مفاجأة ترمب حول النووي الإيراني .. هل يمكن التوصل لاتفاق بين طهران وواشنطن ؟

مفاجأة ترمب حول النووي الإيراني .. هل يمكن التوصل لاتفاق بين طهران وواشنطن ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

عكس كل ما ينُقل عبر القنوات الإعلامية والإخبارية؛ فجر الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، مفاجأة بعد لقاء جمعه في “البيت الأبيض” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، أمس.

“ترمب”؛ الذي تحدث مطولًا للصحافيين، كشف عن مباحثات مباشرة تجري مع “إيران” حول ملفها النووي.

الإعلان الأميركي؛ يأتي بعد يومٍ واحد من تأكيد “طهران” رفضها الانخراط في مفاوضات مباشرة مع “واشنطن”، وتفضّيلها صيغة المفاوضات غير المباشرة.

لكن “ترمب”؛ قال: “نُجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت. وستستمر يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث. أعتقد أن الجميع متفق على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل”.

اجتماع السبت..

وبدا أن اجتماع السبت المقبل؛ بين “إيران” و”أميركا”، سيكون حاسمًا في هذا الصدّد، إذ أوضح “ترمب”: “ربما سيتم التوصل إلى اتفاق، وهذا سيكون رائعًا. سنعقد اجتماعًا مهمًا جدًا؛ السبت، على مستوى عالٍ جدًا وكبير للغاية”.

لكن “ترمب” رفض الكشف عن أي تفاصيل أخرى تخص تلك المفاوضات ولا حتى مكان عقد “اجتماع السبت”.

إما النجاح أو الخطر..

وقال “ترمب” ردًا على سؤال عن الخيارات في حال فشلت المفاوضات المباشرة: “أعتقد أنه إذا لم تنجح المحادثات المباشرة مع إيران، فإن إيران ستُصبح في خطرٍ كبير”.

وأضاف: “لا يتعيّن أن تملك إيران سلاحًا نوويًا، وإذا لم تنجح المحادثات، فأعتقد فعلًا أنه سيكون يومًا سيئًا جدًا لإيران”.

رفض إيران للمباحثات المباشرة..

ومثلت تصريحات “ترمب” مفاجأة؛ خصوصًا أنها أتت بعد يومٍ واحد من إعلان “طهران” موقفها الرافض للمفاوضات المباشرة مع “أميركا”.

وكان وزير الخارجية الإيراني؛ “عباس عراقجي”، قال الأحد، أن المفاوضات المباشرة مع “الولايات المتحدة”: “لا معنى لها”.

وأوضح “عراقجي”؛ في بيان صادر عن “وزارة الخارجية” الإيرانية: “المفاوضات المباشرة مع طرف يُهدّد بشكلٍ دائم باستخدام القوة، في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة، ويعتمد مواقف متناقضة، لا معنى لها”.

وأضاف: “لا نزال متمسّكين بالدبلوماسية ومستعدون لتجربة مسّار المفاوضات غير المباشرة”.

كما كشفت “وزارة الخارجية” الإيرانية، أمس الإثنين، بأن “طهران” قدمت عرضًا سخيًا من أجل بدء محادثات غير مباشرة مع “واشنطن”، وتنتظر الرد من “الولايات المتحدة”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية؛ “إسماعيل بقائي”، إن: “الرسالة الأميركية وصلت إلى إيران وتم الإعلان عن أخبارها رسميًا، وكان العرض الذي قدمته إيران لبدء محادثات غير مباشرة عرضًا سخيًا ومسؤولًا وحكيمًا من الناحية السياسية”.

وأوضح “بقائي” أن المقترح الذي تم تقديمه أخذ بعين الاعتبار: “التاريخ والاتجاهات المتعلقة بالقضية النووية على مدى العقد الماضي”.

وأضاف، أنه: “في ظل الظروف الراهنة، تُفضل إيران التركيز على الاقتراح المَّقدم. وفيما يتعلق بالتطورات المستقبلية، سيتم اتخاذ القرارات وفقًا للظروف وفي الوقت المناسب”.

ولفت إلى أن: “إيران أرسلت رسالة الرد إلى الولايات المتحدة، ونحن ننتظر قرار الولايات المتحدة في هذا الشأن”.

وأضاف “بقائي”؛ إن “سلطنة عُمان” ستلعب دورًا محوريًا في إحياء: “المفاوضات غير المباشرة” مع “الولايات المتحدة” بشأن برنامج “طهران” النووي.

استخدام سياسة “الضغط القصوى”..

وتأتي تلك التطورات وسط مؤشرات على تصعيد بين الطرفين، فيما غموض يلف مصير الملف النووي الإيراني.

وكان الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، قد أعلن، بعد عودته إلى “البيت الأبيض” في كانون ثان/يناير، استئناف سياسة “الضغوط القصوى” تجاه “طهران”، مؤكدًا في الوقت نفسه انفتاحه على الحوار للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.

وكشف في مطلع آذار/مارس؛ عن رسالة بعث بها إلى القيادة الإيرانية يقترح فيها إجراء مفاوضات، مع تلويحه بخيار العمل العسكري في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق.

ومع اقتراب لحظة الحسم في الملف النووي الإيراني، تزداد المخاوف من انزلاق المشهد نحو تصعيد خطير قد يجرّ المنطقة إلى دوامة من عدم الاستقرار.

الاتفاق النووي..

وفي فترة ولاية “ترمب” الرئاسية الأولى؛ (2017-2021)، انسحبت “الولايات المتحدة” من اتفاق عام 2015؛ بين “إيران” وقوى عالمية فرض قيودًا صارمة على أنشطة “طهران” النووية مقابل تخفيف العقوبات. كما عاود “ترمب” فرض عقوبات أميركية شاملة.

ومنذ ذلك الحين؛ تجاوزت “إيران” بكثير حدود ذلك الاتفاق بشأن تخصّيب (اليورانيوم).

وتتهم القوى الغربية؛ “إيران”، بأن لديها قائمة أولويات سرية لتطوير قدرة على إنتاج أسلحة نووية بتخصّيب (اليورانيوم) إلى مستوى يقولون إنه أعلى من المطلوب لبرنامج مدني للطاقة الذرية.

وتقول “طهران” إن برنامجها النووي لا يستهدف إلا إنتاج الطاقة للأغراض المدنية.

لن تستهدف المنشآت النووية فقط..

موقع (ماكور ريشون) الإسرائيلي؛ رصد وصف “ديفيد بترايوس”، مدير وكالة المخابرات المركزية سابقًا، الاستعدادات الأميركية للهجوم على “إيران” بهدف القضاء على البرنامج النووي، والرد الإيراني المتوقع.

وقال (ماكور ريشون)؛ تحت عنوان: “مفتاح خطة الهجوم الأميركي على إيران.. واشنطن لن تستهدف المنشآت النووية فقط”، أنه خلال الأيام الأخيرة، نشرت القوات المسلحة الأميركية قاذفات بعيدة المدى وطائرات تزويد بالوقود جوًا في موقع استراتيجي في “المحيط الهندي”، وهي خطوة مماثلة للعمليات التي سبقت القصف الأميركي في “أفغانستان والعراق”؛ في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وعلاوة على ذلك، نشرت “الولايات المتحدة” نظام الدفاع الجوي؛ (ثاد)، في “إسرائيل”، استعدادًا لهجوم انتقامي إيراني.

ونقل الموقع أن “بترياوس” قال في مقابلة صحافية، إن الغرض من هذه الخطوات إظهار الجدية الكبيرة، وبالتالي محاولة ردع “إيران” عن القيام بشيء غير مقبول من شأنه أن يدفع “الولايات المتحدة” إلى التحرك.

تدريبات على تدمير النووي..

وأشار “بترايوس”؛ وهو الذي وضع خطة تدمير المشروع النووي الإيراني قبل أكثر من (15 عامًا)، عندما كان يشغل منصب قائد القيادة المركزية الأميركية، إنه تم التدريب على تلك الخطة بالفعل مرة واحدة داخل “الولايات المتحدة”، حيث حلقت جميع الطائرات لمسافات محددة، بما فيها طائرات التزود بالوقود، وممارسة القيادة والسيطرة، واستخدام أنظمة التشويش، والقنابل التي سيتم إسقاطها، وهي تجربة شهدت نجاحًا، مشيرًا إلى أن اقتراب “إيران” من الحصول على الأسلحة النووية أمر مثَّير للقلق، لأنها على بُعد خطوة واحدة من الحصول على (اليورانيوم) المخصَّب للاستخدام العسكري، وهذا أمر قال الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، بشأنه، إنه لن يسمح للإيرانيين بتحقيقه قط.

تجاوز استعراض القوة..

ويزعم الموقع الإسرائيلي في تقريره الدعائي؛ أن الأفعال الأميركية تتجاوز: “استعراض القوة”، ومنشأة (فوردو) النووية الإيرانية الأكثر سرية، محفورة في عمق جبل بوسط “إيران”، ووفقًا لبعض التقديرات، فهي تقع على عُمق حوالي (90) مترًا تحت طبقة سميكة من الخرسانة المسلحة. وفي عام 2012، قدر خبراء عسكريون أن فرص نجاح هجوم أميركي على منشأة (فوردو) ضئيلة، لكن “بترايوس” يزعم إن الجيش الأميركي يمتلك قنابل: “قادرة على التسبب بأضرار هائلة وتدمير كامل”.

سلاح الهجوم الأميركي..

ويقول الموقع؛ إن السلاح الرئيس الذي من المفترض أن يستخدمه الأميركيون في مثل هذا الهجوم هو قنبلة من طراز (GBU-57)، وهي القنبلة ذات القدرة الأعمق على الاختراق في “الولايات المتحدة”، وربما في العالم، ووفقًا للتقديرات فهي دقيقة للغاية وقادرة على اختراق حوالي (60) مترًا من الخرسانة المسلحة، وتستطيع كل قاذفة شبح وصلت إلى قاعدة (دييغو غارسيا) “الأميركية-البريطانية”؛ في “المحيط الهندي”، أن تحمل قنبلتين من هذا النوع.

وأشار “بترايوس” إلى أن القنبلة سوف تستخدم ضد الأهداف الأكثر تحصينًا وعمقًا، قائلًا: “يُمكنكم أن تتخيلوا ما قد يكون هذا الهدف، إن استخدام القنابل الخارقة للتحصّينات ليس ممكنًا فحسّب بل ضروريًا في حالة وقوع هجوم محتمل على إيران”.

تمتلك نظام دفاع جوى أكثر تطورًا..

ووفق المسؤول الأميركي السابق؛ فإن “إيران” تمتلك الآن أنظمة دفاع جوي وصواريخ باليستية أكثر فعالية وتطورًا مما كانت تمتلكه في الماضي، زاعمًا أيضًا إن “إسرائيل” نجحت في اختراق هذه الأنظمة مرتين، وهو ما يُثبّت أن الأمر ممكن، لافتًا إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية قامت بتدمير آخر (04) بطاريات من نظام الدفاع الجوي الروسي؛ (إس 300)، كانت بحوزة “إيران”، في الوقت الذي ادعت فيه صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية؛ أن جميع أنظمة (إس 300) التي كانت بحوزة “إيران” قبل الهجوم تم تدميرها.

ولكن “بترايوس” يُشيّر أيضًا إلى أنه على الرُغم من كل ذلك؛ فإن “إيران” لا تزال تمتلك قدرة انتقامية كبيرة من حيث الصواريخ، حتى بعد أن نجحت “إسرائيل” في تقليص قدرة “إيران” على إنتاج محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب بشكلٍ كبير، موضحًا أن “إيران” لم تقف مكتوفة الأيدي بعد الهجوم الإسرائيلي، وبدأت تعمل على تجديد نظام دفاعها الجوي، وبحسّب تقيّيمات الاستخبارات، فقد نجحت في ذلك جزئيًا على الأقل.

تحذير ومخاوف من هجوم انتقامي..

وأضاف (ماكور ريشون) الإسرائيلي؛ أن الرئيس الأميركي حذر مؤخرًا من أن الجيش الأميركي سيُهاجم المنشآت النووية إذا لم تتوصل الأطراف إلى اتفاق نووي جديد. وفي رد فعل على ذلك، هدّد المرشد الأعلى الإيراني؛ “علي خامنئي”، بأن أي هجوم عليها سيُقابل بردٍ شديد. وقال مسؤول أمني إيراني كبير إنه: “إذا تعرضت إيران لهجوم من أي قاعدة في المنطقة، فإنها سترد بمهاجمة أي قاعدة يستخدمها الأميركيون وتقع ضمن نطاق صواريخها، بغض النظر عما إذا كانت تابعة للولايات المتحدة أو بريطانيا أو تركيا”.

كما تطرق “بترايوس” إلى المخاوف من هجوم انتقامي إيراني، قائلًا: “إن أي ضربة جوية أميركية محتملة لن تستهدف المنشآت النووية الإيرانية فحسّب، بل ستستهدف أيضًا قدراتها الدفاعية الجوية والصاروخية، وذلك لمنع أي رد فعل محتمل، لا نُريد فقط تدمير برنامجهم النووي ثم السماح لهم بمهاجمة القواعد التي تتمركز فيها قواتنا، مما قد يُجر دولًا أخرى إلى الصراع، ولذلك سيتعين علينا أيضًا تحييّد بعض قدرات إيران على الرد، إذا كنا سنُهاجم إيران، فعلينا فعل ذلك أيضًا”.

ووفقًا للموقع العبري؛ بحال وقوع هجوم أميركي، فمن المتوقع أن تكون قاعدة (دييغو غارسيا)، التي تقع على بُعد نحو (3800) كيلومتر من أقصى نقطة في جنوب “إيران”، أحد الأهداف الرئيسة للرد الإيراني، موضحًا أن “طهران” لا تمتلك أسراب مقاتلات متطورة، ولا تمتلك ترسانتها سلاحًا قادرًا على مفاجأة أنظمة الدفاع الأميركية ما يمنح القوات الأميركية فترة طويلة من الزمن للتحضير واعتراضها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة