25 مارس، 2024 12:42 ص
Search
Close this search box.

مملكة “آل سلمان” تحت الرهان .. بريطانيا تناور الرياض بطهران ملوحة بلافتة حقوق الإنسان وعينها على نفط “أرامكو” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

المعلن سياسياً هو التحرك من أجل رفع المعاناة عن المدنيين في “اليمن” تحت ضغط الشعوب والمنظمات الدولية، التي تعالت صيحاتها فجأة من أجل حقوق الإنسان في اليمن.. فلم يعد فقط الحق في الغذاء والدواء هو الهدف، بل الحق في الحياة والمطالبة بالتوقف الفوري عن حصار اليمن وإستهداف شعبه !

كلمة السر .. إيران !

فرغم أن جولته شملت عدداً من دول المنطقة – كسلطنة عمان والإمارات – إلا إن زيارة وزير خارجية بريطانيا، “بوريس جونسون”، إلى إيران كانت الأكثر جذباً والأكثر أهمية لدى كثير من المتابعين للمشهد السياسي في الشرق الأوسط، إذ تأتي على عكس التوقعات بعزلة دولية لإيران وعكس ما يسير عليه الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، الذي نوه مباشرة لعدم رضائه عن الاتفاق النووي مع إيران.

الملف الأحمر بالتاج الملكي..

زيارة في الترتيب تحل ثالثة من نوعها خلال 14 عاماً، وهي الأولى لـ”جونسون”، الذي ظل حاملاً “ملفه الأحمر” وعليه شعار التاج الملكي البريطاني، في إشارة إلى أنها زيارة خاصة جداً يتولى بنفسه ملفها، الذي حرص على إظهاره في جميع لقاءاته.. وصفها الناطق باسم الخارجية البريطانية بأنها تأتي في لحظة حاسمة لمنطقة الخليج وتشكل فرصة للبحث في تسوية سلمية للنزاع في اليمن، ومستقبل الاتفاق النووي، إضافة إلى عدم الإستقرار الحالي في الشرق الأوسط.

اليمن مفتاح الرياض..

نعم دون شك، الملف اليمني كان أحد أبرز الموضوعات التي تضفي على الزيارة أهميتها، فقد حرص الوزير البريطاني، وقبل ساعات من وصوله طهران، على نشر فيديو على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، يطالب فيه برفع الحصار عن اليمن ووقف الحرب !.. وهي رسالة واضحة شديدة اللهجة موجهة بالأساس ضد مملكة “آل سلمان”.

الزيارة إذاً تأتي في ظل تزايد المطالبات والضغوط على السعودية لإيجاد حلول لإنهاء الحرب المدمرة في اليمن، ولتخفيف الحصار المفروض على اليمنيين منذ جاء “سلمان” إلى سدة الحكم في السعودية وتولي نجله “محمد”، الأمير الطامح، مقاليد السلطة الفعلية هناك مع بدايات عام 2015، من قبل ما يعرف بـ “التحالف العربي”، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

تبيع السلاح للسعودية .. فهل تعنيها إنتهاكات حقوق الإنسان باليمن ؟!

رغم لهجة الود التي اتسمت بها تصريحات الطرفين البريطاني والإيراني، فإن “جونسون” تلقى إنتقادات عدة؛ كان أبرزها من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “علي شمخاني”، الذي اتهم بريطانيا بدعم إنتهاكات حقوق الإنسان في اليمن عبر بيعها أسلحة بريطانية متطورة للسعودية وغيرها من الدول التي تشارك في حصاره وقصفه.

كان ملف “القدس” أيضاً إحدى القضايا المهمة التي أعطت للزيارة نكهة خاصة، لاسيما أن كلاً من طهران ولندن متفقتان بشكل شبه تام بشأن رفض قرار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولو كان ذاك هو الموقف المعلن !

ثم وفي قلب المحادثات، كان الملف النووي وتبعاته، خصوصاً في ظل استمرار الجدل بشأنه والضغوط التي تبرز من وقت لآخر من قبل أطراف أميركية وإسرائيلية تطالب بإلغاء الاتفاق النووي، أو على الأقل تقييده بقيود إضافية.

بريطانيا تغازل إيران .. لماذا ؟

لكن رغم الخلافات الكثيرة بينهما باعتراف الطرفين، فإن المحادثات وصفتها بريطانيا بالبناءة والصريحة، مع التأكيد على حرص لندن على معالجة الخلافات مع طهران عن طريق الحوار، وإن كانت تلك استراتيجية تستنزف فيما تستنزف مملكة “آل سلمان” بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فضلاً عما تعنيه كدعم معنوي للإيرانيين في مواجهة الرياض، وكذلك تقوية للحوثيين ومعاوني طهران في اليمن لمقاومة المملكة.. لكن لماذا الآن ؟

ابحث عن نفط السعودية !

ثمة رأي يقول إن تلك الزيارة بالأساس، تأتي كتهديد لـ”آل سلمان”؛ بأن عليهم أن يطرحوا أسهم شركة “أرامكو” السعودية للبترول – أكبر شركات العالم في إستخراجات النفط – في بورصة “لندن” وليست “نيويورك”، وهنا ستجد مملكة “آل سلمان” نفسها في مأزق كبير.. إذ إن “ترامب” سيحاول هو أيضاً ممارسة تلك الضغوط عليها لذات الأمر.. ويبقى الرهان والمطلوب هو نفط السعودية.. وإن كان طرح الأسهم هو بداية حصار واستنزاف موارد السعودية !

فالإدارة الأميركية، ووفق ما هو مُخطط، ستضغط على الأمير “محمد بن سلمان” بالإجراءات التي قام بها ضد مجموعة كبيرة من أمراء المملكة لسحب أرصدتهم بالبنوك ونزع أذرعهم المالية والإعلامية التي قد تعمل لعكس مصلحة “بن سلمان” في تولي عرش المملكة الطامح إليه !

افعلوا ما شئتم .. فقط نريد حصتنا في “أرامكو” !

إذ أعلنها “ترامب” نفسه عشية اعتقال الأمراء، مع بدايات شهر تشرين ثان/نوفمبر 2017، متجاهلاً الأمر ومتحدثاً عن مقابل مباركة تلك الإجراءات، إذ أعرب عن رغبته في أن يطرح عملاق النفط السعودي “أرامكو” أسهمه في بورصة “نيويورك”، واعتبر المسألة أمراً مهماً بالنسبة للولايات المتحدة، ما يعني أن الرجل، هو أيضاً، سيُصعد ضد الرياض في حال ما قررت عدم طرح أي حصة من النفط في البورصة الأميركية.

سيناريوهات سوداء..

الأمر الذي لن تستطيع مملكة “آل سلمان” مقاومته، لذا تشير التوقعات بأن الأمير الطامح للسلطة، (محمد بن سلمان)، يفكر جدياً في كسب ود الطرفين، وربما يقرر طرح حصة في “لندن” وحصة أخرى في “نيويورك” !

لكن ثمة ما يجهز لاستنزاف حصة أكبر من أموال السعوديين، إذ ربما تخرج أحكاماً قضائية في بريطانيا أو أميركا ترفض طرح حصة 5% فقط من “أرامكو”، تماشياً مع القواعد المعمول بها في البورصة، والتي تصل إلى 25% من حصة الشركات المطروحة، وساعتها لن يكون هناك اختيار أمام متخذي القرار في الرياض إلا بزيادة الحصة المطروحة خوفاً من فقدان أموال ما تم طرحه مسبقاً !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب