7 مارس، 2024 3:05 م
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. “السيد عبدالفتاح” : إعلان دولة كُردية موحدة يعني إنهاء الكيان التركي نهائيًا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : حاورته – آية حسين علي :

يعتزم “مركز القاهرة للدراسات الكُردية”، الذي تأسس منتصف عام 2013، وهو المركز المصري والعربي الوحيد المتخصص في الشؤون الكُردية، إصدار كتاب حول “الكُرد الفيلية”، وما تعرضوا له على مدار سنوات طويلة من نبذ وإبادة وتهجير قسري وتعذيب.

تواصلت صحيفة (كتابات) مع مؤسس ورئيس مركز القاهرة للدراسات الكُردية، الصحافي والكاتب المصري، “السيد عبدالفتاح”، للتعرف على أهداف هذا الكتاب، ومعرفة آراءه في القضايا الشائكة المتعلقة بالأكراد بشكل عام..

(كتابات) : هل تسمح “تركيا” يومًا ما بقيام دولة كُردية في العراق ؟

  • مسألة قيام دولة كُردية بالنسبة لـ”تركيا” أمر خطير جدًا وبمثابة خط أحمر، نظرًا لأن “تركيا” تراها تهدد الأمن القومي لها، فإذا قامت دولة كُردية على أي جزء من كُردستان الكبرى، (تضم كُردستان تركيا والعراق وسوريا وإيران)، فإن ذلك قد يعني إمكانية أن يطالب الكُرد في “تركيا” بدولة مماثلة مثلما فعل إخوانهم، وهذا أمر تعتبره “تركيا” خطرًا على استقرارها وبقاءها؛ كونه يعني تقسيم “تركيا”، التي يعيش فيها عدد من القوميات والمذاهب، فإذا هي وافقت على أن يؤسس الكُرد فيها دولتهم فهذا يعني أنها ستوافق على أن يؤسس غيرهم، من القوميات الأخرى، دولًا خاصة بهم، ما يعني إنهيار “تركيا” واختفائها كدولة موحدة.

والثابت، الذي نود الإشارة إليه، هو أن كل الأنظمة الحاكمة والأحزاب والشخصيات التي تولت السلطة في “تركيا”، بداية من “أتاتورك” وحتى “إردوغان”، جميعهم يتفقون في الموقف من الكُرد وقضيتهم، وجميعهم حرموا الشعب الكُردي من نيل حقوقه المشروعة، وحاربوه عندما طالب بذلك.

(كتابات) : هل تتوقع قيام دولة “فيدرالية كُردية” تضم أكراد “سوريا” و”العراق” و”إيران” و”تركيا” في المستقبل القريب ؟

  • لا أتوقع ذلك لعدة عوامل بعضها راجع إلى الكُرد أنفسهم؛ وبعضها الآخر يعود إلى الدول التي تضم أكراد، وأعني بهم “تركيا” و”سوريا” و”العراق” و”إيران”، علاوة على الدول الكبرى إقليميًا، والدول الكبرى عالميًا.

ففيما يتعلق بالكُرد في الدول الأربع؛ فإن ظروفهم تختلف عن بعضهم البعض، ففي حين نجد “كُرد العراق” يتمتعون بما يشبه الحكم الذاتي، وإلى حد ما نفس الأمر بالنسبة لـ”كُرد سوريا”، فإن “كُرد تركيا” لا يحظون بهذا الأمر في ظل وجود دولة مركزية قوية، والأمر يزداد سوءً بالنسبة لـ”كُرد إيران”، الذين يعانون أشد المعاناة تحت نظام حكم “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، وبالتالي فظروف كل جزء تختلف عن الجزء الآخر.

أما موقف الدول الأربع، ومعها القوى الإقليمية والعالمية الأخرى، فهو بالطبع ليس مع إقامة دولة فيدرالية تضم كُرد “العراق” و”تركيا” و”سوريا” و”إيران”، كما أنها لا ترحب أصلًا بأن تظهر دولة كُردية في أي من الأجزاء الأربعة، وأكبر دليل على ذلك موقفها من الاستفتاء الذي تم في “إقليم كُردستان العراق” لتقرير مصيرهم، حيث عارضته ورفضته بشكل علني وصريح وقوي كل القوى الإقليمية والدولية، والتي رأت أن هذا الاستفتاء وما يعقبه من احتمال إعلان الدولة الكُردية سيؤدي إلى مزيد من الصراعات وعدم الاستقرار في المنطقة.

وبالتالي؛ فإن إقامة دولة كُردية، سواء على أحد أجزاء “كُردستان”، أو دولة فيدرالية تضمهم جميعًا؛ فهذا أمر من الصعوبة بمكان نظرًا للاتفاق الإقليمي والدولي على معارضته، علاوة على أن الصف الكُردي نفسه ليس موحدًا على نفس الأمر، فهناك مواقف وتوجهات وإيديولوجيات كُردية متعددة ومختلفة، علاوة على خلافات وصراعات بين الأحزاب الكُردية الكبرى.

(كتابات) : هل لجأ الأكراد لأطراف تُعتبر عدوة للأمة العربية من أجل الحصول على الدعم في قضيتهم ؟

  • بالنظر إلى ما تعرض له الكُرد، في كل من “سوريا” و”العراق”، طوال العقود الماضية من إنكار وجودهم وتمايزهم قوميًا ولغويًا، ومن تهميش وإقصاء وحرمان من أبسط حقوق المواطنة، فإنهم كانوا مضطرين للتوحد والتمسك بالخيار والشعارات القومية في محاولة للدفاع عن هويتهم المستقلة والمختلفة وللدفاع عن حقوقهم، وبالتالي فإنهم لم يجدوا أمامهم خيار سوى النضال المسلح لنيل حقوقهم المشروعة، خاصة في ظل الرفض الصارم من جانب الأنظمة الحاكمة في البلدين لمنحهم تلك الحقوق، وفي هذا الحال فإنهم لم يترددوا في الاستعانة بأي قوى خارجية تساندهم أو تدعهم؛ بصرف النظر عن الدوافع التي لدى هذه القوى في دعم الكُرد، وهل هي لأسباب عداء ضد الدولتين العربيتين أو لا.

(كتابات) : هل مرتقب قيام دولة كُردية في أي دولة من الدول الأربع قريبًا ؟

  • كما ذكرت من قبل؛ مسألة قيام دولة كُردية في أيًا من الدول الأربع التي تضم كُرد، هو أمر صعب للغاية في ظل الظروف الحالية إقليميًا ودوليًا، وكذلك لعدم وحدة الموقف الكُردي نفسه من إقامة هذه الدولة. فالواقع أنه وإذا كان هناك رغبة كُردية من الجميع في أن يكون لهم دولتهم، فإن هناك اختلافات بينهم حول شكل هذه الدولة ومتى يتم إعلانها وكيف ؟.. وهي اختلافات تعطل إعلان هذه الدولة.

يضاف إلى ذلك؛ أن هناك تيار كبير في الحركة الكُردية، وأقصد به “التيار الأوغلاني”، والذي له قوة كبيرة في الشارع الكُردي، وأنصار فكره يسيطرون على الأوضاع في “كُردستان سوريا”، هذا التيار يمكن القول إنه تخلى عن فكرة الدولة القومية، وتبنى خيار الأمة الديمقراطية الشرق أوسطية، أي الدولة التي تضم الجميع مهما اختلفت قومياتهم ومذاهبهم وأديانهم، ولكن تحت سقف ديمقراطي، ولهذا فإن هذا التيار لا يسعى كثيرًا نحو انفصال المناطق الكُردية عن أي دولة توجد بها، وإنما أن ينال الكُرد في هذه الدول حقوقهم ويحكموا أنفسهم بأنفسهم مع مختلف القوميات التي تعيش معهم على نفس الأرض.

(كتابات) : ما هي الخلافات الرئيسة بين الأكراد وحكومات الدول التي يعيشون في ظلها ؟

  • الخلافات الرئيسة، والمستمرة منذ عقود طويلة وربما قرن من الزمان، تتمثل في إنكار حكومات هذه الدول الإعتراف بالكُرد كقومية مختلفة عن باقي قوميات الدولة التي يعيشون فيها، فهم ليسوا أتراك ولا إيرانيين ولا عرب، وهذا ما أدى إلى مواقف وسياسات وممارسات متشددة وغير إنسانية من هذه الحكومات تجاه الكُرد الذين يعيشون على الأرض التي تحكمها، تمثلت في تهميش وإقصاء وحرمان من الحقوق ووصلت إلى حد الإبادة الجماعية التي تعرض لها الكُرد في كل من “العراق” و”تركيا” بشكل أساس، و”إيران” و”سوريا” بشكل أقل.

(كتابات) : كيف تأثرت القضية الكُردية بـ”الربيع العربي” ؟

  • لا يمكن القول إن القضية الكُردية تأثرت كثيرًا بـ”الربيع العربي”، حيث أن “الربيع الكُردي” مستمر، كما قلنا، طوال عقود ماضية، ونضالهم المسلح مستمر لنيل حقوقهم التي حُرموا منها.

(كتابات) : ما مصير السلاح الموجود في قبضة أكراد “العراق” و”سوريا” ؟

  • فيما يتعلق بالسلاح الموجود في “إقليم كُردستان العراق”، فهو سلاح شرعي؛ حيث أن قوات (البيشمركة) الكُردية هي جزء من الجيش العراقي، وكذلك العناصر الأمنية جزء من الشرطة والداخلية العراقية.

أما “كُرد سوريا” فإن السلاح الموجود بيدهم هو أيضًا سلاح مشروع؛ لأنهم واجهوا به خطر تنظيم (داعش) الإرهابي، دافعوا به عن أنفسهم ومناطقهم، ثم بعد ذلك وعندما تأكد المجتمع الدولي من دور الكُرد في الحرب على الإرهاب والتصدي لخطر (داعش)، ساعدهم بالسلاح المتنوع ليتمكنوا من تحقيق هذه المهمة.

(كتابات) : هل يمكن أن ترقى الميليشيات الكُردية لتشكل جيشًا نظاميًا ؟

  • أولًا هي ليست ميليشيات، فكما ذكرت أن القوات الكُردية في “العراق” هي جزء من “الجيش العراقي”، أما في “سوريا” فهي قوات شبه نظامية وتتشكل من كل سكان مناطق شمال وشرق “سوريا”، من العرب والكُرد والآشوريين والإيزيديين والسريان وغيرهم.

وهي بالفعل في طريقها لتكون جيشًا نظاميًا؛ خاصة بعد إنتهاء مهمة مواجهة تنظيم (داعش) والقضاء عليه.

(كتابات) : ما هو الدور الذي لعبه الأكراد في “العراق” و”سوريا” في مواجهة تنظيم (داعش) ؟

  • للأمانة التاريخية وكشهادة للتاريخ، باعتباري كنت شاهدًا على بعض المعارك بين الكُرد وتنظيم (داعش) الإرهابي في كل من “العراق” و”سوريا”، فإن الدور الذي قاموا به كبير ومهم للغاية، بل إن الكُرد هم الذين دقوا الممسار الأول والأهم في نعش تنظيم (داعش)، عندما قهروه وهزموه في “كوباني” وما تلاها من معارك قصمت ظهر هذا التنظيم الخطير.

(كتابات) : هل عجز الأكراد عن الإندماج في المجتمعات التي عاشوا بها لقرون أم أن هذه المجتمعات فشلت في إحتواءهم ؟

  • لا يمكن القول بأن الكُرد عجزوا عن الإندماج في المجتمعات التي عاشوا فيها، فمثلًا في “العراق” و”سوريا”، قبل أن يتولى “حزب البعث” السلطة في البلدين، كان هناك دور كبير للكُرد في مختلف الميادين، وفي السياسة مثلًا كان هناك وزراء ورؤساء حكومات ورؤساء جمهوريات من الكُرد، ولم يكن هناك أي مشاكل بينهم وبين المواطنين الآخرين من غير الكُرد.

لكن بعدما تولي “البعث” الحكم؛ سارع إلى تبني سياسات معادية ضد الكُرد، وتبنى ممارسات تشوّه الكُرد بهدف أن تكون هناك قاعدة من الرفض الشعبي لهم، وربما تكون هذه السياسات والممارسات نجحت بشكل ما.

بما يعني أنه لم تكن لدى تلك الأنظمة الرغبة في تعميق وتقوية الأواصر الاجتماعية مع الكُرد.

(كتابات) : ما هي أبرز المحاور التي يركز عليها الكتاب المعتزم كتابته، وما هي الأهداف المرجوة من وراءه ؟

  • الهدف الأساس، الذي من أجله أسست “مركز القاهرة للدراسات الكُردية”، كأول مركز دراسات مصري وعربي متخصص في الشؤون الكُردية، هو القيام بدور نحو هذه القضية العادلة والحقوق المشروعة لشعب عريق وقديم في المنطقة، شعب يعيش على أرضه منذ آلاف السنين؛ وليس وافدًا عليها أو محتلًا ومغتصبًا لها، وتوضيح حقيقة الشعب الكُردي وقضيته في ظل التشويه الذي يعانيان منه في الوسط العربي، وأن يقوم المركز بدور الجسر بين الشعبين العربي والمصري من جانب والشعب الكُردي من جانب آخر.

وفيما يتعلق بالكتاب، الذي يعتزم “مركز القاهرة” إصداره قبل نهاية العام؛ حول “الكُرد الفيليين”، فإنه يهدف للتعريف بـ”الكُرد الفيليين” الذين تعرضوا لجرائم إبادة وضد الإنسانية بسبب كونهم من أصحاب القومية الكُردية والمذهب الشيعي، فهناك كثير من الجهل والتشويه وعدم المعرفة بـ”الكُرد الفيليين” على المستوى العربي، ونطمح أن يكون الكتاب بمثابة مرجع وافي ومتكامل وشامل حول هذا الشعب وقضيته وتاريخه وخصوصيته وما تعرض له من جرائم، فهو كتاب مهم ويعتبر إضافة للمكتبة العربية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب