خاص : حاورتها – بوسي محمد :
نجحت الفنانة، “نسرين طافش”، أن تعبر قلوب الجمهور العربي بأعمالها الجادة التي تعكس ثقافتها وعلمها الواسع المتشعب، فهي لا تقدم على المشاركة في أي عمل فني إلا وإذا تأكدت أنها سيضيف لذاكرة الجمهور ولسجلها الفني كفنانة. لما لا؛ وهي التي ورثت شغف القراءة من والدها الشاعر الفلسطيني، “يوسف طافش”.
تنتمي “نسرين” لأكثر من بلد عربي؛ فوالدتها من مدينة “وهران” الجزائرية، ووالدها فلسطيني، لكنها تعتبر “حلب-سوريا” موطنها الأصلي، فقد نشأت وترعرعت فيه وتعلمت أصول الفن منه.
ولأنها تختار أعمالها بعناية فائقة؛ اختارت مسلسل (مقامات العشق) لتخوض بها المارثون الرمضاني الماضي، وحظيت من خلاله على إشادات واسعة وتعليقات إيجابية. فهو مسلسل تاريخي مستلهم من سيرة، “محيي الدين بن عربي” الأندلسي، وهو أحد أشهر المتصوفين ولقب بـ”الشيخ الأكبر” والكبريت الأحمر، وواحد من كبار المتصوفة والفلاسفة المسلمين على مر العصور.
لكل هذه التفاصيل؛ أرادت (كتابات)؛ الإقتراب منها في حوار فني..
(كتابات) : ما الذي جذبك في (مقامات العشق) ؟
- لأن العمل مُستلهم من سيرة “محيي الدين بن عربي” الأندلسي، وهو أحد أشهر المتصوفين ولقب بـ”الشيخ الأكبر” والكبريت الأحمر، وواحد من كبار المتصوفة والفلاسفة المسلمين على مر العصور، فعشقي للصوفية وفكرها دفعني لتقديم المسلسل، نظرًا لرسالته السامية التي يدعو إليها.
(كتابات) : ما الذي يجذبك في الفكر الصوفي ؟
- الفكر الصوفي الذي يقدمه مسلسل (مقامات العشق)؛ هو الفكر الوسطي، ليس دينيًا فحسب بل حياتيًا واجتماعيًا أيضًا، والصوفية تعني التسامح وتقبل الآخر، وهذا ما أدعو له أن نتقبل بعضنا البعض وندع الخلق للخالق.
(كتابات) : وماذا عن طبيعة دورك في المسلسل ؟
- أقدم دور امرأة غير عربية تدعى، “ست الحُسن”، مرافقة للشيخ “ابن عربي”، وهي شاهد على الأحداث وراوية العمل، من البداية إلى النهاية، هي بمثابة المؤرخة في المسلسل.
(كتابات) : لم يكن هو المسلسل التاريخي الأول الذي شاركتِ فيه.. ما سر شغفك بالدراما التاريخية ؟
- أنا من الفنانات اللواتي يستهويهن الأعمال التاريخية، لأن بها جانب تثقيفي وتنويري، كما يوجد بها حبكة وأحداث كثيرة، وأعتقد أننا في حاجة لهذه النوعية من الأعمال التي تتناول شخصيات ذات طابع ديني، أو شخصيات أثرت في التاريخ العربي، لتعريف الأجيال بالرموز الدينية والأبطال التاريخيين، وقصص الصحابة من خلال مسلسلات تجمع نخبة من أهم نجوم الفن في الوطن العربي.
(كتابات) : برأيك لماذا تراجع إنتاج الأعمال التاريخية ؟
- يوجد في أرشيفي ثلاثة أعمال تاريخية أفتخر بهما، وهم: (ربيع قرطبة)، الذي كان يمثل بداية إنطلاقتي الفنية، و(أبوزيد الهلالي) و(مقامات العشق)؛ الذي قام بدوره بإنعاش الدراما التاريخية.. تراجع هذه النوعية من الأعمال يرجع إلى غياب التمويل، خصوصًا أن المسلسلات التاريخية تحتاج إلى إنتاج ضخم من أجل تنفيذها بالشكل المطلوب، فأماكن التصوير المتعددة والديكورات وتجهيز الجنود والمعارك وتدريب الممثلين على القتال، تحتاج إلى فترة طويلة من التحضيرات التي يجب أن يُخصص لها ميزانية ضخمة.
(كتابات) : هل أثر غياب الدراما التاريخية عن المشاهد العربي ؟
- غياب الأعمال التاريخية؛ أوقع المشاهد العربي أسير الدراما التي تروي قصص صراع الطبقات والثروات، إلى جانب الأعمال الكوميدية والبلطجة.
(كتابات) : “نسرين طافش” تحمل الجنسية الفلسطينية والجزائرية والسورية.. إلى أي بلد تنتمين ؟
- أفتخر بجذوري العربية.. ولا أفاضل بين بلد عن آخر، ولكن تبقى “سوريا” هي أمي والبلد التي أحضتنتني، فعلى أرضها نشأت وأرتويت وكبرت حتى صرت صبية.
(كتابات) : برأيك هل أثرت الحروب والنزاع على الدراما السورية ؟
- أثرت من حيث الكم وليس الكيف.. فهناك حالة تنوع واضحة في الدراما السورية؛ التي لم تتأثر يومًا بالحروب من حيثُ الجودة والنوع. لأن “سوريا” دائمًا أقوى من الحرب.
(كتابات) : بصفتك مطربة؛ إلى جانب كونك ممثلة.. لماذا أنتِ مقلة في الغناء ؟
- لست مقلة.. ولكن انتظر كلمات جيدة أطل بها على الجمهور تؤثر في ذهن المتلقي، وتؤثر في نفسيته، أتعامل مع الفن بشكل عام، سواء غناء أو تمثيل، بصفته قوى ناعمة ومؤثرة؛ وليس كمصدر لكسب المال والشهرة.
(كتابات) : وماذا عن مشاريعك الفنية الجديدة ؟
- أفاضل بين أكثر من سيناريو، لاختيار واحد منهما وتقديمه خلال الفترة المقبلة.