اعلنت السلطات العراقية اليوم عن دخول مليون ايراني الى الاراضي العراقية لاداء ماتسمى زيارة عرفة عند مرقد الامام الحسين في مدينة كربلاء بعد ان افتى المرشد الاعلى الايراني خامئني بجواز الحج في المراقد المقدسة الحج هذا العام .. وسط اجراءات أمنية مشددة اتخذتها الحكومة المحلية للمحافظة للحفاظ على أمن الزائرين.
واكدت وزارة الداخلية العراقية الخميس دخول مليون إيراني عبر منفذ زرباطية الحدودي شرقي محافظة واسط (160 كم جنوب شرق بغداد) لأداء زيارة عرفة في محافظة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) عند مرقد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب وأخيه العباس.
وقال الناطق باسم الوزارة العميد سعد معن إن “المديرية العامة للمنافذ الحدودية التابعة لوزارة الداخلية استقبلت مليون إيراني لأداء زيارة عرفة في محافظة كربلاء المقدسة عبر منفذ زرباطيه الحدودي”.
وكان قائممقام مدينة بدرة العراقية الحدودية مع ايران جعفر عبد الجبار محمد توقع مؤخرا دخول مئات الآلاف من الإيرانيين عبر منفذ زرباطية لزيارة العتبات المقدسة في العراق خلال عيد الأضحى حيث اتخذت إدارة المنفذ الحدودي الإجراءات اللازمة لتأمين دخولهم بأنسابية ضماناً لعدم تكرار الفوضى التي صاحبت دخول 1.6 مليون ايراني معظمهم من دون تأشيرات في زيارة اربعينية الامام الحسين التي صادفت شهر نوفمبر من العام الماضي. ويعتبر منفذ زرباطية (90 كم شرق الكوت عاصمة محافظة واسط) من أهم المنافذ الحدودية العراقية مع إيران ويشهد منذ افتتاحه بعد سقوط النظام السابق عام 2003 حركة نشيطة للتبادل التجاري بين البلدين كما يسجل دخول وخروج حوالي ألفي شخص يومياً.
ومن المتوقع ان يزداد عدد الايرانيين الداخلين الى العراق مع اقتراب زيارة عرفة الاحد المقبل تنفيذا لفتوى المرشد الاعلى الايراني علي خامئني بجواز الحج الي المراقد المقدسة بدلا عن مكة المكرمة هذا العام بعد الخلاف الايراني مع السعودية حول اجراءات الحج الامر الذ قررت معه طهران منع مواطنيها من اداء فريضة الحج لموسم عام 1437 للهجرة.
أستعدادات أمنية وخدمية عراقية واسعة
وقد شكلت السلطات العراقية غرفة عمليات لاستقبال الاعداد الغفيرة وغير المسبوقة من الايرانيين التي دخلت الاراضي العراقية هذا العام لاحياء مراسيم زيارة يوم عرفة في مرقد الامام الحسين بمدينة كربلاء حيث اعلن مجلس محافظة واسط عن تشكيل الغرفة استعدادا لإحياء مراسم زيارةعرفة .
وقالت رئيس لجنة الطاقة في المجلس امل العكيلي ان “هيئة النقل والمنتجات النفطية والدوائر الخدمية في المحافظة استنفرت إمكاناتها كافة لتوفير الخدمات لزائري المراقد المقدسة من الايرانيين القادمين عن طريق منفذ زرباطية الحدودي في المحافظة المحاذية لايران”. واضافت ان عدداً من الادارات الخدمية والنقل والاجهزة الامنية ستشارك بحماية الزوار الايرانيين فضلاً عن جهود أخرى ستقوم بها السلطات الايرانية والقطاع الخاص تم الاتفاق معها رسميا عبر القنوات الحكومية في البلدين.
يذكر ان منفذ زرباطية الحدودي يعد واحدا من أهم المنافذ العراقية مع إيران وتتم من خلاله عملية التبادل التجاري بين البلدين إضافة إلى دخول وخروج الزوار من كلا البلدين وكذلك الزوار القادمين من الهند وباكستان وافغانستان .وايران ودولا عربية
ورصدت “أيلاف” منذ ايام نشر اعلانات لوكالات سياحة وسفر في العراق ودول عربية بتنظيم سفرات خاصة الى كربلاء لزيارة مرقد الامام الحسين عبر رحلات جوية الى مطار مدينة النجف القريبة من كربلاء .. كما لاحظت زيادة مضطردة هذه الايام في رحلات الطيران القادمة الى المطار من دول اسلامية وهي تنقل زائرين للعتبات المقدسة العراقية .
أجراءات أمنية
ومن جهتها اعلنت العتبة الحسينية في كربلاء عن استكمال جميع الاستعدادات الامنية والخدمية الخاصة بالزيارة وذلك بالتنسيق مع قيادة عمليات كربلاء من خلال نشر مفارز امنية وتوفير أجهزة حديثة لكشف المتفجرات وتفتيش الحقائب إلى جانب نشر أعداد كبيرة من كاميرات المراقبة لرصد الحالات المشبوهة.
يأتي ذلك في وقت اعلنت منظمة الحج والزيارة في ايران عن بدئها العمل من اجل ادخال مليوني زائر من ايران الى العراق خلال زيارة اربعينية الامام الحسين التي ستصادف نوفمبر المقبل وافتتاح قنصليات عراقية مؤقتة في مدن ايرانية لمنح تأشيرات دخول الى الاراضي العراقية.
ومن المنتظر أن يعبر 85 بالمئة من القادمين من ايران هذا العام عبر منفذ زرباطية بمحافظة واسط المقابل لمنفذ مهران الإيراني (وسط)، لقربه من مدينة كربلاء وذلك بالتنسيق المشترك بين السلطات العراقية والإيرانية فيما تجري حاليًا تهيئة المنافذ الحدودية مع إيران في الشلامجة على حدود محافظة البصرة والشيب على حدود محافظة ميسان وزرباطية على حدود محافظة واسط.
هيمنة ايرانية على السياحة الدينية
وتسعى السلطات الإيرانية ايضا الى السيطرة الاقتصادية على الأماكن المقدسة في العراق حيث تهيمن شركات إيرانية على المرافق السياحية لتكون واجهة هذا النظام الذي تدر عليه أموالاً طائلة تنافس أموال النفط.
وكانت السلطات الايرانية اعلنت مطلع مايو الماضي أن مواطنيها لن يؤدوا مناسك الحج هذا العام بسبب ما وصفتها بـ”القيود” التي تفرضها السعودية عليهم ..لكن وزارة الحج والعمرة السعودية حملت منظمة الحج والزيارة الإيرانية مسؤولية عدم قدرة الإيرانيين على أداء الحج لهذا العام.
وقالت الوزارة في بيان إن الوفد الإيراني المفاوض حول اداء الايرانيين لفريضة الحج قد “رفض التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات الحجاج الإيرانيين لهذا العام” وغادر البلاد. وأكدت الوزارة “رفض المملكة القاطع لتسيس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين”. واشارت الوزارة الى انها قدمت حلولا لجميع نقاط الخلاف مع إيران ومنها إصدار التأشيرات بشكل إلكتروني من داخل إيران بموجب آلية اتفق عليها مع وزارة الخارجية السعودية وكذلك الموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم .