19 أبريل، 2024 1:55 ص
Search
Close this search box.

مفخخة تستهدف رئيس هيئة افتاء السنة المعروف بتأييده للحكومة وتصيبه بجروح خطيرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

استهدفت سيارة مفخخة اليوم رئيس هيئة إفتاء أهل السنة وأمير السلفية الجهادية في العراق الشيخ مهدي الصميدعي فاصابته بجروح خطيرة فيما قتل سائقه واصيب عدد من افراد حمايته. وقال مصدر أمني عراقي إن سيارة مفخخة مركونة بجانب الطريق انفجرت، اليوم، واستهدفت موكب رئيس هيئة إفتاء أهل السنة مهدي الصميدعي، بعد دقائق من خروجه من مسجد عمر المختار في منطقة اليرموك، في غرب بغداد، عقب أدائه صلاة العيد، وتسبب التفجير في مقتل سائقه من حمايته وتحطيم سيارات موكبه، وإصابته بجروح خطيرة نقل على أثرها للعناية المركزة في أحد مستشفيات بغداد.
وكانت وسائل إعلام محلية تناقلت خبر مقتل رئيس هيئة افتاء أهل السنة في العراق صباح اليوم قبل أن ينفي مصدر في الهيئة الخبر ويؤكد إصابة الشيخ الصميدعي بجروح خطيرة ونقل الى العناية المركزة في أحد مستشفيات بغداد.
ولم تعلن أية جهة بعد مسؤوليتها عن الحادث الذي يحمل بصمات تنظيم القاعدة، الذي يناصبه القتيل العداء، بتحريمه القتال بعد خروج القوات الأميركية من العراق نهاية عام 2011.
وقال السياسي العراقي إبراهيم الصميدعي لـ ايلاف “إن هذا الحادث الجبان لن يفت في عضدنا ولن نتراجع، وليس جديدًا علينا تقديم الدماء لكن الوطن لايتحمل المزيد من الاستهداف والقتل”.
ووجه الصميدعي وهو قريب من الشيخ المستهدف رسالة عتب شديدة للحكومة العراقية بعدم تشديد الحماية له ومنحه سيارة مصفحة فيما توزعها لمن لايستحقها وغير معرض لتهديدات. مستغربًا في الوقت نفسه من اهمال دائرة حماية الشخصيات لاوامر من وزارة الداخلية بمواكبة سيارتي شرطة لأي موكب للشيخ الصميدعي، خلال تحركاته، محملاً مدير دائرة حماية الشخصيات في وزارة الداخلية العراقية اللواء علي العذاري التقصير في تنفيذ اوامر الوكيل الاقدم في وزارة الداخلية الذي قال إنه أمر بتعزيز حمايته.
وذكّر الصميدعي الحكومة العراقية بحادث مماثل هو اغتيال الشيخ ملا ناظم الجبوري الذي اغتاله تنظيم القاعدة في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي في بغداد، بسبب عدم حمايته حيث انقلب الجبوري على تنظيم القاعدة وأصبح خبيرًا بتحركاتها.
وقال إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أرسل المفتش العام في وزارة الداخلية للمستشفى ليتفقد الشيخ الصميدعي.
وقد تعرض الشيخ الصميدعي لتهديدات عدة آخرها بيان صدر ضده الاسبوع الماضي من إحدى التنظيمات التكفيرية. لكن الشيخ عمد للسكن وسط بغداد، وزيارة اتباعه في المحافظات العراقية.
وكان الشيخ مهدي الصميدعي، الذي يعتبر أمير السلفية الجهادية في العراق، شنّ هجوماً حاداً في مطلع العام الحالي على رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، متهمًا إياه بالعمالة لإسرائيل والولايات المتحدة والازدواجية في الحديث عن الربيع العربي، والعمل على التحريض الطائفي بين شعوب المنطقة.
وأوضح الصيدعي في هجومه أن “القرضاوي يخاطب الشيعة، ويقول لهم إنكم إخواننا، فيما يتهم الحكومة السورية بالطائفية”. و”يصف ما يحصل في البحرين بالثورة الطائفية”، حسب تعبيره.
وأكد رئيس هيئة إفتاء أهل السنَّة والجماعة في العراق أن “يوسف القرضاوي كان يصف معمّر القذافي بأنه سيف الله في الأرض، وعاد ليحرّض على قتله، بعد الثورات العربية التي شهدتها المنطقة”، واصفًا القرضاوي بأنه “رجل مفتون”.
يعتبر الشيخ مهدي الصميدعي أمير السلفية الجهادية والأمين العام للهيئة العليا للدعوة والإرشاد والفتوى لأهل السنَّة في العراق، وكان إمام وخطيب جامع شيخ الإسلام ابن تيمية في بغداد، واعتقل مرتين لمدة ستة أعوام عام 2004 بعد مداهمة القوات الأميركية لجامع ابن تيمية، والمرة الثانية في العام نفسه، وبقي معتقلاً لمدة أربع سنوات حتى العام 2008.
أفتى الشيخ الصميدعي رئيس هيئة إفتاء أهل السنَّة والجماعة أخيرًا بأن أي شخص يحمل السلاح بعد الانسحاب الأميركي يسعى إلى قتل العراقيين، رافضًا أي تجاوز على الشعب العراقي.
ورد على أمير السلفية الجهادية في تونس “أبو عياض التونسي” بالجهاد في العراق بعد الانسحاب الأميركي، بأن في فتوى التونسي تجاوزاً لرأي الجماعة، التي درست الواقع عن كثب، وأصدرت فتوى بضرورة العمل على بناء لحمة المجتمع، ونبذ العنف والتطرف الفكري، وعدم جرّ المسلمين إلى أمور لا تحمد لها نهاية. وانضم الصميدعي إلى مشروع المصالحة الوطنية في العراق، الذي ترعاه الحكومة.
كان رئيس هيئة إفتاء أهل السنة مهدي الصميدعي أطلق خلال الأشهر الماضية العديد من التصريحات، التي أثارت جدلاً واسعاً، أبرزها عندما حذر الصميدعي في كلمة له خلال المهرجان السنوي الأول للمصالحة الوطنية، الذي شارك فيه بعد دخوله للعراق، في (29 كانون الأول/ديسمبر 2011) من تدهور الأوضاع في البلاد، مؤكداً أن الموقف الذي يمر به العراق حالياً لا تحمد عقباه، فيما دعا الجميع إلى الاحتفال بخروج القوات الأميركية.
كما اعتبر الصميدعي، في (10 كانون الثاني/يناير 2012)، موقف رئيس الوزراء نوري المالكي من الأحداث في سوريا عربياً بعيداً عن الطائفية، مؤكداً أنه لا يمثل توجهًا إيرانياً، فيما استبعد تعرض المالكي لضغوطات إيرانية بشأن دمشق، فيما اعتبر الصميدعي، في (4 كانون الثاني 2012)، أن أي شخص يحمل السلاح بعد الانسحاب الأميركي يسعى إلى قتل العراقيين، رافضاً أي تجاوز على الشعب العراقي.
وكانت آخر تلك التصريحات عندما حذر، في (13 حزيران/يونيو 2012)، من انزلاق العراق “في فخ دعاة الفتنة”، معتبرًا أن الأمور تجري في العراق نحو الحرب الطائفية.
يذكر أن العراق يشهد تفجيرات يومية تصادعت بعد اتساع الأزمة السورية واندلاع مواجهات مسلحة بين الجيش السوري والمعارضين المسلحين الذين تقاتل بينهم مجموعات متشددة من دول عدة، تزامن ظهورهم بعد دعوة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى التوجه للجهاد في سوريا في مطلع العام الجاري. وتعارض الحكومة العراقية دعوات إلى إسقاط النظام السوري عسكريًا أو تسليح المعارضين.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب