شارك مئات الالاف في محافظات الأنبار وكركوك وصلاح الدين وديالى ونينوى في تظاهرات والصلوات الموحدة للأسبوع الخامس على التوالي في (جمعة وفاء لشهداء الفلوجة)، وسط إجراءات أمنية مشددة، وانتشار كثيف لنقاط التفيش.
وفي الأنبار شارك مئات الالاف من المصلين في أداء صلاة موحدة تحت شعار، (جمعة وفاء لشهداء الفلوجة) . وفي صلاح شارك مئات الالاف من المصلين في صلاة الجمعة في ستة اماكن مراكز مدن المحافظة في تكريت (170كم شمال بغداد)، وقضاء الشرقاط (120كم شمال تكريت)، وقضاء بيجي (40كم شمال تكريت)، وناحية الإسحاقي (60كم جنوب تكريت)، وناحية الضلوعية (100كم جنوب تكريت)، وناحية يثرب، (110كم جنوب تكريت)، وفي سليمان بيك التابعة لقضاء طوز خورماتو،(90كم شرق تكريت).
وفي محافظة كركوك (250كم شمال بغداد)، ادى الالاف صلاتين وتظاهرتين أحدهما وسط كركوك والثانية في ساحة الاحتفالات جنوبي المدينة، حيث كانت الفعاليات الأكبر منذ بدئها حيث اكد المحتجون تضامنهم مع شهداء الفلوجة ومطالب المتظاهرين في أنحاء العراق.
كما جرت صلاة أخرى ي في ساحة “العزة” بقضاء حويجة (55كم غرب كركوك)، تحت شعار (جمعة وفاء لشهداء الفلوجة)، وسط انتشار أمني كثيف لنقاط التفيش والشرطة في عموم مدن المحافظة.
محافظة نينوى
أما في الموصل (405 كلم شمال بغداد) فقد ساهم مئات الالاف من المصلين في ساحة الأحرار وسط الموصل وجامع النبي شيت في صلاة الجمعة كما جرت صلاة اخرى على الجانب الأيسر من المحافظة في جامع الرحمة شرقي الموصل .
وفي ديالى جرت صلاة موحدة في ستة أماكن في المحافظة، حيث توافد الآلاف من المصلين إلى جامع سارية ومنطقتي الحديد السعدة في بعقوبة (55 كلم شمال شرق بغداد)، بالإضافة إلى ناحية قرتبه (110كم شمال بعقوبة)، وناحية جلولاء (90كم شمال شرق بعقوبة)، وفي قضاء المقدادية (35كم شمالي شرق بعقوبة).
وكانت اللجان التنسيقية للتظاهرات أعلنت على مدى الأسبوع الماضي أنها تتحضر لإطلاق تظاهرات مليونية اليوم الجمعة 1 شباط تحت مسمى (جمعة أرحل) او (جمعة لك يوم يا ظالم) من أجل إسقاط رئيس الحكومة نوري المالكي والنظام السياسي الحالي في البلاد وتغيير الدستور، إذ انطلقت تلك اللجان من أسلوب تعامل المالكي مع حادثة الفلوجة لتؤكد أنه “لم يعد صالحا لقيادة شعبه”.
وشهدت تظاهرة يوم الجمعة (25 كانون الثاني 2013)، مقتل سبعة من متظاهري الفلوجة وجرح نحو 60 آخرين بنيران الجيش العراقي عقب تعرضه للرشق بالحجارة من قبل المتظاهرين، وأعلنت وزارة الدفاع على إثر ذلك بانها فتحت تحقيق عاجلا ووعدت بمحاسبة المقصرين من قوات الجيش كما قررت تعويض ضحايا “الاحتكاك”، كما اتفقت مع محافظة الأنبار على سحب القوات العسكرية من الفلوجة في خلال 24 ساعة وتسليم المهام الأمنية للشرطة الاتحادية.
وأكدت مصادر طبية في الفلوجة اليوم ان أربعة من جرحى حادثة الفلوجة توفوا اليوم متأثرين بالجروح الخطرة التي أصيبوا نتيجة إصابتهم بإصابات مباشرة في البطن والصدر والرقبة.
وكان مصدر مطلع في محافظة الأنبار كشف، أمس الخميس، أن محكمة تحقيق الفلوجة أصدرت مذكرات اعتقال بحق قائد الفرقة الأولى في الجيش العراقي وعدد من ضباطه بتهمة القتل العمد لمتظاهري الفلوجة.
كما طالبت وزارة حقوق الإنسان العراقية، أمس الخميس، بمقاضاة عناصر الجيش العراقي الذين اطلقوا النار على المتظاهرين في مدينة الفلوجة، وفي حين دعت المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية التظاهرات، حذرت من وجود “مندسين” بينهم.
وعلق رئيس الحكومة على حادثة الفلوجة بالتأكيد انه نجم عن تعرض الجيش في ساحة الاعتصام إلى هجوم بالرصاص من مجموعة “مغرر بها”، ثم عادت وأعلنت خلية الأزمة الحكومية عقب اجتماع عقدته الجمعة 25 كانون الثاني الحالي، أن 11 من أفراد القوات الأمنية العراقية سقطوا بين قتيل وجريح في الأحداث التي شهدتها الفلوجة، وأكدت ان المواجهات اندلعت بعدما تم استهداف القوات الأمنية بـ”القاذفات والرمانات اليدوية” من قبل المعتصمين، مطالبة في الوقت نفسه القوات الأمنية برباطة الجأش و”عدم الانجرار وراء المخطط الطائفي”.
وبدأت المواجهات بين الجيش والمتظاهرين عقب قيام قوات الجيش بغلق المداخل المؤدية إلى ساحة الاعتصام من أحل منع المصلين من الدخول إليها، فقام المصلون برشق عناصر الجيش بالحجارة ورد هو بإطلاق النار عليهم ورمي القنابل الصوتية لتفريقهم، مما أدى إلى سقوط إصابات بين المصلين الغاضبين الذين تمكنوا من حرق عربة تابعة لقوات الجيش كانت تعترض طريقهم إلى الساحة.
فيما اتهم رجل الدين السني البارز الشيخ عبد الملك السعدي، الجمعة 25 كانون الثاني 2013، رئيس الحكومة نوري المالكي بمحاولة تحويل التظاهرات السلمية إلى دموية من خلال قتل المتظاهرين، وفي حين دعا المتظاهرين الى حمل السلاح في حال الدفاع المشروع عن النفس، طالب السياسيين والوزراء والقضاة بالانسحاب من العملية السياسية.
وتعد مواجهات الفلوجة تصعيدا بارزا في مسار الاعتصامات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر، وكانت مواجهات طفيفة سجلت بين المتظاهرين وقوى الأمن العراقية خصوصا في مدينة الموصل وآخرها، في الـ24 من كانون الثاني 2013، وأدت إلى إصابة أربعة متظاهرين بهراوات ونيران الشرطة الاتحادية التي حاولت تفريقهم من ساحة الأحرار بعدما تجمعوا لإحياء ذكرى المولد النبوي.
a