فيما يتدفق على كربلاء مئات الالاف من العراقيين فان المنافذ الحدودية مع ايران المجاورة تشهد تدفق 15 الف ايراني يوميا على الاراضي العراقية للمشاركة في احياء مراسيم احياء عاشوراء الحسين.
وتشهد شوارع العراقية وخاصة في المحافظات والمناطق والأحياء الشيعية رفع ملايين الاعلام الملونة التي تشكل علامة بارزة لأحياء هذه المناسبة فضلا عن معالم السواد التي تحيط بالمنازل والاضرحة المقدسة والمنازل والساحات العامة وفوق أبنية الحكومة والوزارات وفي أعلى أبراج محطات الاتصالات واعمدة نقل الطاقة الكهربائية. ولا تقتصر مجالس العزاء على منازل الموطنين بل هناك مجالس خاصة بكبار المسؤولين في الدولة والوزراء ونواب البرلمان واخرين تتخللها وجبات طعام.
كما يتدفق على الاراضي العراقية يوميا حوالي 15 الف ايراني عبر المنافذ الحدودية بين البلدين وخاصة عبر منفذ زرباطية بمحافظة واسط (وسط) للمشاركة في احياء عاشوراء بمدينة كربلاء حيث مرقد الامام الشهيد الحسين بن علي بن ابي طالب. وكانت هذه المحافظة وقعت في 13 من الشهر الحالي اتفاقا مع محافظة ايلام الإيرانية على دخول ثلاثة ملايين زائر إيراني من منفذ زرباطية لإحياء زيارة أربعينية الإمام الحسين.
وينتظر ان تبلغ ايام عاشوراء ذروتها بحضور الملايين من الشيعة في العراق ودول العالم الاخرى عند ضريح الامام الحسين في كربلاء السبت المقبل حيث سيتم قراءة قصة واقعة الطف التي استهد فيها الحسين وآل بيته فيما ستتولى المحطات الفضائية والتلفزيونية والاذاعية الحكومية والتابعة للأحزاب بنقل تفاصيل هذه المناسبة. وقد هيأت السلطات العراقية 14 قطارا ومئات الحافلات لنقل الزوار من المدن العراقية الى كربلاء حيث يتكفل بحماية الزائرين الى هذه المحافظة والقادمين من محافظات اخرى اكثر من ثلاثين الف عسكري منذ انطلاقهم من محافظاتهم حتى وصولهم الى كربلاء.
وتعد هذه المناسبة الدينية الاكبر لدى المسلمين الشيعة الذي يحيونها كل عام في أجواء يخيم عليها الحزن وترفع الرايات السود وسط المجالس التي تروي السيرة التراجيدية للحدث. ففي العاشر من محرم وقعت مأساة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عشرات من افراد عائلته عام 61 للهجرة المصادف 680 ميلادية باعتبار هذه المناسبة اكثر الاحداث مأسوية في تاريخ المسلمين.