حماس).

وقال “ترامب” متحدثًا عن “بايدن”: “لقد أصبح مثل فلسطيني، لكنهم لا يحبّونه لأنه فلسطيني سييء جدًا. إنه فلسطيني ضعيف”.

من جهته؛ قال “بايدن”، في المناظرة الرئاسية إن: “الطرف الوحيد الذي يُريد استمرار الحرب هو (حماس)”، مؤكدًا أن “أميركا”: “أكبر مصّدر لدعم إسرائيل في العالم”، مضيفًا: “نواصل إرسال خبرائنا ورجال استخباراتنا لمعرفة كيف يمكنهم القضاء على (حماس) كما فعلنا مع بن لادن”.

وقال “بايدن”؛ في المناظرة ردًا على سؤال حول عدم امتّثال (حماس) أو “إسرائيل” للخطة التي اقترحها: “أولاً، لقد أيد الجميع، من مجلس الأمن؛ التابع للأمم المتحدة، إلى مجموعة الدول السبع الكبُرى إلى الإسرائيليين ونتانياهو نفسه، الخطة التي طرحتها، والتي تتألف من ثلاث مراحل. المرحلة الأولى هي تبادل الرهائن بوقف إطلاق النار. المرحلة الثانية هي وقف إطلاق النار مع شروط إضافية. المرحلة الثالثة هي نهاية الحرب”.

وتابع بالقول: “الطرف الوحيد الذي يُريد استمرار الحرب هو (حماس)، ما زلنا نضغط بقوة من أجل إقناعهم بالقبول. في غضون ذلك، ماذا حدث ؟ في إسرائيل، الشيء الوحيد الذي علقته هو القنابل التي تزن: (2000) رطل. إنها لا تعمل بشكلٍ جيد في المناطق المأهولة بالسكان. إنها تقتل الكثير من الأبرياء”.

وأضاف “بايدن”: “نحن نزود إسرائيل بكل الأسلحة التي تحتاجها ومتى تحتاجها. وبالمناسبة، أنا الرجل الذي نّظم العالم ضد إيران عندما شنّوا هجومًا صاروخيًا باليستيًا كاملاً على إسرائيل، لم يصُّب أحد بأذى. لم يقتل أي إسرائيلي عن طريق الخطأ وتوقف الهجوم. لقد أنقذنا إسرائيل. نحن أكبر مصدر لدعم إسرائيل في العالم. وهكذا، هناك شيئان مختلفان. لا يمكن السماح باستمرار (حماس). نحن نواصل إرسال خبرائنا ورجال استخباراتنا لمعرفة كيف يمكنهم القضاء على (حماس)؛ كما فعلنا مع بن لادن، ليس عليك أن تفعل ذلك. وبالمناسبة، لقد ضعفت (حماس) بشكلٍ كبير، ويجب القضاء عليها. ولكن عليك أن تكون حذرًا بشأن استخدام أسلحة معينة بين المراكز السكانية”.

يُحفز “إيران” ووكلاءها ضد “إسرائيل”..

أعرب الإسرائيليون؛ أمس الأحد، عن مخاوف متزايدة من أن أداء الرئيس؛ “جو بايدن”، الضعيف في المناظرة مع الرئيس السابق؛ “دونالد ترامب”، قد يُحفز “إيران” ووكلاءها في الشرق الأوسط ضد “إسرائيل”، في وقتٍ يعتبره الكثيرون حرجًا للقيادة الأميركية في المنطقة.

وحذر المعُّلقون الإسرائيليون من مختلف الأطياف السياسية من أن “إيران” وحلفاءها قد يُحاولون استغلال ضعف “بايدن” الظاهر؛ بينما تُحارب “إسرائيل” حركة (حماس) في “غزة”، في احتمال نشّوب صراع شامل مع جماعة (حزب الله) في “لبنان”.

وعرضت العديد من الصحف الإسرائيلية؛ أمس، المناظرة على صفحاتها الأولى في نوع من رد الفعل المتأخر: جرت المناظرة قبل فجر يوم الجمعة بالتوقيت المحلي؛ بعد أن تم طبع صحف نهاية الأسبوع، ولا تصُّدر الصحف العبرية اليومية السبت، وفقًا لـ (نيويورك تايمز).

اختلاف حول دعم “بايدن” لـ”إسرائيل”..

واختلف محللو صحيفة (إسرائيل اليوم) اليمينية المجانية، وصحيفة (هاآرتس) اليسارية، بشكلٍ حاد في النبّرة، لكن كليهما أثار شبّح أعداء “إسرائيل” و”الولايات المتحدة” الذين يختبرون عزم الإدارة الأميركية.

وكتب “عاموس هاريل”؛ محلل الشؤون العسكرية في (هاآرتس): “هل سيُقيّم (حزب الله) وإيران أن بايدن مشغول جدًا الآن عن دعم إسرائيل في حالة اندلاع حرب شاملة في لبنان هذا الصيف ؟”، وفي حين سِخر البعض على اليمين الإسرائيلي من أداء “بايدن” في المناظرة، على أمل فوز “ترامب”، واصل “هاريل” قائلاً: “إن ذلك كان إظهارًا لنُكران الجميل، بعد أن وقف الرئيس الأميركي إلى جانب إسرائيل، وزودها بكميات كبيرة من الأسلحة. علاوة على ذلك، فإن ترامب قصبة ضعيفة للاعتماد عليها”.

واعتبر “أمنون لورد”؛ وهو كاتب عمود في صحيفة (إسرائيل اليوم)، أن أداء “بايدن” أثبت الادعاءات المستمرة بأن “مجموعة تقدمية متطرفة” من المساعدين كانت تقود السياسة الخارجية الأميركية، وقال: “في عالم مليء بالقوى العدوانية، فإن الصورة غير المشرفة للرئيس الأميركي – زعيم العالم الحر – الذي يبدو ضعيفًا وغير متماسك تُشجعهم على استغلال الفرص، وإن تراجع بايدن يعكس انهيار سياسته في الشرق الأوسط تجاه إيران وحلفائها”.

أداء كارثي لـ”بايدن”..

وأشارت صحيفة (يديعوت أحرونوت)؛ وهي صحيفة عبرية رئيسة، إلى عمود على صفحتها الأولى يصف أداء “بايدن” بأنه: “كارثة”، وكتب الكاتب “نداف إيال”، أنه في مواجهة احتمال رئاسة أخرى لـ”ترامب”، فإن الديمقراطيين وحلفاءهم يحملون مصير العالم الحر على أكتافهم.

ويعمل المسؤولون الأميركيون على التوسّط لحل دبلوماسي للتوترات بين “إسرائيل” و(حزب الله) في محاولة لتجنب حربٍ إقليمية أوسّع يخشون أن تجّر “إيران” و”الولايات المتحدة”، كما تُشارك إدارة “بايدن” في جهود مكثفة مع وسّطاء آخرين لمحاولة التقدم في صفقة هدنة لـ”غزة” تتضمن تبادل الرهائن المتّبقي هناك مقابل سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وضغط رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، علنًا على إدارة “بايدن” للإسّراع في تزويد الذخائر قبل أي اشتعال لحرب مع (حزب الله) في “لبنان”.

تأييد قوي لـ”إسرائيل”..

رأت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية؛ أن الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، والرئيس السابق؛ “دونالد ترامب”، أبديا تأييدًا قويًا لـ”إسرائيل”؛ خلال المناظرة الرئاسية، مساء الخميس الماضي.

وحثّت (جيروزاليم بوست) في افتتاحيتها؛ “بايدن”، على الإسراع في التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن: الـ (120) المتبقين إلى “إسرائيل”، ومن بينهم: (05) مواطنين أميركيين، مضُّيفة أنه بغض النظر عن تقيّيم تلك المناظرة الرئاسية من حيث الفائز، إلا أن  المرشحين، الديمقراطي والجمهوري، قد ظهرا داعمين بقوة لـ”إسرائيل” في حربها ضد حركة (حماس) الفلسطينية، على الرُغم من أن كلاً منهما كان له موقف مختلف بشكلٍ ملحوظ تجاه “إسرائيل” و(حماس) و”إيران” والوضع في منطقة الشرق الأوسط.

أهمية “قضية غزة”..

وأضافت أن المحللين السياسيين رأوا أن حديث “بايدن” و”ترامب”؛ خلال المناظرة التي استمرت (90) دقيقة، كان دليلاً على مدى أهمية هذه القضية في الانتخابات الرئاسية المُّقرر إجراؤها في 05 تشرين ثان/نوفمبر، موضحة أن “ترامب” أطلق الطلقة الأولى خلال مهاجمته “بايدن”؛ في سياسته الخارجية، بشكلٍ عام، وحرب “أوكرانيا” بشكلٍ خاص، مدعيًا أن السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، لم يكن ليحدث أبدًا في ظل رئاسته.

وأشار الرئيس السابق ضمنًا إلى أن رئاسة “بايدن” سمحت بالغزو الروسي لـ”أوكرانيا” عام 2022، وهجوم (حماس) على “إسرائيل” في عام 2023، أما عن “بايدن”، فعندما سُئل عن النفوذ الذي سيسّتخدمه لدفع “إسرائيل” و(حماس) إلى وقف إطلاق النار، تحدث عن خطة وقف إطلاق النار في “غزة” المكونة من ثلاث مراحل، معُلنًا أنه لم يكن هناك أحد في العالم داعمًا لـ”إسرائيل” أكبر من “الولايات المتحدة” في ظل إدارته.

وقال “بايدن”؛ إن: “الجميع، من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مرورًا بمجموعة السبع، وصولاً إلى الإسرائيليين ورئيس الوزراء؛ بنيامين نتانياهو، نفسه”، أيدوا خطته وأن (حماس) فقط هي التي لا تزال ترفض، مضيفًا أن (حماس) أصبحت ضعيفة إلى حدٍ كبير خلال الحرب، كما يجب القضاء عليها، ولكن مع حذر في المناطق المأهولة بالسكان.

الضغط على “حماس”..

وأصر “بايدن” على أنه لا يزال يضغط بقوة على (حماس) لقبول الخطة، كما رفض اتهامات “نتانياهو” بأن “واشنطن” حجّبت شُحنات الأسلحة على “إسرائيل”، ومن جانبه، رفض “ترامب” موقف “بايدن”، مدعيًا أنه هو من يكبّح جُماح القادة الإسرائيليين.

تهرب “ترامب”..

وأشارت الصحيفة إلى أن “ترامب” تهرب من سؤال حول ما إذا كان سيّدعم إقامة “دولة فلسطينية” أم لا، بالقول: “عليّ أن أرى”، أما فيما يتعلق بـ”إيران”، والتي كانت محور هجومه على سياسة “بايدن” الخارجية في الأشهر الأخيرة.

الهجوم الإيراني..

من جانبه؛ أشار “بايدن” إلى تدخل “الولايات المتحدة” في الهجوم الصاروخي والطائرات بدون طيار الذي شنّته “إيران” على “إسرائيل”؛ في 13 نيسان/إبريل، قائلاً إنه حشّد (50) دولة للدفاع عن “إسرائيل”، وهاجم “بايدن”؛ “ترامب”، لأنه لم يفعل الكثير خلال فترة رئاسته سوى: “التحدث بصّرامة”.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: “في هذه الأثناء، ومع احتدام الحرب، نُحث الرئيس؛ بايدن، وإدارته على ممارسة أقصى ما لديهم من سلطة لتسّريع التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن الـ (120) المتبقين إلى إسرائيل، والذين بينهم: (05) أميركيين، لأنه لا يمكن الانتظار حتى 05 تشرين ثان/نوفمبر”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة