خاص: كتبت- نشوى الحفني:
بعد انتهاء فترة جفاف المقابلات التي قضتها نائب الرئيس والمرشحة لكرسي الرئاسة؛ “كامالا هاريس”، يوم الخميس، ومنذ (43) يومًا من توليها منصب المرشحة المفترضة والرسمية للحزب (الديمقراطي) لمنصب الرئيس، لم تعقد مؤتمرًا صحافيًا رسميًا حتى الآن.
وبعد ضغوط من أجل الجلوس لإجراء مقابلة جوهرية بعد أسابيع من المماطلة؛ وافقت “هاريس” على الجلوس مع مراسلة شبكة (سي. إن. إن)؛ “دانا باش”، في “جورجيا”، وانضم إليها زميلها المرشح لمنصب نائب الرئيس؛ “تيم والز”.
خلال المقابلة؛ دافعت “هاريس” عن بعض: “تقلباتها السياسية” الشهيرة بشأن قضايا مثل التكسّير الهيدروليكي والهجرة، قائلة إن: “قيمها” لم تتغيّر.
كما سُئلت عما إذا كانت تشعر بالندم بشأن الدفاع عن حِدة ذهن الرئيس؛ “بايدن”، بعد مناظرته، نظرًا لأنه انسحب من السبّاق بعد أقل من شهر، وأوضحت ما لا لبّس فيه أنها تُريد: “طي صفحة العقد الماضي أنه كان يتعارض مع روح (الاتحاد) في بلدنا”.
وأشارت “باش” إلى أن “هاريس” كانت نائب للرئيس لمدة (03) سنوات ونصف من تلك السنوات، لكن “هاريس” ردت بأنها تعني الانتقال من هذا “العصر”، في إشارة على ما يبدو إلى الصعود السياسي لـ”دونالد ترامب”، الذي بدأ في عام 2015.
لم تشرح سبب تغيّر مواقفها..
بعد المقابلة؛ بدّت مراسلة (إن. بي. سي نيوز) في واشنطن؛ “ياميتشي ألكيندور”، المعروفة بتغطيتها الساخنة لـ”بايدن” و”هاريس”، غير منبهرة وكتبت على (إكس): “تستمر هاريس في قول: (قيمي لم تتغيّر) بينما لا تشرح سبب تغيّر مواقفها”.
أما عن موعد عقدها مؤتمرًا صحافيًا رسميًا؛ فقد لا يأتي ذلك اليوم أبدًا. يُصادف يوم الأحد مرور (06) أسابيع بالتمام والكمال منذ انسحاب “بايدن” من السباق وتأييده لـ”هاريس”؛ لم يتحداها أي ديمقراطي آخر وسرعان ما حسّمت الترشيح من هناك.
تتهرب من الإعلام..
وبحسّب المحلل في (فوكس نيوز)؛ “جو كونشا”، قال: “لن ترى مؤتمرًا صحافيًا واحدًا لها في الأيام الـ (75) القادمة حتى يوم الانتخابات”.
ويرى رئيس تحرير مجلة (نيوز باسترز)؛ “كيرتس هوك”، أن نائب الرئيس: “مدين بوضوح للشعب الأميركي بعقد مؤتمرات صحافية حرة”؛ حيث يمكن للمراسلين، على عكس ما حدث (الخميس) مع “دانا باش”؛ من (سي. إن. إن)، طرح أسئلة متابعة عن جملة من القضايا المهمة.
وقال “هوك”: “في كل مرة تطرح فيها أسئلة سهلة، على سبيل المثال، من (إيه. بي. سي. أو. إن. بي. آر)، ستتمنى أن يُظهر صحافي (ليبرالي) بعض الشجاعة للقيام بالشيء الصحيح”.
وتذكر (فوكس نيوز)؛ أن الرئيس السابق؛ “ترامب”، سعى إلى تسّليط الضوء على التباين في توفر وسائل الإعلام بين الإثنين، حيث جلس لعدة مقابلات مطولة في الأسابيع الأخيرة وعقد أيضًا مؤتمرين صحافيين.
آراء متباينة..
وبحسّب محللين؛ تلقت “هاريس”: “آراء متباينة” لأدائها؛ يوم الخميس، مع “باش”، حيث أجابت على غالبية الأسئلة ولكنها مع ذلك كانت هناك لدعم المرشح لمنصب نائب الرئيس؛ “والز”.
وكانت إحدى النقاط التي نالت الثناء من الليبراليين هي رفضها الحاد لسؤال حول اقتراح “ترامب” بأنها لم تتقبل كونها سوداء حتى سن الرشد، ووصفت الهجمات حول العرق من قبل “ترامب” بأنها: “كتاب لعب” متعب، وطلبت من “باش” الانتقال إلى السؤال التالي.
وبإجرائها المقابلة؛ أوفت “هاريس” بالشرط الذي حددته قبل (03) أسابيع، حيث أرادت تحديد موعد لإجراء مقابلة بحلول نهاية الشهر وما زال من غير الواضح ما إذا كانت الضغوط ستتزايد عليها لبذل المزيد من الجهد، فضلاً عن أول مقابلة منفردة لها كمرشحة ديمقراطية لكرسي الرئاسة.
لم تُقدم توضيح بشأن إدارتها..
فيما قالت الكاتبة الصحافية؛ “إنغريد جاك”، إن مقابلة شبكة (سي. إن. إن) الإخبارية الأميركية المسجلة مسبقًا مع “كامالا هاريس” و”تيم والتز”؛ لم تُقدِّم أي توضيح بشأن إدارتهما. إجابات “هاريس” لم تكشف عن أي شيء.
وأضافت الكاتبة في مقالها بموقع صحيفة (يو. إس. توداي) الأميركية: “بعد أسابيع من الانتظار لإجراء مقابلة، تركت نائبة الرئيس؛ هاريس، أسئلة الشعب الأميركي بلا إجابات شافية، ولم تقدِّم أي توضيح بشأن ما سنراه من إدارتهما”.
فمنذ أن انسحب الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، من السبّاق الرئاسي في تموز/يوليو، كان صعود نجم “هاريس” الصاروخي إلى قمة قائمة المرشحين – والحماس الجديد الذي دبَّ في الحزب (الديمقراطي) – يعود إلى فيض من المشاعر الجياشة لا إلى أسباب حقيقية على أرض الواقع.
وخلال الأيام الأخيرة؛ ادَّعت “هاريس” أنها تراجعت عن كثير من مواقفها التقدمية السابقة، إذ تحاول الترويج لنفسها على أنها أكثر اعتدالاً من قبل.
فرصة حقيقية لم تُسّتغل..
وتابعت الكاتبة: “كانت المقابلة التي أجرتها شبكة (سي. إن. إن)، مع هاريس أول فرصة حقيقية لها لبيان سبب إقدامها على هذه التحولات السياسية الكبيرة في جميع القضايا، بداية من الرعاية الصحية مرورًا بقضية المناخ وانتهاء بالهجرة غير الشرعية”.
في عام 2019؛ عندما ترشحت “هاريس” لأول مرة للرئاسة، تفوقت على زميلها في “مجلس الشيوخ” وخصمها في الانتخابات التمهيدية عضو مجلس الشيوخ؛ “بيرني ساندرز”، (الاشتراكي الديمقراطي)، بوصفها أكثر أعضاء “مجلس الشيوخ” ليبرالية.
والآن؛ من الواضح أنها عدَلَت عن مواقفها، تقول الكاتبة، إننا لا نعلم السبب الذي دعاها إلى ذلك بعد.
وطرحت “باش” على “هاريس” العديد من الأسئلة عن التحول المفترض في سياسات “هاريس”، إلا أن إجابات الأخيرة لم تكشف عن أي شيء، إذ أجابت بقولها: “أعتقد أن الجانب الأهم من منظوري السياسي وقراراتي هو أن قِيمي لم تتغير ولم تتبدل، فقد ذكرتُ الصفقة الخضراء الجديدة، وآمنت دائمًا بأن أزمة المناخ حقيقية وأنها مسألة ملحَّة يجب أن نطبّق عليها مقاييس تشمل الالتزام بمواعيد نهائية بخصوص التوقيت، وتصرفت على هذا الأساس في هذه القضية”.
مخاطر كبير لـ”هاريس”..
وأضافت الكاتبة: “كان من الخطأ أن تصحب؛ هاريس، والز، معها في أول مقابلة مهمة لها بعد ما أصبحت المرشحة للرئاسة. فقد بدا وكأنها لا تستطيع التعامل مع الموقف دون دعمه، وهي ليست بالصورة التي كانت تسعى إلى رسمها في أذهان الناس”.
وتابعت: “لم يضِف والز شيئًا يُذكر للمقابلة أيضًا. ومارست باش ضغوطًا عليه بسبب تزييف صورته وأكاذيبه الصريحة عن ماضيه، بما في ذلك خدمته العسكرية وعلاجات الخصوبة التي اضطر هو وزوجته إلى اللجوء إليها لإنجاب الأطفال”.
ولم تكن إجابات “والز” مرْضية على أقل تقدير؛ وفق الكاتبة. فقد أقرّ “والز” قائلاً: “إنني أعترف بأخطائي بكل تأكيد إذا اقترفتها”. لكنه أخفق في تفسير سبب تصريحه بكثير من المغالطات في المقام الأول.
كانت مخاطر هذه المقابلة كبيرة لـ”هاريس”. فهي لا تزال بحاجة إلى أن توضح للناخبين هويتها الحقيقية والقيم التي تعتنقها وكيف ستقود الأمة خلال السنوات الأربع المقبلة. لكنها لم ترقَ إلى مستوى الحدث، حسب الكاتبة.
تصحيح الكاريكاتير اليساري..
أما صحيفة (بوليتيكو) الأميركية؛ فكشفت أن “كامالا هاريس” و”تيم والز”؛ بدا أن لديهما هدفًا رئيسًا لمقابلتهما مع شبكة (سي. إن. إن)، وهو: “تصحيح الكاريكاتير اليساري الذي رسمته حملة؛ دونالد ترامب، لهما”.
وقالت (بوليتيكو)؛ إن “هاريس” سّعت، خلال المقابلة، إلى إظهار: “الاعتدال والوسطية”، وهما السذمتان المميزتان لكل حملة رئاسية ديمقراطية ناجحة لعقود من الزمن، مضيفة: “بشكلٍ عام، أوحت لنا المقابلة بمدى صعوبة مهمة دونالد ترامب الآن – وخاصة في مناظرة 10 أيلول/سبتمبر. إن مجالي هجومه الرئيسيين هما تصويرها؛ (هاريس)، على أنها يسارية وربطها ببايدن غير المحبوب. الليلة الماضية، أظهرت هاريس كيف ستدافع عن نفسها ضد هاتين التهمتين”.
وفيما يلي أبرز ما استخلصته (بوليتيكو) من هذه المقابلة:
التكسير الهيدروليكي: بدأت مشاكلها بشأن هذه القضية في عام 2019؛ أثناء الانتخابات التمهيدية الرئاسية الديمقراطية، عندما قالت: “لا شك أنني أؤيد حظر التكسّير الهيدروليكي”. وكان “ترامب” يُهاجم “هاريس” بشأن هذا التصريح، كلما كان في ولاية “كيستون”، وهي ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في “الولايات المتحدة”. لكن “هاريس” قالت بشكلٍ لا لبّس فيه إنها لن تحظر التكسّير الهيدروليكي كرئيسة للبلاد، موضحة أنها درست القضية وخلصت إلى أنه يمكن تحقيق أهداف المناخ الأميركية دون قرار الحظر.
الحدود: لم تكشف “هاريس” أي أخبار جديدة بشأن هذا الملف. فقد أعلنت بالفعل تأييدها لمشروع “قانون أمن الحدود”، الذي أقره الحزبان (الجمهوري) و(الديمقراطي)؛ والذي أبطله “ترامب”، لكنها كانت أكثر إصرارًا على متابعته كرئيسة.
إسرائيل: كانت إجابتها أكثر إثارة للاهتمام، لأن “هاريس” حاولت الإشارة إلى المزيد من التضامن مع الناشطين المؤيدين للفلسطينيين، مقارنة بالرئيس؛ “جو بايدن”. ولكن عندما يتعلق الأمر بتدفق الأسلحة إلى “إسرائيل”، كانت واضحة في أنها لن تحجم عن أي شيء.
التواصل مع الجمهوريين: أخبرت المرشحة الديمقراطية أنها ستُعين جمهوريًا في حكومتها إذا تم انتخابها، وقالت: “أعتقد أنه سيكون من مصلحة الأميركيين أن يكون لدي عضو في حكومتي من الجمهوريين”. كما حاولت إظهار نهج: “أقل مواجهة”، من خلال القول: “أعتقد أنه من المهم بناء الإجماع، ومن المهم… إيجاد مكان مشترك للتفاهم حيث يمكننا بالفعل حل المشاكل”.
العِرق والجنس: حاولت التقليل من أهمية العِرق والجنس، وقالت: “أنا أترشح لأنني أعتقد أنني أفضل شخص للقيام بهذه المهمة في هذه اللحظة لجميع الأميركيين، بغض النظر عن العِرق والجنس”. وعندما حاولت “باش” إقناعها بالتعليق على هجمات “ترامب” على هويتها العِرقية، تخطت الأمر تمامًا؛ وقالت: “السؤال التالي”.
ترامب: عندما تحدثت “هاريس” عن “ترامب”، لم تُبالغ في وصفه بأنه تهديد خطير للديمقراطية. بل قالت إنه: “يُقلل من شخصية وقوة من نحن كأميركيين”؛ و”يُقسّم أمتنا”.