مفتي السنة يرفض استقبال المسؤولين ويحيلهم للمحتجين

مفتي السنة يرفض استقبال المسؤولين ويحيلهم للمحتجين

رفض رجل الدين العراقي السني المفتي الشيع عبد الملك السعدي الاستجابة لرغبات عدد من ‏المسؤولين العراقيين للقائه والبحث معه في مطالب المتظاهرين محيلا اياهم الى المتظاهرين مباشرة.‏
وقال مكتب السعدي في بيان صحافي اليوم ان الشيخ ” يعتذر‎ ‎عن استقبال أي سياسي في الحكومة ‏العراقية وأي عضو في البرلمان العراقي ويرفض اللقاء‎ ‎المنفرد بأيِّ واحد من هؤلاء الراغبين في ‏مقابلته ويُحيلهم إلى ساحات الاعتصام في‎ ‎كل أنحاء العراق ليلتقوا بالمتظاهرين المعتصمين المُطالبين ‏بالحق العراقي‎ ‎المشروع” .. وجاء في نص البيان : ‏

بسم الله‎ ‎الرحمن الرحيم
لوحِظَ في هذه الأيَّام تزايد‎ ‎طلبات عدد من السياسيين في الحكومة العراقية وعدد من أعضاء مجلس ‏النواب العراقي‎ ‎لمقابلة سماحة الشيخ عبد‎ ‎الملك السعدي ورغبتهم في اللقاء‎ ‎به في مكتبه الخاص‎.‎
وقد وجَّه سماحته بأنَّه يعتذر‎ ‎عن استقبال أي سياسي في الحكومة العراقية وأي عضو في البرلمان ‏العراقي ويرفض اللقاء‎ ‎المنفرد بأيِّ واحد من هؤلاء الراغبين في مقابلته ويُحيلهم إلى ساحات الاعتصام ‏في‎ ‎كل أنحاء العراق ليلتقوا بالمتظاهرين المعتصمين المُطالبين بالحق العراقي‎ ‎المشروع‎.‎
ويرى سماحة الشيخ عبدالملك‎ ‎السعدي أنَّ القرار بيد العراقيين المعتصمين وليس من حق أحد أن ‏يُفاوض نيابة‎ ‎عنهم‎.‎
والله من وراء‎ ‎القصد
مكتب سماحة‎ ‎العلاَّمة الشيخ
‏ أ.د. عبد الملك عبد الرحمن السعدي

وردا على تصريحات لنواب في ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي بأن الشيخ السعدي قد انسحب من ‏الاحتجاجات اثر شعوره باستغلالها من قبل بعض السياسيين قال المتحدث بأسم المحتجين في الانبار ‏الشيخ سعيد اللافي إن “الشيخ عبد الملك السعدي لم ينسحب من التظاهرات والحديث عن ذلك محض ‏افتراء” مؤكدا أن “قضية التظاهرات أكبر من أن تربط بشخص واحد فهي إما أن نكون أو لا نكون”. ‏واعتبر اللافي أن “الاتهامات بالتدخلات الاجنبية وتأثيرها على التظاهرات تهمة سخيفة، وان مطالبنا ‏هى لخدمتنا ولا تحمل مصالح لدول خارجية” مؤكدا أن “تلك الاتهامات يراد منها التغطية على تدخل ‏إيران السري والعلني بالعراق” كما نقلت عنه وكالة “السومرية نيوز” 
وكان النائب عن ائتلاف دولة القانون فؤاد الدوركي أكد أمس الأحد ان التظاهرات المناوئة للحكومة ‏‏”فقدت زخمها” بسبب رفعها شعارات طائفية، فيما أشار إلى الشيخ عبد الملك السعدي اعتذر عن ‏قيادتها بعد اطلاعه على “خفايا الدعم الخارجي”.  ‏
وكان الشيخ عبد الملك السعدي أصدر خطابا قرأ على المتظاهرين في ساحة الاعتصام في الرمادي في  ‏بجمعة الرباط في 11 من الشهر الحالي حذر فيه حكومة بغداد من استخدام وسائل التفرقة في ‏التظاهرات والتصريحات التي “تؤجج الطائفية وعدم التوحد” ودعا السياسيين إلى “أخذ العبر” مما ‏يحصل اليوم في سوريا تلك” والمتظاهرين إلى “الثبات وبقوة على موقفهم والصبر على والاستمرار ‏الاعتصام والتظاهر”. كما دعا السعدي عناصر الجيش العراقي إلى “التزام الحياد وبألا يستمعوا إلى ‏من يريد إشعال فتيل الحرب والفتنة” وشدد على أن “أي شخص يهدر دمه من القوات الأمنية أو ‏المعتصمين فهو هدر لدم العراق”، وتابع مخاطبا قوات الجيش العراقي “أنتم حماة البلاد ولستم حماة ‏الأشخاص، فعليكم ألا تتأثروا بالخلافات بين السياسيين، والحفاظ على سلمية التظاهرات وأرواح ‏العراقيين”.‏
وكان الشيخ عبد الملك السعدي أنضم في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي إلى المعتصمين في ‏ساحة الاعتصام في الرمادي، ودافع في خطبة القاها بينهم عن الاتهامات بالطائفية التي وجهت لهم ‏واكد انهم كـ”السائرين على درب الحسين” مشددا على وجود علاقة وثيقة بين رجال الدين السنة ‏والمرجعيات الدينية في النجف وكربلاء، داعيا في الوقت نفسه المتظاهرين الى “الابتعاد عن الكلمات ‏النابية والشعارات المتشنجة التي يستغلها البعض كما حذرهم من إغرائهم للتنازل عن مطالبهم ‏المشروعة التي هي مطالب كل العراقيين”.‏
ويعد الشيخ عبد الملك السعدي، من اهم رجال الدين السنة في العراق وكان قد رفض تولي منصب ‏مفتي العراق بعد عرضه عليه في عام 2007.‏
وتشهد محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك منذ 21 من الشهر الماضي تظاهرات ‏يشارك فيها عشرات الآلاف جاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في ‏القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي والمطالبة بوقف ‏الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة ‏الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش ‏وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة. ‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة