22 أبريل، 2024 12:07 م
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. “قصي قدوري” : والدي علمني كيف أكون عازف “تشييلو” محترفاً

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : حاورته – بوسي محمد :

وتبقى الآلة الموسيقية – أي آلة – قطعة من الجماد تحيا بأصابع ونقر صاحبها، الذي يحولها لكائن حي يشعر ويؤثر بنغماته الموسيقية الرنانة التي تخطف قلوب وآذان المستمعين. وهذا ما فعله عازف “التشييلو” العراقي “قصي قدوري”، الذي خرج بآلته الموسيقية من سجنها الضيق وحلق بها في آفاق أكثر رحابة، وعوالم لم تطرب فيها أنغامها من قبل إلا نادراً.

ترعرع “قدوري” في كنف عائلة فنية ومثقفة، فوالده هو الفنان العراقي الكبير “حسين قدوري”، حيثُ كان يُدرس مادة “التشييلو” في معهد الفنون الجميلة ببغداد.

جاء حصار العراق ليكون “ضارة نافعة”.. فعلى الرغم من الضرر الذي وقع على العراق، إلا أنه جاء في صالح “قصي قدوري”، حيثُ غادر إلى بودابوست، وأكمل دراسته الأكاديمية في بودابست، حتى ألتحق عضو في “فرقة الراديو المجري السيمفونية” وعضو في عدد من “فرق موسيقى الحجرة”.

وتمكن بدأبه وجهده من انتزاع اعجاب وتقدير الوسط الفني في المجر وأوروبا.

شارك “قصي قدوري” لأول في “مهرجان الموسيقى العربية” بدورته الـ 26، بفقرة موسيقية خاصة بصحبة شقيقة “فرات قدوري”، عازف (القانون) الشهير، عنوانها: (غزل عشتار)، وقدما عدة مقطوعات، وهي: “رحيل، غزل عشتار، فوك النخل، ديما، طالعة من بيت أبوها، فلفل وبهار”.

على هامش مشاركته في المهرجان، التقت به (كتابات)، للتحدث معه عن أهم المحطات في حياته، ومسيرته الفنية..

(كتابات) : بداية ما سر اختيارك لآلة “التشييلو” خاصة ؟

  • أنا نشأت على هذه الآلة.. فوجدت والدي يعزف عليها، وكثيراً ما كنت أجلس بجانبه وأقوم بمحاكاته وأعزف على “التشييلو”، وذات مرة طلبت من والدي أن يعلمني العزف على تلك الآلة، ومن هنا بدأنا مشوار طويل تكلل في النهاية بالنجاحات.

(كتابات) : هل كانت المشاركة في “مهرجان الموسيقى العربية” حلم يراودك.. أم لم تكن على قائمة اهتماماتك ؟

  • هو أول حلم في حياتي.. فالوقوف على خشبية مسرح الأوبرا المصرية ليس أمراً سهلاً، نظراً لما تمثله من قيمة فنية وأدبية كبيرة، لذا واجب الشكر للدكتور “إيناس عبد الدايم” رئيسة المهرجان على الفرصة الكبيرة التي منحتني إياها بالمشاركة في مهرجان كبير مثل “مهرجان الموسيقى العربية”.

(كتابات) : شاركت في مهرجانات عالمية عديدة.. ما الذي يميز “مهرجان الموسيقى العربية” عن سائر المهرجانات الأخرى ؟

  • شاركت في مهرجانات عالمية عديدة، منها في الولايات المتحدة مثل “كرنفيهول رويال هول”، و”كرنديهوك” نيويورك، وبيرلين، ولكن “مهرجان الموسيقى العربية” له مذاق آخر عن سائر المهرجانات الأخرى، فهو يركز على الموسيقى أكثر من الأغنية، وحفل افتتاح المهرجان كان مفاجئة كبير بالنسبة لي، بجانب الرقي والبساطة التي يتميز بها المهرجان.

(كتابات) : طفت العديد من مدن العالم التي أقمت في معظمها.. هل تلك الجولات ساعدتك على الانفتاح الموسيقي ؟

  • بالتأكيد.. فقد اكتسبت خبرة كبيرة من خلال الانفتاح الموسيقي على ثقافات الشعوب الموسيقية.

(كتابات) : من صاحب الفضل في تكوينك الفني ؟

  • والدي “حسين قدوري” يدرس مادة “التشييلو” في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وبدأ في تدريسي وتعليمي الموسيقى الشرقية والغربية، وقد درس أبي العزف على “التشييلو” في المجر قبل عقود، كذلك اهتم بأصول تدريس الموسيقى في معهد العلوم الموسيقية، كان بيتنا لا يخلو من لقاءات الموسيقيين، لا شك أن كل هذه الأجواء أثرت في تربيتي الموسيقية.

(كتابات) : ما سر عشقك للموسيقى الشرقية ؟

  • الموسيقى الشرقية قريبة مني جداً.. فأخي “فرات” عازف جيد على القانون، وقدم الكثير من الحفلات في العواصم الأوروبية، وقبل أن أذهب إلى مدرسة الموسيقى والباليه كان بيتنا مدرستي الأولى، إذ أن والدي عضو في الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية يعزف على “التشييلو”، وهو مهتم بالتراث وباحث فيه ولديه ما يزيد عن عشرة كتب في الموسيقى.

(كتابات) : كيف أصبحت عضواً في فرقة الراديو المجري السيمفونية ؟

  • بالصدفة.. ففي العام 1993 كنت أتهيأ لتقديم عمل الدبلوم في الأكاديمية، وهو يتألف من شقين، الأول عزف إنفرادي مع “البيانو”، والثاني مع الأوركسترا، وقتذاك سمعت بوجود شواغر للتشييلو في فرقة الراديو المجري، وتقدمت للإختبار وقبلوني مع زميل لي من بين ثلاثين متقدماً، حينها لم أكن تخرجت من الأكاديمية بعد، ولم أكن من بين نوابغ الطلبة الذين تتصيدهم الفرق، لكن الحظ كان معي وساعدني القدر أن أكون عضواً في تلك الفرقة.

(كتابات) : وما أوجه الإلتقاء والاختلاف بين الموسيقى في الغرب وفي عالمنا العربي ؟

  • لا يمكن أن نقارن بين مناخيين مختلفين كلياً.. في الغرب هناك جدية كبيرة في تقبل الانتاج الفني، كما أن المتلقي الغربي ينظر إلى الفن نظرة شمولية، ولا يعترف بالآلات الإلكترونية والأجهزة الصوتية لا تعني له شيئاً، فالغرب لديهم ثقافة موسيقية واسعة مقارنة بعالمنا العربي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب