ممر “الهند-الشرق الأوسط” الغذائي .. تعاون “إماراتي-إسرائيلي-هندي” لبناء سلسلة توفير إقليمية !

ممر “الهند-الشرق الأوسط” الغذائي .. تعاون “إماراتي-إسرائيلي-هندي” لبناء سلسلة توفير إقليمية !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

في الوقت الذي يُصارع فيه العالم أزمة نقص المواد الغذائية، تعمل “الإمارات” على إنشاء ممر غذائي بالتعاون مع “إسرائيل” و”الهند”.

وسوف تنشأ هذه السلسلة الجديدة في “غرب آسيا”؛ عبر التعاون التجاري والتكنولوجي للأطراف الثلاث وتُمثل نواة منتدى تشكيل الصادرات الغذائية. والتوقيع على اتفاقية تطبيع العلاقات “الإماراتية-الإسرائيلية”؛ في أيلول/سبتمبر 2020م، ساهم في التمهيد لمثل هذا التعاون بين الأطراف الثلاثة؛ بحسب “مایکل تانچوم”؛ الباحث في المعهد النمساوي للدراسات الأمنية والأوروبية، في مقاله التحليلي الذي نشره موقع (معهد الشرق الأوسط) وتم إعادة نشره على موقع “مؤسسة الدراسات المستقبلية في العالم الإسلامي” الإيراني.

ومن منظور “واشنطن”، هذا الممر التجاري الذي يربط سواحل “البحر العربي” على “المحيط الهندي” بسواحل “البحر الأبيض” الإسرائيلية، يُمهد للتوازن الجيوسياسي إزاء اتساع دائرة الوجود التجاري الصيني في المحيطين “الهندي” و”الهاديء” و”الشرق الأوسط”.

وقد كان اجتماع (12U2)؛ بتاريخ 14 حزيران/يونيو 2022م، أول تجمع للقيادات الهندية والإسرائيلية والإماراتية والأميركية؛ التي تُشكل الممر الغذائي بشكل مُعلن. والمشاركة الأميركية في الاجتماع المذكور؛ توحي بأن هذا الممر هو إسترايجية جيواقتصادية أميركية لبناء (كواد الشرق الأوسط).

مكانة ممر الغذاء بين الهند والشرق الأوسط..

عُقِدَ الاجتماع الأول لقادة مجموعة (12U2) عبر تقنية الفيديوكونفرانس؛ خلال زيارة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، إلى “إسرائيل”، بغرض تعزيز الاستثمار المشترك في قطاعات الغذاء والمياه والطاقة والنقل والصحة والفضاء.

وقد كان هناك بالفعل استثمارات مشتركة في القطاعات الأربعة الأولى بين “الإمارات” و”الهند”، وكذلك بين “إسرائيل” و”الهند”؛ على مدى السنوات الخمسة إلى العشر الماضية. وحاليًا تتشكل البنية التحتية لمشروع الممر الغذائي.

وخلال اجتماع (12U2) جرت الإشارة إلى استثمار “الإمارات”؛ مبلغ: 02 مليار دولار في بناء حدائق غذائية في “الهند”، مع الاستفادة من تقنيات الزراعة الذكية، والتكنولوجيا النظيفة، والطاقة المتجددة الإسرائيلية والأميركية؛ بهدف الوصول إلى الحد الأقصى من غلة المحاصيل الغذائية، والمساهمة في مكافحة انعدام الأمن الغذائي في “جنوب آسيا” و”الشرق الأوسط”.

وقد نشأ ممر “الهند-الشرق الأوسط” الغذائي، من فكرة التكامل بين حاجة دول الخليج الإستراتيجية لضمان الأمن الغذائي، ومتطلبات “الهند” الإستراتيجية؛ بشأن زيادة قيمة الإنتاج الغذائي.

وتُعتبر “الهند”؛ من حيث السعرات الحرارية، أكبر مُنتج للأغذية في العالم، مع هذا تحل في المرتبة الرابعة عالميًا من حيث القيمة الإجمالية للإنتاج الزراعي، وهو ما يعكس حقيقة أن “الهند” تُعالج أقل من: 10% من إنتاجها الزراعي.

“الإمارات” موتور الخدمات اللوجستية والتوزيع في ممر الغذاء..

في العام 2019م؛ شاركت “الهند” في مشروعٍ ضخم بقيمة: 07 مليار دولار يهدف إلى إنشاء ممر “الهند-الإمارات” الغذائي، وضمان الأمن الغذائي لدولة “الإمارات” وسائر دول “الشرق الأوسط”.

وجرى تخصيص: 70% من الميزانية للاستثمار في مجمّعات الغذاء الضخمة في مختلف المدن الهندية.

ويبدو أن الاستثمار الإماراتية التي بلغت: 02 مليار دولار في مجمعات الغذاء المذكورة؛ في بيان (I2U2) المشترك، هو جزء من مبادرة العام 2019م، حيث بدأت في العام نفسه الغرفة التجارية بـ”دبي” خطوات التنسيق بين الكيانات الإماراتية والهندية لبناء بنية تحتية لوجستية تتعلق بممر الغذاء.

وفي كانون ثان/يناير 2021م؛ بدأت شركة (DP World)؛ ومقرها “دبي”، في بناء: 93000 متر مربع مخازن مغطاة مع إمكانية السيطرة على درجة الحرارة ومزودة بأحدث إمكانيات النقل في المنطقة التجارية الحرة على مسافة: 03 ميل من ميناء (جواهر لال نهرو)، لتفعيل ممر الغذاء.

وفي العام 2020م؛ أعلنت (مجموعة شرف-Sharaf Group)؛ ومقرها “دبي”، و(مجموعة لولو-Lulu Group)؛ ومقرها “أبوظبي”، المشاركة في إنشاء ممر المواد الغذائية.

ومع احتمالات مضاعفة تجارة المواد الغذائية بين “الإمارات” و”الهند”؛ بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول العام 2025م، فقد يربط هذا الممر مزارع “الهند” بموانيء “الإمارات” بواسطة سلسلة إنتاج المواد الغذائية.

“إسرائيل” مركز التكنولوجيا الزراعية لممر الغذاء..

طموح “الهند” في التحول إلى مستعرضٍ هام للسلع الغذائية في “الشرق الأوسط”، يعتمد بشكل كبير على قدرات هذا البلد زيادة الإنتاج الزراعي والإدارة الدقيقة للموارد المائية.

ففي الفترة: (2012 – 2015م)، أنشأت “إسرائيل” عدد: 29 مركزًا زراعيًا في عموم “الهند” كمنصة للنقل السريع للتكنولوجيا وأفضل الطرق للاستفادة.

وفي العام 2019م؛ تلقى نحو: 150 ألف مزارع هندي تدريبات داخل هذه المراكز. علاوة على ذلك تلعب الشركات الزراعية الإسرائيلية دورًا تحويليًا في قطاعي الزراعة وإدارة المياه في “الهند” بجانب مشاريع التنمية الحكومية.

وتنبع المشاركة الإسرائيلية في الممر الغذائي، عن تعاون “إسرائيل” و”الهند” في التقنيات المبتكرة والترويج للشركات الناشئة.

والعلاقات القوية بين أنظمة الإيكولوجية للابتكار في “إسرائيل” و”الهند”، خلق بيئة مناسبة للاستثمار المشترك في المعدات الزراعية الذكية بـ”الهند”.

وقد أنشأت شركة (ميتزر-Metzer) الإسرائيلية المُصنِّعة لأنظمة الري بالتنقيط، وشركة (سكيبر-Skipper) لتصنيع خطوط الأنابيب الهندية، في إطار التعاون المشترك أجزاء من مكوّنات نظام الري بالتنقيط. وتُمثل تقنية الري بالتنقيط الإسرائيلية جزءً أساسيًا من إستراتيجية “الهند” للتعامل مع نقص المياه المتزايد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة