18 أبريل، 2024 2:17 م
Search
Close this search box.

“مفاوضات فيينا” .. “مهدي مطهر نيا” : الوصول إلى اتفاق يتطلب قرار سياسي من واشنطن وطهران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

رغم ما توحي به تصريحات الكثير من أطراف المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية؛ خلال الأسابيع الماضية، من إنتهاء المفاوضات وانتظار القرار السياسي، لكن رصد التطورات في مسار “مفاوضات فيينا” لا يؤيد تهيئة كل شيء للاتفاق؛ وأن الأختلافات ماتزال قائمة، وهي تستدعي الحل للوصول إلى اتفاق.

وفي هذا الصدد؛ وللحديث عن تطورات إحياء “الاتفاق النووي”، والتحركات الروسية الأخيرة، أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية؛ الحوار التالي مع: “مهدي مطهر نيا”؛ الخبير الإيراني في الشأن الدولي…

يحتاج إلى إرادة سياسية من “واشنطن” و”طهران”..

“آرمان ملي” : رغم تأكيد أطراف مفاوضات إحياء “الاتفاق النووي”؛ في “فيينا”، على الوصول إلى المرحلة النهائية وضرورة اتخاذ قرار سياسي، لكن وكما نرى لم يحدث أى اتفاق بين الطرفين.. كيف تُقييم بالأساس هذا الموضوع ؟

“مهدي مطهرنيا” : “مفاوضات فيينا” هي في الحقيقة دلالة ضمنية ملازمة للملف الإيراني في النظام الدولي. وقد القى التوتر الدولي الحالي بظلاله الثقيلة على الملف النووي الإيراني والمفاوضات أيضًا.

هذه الظلال الثقيلة بلغت حدًا كبيرًا؛ بحيث لم يُعد القرار السياسي يرتبط بالملف النووي الإيراني، وإنما بإرتباط “إيران” بالنظام الدولي والأنظمة التي تتبلور وتحكم هذا الإرتباط.

بعبارة أخرى؛ لو حدث اتفاق؛ فسوف يكون مؤقت وعابر ولا يرتبط بالملف النووي الإيراني، وإنما سوف يتعلق بالمسألة النووية. وموقف “بيرنز” الجديد؛ في “مجلس الشيوخ” الأميركي، وإن تقبل فكرة الاتفاق؛ فسوف تظل “إيران” مشكلة “الولايات المتحدة”، وهذه الأجواء تعكس نسبيًا موقف إدارة “جو بايدن” الجديد؛ مقارنة بالماضي.

ويبدو أن شخصيات مثل: “بيرنز” و”روبرت مالي” و”بلينكن”، من الديمقراطيين المؤيدين للمفاوضات، قد تجاوزا باب المفاوضات النووية ويتعمقون في القضية الإيرانية من زاوية أخرى. وبالطبع فإن الوصول إلى اتفاق قريب جدًا وبعيد بنفس المقدار. قريب لأنه يتطلب إرادة سياسية سواءً في “واشنطن” أو في “طهران”. وبعيد لأن “واشنطن” لن تتراجع عن مواقفها؛ وكذلك لا تستطيع “طهران” التراجع عن مطالبها.

ووحدة المجتمع “الحاكم-الحكومي” الحالي؛ في العقود الأخيرة، وبخاصة في فترة؛ “حسن روحاني”، والحكومات الحادية عشر والثانية عشر؛ فيما يخص “الاتفاق النووي”، وقرارات المرشد الواضحة والشفافة في المواجهة ضد “الولايات المتحدة” وعدم التفاوض مع “واشنطن”، والأهم تنفيذ شروط المرشد التسعة بعد التوقيع على “الاتفاق النووي”، والتي سوف تشرف على تنفيذها هذه المرة حكومة ثورية، إنما تُزيد من صعوبة العمل الإيراني.

من جهة أخرى؛ لو يُريد “بايدن” قبول الشروط الإيرانية، فسوف يقع في مأزق صعب، لأن إدارته على مشارف الانتخابات مع احتمالات تعاظم نفوذ الجمهوريين، فإذا تجري انتخابات 2024م؛ فسيرى الديمقراطيون أنفسهم خاسرين، ومن ثم فإن “بايدن” في موقف غير مناسب. لذلك تُجدر الإشارة إلى حاجة الوصول إلى اتفاق؛ كما يبدو إلى قرار سياسي بالغ الأهمية. لذلك فقد انتهت المفاوضات ويحظى القرار السياسي بالأهمية؛ لأنه لا يتعلق فقط بالملف النووي وإنما يتجاوز ذلك.

لقد سقط القناع الروسي..

“آرمان ملي” : الموقف الروسي الأخير بشأن الحصول على ضمانات من “الولايات المتحدة” أثار ردود فعل “الترويكا الأوروبية” و”الولايات المتحدة” وحتى “إيران”.. ما هي بالأساس دوافع الروس، وإلا أي مدى سوف تؤثر على التوافق المحتمل ؟

“مهدي مطهرنيا” : “روسيا” كشفت عن وجهها فيما يخص “إيران”.. فقد أعلن السفير الروسي في “طهران” أن على وسائل الإعلام الإيرانية إطلاق حملة خاصة تتعلق بالحرب على “أوكرانيا”. وكأن الروس يتخذون القرارات لوسائل الإعلام الإيرانية.

من جهة أخرى، بدت “روسيا”؛ حتى الآن، جيدة فيما يخص المفاوضات النووية، ويوصف الطرفين بالشريك الإستراتيجي في “طهران” و”موسكو”، وهذا ليس أكثر من مجاملة إستراتيجية، لأن “إيران” و”روسيا” تعتبران متنافسين إستراتيجيين في سوق الطاقة العالمي، وقد أثبتت الحرب الأوكرانية بوضوح أن هذه المنافسة الإستراتيجية؛ في سوق الطاقة العالمي، في هذا المنعطف التاريخي وفي ضوء الأوضاع الراهنة؛ مؤشر على استفادة “روسيا” من “إيران”، باعتبارها ورقة رابحة للحصول على إمتيازات من الغرب في طبقات الصراعات والمنافسات والصفقات المختلفة بين القوى الكبرى.

لقد سقط النقاب الروسي تمامًا والموقف الأخيرة للحكومة الروسية أثبت ذلك بوضوح. “روسيا” التي كان من المقرر أن تحتل “كييف” بغضون 03 أيام تُصارع اليوم بعد مرور: 25 يومًا على إنطلاق الحرب؛ أوضاعًا غير مناسبة، حيث تلقى واحد من أقوى الجيوش العالمية هزيمة إستراتيجية؛ دون دخول عسكري أميركي واحد في الحرب، وهو يُصارع أزمة ويخوض حرب على الشرف والمكانة أمام أنظار العالم في حرب يحظى فيها الأوكرانيون بالدعم الاقتصادي واللوجيستي الأميركي فقط.

وحتى لو ينجح الروس في الأسابيع المقبلة باحتلال “كييف” أو مناطق من الأراضي الأوكرانية؛ فهم الخاسرون. وعليه يسعى الروس للاستفادة من الورقة الإيرانية كأداة للضغط في هذه الحرب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب