9 أبريل، 2024 2:25 ص
Search
Close this search box.

مملكة “آل سلمان” تسير عكس الاتجاه .. في اليمن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

لا أحد يهتم لليمنيين.. ولا سلطة هنا أو مسؤولين هناك يتدخلون من أجل إيقاف نزيف الدماء أو معالجة المرضى أو حتى تقديم بعض من إنفاق قد يساهم في مسكن أو ملبس أو غذاء، فقط عائلة واحدة هي التي تقرر، وإن أعطت ربما هو أقل القليل من المتوقع !

لا مفر من طلب الغوث من ولاة الأمر !

لم يعد من مفر أمام رئيس الحكومة اليمنية، “أحمد بن دغر”، بعد أن أضحت بلاده على شفا أزمة اقتصادية تهدد سلطاته والموالين لملك السعودية، “سلمان بن عبدالعزيز”، غير الإستغاثة بولاة الأمر في الرياض بضرورة إيجاد مخرج عاجل يعين مقاومة شبح أزمة عاصفة.

22 مليون يمني في حاجة إلى مساعدات إنسانية..

فالرجل رئيس وزراء اليمن ومن مهماته هو والرئيس، “عبدربه منصور هادي”، ضمان أن تصل الرواتب، في وقت تنهار فيه العملة اليمنية – الريال -، والبلد مهدد ليس فقط بالإفلاس بل بالانهيار تماماً، إذ يشهد اليمن مجاعة، ونحو 80% من سكانه – ما يعادل نحو 22 مليون مواطن – في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.. فمن يتحمل تلك الفاتورة الإنسانية الباهظة ؟!

رئيس الوزراء اليمني كان مباشراً هذه المرة مع مملكة “آل سلمان”، دعاهم للتدخل مؤكداً لهم أن انهيار اليمن سيحمل معه أضراراً بالغة على الحكومة اليمنية ذاتها، التي يمثلها هو و”عبدربه منصور هادي”، وربما يخرج الأمر عن السيطرة فتتأثر المملكة ذاتها.

المقاومة ستضعف !

إذ يرى المتابعون للشأن اليمني أنه إذا تضررت شرعية “هادي” وحكومته، فإن مقاومة “الحوثيين” – حلفاء إيران في اليمن – ستضعف، وسيتأثر ذاك التحالف العربي، الذي يشن هجمات مستمرة على الحوثيين ومعهم مدنيين في اليمن.

ومن ثم يمكن أن نشهد تغييراً في الموقف الدولي الداعم للرياض، بما ينقلب ضد عمليات مملكة “آل سلمان” العسكرية باليمن.

إستجابة سريعة .. 2 مليار تكفيكم !

بالفعل يأتي رد الملك “سلمان” سريعاً، فيقرر إيداع ملياري دولار في البنك المركزي اليمني لرفع الاحتياطي النقدي هناك منعاً لانهيارات جديدة في الريال اليمني.

ليواجه الرجل، الذي تقود بلاده ذاك التحالف المستمر منذ تولى مقاليد الحكم عام 2015، حملة انتقادات واسعة، إذ إن رقم “2 مليار دولار الذي قرر إيداعه في البنك اليمني”، برأي منتقديه مجرد فتات؛ مقارنة بما أنفق على الحرب نفسها التي دمرت اليمن، وما تكبده الاقتصاد اليمني من خسائر فادحة.

85 مليار دولار أنفقت على تدمير اليمن في 3 سنوات..

وفقاً لبعض التقديرات، فإن تكلفة الطلعات الجوية الحربية في أجواء اليمن تقدر بـ 9 مليارات دولار منذ بدء الحرب، أي بنحو 5 أضعاف الوديعة السعودية، بينما قالت تقديرات أخرى، وصفت بالمتشائمة، إن تكلفة الحرب في اليمن تبلغ 200 مليون دولار في اليوم الواحد، ما يعني نحو 85 مليار دولار منذ بدء الحرب، أي أكثر من وديعة “سلمان” بـ 40 ضعفاً.. فماذا لو أنفقت نصف هذه الأموال على صحة وتعليم اليمنيين.. يقول قائل ؟!

يذهب البعض إلى ما هو أكثر، بالقول إن تكلفة الحرب على اليمن خلال شهر واحد، كانت كافية لتفكيك ما يعتبره اليمنيون “مظالم تاريخية”، أدت إلى ثوراتهم بل وحروبهم بينهم وبين بعضهم.

لكن مملكة “آل سلمان” في رأيهم لا تتدخل لدرء الخطر، وإذا وقع فإنها تتأخر أكثر مما يجب للتقليل من الخسائر، فلا تُسعف المدنيين الذين تقول إن استهدافهم كان بالخطأ في غارات جوية لطيرانها الحربي !

مملكة “آل سلمان” لا تنفذ ما تعد به أمام الإعلام..

ترتفع الفاتورة الإنسانية في اليمن ولا تتدخل مملكة “آل سلمان”، فهي تقود حرباً وتقول إنها تدعم ما يسمى “الشرعية” في اليمن، لكنها في الوقت نفسه تقوم بإضعاف هذه الشرعية !

إذ ترحل جزءاً من العمالة اليمنية من على أراضيها، وهو ما يعني مزيداً من الضغط على تلك الشرعية في اليمن؛ وعلى اقتصاد البلاد المتداعي أصلاً جراء استهداف البنى التحتية في مواقع كثيرة.

تذهب مملكة “آل سلمان” إلى ما هو أسوأ، وفق ما يرى منتقدوها، عبر ملاحقة بعض العمال اليمنيين وتلقي القبض عليهم ومن ثم تجندهم في ميادين المعركة بدلاً من السعوديين أنفسهم !

غلق السماء والمنافذ البرية وحتى الموانيء..

لم تقف المعاناة، التي تتسبب فيها مملكة “آل سلمان” عند حدود ما سبق، فهي في الوقت ذاته تمنع دخول السفن إلى “ميناء عدن” اليمني، ما يؤثر ويهدد سمعته الدولية كأحد أهم الموانيء المطلة على البحر الأحمر، ويضر ذلك أول ما يضر الاقتصاد اليمني واليمنيين ويشل منافذهم البحرية؛ من بعد ما جرى إيقاف منافذهم البرية والجوية.

وبعد هذه الأضرار، تفاجيء الرياض اليمنيين بتحويل مبلغ، لا يكاد يذكر، بالمقارنة مع تكلفة تلك الحرب التي تخوضها على أراضيهم؛ وتأخذ من رصيد بلادهم التاريخي وثرواته، والأغرب أن تودع تلك الأموال في البنك المركزي اليمني كـ”وديعة” لا “منحة”، ما يعني أن تستردها مملكة “آل سلمان” مرة أخرى وقت ما تريد.

فهل يتفق هذا الحجم من الأموال مع عدد من يجوع ويقتل من اليمنيين بسبب حرب “آل سلمان” على بلادهم، وتفشي الأمراض لغياب العلاجات، وهنا يجري الحديث عن مئات الآلاف ؟

صمت دولي ومناشدة للملك كي يمن على شعب دمرته الحرب..

يقول اليمنيون إنهم لم يسمعوا من يطالب دولياً بضرورة أن يعاقب من تسبب في أن تنتشر رائحة الموت في أغلب أرجاء اليمن ؟.. على العكس يُناشَد الملك “سلمان” بالتدخل لإلقاء بعض من فتات على حكومة يتحكم هو في قرارها من الرياض؛ ويعطيها فقط ما قد يبقيها لفترة على قيد الحياة، كي يظل متحكماً ونجله، الأمير الطامح في عرش المملكة، بمقدرات اليمنيين طالما استطاع ذلك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب