خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
مقالة “وحيد حقانيان”، مساعد المرشد للشؤون الخاصة، والتي تتناول بشكل غير مباشر “مجلس صيانة الدستور”، و”محمد خاتمي، وأحمدي نجاد، وحسن روحاني، وإبراهيم رئيسي، وسعيد جليلي، وعليرضا زاكاني”، تسببت بخلافات ورد فعل وكالة أنباء (تسنيم)، المقربة من (الحرس الثوري)، فإنها تُمثل جزء من أحجية ثلاثية مثيرة للجدل.
مع هذا؛ فقد تكون جزء من أحجية أكبر؛ يمكن ووصفها: بـ”الحرب بين الجيل الأول والثاني؛ داخل مكتب المرشد للحصول على المكانة العامة”. بحسب (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.
الجيل الأول: رجال أمن تحت عباءة “مجتبي خامنئي”..
العلاقات في مكتب المرشد معقدة وغير معلنة، والجيل الأول من المدراء، وأغلبهم من أصحاب الخبرات الأمنية والتنفيذية، وقد اتخذوا أماكنهم منذ حكم “خامنئي”.
ومن جملة المدراء المسؤولين عن تنظيم العلاقات السرية والمعلنة، داخل مكتب المرشد، يمكن الإشارة إلى، “محمد محمدي گلپایگاني”، عضو سابق بجهاز المخابرات ورئيس مكتب هيئة تنفيذ أوامر الإمام، و”علیأصغر حجازي”، المساعد السابق بوزارة المخابرات والمسؤول الأول عن الحوزات السياسية بمكتب الإرشاد، و”علي مقدم”، ويتولى مهمة تنظيم الشؤون الدينية، و”محمد جواد إیرواني”، مسؤول التفتيش الاقتصادي بالمؤسسات، و”حسین محمدي” مسؤول عن الإذاعة والتليفزيون، و”علي شیرازي” مسؤول تنسيق علاقات المرشد مع القوات العسكرية، و”وحید حقانیان”، مساعد المرشد للشؤون الخاصة.
ويرأس معظم هؤلاء فريق عمل، وقلما يظهر في وسائل الإعلام ونجحوا، رغم التذبذب السياسي الكبير في المحافظة على مناصبهم.
وفي العقدين الماضيين، كانت التكهنات السياسية تدور حول سيطرة، “مجتبى خامنئي”، على هذا الجيل.
وبخلاف “مجتبى”، تدور في فلك هذه الحلقة شخصيات مثل: “علي أكبر ولايتي”، مستشار المرشد للشؤون الدولية، و”غلامعلي حداد عادل”، مستشار المرشد الأعلى، وأخيرًا: “حسين فدائي”، رئيس مكتب تفتيش المرشد.
الجيل الثاني: وسائل الإعلام المحسوبة على “مسعود خامنئي”..
يرأس الجيل الثاني من العاملين بمكتب الإرشاد، “مسعود وميثم خامنئي”، ابني “علي خامنئي”.
ويرأسان منذ 15 عامًا الأخيرة، مكتب نشر أعمال المرشد، وموقع “خامنئي”، ودورية خط (حزب الله)، وإدارة الشبكات الاجتماعية في التنسيق مع وسائل إعلام (الحرس الثوري)، وتصوير “خامنئي”، حيث يتطلعان للتحدث باسمه.
ويلعب المتحدث باسم المرشد؛ دور المواجهة مع المريدين، ويستطيع تفسير قرارات المرشد والقول إنه فهم المراد مما صدر عن: “شفتي المرشد المباركة”، وهو موقع يطلبه الكثيرون هذه السنوات، حتى يقومون بالعمل على النحو الذي: “يُدخل السرور على السيد”.
“وحيد حقانيان” سائق أم قائد ؟
وفق رواية “رضا عليخاني”، الناشط المذهبي، تعود سابقة تعارف، “وحيد حقانيان”، مع “علي خامنئي”، للعام (1981م)، وكان “حقانيان”، آنذاك، سائق: “عبدالله جاسبي”، عضو اللجنة المركزية بـ”حزب الجمهورية الإسلامية”، وبعد فترة انتقل ليكون سائق: “علي خامنئي”.
وعدد السائقين الذين وصلوا إلى مناصب عليا في تاريخ “الجمهورية الإيرانية” ليس بالقليل. وأقدم نموذج على ذلك: “محسن رفيق دوست”، السائق المؤقت للسيد، “الخميني”، والمعروف: بـ”الجنرال السائق”، قبل أن يتولى رئاسة “مؤسسة المستضعفين”.
والنموذج الأحدث؛ يعود إلى، “محمد شريف ملك زاده”، سائق: “محمود هاشمي شاهرودي”، الذي وصل إلى منصب مساعد رئاسة الجمهورية بحكومة، “أحمدي نجاد”.
“وحيد” والعباءة الجديدة..
في السنوات الخمس الأخيرة؛ تعاظم تدريجيًا دور، “وحيد حقانيان”، في الأمور التنفيذية. فقد تفقد، في العام 2016م، محل إنهيار بناية (بلاسكو)، ثم ظهر بعد فترة قصيرة في موقع حادث (معدن آوادشهر)، بمحافظة “جلستان”، وكذلك الوقوف بجوار: “حسن الخميني”، في مراسم الإحتفاء: بـ”محمد باقر قاليباف”، أو الجلوس في الصف الأول أثناء مراسم دفن: “محسن حججي”، وتعاظم وجوده كمندوب خاص عن المرشد.
وأحيانًا يأخذ هذا التمثيل شكلًا رسميًا، كاللقاء مع وزارء: “الصناعة والإرشاد” بحكومة، “حسن روحاني”، وتوصيل رسالة، “خامنئي”، بخصوص أزمة الورق، أو التوجه إلى “كرمنشاه” للتعامل مع ضحايا الزلازال وصب اللعنات على، “إسحاق جهانجيري”، النائب الأول للرئيس، إلى غير ذلك.
مع هذا فإن دور “حقانيان” الجديد، ساهم في تهميش مهامه السياسية. ففي العام 2017م، توجه إلى “وزارة الداخلية”، وعقد اجتماع انتخابي مع، “رحماني فضلي”، وزير الداخلية، و”إسحاق جهانجيري”، النائب الأول للرئيس.
وبعدها بثلاثة أشهر تقريبًا، وقف بين: “روحاني” و”خامنئي”، وتسليم حكم التنفيذ.
“حقانيان” بين التهميش والشائعات..
دفعت التكهنات بشأن دوره في بيت المرشد، “وحيد حقانيان”، للوقوع بين الشائعات والتهميش. على سبيل المثال كتب أحدهم: “حقانيان؛ لم يُعد جنرال ولا حتى عسكري”.
فيما اتهم أحدهم، “حقانيان”، بتجنيد “شرين نجفي”، للايقاع: بـ”روح الله زم”، مدير موقع (آمد نيوز). وتحدث موقع (سحام نيوز) عن القبض على، “حقانيان”، الذراع اليمني للمرشد، ناهيك عن الفيديوهات الساخرة على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تعكس مدى تهميش، “حقانيان”، بحيث كتب، “حسام الدين آشنا”، مستشار رئيس الجمهورية: “الوقوف بجوار العظام لا يعني بالضرورة أنك عظيم”.
ومقال “حقانيان”، بخصوص الانتخابات، ساهم من جديد في تقوية سوق الشائعات بشأنه، ولكن من المحتمل أنه يبحث عن فرصة جديدة لإثبات أنه مازال يتمتع بالنفوذ، وأنه لم يتأثر بقوة إعلام (الحرس الثوري).