30 أكتوبر، 2024 4:21 م
Search
Close this search box.

مناظرة “بايدن” و”ترامب” .. كيف حللها قارئي لغة الجسد ؟

مناظرة “بايدن” و”ترامب” .. كيف حللها قارئي لغة الجسد ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

كان للمُّناظرة التاريخية التي حدثت بين الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، ومنافسِه؛ “دونالد ترامب”، أهمية جعلتها محل اهتمام ونظر المحللين في صحف العالم، وكما حازت على تلك الأهمية، كان للغة الجسد تحليل آخر.

فحلل “محمد أبوهاشم”؛ خبير لغة، جسد مناظرة “ترامب” و”بايدن”، لموقع (اليوم السابع) المصري؛ أنه: “عندما دخل بايدن كان مبتسُّم وهو متجه إلى المناظرة؛ ولكن اختّفت ابتسامته عندما صّعد على المسرح وكان جسده وهو متجه للمناظرة (متخشُّب) بعض الشيء ولم يُظهر أي إشارات تُعبر عن حديثه، عكس ترامب الذي كان متجُّهم وتعمّد أن بصره لا يتجه لبايدن ليُظهر له بأنه غير مهتم به وليُثير استفزازه؛ كما أكد بلغة جسّده إنه يُركز على نفسه فقط ويحرص على توصيل وجهة نظره للمواطنين”.

“ترامب” واثق.. و”بايدن” بلا علامات !

وتابع خبير لغة الجسد التحليل، قائلاً: “أرسل ترامب من خلال لغة جسده إشارات تأكيدية على حديثه مما يدل على ثقته بنفسه، وحرص على ألا يصُّدر أي إشارات سلبية حتى لا تأخذ عليه، أو تُعبّر عن كذبه، مثل تعمّد فتح يديه حتى يُظهر للمواطنين بأنه شخص منفتح وليس خائفًا، كما استخدم نبرة صوت قوية ليُعبر بها عن قوته وقوة شخصيته، عكس بايدن الذي كانت نبرة صوته ضعيفة ومتأثر بعامل السّن ولم يُظهر على وجهه أي علامات من كثرة عمليات (البوتوكس)، ولكن ما ظهر على وجهه علامات التجاعيد التي على جبهته”.

استفزاز “ترامب” واستهزاء “بايدن”.. 

وأشار خبير لغة الجسد في تحليله للمناظرة؛ إلى أن “ترامب” حاول استفزاز “بايدن”، لكنه لم يستطيع، ولكن عندما تحدث “ترامب” عن الناحية الاقتصادية أخطأ في لغة جسده حيث عندما اتجه المذيعين للحديث مع “بايدن” تنهد “ترامب” مما أظهر إنه كان مضغوط وهو يتحدث عن الجانب الاقتصادي.

وتابع: “ترامب؛ كان يُدافع عن نفسه جيدًا ولم يُظهر أي إشارات دفاعية حتى يظل ظاهرًا بمظهر القوي وكان يرد جيدًا على الأسئلة؛ وعندما هاجم بايدن وتحدث عن انسّحاب أميركا من أفغانستان صُدر من بايدن إشارة استهزاء؛ والتي ارتفعت بها إحدى الوجنتين بشكلٍ سريع وكأنه يستهزأ به لأنه يهاجمه لسبب تافه”.

كشفت الكثير من الخبايا..

من جهته؛ يرى خبير لغة الجسد والتواصل غير اللفظي المعروف؛ “جو نافارو”، أن المُّناظرة التي جمعت بين الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، والرئيس السابق السّاعي للعودة إلى “البيت الأبيض”؛ “دونالد ترامب”، باحّت بأسرار وكشفت الكثير من الخبايا دون الحاجة إلى الاستماع لتصريحات وحجج المتنافسين في الانتخابات المقبلة.

وأوضح “نافارو”؛ الذي عمل لمدة (25) عامًا في مكتب التحقيقات الفيدرالي، في مقال نشره بمجلة (بوليتيكو) الأميركية، أن لغة الجسد لدى السياسيين: “لا تكذب”، في حين أنهم قادرين على التلاعب بالحقائق والكلمات.

وحسّب وكالة (رويترز)؛ فإن قرابة: (48) مليون شخص شاهدوا المناظرة الرئاسية بين “بايدن” و”ترامب”. ويُشير الرقم إلى أن العدد النهائي للجمهور سيكون أقل بنحو الثُلث من: (73) مليون شخص تابعوا أول مناظرة بين المرشحين في 2020.

وستكون هذه من بين (03) مناظرات رئاسية نالت أقل نسّب مشاهدة منذ 1976.

انتهت المناظرة الأولى بين الرئيس الديمقراطي؛ “جو بايدن”، وسّلفه الجمهوري؛ “دونالد ترامب”، في إطار حملة انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024، الخميس، بعد ساعة ونصف الساعة من المناقشات التي تناولت مجموعة متنوعة من القضايا المتعلقة بالسياسات الداخلية والخارجية لـ”الولايات المتحدة”.

وقد يكون العدد الضئيل نسّبيًا؛ مقارنة بمناظرات سابقة في دورات انتخابية، مؤشرًا على ضعف حماس الناخبين لكلا المرشحين.

ولا يشمل العدد النطاق الكامل للمشاهدين عبر الإنترنت، حيث تزايدت شعبية المشاهدة عبر الإنترنت مع انكماش جمهور التلفزيون التقليدي.

مشّية “بايدن” ليست علامة كارثية..

وفقًا لـ”نافارو”؛ فإن المُّتابع لم يحصل على مزيد من المعلومات بشأن ما يُعرف سابقًا عن كل من “بايدن” و”ترامب”، ولكن لغة الجسد قد تكشف حقائق ومعلومات أكثر وضوحًا وصدقًا.

والبداية كانت مع دخول الرئيس الديمقراطي إلى مسرح المناظرة، حيث إن “بايدن” دخل أولاً، لتظهر: “مشيته المتيبّسة بخطوات صغيرة، على الفور، مدى تقدمه بالعمر”.

ورأى الخبير أنه على نقيض ما يتردد، فهذه: “ليست بالضرورة علامة كارثية على التدهور العقلي”، مضيفًا: “مع تقدمنا في السّن، نفقد الكثير من حسّاسية الأعصاب التي تُساعدنا في الحفاظ على توازننا، ولا تؤثر هذه الأعصاب دائمًا في ركوب الدراجات أو السباحة، ولكنها تؤثر في طريقة المشي والسّير”.

مؤشر على انقسام المجتمع الأميركي..

ورُغم أن “نافارو” لم يتفاجأ من عدم حدوث مصافحة بين الخصّمين؛ فإن عدم حدوث ذلك التلامس التقليدي في المناظرات السابقة، يُعد: “مؤشرًا ودليلاً واضحًا على وجود انقسامات داخل المجتمع الأميركي”.

بدأت المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، ومنافسه الجمهوري؛ “دونالد ترامب”، على قناة (سي. إن. إن) من ستوديو في “أتلانتا” بدون جمهور.

وشّدد على أن المصافحة بين الرجلين كانت: “ستبّعث برسالة غير لفظية تنم عن وجود احترام متبادل، وذلك على الأقل بالنسبة للمشاهد الأميركي”.

توهج “ترامب” وشّحوب “بايدن”..

من جانبٍ آخر؛ نوه الخبير الأميركي بأن شّحوب بشرة الرئيس الحالي مقارنة بمنافسه الجمهوري قد تؤثر عليه، مضيفًا: “البعض قد يظن أن ذلك أمر سطحي وعادي، لكنه يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا”.

وتابع: “بايدن كان شاحبًا مثل ملاءة سرير بيضاء، بينما بدا ترامب متوهجًا وكأن أشعة الشمس قد انعكست على بشرته”.

وللدلالة على أهمية ذلك؛ قال “نافارو”: “فكروا فقط في كيف بدا؛ ريتشارد نيكسون، أشعثًا وبشرته الشاحبة بجوار سناتور شاب أسمر اسمه؛ جون كينيدي، في أول مناظرة متلفزة عام 1960”.

وشّدد على أن البشر يستشعرون بشكلٍ طبيعي الصحة والحيوية والطاقة في الوجه المدبوغ؛ (بلون البرونزاغ)، وبالتالي فإن ذلك مؤشرًا آخر على أن: “بايدن بدا ضعيفًا إلى حدٍ ما”.

“جامد كالتمثال”..

وبالانتقال إلى نقطة أخرى؛ قال “نافارو” إنه اعتاد على مشاهدة “بايدن”؛ منذ تسعينيات القرن الماضي، لكن في هذه المناظرة بدا: “رزّينا جدًا وكأنه تمثال”، في إشارة إلى قلة حركاته وتعبيرات جسده، مقارنة بـ”ترامب”.

وأضاف أن “بايدن” كان في أول (40) دقيقة على وجه الخصوص، مفتقدًا للحركات والإيماءات، وذلك على عكس الرئيس الجمهوري السابق الذي لفت انتباه المشاهد بحركات اليد الديناميكية والإشارة العدوانية بأصابع الاتهام التي دعمت حججه، مما جعله يبدو أكثر نشاطًا.

وتابع: “لغة الجسد تتحدث كثيرًا، لكن كتاب بايدن كان مليئًا بالصفحات الفارغة، وربما يكون مرد ذلك أنه أراد أن يكون محترمًا وأن يتم الإصغاء إليه باهتمام. ولكن قد يكون السبب أيضًا هو أنه مع التقدم في العمر، تُصبح إيماءاتنا أقل. ولم يقدم التواصل غير اللفظي لبايدن شيئًا لمواجهة الاتهامات بأن سنه الكبير يلاحقه”.

لغة العيون..

أما بالنسبة للغة العيون؛ فأوضح “نافارو” أن رفة الجفون كانت حاضرة عند المتنافسين، لكن لأسباب مختلفة وأوقات مغايرة من المناظرة.

فـ”بايدن”؛ حسّب الخبير الأميركي، كان الجفون لديه ترف عندما يشعر أنه ارتكب خطأ ما خلال الدفع بحجه وأدلته، وبالتالي فإن تلك الحركة كانت تُعبر عن الإحباط، مردفًا: “سلوك شائع للأشخاص الذين يعانون التأتأة”.

وفي حالة “ترامب”: “لم تكن رفة الجفن تعبيرًا عن الإحباط الداخلي بقدر ما كانت تعبيرًا عن الازدراء الخارجي”، إذ أنه كان يشُّبه شخصية النجم الأميركي المعروف؛ “جاك نيكلسون”، في فيلم (A Few Good Men)، والذي كانت جفونه ترف كلما تلقى سؤالاً صعبًا وهو جالس على منصة الشهود في مشاهد المحكمة.

وزاد: “عمومًا، كان ترامب الأكثر تعبيرًا عن طريق لغة العيون، ولكن ليس بطريقة جيدة، فهو عندما يسمع أمرًا لا يُحبه، ينزل جفنيه بقوة”.

واعتبر “نافارو” أن ذلك يُعد سلوكًا تكيفيًا، ضاربًا مثلاً بلمس المرء لوجه، لتخفيف التوتر المؤقت، وتلك تعتبر: “وسيلة لتهدئة النفس”.

وبالنسبة لتقوس الحاجبين، فإن ذلك غالبًا ما يكون علامة تقدير وتبجيل، كما هو الحال عندما تبرز حاجبيك إذا قابلت صديقًا في الشارع، ولكن مع “ترامب”، الأمر مختلف، فإن رفع الحاجبين لا يعبر عن المفاجأة، بل على الانزعاج أو الشك.

شفتان مزمومتان..

منذ ظهوره على شاشة التلفزيون، أظهر “ترامب” سلوكًا غريبًا يكشف عن مشاعر الخلاف أو الكراهية أو الازدراء، وقد ظهر ذلك مرات عديدة خلال المناظرة عبر زم الشفتين.

ونبّه “نافارو” إلى أن معظم الناس يضمون شفاهم عند سماع أمر لا يحبذونه أو يختلف مع قيمهم وآرائهم، مردفًا: “هذا سلوك متأصل بعمق في النفس البشرية”.

وأردف: “لقد لاحظت السلوك عينه لدى الأطفال الذين ولدوا مكفوفين. فهو نوع من التشنج اللاإرادي الذي يمكن للآخرين الاستفادة منه في عدة أمور، مثل عند إجراء مفاوضات تجارية، أو حتى مناظرة رئاسية”.

ابتسامة مفتعلة..

وشدد “نافارو” كذلك؛ على أن “ترامب” كان يلجأ إلى ما يحب أن يسّميه: “الابتسامة الزائفة المنحرفة”، والتي تُعد سلوكًا سلبيًا غير صادق.

وأوضح أنه في ابتسامة “دوشين”: “الابتسامة الحقيقية إلى درجة كبيرة”، يحدث تقلص إضافي للعين الدائرية، مما يؤدي إلى تجعد الجلد حول العينين.

ولكن مع ابتسامة “ترامب”، تنضغط الشفاه بشدة، وتسحب مفاصل الفم بإحكام إلى الأعلى وإلى الجانب، ويكون تقوس الحاجبين عاليًا جدًا.

وزاد “نافارو”: “هذا يجعل الابتسامة تبدو مفتعلة، وتهدف إلى درء الهجوم اللفظي بشكل غير لفظي. إنها طريقة للتظاهر بأن أمرًا ما لم يكن مؤلمًا، في حين أنه كان كذلك في الواقع”.

عامل السن..

من جهته؛ قال خبير لغة الجسد بجامعة (كارنيغي ميلون): على الرغم من أن “بايدن” أكبر من “ترامب” بثلاث سنوات وسبعة أشهر فقط، إلا أنه بدا أكثر شيخوخة، وبالطريقة التي تحدث بها، لم يستطيع إخفاء تأثره بتقدمه في العمر.

وتابع: كان صوت “جو بايدن” ضعيفًا ومتقطعًا، مما جعله يبدو وكأنه مسُّن، وبدا أنه يتنفس بصعوبة خلال المناظرة، وهو ما أرجعه “البيت الأبيض” إلى نزلة برد.

وبالنسبة للرئيس الأميركي السابق، فعرض “ترامب” نقاطه بصوت قوي، وبدا أكثر ثقة بناءً على الصوت والقامة فقط، وذلك وفقًا لما قالته خبيرة لغة الدماغ والجسد والطبيبة النفسية؛ “كارول ليبرمان”، لصحيفة (واشنطن بوست).

وتابعت: “بايدن”، الذي فاز بنقاط في مواجهاته السابقة ضد “ترامب” في عام 2020، لأنه بدا متعاطفًا مع الأميركيين المكافحين في ذروة جائحة (كورونا)، فشل في تقديم هذا الانطباع ليلة الخميس، وكان “بايدن” في كثير من الأحيان يبدو تائهًا أمام منافسه “ترامب”.

وأكملت: لم يكن “بايدن” مدركًا لمدى الألم الذي يعاني منه الأميركيون، وعلى الرغم من فشل “بايدن” في جذب تأييد الشعب الأميركي لانتخابه في الانتخابات الأميركية 2024، إلا أنه حصل على تعاطف من الشعب الأميركي بسبب تقدمه في السن ومعاناته من الشيخوخة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة