خاص : ترجمة – بوسي محمد :
أعلنت باكستان في تشرين أول/أكتوبر الماضي، عن إعتزامها إقامة سياجين من “الشبك المعدني” بإرتفاع تسعة أقدام، (2.75 متر)، بينهما “أسلاك شائكة” لمنع توغل المتطرفين الإسلاميين من أفغانستان، التي تعارض إقامة حاجز على إمتداد الحدود المتنازع عليها، لكن يبدو أن هذا المخطط سوف يكلفها الكثير من الأموال، لهذا طلبت من الولايات المتحدة المساعدة في دفع ثمن الأسياج من أجل الإنتهاء من إقامة سور على طول حدودها المتنازع عليها مع أفغانستان.
وحسبما أشارت صحيفة (الغارديان) البريطانية، إلى أنه تم حتى الآن إنجاز أقل من 10 فى المئة من السياج المخطط له على طول الحدود الجبلية مع أفغانستان، البالغ طولها 1456 ميلاً، (2343 كيلومتراً)، بسبب القيود المالية.
مهما إرتفعت التكلفة لا تساوي ما تكبدته باكستان..
قال وزير خارجية باكستان، “خواجا محمد آصف”، أنه يتعين الإنتهاء من هذا الحاجز بحلول نهاية عام 2019.
وأكد “آصف”، على أن ثمن الأسياج الأمنية المقرر إقامتها، بالرغم من أنها عالية التكلفة، لكنها لا تساوي شيئاً أمام الأموال التي تكبدونها من وراء الحرب مع أفغانستان.
ووفقاً للصحيفة البريطانية، تعرضت باكستان لضغوط متزايدة للعمل ضد “طالبان” الأفغانية، التي كانت تهدد بزعزعة الإستقرار في باكستان، و”شبكة حقاني” التابعة لها، بعد أن أتهم الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، المسؤولين في “إسلام آباد”، عاصمة باكستان تقع شمال غربي البلاد على هضبة “بوتوهار”، بتوفيرهم ملاذات آمنة للإرهابيين، موضحاً أن واشنطن أرتكبت حماقة بمنحها مليارات الدولارات لـ”إسلام آباد”، وهو ما رفضته “آباد” وطالبته بالتخلي عن هذه الإتهامات.
وأوضح “آصف”، وزير الخارجية الباكستاني، أن السور الحدودي سيوقف تدفق المسلحين الذين يعبرون إلى كلا البلدين دون رقابة، مضيفاً أن باكستان تعتبر أيضاً عودة أكثر من مليوني لاجيء أفغاني حاسمين للسلام. وطالب الولايات المتحدة المساعدة في تسليح وإعادة اللاجئين الأفغان.
وقال “آصف”، هناك أعداد هائلة تصل إلى 70 ألف شخص يعبرون الحدود يومياً، دون الإطلاع على هويتهم. ما يشكل خطراً على دولة باكستان.
ورداً على سؤال حول مزاعم “ترامب”، قال “آصف” أن باكستان تريد توطيد علاقتها مع الولايات المتحدة، موضحاً أن تكاتفهم سوياً حتماً سيقضي على الإرهاب في كلا البلدين.
عودة 600 ألف لاجيء أفغاني..
وقد نددت كل من باكستان وأفغانستان بالأخرى، لأنها تؤوي المتمردين، مما أدى إلى توتر العلاقات بينهما التي وصلت إلى “الحامض الشديد”، على حد تعبير “آصف” في العام الماضي.
ومن جانبه أتهم الرئيس الأفغاني، “أشرف غنى”، باكستان، بأنها تشن “حرباً عدوانية غير معلنة” ضد بلاده، وهددت بمواجهة مسلحة على السور عبر خط “دوراند” المتنازع عليه، الذي قسم بين “جماعات الباشتون” العرقية في المنطقة خلال الحكم الإستعماري البريطاني.
ويوضح “آصف” أن حوالي 600 ألف لاجيء أفغاني عادوا إلي بلادهم في العام الماضي، وقال إن المعسكرات تشكل أرضاً خصبة للتمرد، ويجب على المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهود للمساعدة في تحمل العبء.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن باكستان واجهت إنتقادات متكررة للعودة القسرية لبعض اللاجئين الذين فروا من الحرب عبر الحدود.
وأشار “قيصر خان أفريدي”، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في “إسلام آباد”، إلى أن هناك نقصاً في التمويل للاجئين الأفغان، حيث تم تحويل الموارد إلى أماكن أخرى مثل سوريا والعراق.
تجدر الإشارة إلى أن باكستان وأفغانستان لديهما 235 نقطة عبور، يستخدمها غالباً المسلحون وتجار المخدرات، ويمكن الوصول إلى 18 منها من قبل المركبات، وفقاً لتقرير نشرته “مجموعة أبحاث شبكة المحللين الأفغان” فى تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وذكرت المجموعة أن “حركة طالبان” يمكن أن تتحرك بسهولة بين البلدين في الأراضي الحدودية التي غالباً ما تكون خارجة عن القانون؛ وعادة ما تلجأ إليها قوات الأمن الباكستانية، وفقاً لما ذكرته المجموعة، مستشهدة بالمحادثات التي تمت مع العديد من مقاتلي “طالبان” الحاليين والسابقين والأفغان الذين يعيشون في المنطقة. وقد نفى الجيش الباكستاني منذ فترة طويلة دعم الجماعات المسلحة.
ويلفت “آصف” إلى: “أن أي تحرك من جانبنا أو من جانبهم يمكن ان يولد عدم الثقة”. موضحاً: “من مصلحتنا المشتركة أن تكون الحدود مسيجة”.
ما هي حركة “طالبان” ؟
ظهرت “حركة طالبان” في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، شمالي باكستان، عقب إنسحاب قوات الاتحاد السوفياتي السابق من أفغانستان.
وبرز نجم “طالبان”، وأكثر عناصرها من “الباشتون”، في أفغانستان في خريف عام 1994.
ويعتقد على نطاق واسع بأن “طالبان” بدأت في الظهور لأول مرة من خلال المعاهد الدينية، التي تمول في الغالب من السعودية، والتي تتبنى نهجاً دينيا محافظاً، حيثُ أمرت الرجال بإطلاق لحاهم والنساء بإرتداء النقاب، كما حظروا مشاهدة التليفزيون والإستماع إلى الموسيقى وإرتياد دور السينما، ورفضوا ذهاب الفتيات من سن العاشرة إلى المدارس.
ووعدت “طالبان”، التي توجد في مناطق “الباشتون” المنتشرة في باكستان وأفغانستان، بإحلال السلام والأمن وتطبيق صارم للشريعة بمجرد وصولها للسلطة. مثل الإعدامات العلنية للمدانين بجرائم القتل أو مرتكبي الزنا أو بتر أيدي من تثبت إدانتهم بالسرقة.
ونفت باكستان مراراً وتكراراً أنها هي من أسست “طالبان”.