مع (كتابات) .. “أحمد الحلو” صاحب البيان رقم واحد .. يكشف تفاصيل الأول من تشرين !

مع (كتابات) .. “أحمد الحلو” صاحب البيان رقم واحد .. يكشف تفاصيل الأول من تشرين !

خاص : حاورته – أفراح شوقي :

لغط وجدل وتضارب معلومات كبير رافق  ثورة الأول من تشرين؛ التي عمت “بغداد” وبعض المحافظات العراقية، وتبعها بيانات وتنسيقيات دون أن يعرف الجميع من هم منسقي الثورة وما حكاية “البيان رقم واحد”، وكيف تجمع الشباب الثائر وأنطلقوا بهتاف: “نازل آخذ حقي”؛ الذي تصدر الثورة وصار علامتها  الفارقة.

“بيان رقم واحد” أو “بيان تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني”، أعلنه “أحمد الحلو”.. فمن هو هذا الشخص ؟.. وما هي خلفياته وإنتماءاته السياسية ؟.. وكيف كانت الظروف والملابسات التي خرج وسطها ببيان الثورة الأول ؟..

كل تلك الأسئلة ربما تجدون إجاباتها أو بعضًا منها عبر أول لقاء ينشر مع المتظاهر، “أحمد الحلو”..

(كتابات) : بداية.. من أنت ؟

  • أنا أحمد الحلو.. مواطن عراقي، مواليد “النجف”، عام 1982، درست دبلوم هندسة حاسبات، لكني لم أستطع أكمالها إذ تعرضت للفصل من قِبل الأمين العام للعتبة العباسية، “أحمد الصافي”، إثر إضراب قمنا به مع مجموعة من الطلبة اعتراضًا على سياسة الجامعة.. كذلك كنت شاعرًأ ورئيس جمعية الأدب والفن والثقافة في منطقة “الحسينية” وسيناريست.

بدأت نشاطي السياسي من خلال مشاركتي في تظاهرات، 2011 – 2012، مثل غيري من العراقيين، احتجاجًا على سوء السلطات والفساد الحاصل في عموم الوزارات، وشاركت بعدها في تظاهرات أصحاب  عقود هيئة الإعمار بـ”النجف”، في الأول من 2015، واستمرت سبعة أشهر؛ فصلت على أثرها من العمل بتهمة التحريض على التظاهر، وكان معي الناشط  النجفي المعروف، “علي الذبحاوي”.

بتاريخ 30 تموز/يوليو 2015؛ قُدت مجموعة متظاهرين في “النجف الأشرف” وأتجهنا نحو المدينة القديمة وأقتحمنا شارع “الرسول” وهتفنا بباب المرجع السيد، “السيستاني”، تنديدًا بالفساد الحاصل، كان هتافنا هو: “ماكو حل لهل قضية.. إلا صوت المرجعية”، (لا يوجد حل لهذه القضية غير صوت المرجعية).. فرقونا بالرصاص الحي، وبعدها تم اعتقالي بتهمة اغتيال السيد، “السيستاني” !

وتعرضت للضرب المبرح؛ وأصبت بكسور في يدي ورقبتي.

خلال تلك الفترة رافقتني التهم والاعتقالات بتهم مختلفة؛ مثل الإعتداء على موظفي الدولة وتخريب الممتلكات العامة، وأقيمت عليَ 32 دعوى حسب المواد (32 و31 و29)، وحكمت لمدة 8 شهور، فأعلنت الإضراب عن الطعام في السجن حتى وصلت إلى مرحلة الإغماء ونُقلت إلى المشفى وخرجت بكفالة قدرها 210 ألف دينار عراقي.

(كتابات) : ماهي أصعب المواقف التي مررت بها في مشوارك النضالي ؟

  • في عام 2016؛ تعرضت للاختطاف من قِبل جهة مسلحة، قاموا بضربي وأطلقوا الرصاص فوق رأسي لتخويفي.. وكنت وقتها متظاهرًا للمطالبة بحرية الناشط، “جلال الشحماني”، بعد تغييبه.

لكن أصعب موقف ممرت به في حياتي، عندما اختطفوا أبني، “حيدر”، وأخ زوجتي، “سجاد”، لأجل تهديدي أنا شخصيًا.

وكذلك عندما جرى اختطافي بعدها؛ من قِبل جماعة مسلحة لمدة ثلاثة أيام، تعرضت فيها إلى أشكال عديدة من الضرب والتعذيب بالكهرباء وتقليع الأظافر، والتهمة هي العمالة لجهات أجنبية !

أعتقد أنهم ينتمون إلى “عصائب أهل الحق”، ولدي ما يثبت ذلك، رميت بعدها في منطقة “الزعفرانية”، وكنت مثل جثة هامدة من أثر التعذيب وانتشر خبر في القنوات الإخبارية يقول: العثور على جثة “أحمد الحلو”.. بقيت أتعالج أكثر من شهرين واستطعت الهرب إلى “أربيل” ومن ثم إلى “تركيا”.

(كتابات) : كيف بدأت قصة تظاهرات الأول من تشرين وشعار “نازل آخذ حقي” ؟

  • التظاهرات بدأت أولًا بـ”نداء 88″؛ الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي من قِبل عدد من النشطاء لم نكن نعرفهم، فأتفقنا نحن ممثلي الحراك المدني بتغيير اسم النداء إلى “نداء 89″؛ ونكون مشاركين في الدعوة له، ووقتها لم تكن المشاركة فاعلة بالقدر الذي نتمناه، وحصل جدل حول الاسم فقمنا بتغيره إلى “ثورة العشرين الثانية”، وتضم عدد من كروبات مواقع التواصل الاجتماعي وناشطي “النجف” من الشباب، وهدفه إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.. أما حراك الأول من تشرين فبداياته تعود لنشاط الحراك المدني في عدد من المحافظات العراقية؛ منها “البصرة وبغداد والنجف وواسط”، وبدأنا ننظمه أولًا عبر تطبيق (واتس آب) و(تلي كرام)، وشاركنا فيها عدد من العراقيين المغتربين في الخارج، واخترنا يوم الأول من تشرين حسب رأي الأغلبية، وكان يوم الثلاثاء، وهو أفضل من يوم الجمعة الذي كان يحصل فيه مظاهرات للناس لكنها لا تفضي إلى شيء.

بالمصادفة؛ وقبل ذلك التاريخ، شهد الشارع العراقي، وبالتحديد في شهر أيلول/سبتمبر 2019، ردود فعل غاضبة لدى الناس عندما عمدت الحكومة على تحطيم بيوت المتجاوزين الفقراء في “كربلاء”؛ وكذلك قمع تظاهرات أصحاب الشهادات العليا، كل ذلك أسهم في زيادة زخم الدعوة للتظاهرة وزيادة عدد المساندين لنا، علمًا أننا لم نتلقى دعمًا من أحد.

(كتابات) : حدثنا عن قصة التشكيلة الوزارية الجديدة و”بيان رقم واحد” ؟

  • فكرنا، نحن مجموعة الحراك المدني، أن نستطلع آراء زملائنا بشأن من يقود حكومة الإنقاذ، وطرحت سؤال على جميع الكروبات في المحافظات، ومن بينها “الموصل”، وكان السؤال هو: لو وقع على عاتقك تشكيل حكومة إنقاذ وطني.. من هي أهم الشخصيات التي تشارك فيها ؟

فحصلت على مقترحات من 73 تشكيلة حكومية، لكن بدون رئيس لها !.. بعدها قمت بتضمين السؤال في صفحتي الشخصية على (فيس بوك)، وكانت المحصلة بعد استفتاء وتدقيق لما ورد من أسماء أن اسم “عبدالوهاب الساعدي” تكرر 70 مرة، كوزير للدفاع. لكننا لم نفاتحه كما لم نفاتح أحدًا في الأسماء الواردة في الاستفتاء.

(كتابات) : ولماذا الإعلان عن أسماء التشكيلة الحكومية بهذه الطريقة ؟

  • كنت أسعى، ومن معي، إلى خلق بوادر للتغيير والجرأة في الطرح، وكذلك أصابة الحكومة الفاسدة بالصدمة، فكل التظاهرات السابقة كانت تنتهي بدون تحقيق أي مطلب أو تغيير، وأنطلقنا في إعداد “بيان رقم واحد” واسمنياه “ساعة الصفر”، وخلال الإعداد وصلنا اتصال، عبر أصدقاء، من، “حميد الغزي”، الأمين العام لمجلس الوزراء، يطلب فيها تأجيل موعد التظاهرة إلى ما بعد “الأربعينية”، لكننا رفضنا.

هتاف “نازل آخذ حقي”؛ اختاره مجموعة من الشباب وأخذ صداه في الشارع العراقي.

(كتابات) : كيف هربت إلى “تركيا” ؟

  • رحلة الاستقرار في “تركيا”؛ جاءت بعد حملة تهديدات كثيرة تعرضت لها، فكان الخيار هو الخروج من “العراق”، وهناك استطعنا تنظيم أنفسنا مع عدد من شباب عراقيين مغتربين ولديهم شعور وطني حقيقي بالتغيير وحصلنا على موافقة السلطات التركية لأجل تنظيم وقفة احتجاجية أمام “السفارة العراقية” لأجل محاسبة القضاء الفاسد وإيصال رسالة إلى المحاكم الدولية لمحاكمة الفاسدين، لكن تم إبلاغنا بمنع إقامة التظاهرة وإلغاء الموافقات السابقة، وتم توقيعنا على ذلك، وبعكسه سيتم ترحيل صاحب الطلب واسمه الحقوقي العراقي، “أسعد الخزاعي”.

(كتابات) : كيف ترى تظاهرة 25 تشرين القادمة ؟

  • أتوقع مشاركة كبيرة، لكن سيشوبها القمع المفرط من الحكومة، ونتمنى السلامة لكل العراقيين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة