خاص : حاورتها – بوسي محمد :
بعد الفوز بجائزة “فيرونا” لأكثر الأفلام إبداعًا في “مهرجان البندقية السينمائي”، خلال العرض العالمي الأول له، تم ترشيحه لجائزة “ساذرلاند” لأفضل فيلم روائي في “مهرجان لندن السينمائي الدولي”، (BFI)، وجائزة “التانيت” البرونزية في “مهرجان قرطاج السينمائي”، في “تونس”، بعد العرض الأول للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حين حصل على ثلاث جوائز في “مهرجان الرباط الدولي” للمؤلفين السينمائيين، بـ”المغرب”، هو الفيلم السعودي، (سيدة البحر)، الذي استطاعت مخرجته وكاتبة السيناريو، “شهد أمين”، من خلاله؛ أن تكون على دائرة المهرجانات السينمائية الدولية.
يُعد فيلم (Scales)، أو (سيدة البحر)، وهو فيلم أحادي اللون، من إنتاج “أيمغ نشن” أبوظبي، وتم تصويره في “سلطنة عُمان”، تجسيدًا حقيقيًا للسينما العربية. حيثُ يدور الفيلم حول قصة فتاة صغيرة تدعى، “حياة”، تتخلى عن التقاليد القديمة التي فرضتها عليها قريتها وتقرر صياغة مصيرها، تستخدم “أمين” عالمًا خياليًا لتمكين المرأة في الواقع. إذ استطاعت أن تسلط الضوء على ممارسات قمع المرأة العربية بشكل عام؛ قبل نيل حقوقها، من زاوية أسطورة حورية البحر، “أتارغاتيس”.
التقت (كتابات)، مع المخرجة السعودية، “شهد أمين”، للتعرف أكثر على فيلمها وإبداعها المتنوع…
(كتابات) : متى بدأتِ التحضير للفيلم.. وكم من الوقت استغرق لإنهائه ؟
- كتبت الفيلم، منذ عام 2013، استغرق 6 سنوات حتى ظهر للنور.
(كتابات) : ولماذا أستعنتِ بأسطورة حورية البحر، “أتارغاتيس”، لتسليط الضوء على قضية المرأة ؟
- أحب أن تكون أعمالي ذات طابع رمزي.. بحثت كثيرًا عن مدخل جديد أتطرق من خلاله لقضايا المرأة، حتى عثرت على قصة أسطورة “حورية البحر” التي تُعد رمزًا للوفاء والخصوبة في البحار والمحيطات.
(كتابات) : ما هي الرسالة التي كُنت تريدين إيصالها عبر هذا الفيلم ؟
- لا أعتقد أن الأفلام تحمل رسائل فحسب، وإنما تجارب.. أردت أن أشارك العالم في تجربة التعامل مع سؤال: من أنت ؟، سواء كنت رجلاً أو امرأة.
يجب عليك في بعض الأحيان أن تتخلى عن ما تعلمته من العالم من حولك. يجب أن تجد هويتك الحقيقية في أي مجتمع، حتى لو كانت هذه الهوية مزعجة. وتقبل ذاتك كما أنت حتى وان رفضوك الآخرين.
(كتابات) : كيف جاء اختيار “يعقوب الفرحان” و”باسمة الحجار” لبطولة الفيلم ؟
- التقيت مع “يعقوب”، منذ سنوات، وكان له دور صغير في البداية، إن الشيء العظيم في “يعقوب” هو أنه فنان حقيقي قبل أي شيء، كنت بحاجة إلى رجل يحمل صفات الإنسانية؛ وهذا ما كنت أبحث عنه في أداء هذا الدور.
بالنسبة لـ”باسمة”، فإن تجربتي معها لم تبدأ بهذا الفيلم. لقد كانت جزءًا كبيرًا من مسيرتي السينمائية، حيث أن لدي ثلاثة أفلام تلعب فيها دور البطلة، فرغم صغر سنها، لكنها تتمتع بموهبة كبيرة تعبر عن مضامين العمل بحواسها وإيماءاتها ونظراتها وتعبيراتها وهذا كفي بالنسبة لي.
(كتابات) : فاز فيلمك بجائزة “فيرونا” السينمائي، في “مهرجان فينيسيا السينمائي”، ماذا كان رد فعلك على هذا الفوز وهل توقعتِ ذلك ؟
- كانت الجائزة بمثابة دفعة كبيرة لي. والشيء الأكثر أهمية بالنسبة لي الآن هو أن تصل رسالة الفيلم لأكبر قدر من الناس، وأن يواصل الفيلم في فتح المزيد من المحادثات حول المعتقدات وأدوار الجنسين.
(كتابات) : ما هي الملاحظات التي حصلتِ عليها بعد المشاهدة الأولى ؟
- الفيلم فتح باب من المناقشات لفهم رسالته وماهيته، وهذا في حد ذاته نجاح، لأنه لن يمر مرور الكرام على المشاهد.
(كتابات) : ما هو أصعب مشهد تم تصويره في الفيلم ؟
- كان أي مشهد يحتوي على الماء أو القوارب أو الأطفال أو حوريات البحر صعبًا للغاية.
(كتابات) : ما هي العقبات التي واجهتكِ أنت وفريقك أثناء صنع هذا الفيلم ؟
- أثناء تصوير الفيلم؛ كنا نواجه مغامرة كل يوم، وفي الأفلام التي تكون فيها أغلب اللقطات، الخاصة خارجية وقريبة من المياه، تكون صعبة في استخراج التصاريح والتصوير داخل البحر، لكن طواقم الأفلام معتادة على العمل تحت الضغط وعادة ما تنجح الأمور.
(كتابات) : كيف يمكنك القول أن صناعة السينما العربية تطورت خلال السنوات القليلة الماضية ؟
- سعيدة بتجارب بعض النساء في السينما، وبسبب النساء اللاتي قاتلن قبلنا، لما كنا هنا الآن.
(كتابات) : ما الجديد لديك في الفترة المقبلة ؟
- لديّ شيئان أعمل عليهما، لكنني أتطلع إلى تصوير فيلم في “المملكة العربية السعودية”، حيث لم أقم بالتصوير هناك منذ فترة.
(كتابات) : ماذا يمكن أن نتوقع منك بعد ذلك ؟
- أشعر أنني أنشأت هوية بصرية معينة خاصة بي، وصنعت لغة سينمائية متفردة من خلال فيلم (سيدة البحر)، وهذا ما أعتمد عليه في أفلامي القادمة.
