26 أبريل، 2024 9:49 ص
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. “وليد عوني” : تناولت القضية الفلسطينية والحرب والسلام في أعمالي

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : حاورته – بوسي محمد :

في ليلة فنية خالصة، احتفل المخرج والراقص، “وليد عوني”، بمرور 25 عامًا؛ على تأسيس “فرقة الرقص المسرحي الحديث” في “دار الأوبرا المصرية”، على طريقته.. فقرر إعادة إنتاج عرض (إيكاروس)، وهو أول عرض قدمه في “مصر” وقوبل برفض تام؛ وكان سببًا في فتح النار عليه من النقاد والجمهور ما اضطره إلى الفرار من مصر.

وكان الغرض من إعادة إنتاج عرض (إيكاروس) تحديدًا، أن يثبت لنفسه وللأخرين أن النجاح لابد أن يمر بلحظات إنكسار وهزائم كي يصل الإنسان إلى مبتغاه.

لم يدع الهزائم تكسره، ولا رفع راية الإستسلام أمام أعداءه ومنتقديه، فواصل مشواره متسلحًا بالعزيمة والإرادة التي وضعها بداخله معلمه وأستاذه، “موريس بيغار”.

لم يولد وفي فمه ملعقة فضة مثلما يُقال.. فهو قبل أن يكون المخرج والفنان الكبير المعروف، كان بائع الورد البسيط في “بروكسل”، حتى يتحمل أعباء الغربة وتكاليف دراسته، فهو رجل عصامي من الدرجة الأولى.

في الوقت الذي كانت تتمتع فيه بلاده “لبنان” بالحرية، وبلاد الغرب التي مكث وعمل فيها سنوات، إتجه إلى “مصر” ليقدم فنه بدعوة من وزير الثقافة، آنذاك، “فاروق حسني”.

على هامش الاحتفالية، التقت (كتابات)؛ بالمخرج الكبير داخل أروقة “الأوبرا المصرية” للوقوف معه على أهم محطاته الفنية..

(كتابات) : لماذا قررت أن تحتفل باليوبيل الفضي بعرض (إيكاروس) تحديدًا.. رغم حالة الرفض التي واجهتها وقت عرضه عام 1993 ؟

  • رفض الجمهور والنقاد لعرض (إيكاروس) قديمًا كان بسبب الرجعية، فكان النقاد حينها ينظرون للرقص على أنه إنحلال وليس “فن”.. لكن الرؤية تغيرت كثيرًا الآن، وبات يُعترف بالرقص على أنه فن حقيقي وليس مجرد حركة وتمايل، لذا قررت أن أقدم للجمهور من جديد وللأجيال الجديدة عرض (إيكاروس).

(كتابات) : “وليد عوني” واجه انتقادات حادة في مصر من جانب الجمهور والنقاد.. كيف اقنعت “مصر” بفنك ؟

  • قدمت عروضًا قريبة من طباع المصريين.. فإذا أردت أن تعرض فنك على الآخرين لابد أن تدخل قلوبهم من الأمور القريبة منهم، فقدمت (الثلاثية) عام 1994، ومن ثم قدمت (الأفيال تختبيء لتموت)، و(ليالي أبو الهول الثلاث)، التي لاقت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.

(كتابات) : كيف تحول “وليد عوني” من بائع الورد البسيط إلى المخرج الكبير ؟

  • الصُدفة لعبت معي دورًا كبيرًا في حياتي، فتغيرت حياتي رأسًا على عقب عندما التقيت بالفنان العالمي الكبير، “موريس بيغار”، في إحدى شوارع “بروكسل”، كنت معجب كثيرًا بفنه، حيثُ كنت أبيع الورد وأرقص بـ”البرنيطة” في الشوارع ودخلت لبيع ورد في مطعم؛ وإذا بهذا الفنان الكبير يشتري مني وردًا فقلت له أنت “موريس بيغار”.. قال: نعم.. ثم تحدثت معه ودعاني لمشاهدة إحدى عروضه.

وبالفعل ذهبت لمشاهدة عرض (حديقة الزهور)، وعندما حضرت هذا العرض وجدت أمامي موسيقى شرقية إيرانية، أعجبت بهذا الفن كثيرًا، وخرجت بعد إنتهائي من العرض وأنا مصمم أن أعمل في مهنة مصمم رقصات، فدرست الباليه، والتقيت “بيغار” مصادفة مرة أخرى، وكان قد أصدر كتابًا عن الرقص وحولت كلامه في الكتاب إلى لوحات تشكيلية، وأعجب برسوماتي كثيرًا، ومن هنا بدأت علاقة صداقة قوية بيني وبينه.

(كتابات) : ماذا تعلمت من “موريس بيغار” ؟

  • تعلمت منه الصوفية.. فكان متأثرًا كثيرًا بـ”جلال الدين الرومي”، و”شمس الدين التبريزي”، و”الحلاج”، و”رابعة العدوية”.

(كتابات) : متى بدأت رحلة صعودك في “مصر” ؟

  • جئت مع “بيغار” إلى مصر عام 1990؛ لعمل عرض (أهرامات النور)، وحينها التقيت بوزير الثقافة، آنذاك، “فاروق حسني”، الذي أشاد بفني، وطلب مني تأسيس “فرقة الرقص المسرحي الحديث” في مصر داخل “الأوبرا المصرية”.

(كتابات) : ماذا وجدت في مصر ؟

  • مصر أصعب اختبار، إما أن تثبت ذاتك، أو ترجع إلى بلادك بخيبة أمل.

(كتابات) : واجهت في مصر صعوبات كثيرة ورغم ذلك أصريت على البقاء في الوقت التي فتحت فيه “بلجيكا” لك ذراعيها ؟

  • وجدت في “مصر” سحر خاص أعاد لي شرقيتي التي أفتقدتها في بلاد أوروبا، والصعوبات التي واجهتها كان شيئًا متوقعًا، من الطبيعي أن تأخذ مزيدًا من الوقت كي تقنع الأخرين بأفكارك وأعمالك.

كما أن هذا الرقص، عندما ظهر في أوروبا قوبل بالرفض أيضًا، ما بالك في مصر التي تحكمها عادات وتقاليد شرقية.

(كتابات) : قلت أن عرض (إيكاروس) هذه المرة سيكون مفاجأة للجمهور مقارنة بالذي تم عرضه عام 93 ؟

  • حقيقي.. سوف أضيف بعض التطويرات الجديدة عليه، وهو ما سيلمسه الجمهور عند مشاهدته للعرض، والعرض مستلهم من الأسطورة اليونانية القديمة التي تحمل نفس الأسم، وتدور حول “إيكاروس بن ديدالوس” المحتجز مع أباه في متاهة جزيرة “كريت” كعقابًا لهما من “مينوس” ملك الجزيرة.

(كتابات) : دائمًا ما تحمل أعمالك طابع سياسي ؟

  • الفن مرآة للواقع.. وأنا إنسان قبل أن أكون فنانًا، فقررت أن أعبر عن “القضية الفلسطينية” بالرقص؛ فقدمت عرض (تحت الأرض)، الذي تناولت فيه المجازر التي تحدث في فلسطين، و”قضية لبنان” و”أحداث 11 أيلول/سبتمبر”، وقدمت (بين الغسق والفجر) التي تعبر عن الحرب والسلم؛ وغيرها من القضايا العربية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب