17 نوفمبر، 2024 3:30 ص
Search
Close this search box.

مقتل “سليماني” .. ترامب ضرب بتعهداته عرض الحائط واستهدف إجبار طهران للرضوخ !

مقتل “سليماني” .. ترامب ضرب بتعهداته عرض الحائط واستهدف إجبار طهران للرضوخ !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تميزت حالة العداء المستمرة منذ فترات طويلة بين “الولايات المتحدة” و”إيران” بالإحتواء ومراعاة الحسابات الخاصة، لكن الأمر لم يخلو من عمليات سرية أو أخرى نفذت بالوكالة ضد العدو، لكن الطرفان تجنبا دائمًا المواجهات المباشرة ضد مدنيين أو عسكريين ما تسبب في حرب مفتوحة في المنطقة، لكن الرئيس، “دونالد ترامب”، ضرب بهذا التقليد عرض الحائط؛ بقراره قصف “مطار بغداد” بطائرة مُسيرة من طراز (إم كيو-9 ريبر)، الجمعة الماضي، مستهدفًا عددًا من قادة الصف الأول في “إيران”، بحسب صحيفة (البايس) الإسبانية.

“ترامب” تخلى عن تعهداته..

وأشارت الصحيفة إلى أن قرار “ترامب” لم يقضي فقط على الجنرال الإيراني، “قاسم سليماني”، عدو “الولايات المتحدة”، وإنما تخلى من خلاله عن أحد أهم ركائز سياسته الخارجية وهو تعهده بإخراج البلاد من الحروب طويلة الأمد في الشرق الأوسط، وبناء على خطة “ترامب” الجديدة، أعلن (البنتاغون) عن إرسال 3500 جندي إلى منطقة كان “ترامب” قد وعد بإجلاء القوات الأميركية الموجودة بها، وسوف تهز هذه العملية التطهيرية النظام العالمي الذي لم يسعى “ترامب”، خلال 3 سنوات في السلطة، إلى الحفاظ على استقراره.

وكشفت (البايس) أن خيار تصفيته كان مطروحًا أمام آخر رئيسين لـ”الولايات المتحدة”، لكنهما لم يقبلا على هذه الخطوة خشية الدخول في حرب، لذا كان مثيرًا للدهشة أن يتخذ “ترامب” هذا القرار، إذ لم يسعى إلى إخفاء تحفظه على الدخول في شرك الصراعات في الشرق الأوسط.

هدف سهل..

أضافت الصحيفة الإسبانية أنه على عكس زعيم تنظيم (القاعدة)، “أسامة بن لادن”، وزعيم (داعش)، “أبوبكر البغدادي”، لم يكن قائد (فيلق القدس)؛ التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، المسؤول عن العمليات الخارجية، هدفًا صعبًا بالنسبة إلى القوات الأميركية، لأن موقعه كان معروفًا، وكان يتحرك في ضوء النهار، كما أنه لم يتجنب الظهور أمام العالم، وعلى عكس “بن لادن” و”البغدادي”، لم يكن “سليماني” رجلًا عاديًا؛ وإنما كان مسؤولًا عسكريًا رفيعًا في البلاد، لذا فإنه من المتوقع أن ترد “طهران” على العملية الأميركية بقوة.

العملية استهدفت إجبار طهران على التنازل..

بينما تنتظر “الولايات المتحدة” انتقام “إيران”، لا يناقش أحد أن “سليماني” كان عدوًا للأميركان، كما لا ينظر إلى أنه كان مسؤولًا مباشرًا عن الحملة التي نفذتها ميليشيات شيعية ضد أهداف أميركية، وقتل خلالها المقاول الأميركي، الجمعة 27 من كانون أول/ديسمبر الماضي، بالعاصمة العراقية، “بغداد”، ما أسفر عن التصعيد الذي أدى إلى مقتل الجنرال، وإنما ما أثير حوله الجدل هي ذرائع “الولايات المتحدة” من وراء تنفيذ هذه العملية في منطقة تعاني من عدم استقرار مزمن.

وفي تصريحات صحافية، أشار مستشار الأمن القومي الأميركي، “روبرت أوبراين”، إلى أن “إيران” أمام خيارين؛ “الأول هو أن تستمر في التصعيد، لكن هذا التوجه لن يؤدي إلى أي نتيجة سواء بالنسبة إلى الشعب أو للنظام، والحل الثاني هو أن تجلس للتفاوض معنا على التخلي عن برنامجها النووي وتتوقف عن ممارسة الحرب بالوكالة في الشرق الأوسط، وأن تتعامل بصفتها دولة عادية”.

في الوقت نفسه؛ أشار “ترامب” إلى أن الهجوم كان أداة للتفاوض، وكتب في تغريدة: “إيران لم تفز في حرب قط، لكنها لم تخسر في أي تفاوض”، بينما أكدت الإدارة الأميركية أن العملية لم تستهدف الدخول في صراع مع “طهران”؛ وإنما كانت محاولة للدفاع عن النفس لتجنب الإعتداءات المتزايدة ضد أهداف أميركية، وقال الرئيس، الجمعة: “تصرفنا لوقف الحرب، ولم نستهدف بدء حرب جديدة”.

ورغم أن “واشنطن” تؤكد أن اغتيال “سليماني” يتناسب مع الإستراتيجية الأميركية، وتنفي حدوث أي تحول من شأنه جر المنطقة إلى صراع، إلا أن إدارة “ترامب” تستعد بشكل واضح لهذه الحالة الطارئة.

“ترامب” اختار المواجهة..

اختار “ترامب” طريق المواجهة مع “إيران”، منذ وقت طويل، يعود لما قبل وصوله إلى “البيت الأبيض”، إذ وعد في البداية بالانسحاب من “الاتفاق النووي” الإيراني، ونفذ تعهده، في آيار/مايو 2018، معيدًا بذلك فرض عقوبات اقتصادية على “طهران” بهدف إجبارها على الجلوس للمفاوضات وتقديم تنازلات كبيرة، لكن الرد الإيراني على هذه الإستراتيجية المعتمدة على الضغط؛ جاء في صورة هجمات استفزازية متعاقبة بتدبير “سليماني” ضد أهداف أميركية في منطقة يؤكد “ترامب” على رغبته في الانسحاب منها.

وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن حملة “الضغط الأقصى”، التي أطلقها “ترامب” على “طهران”، أدت إلى إنحصار الدعم المقدم له في المنطقة، حتى إقتصر على “المملكة العربية السعودية” بقيادة ولي العهد، “محمد بن سلمان”، الأقل إثارة للجدل، إلى جانب “إسرائيل”، وعلى رأسها، “بنيامين نتانياهو”، الغارق في مشكلاته الداخلية.

“ترامب” تخلى عن أوليات سياسته الخارجية..

ذكرت (البايس) أنه في ظل هذا الوضع الملبد بالغيوم يبدأ “ترامب”، العام الذي سوف تجرى فيه انتخابات رئاسية جديدة، وكل أولوياته التي وضعها للسياسة الخارجية على وشك التجمد، إذ لا تزال “واشنطن” غارقة في الحرب الاقتصادية مع “الصين”، وسط تراجع معدلات النمو الاقتصادي ما يُعد العائق الأكبر أمام إعادة انتخابه، كما أن فتح جبهات جديدة للصراع يعتبر حافزًا لـ”بكين” لتشديد الضغط.

كما أبرزت تصريحات الزعيم الكوري الشمالي، “كيم جونغ-أون”، أن مباحثاته مع “ترامب” وصلت إلى طريق مسدود؛ إذ صرح بأن بلاده “لا ترى أي أسباب للاستمرار في الإلتزام بالوقت الاختياري للتجارب النووية وتجارب الأسلحة الباليستي من أجل الاستمرار في الحوار مع الولايات المتحدة”، وأعلن وقف الإلتزام به.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة