مع فوز “بايدن” بالرئاسة الأميركية .. التقديرات الإسرائيلية تتفاوت في شكل العلاقات مع واشنطن !

مع فوز “بايدن” بالرئاسة الأميركية .. التقديرات الإسرائيلية تتفاوت في شكل العلاقات مع واشنطن !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مع بدء ظهور ملامح نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، المتجهة إلى فوز، “جون بايدن”، المرشح الديمقراطي، إنهالت التعليقات منها المحذرة والمتفائلة، خاصة تلك الدول التي تربطها علاقات مباشرة بل شخصية بالمرشحين، من بين تلك التعليقات ما حذرت منه “إسرائيل”، الخميس، من مواجهة مع “إيران”؛ في حال عودة “الولايات المتحدة الأميركية” إلى “الاتفاق النووي” مع طهران.

حيث قال وزير الاستيطان الإسرائيلي، “تسحي هانغبي”، في تصريحات لـ (القناة 13) الإسرائيلية: “لقد قال بايدن علانية لفترة طويلة إنه سيعود إلى الاتفاق النووي، أرى أن هذا الأمر سيؤدي إلى مواجهة بين إسرائيل وإيران”، مشيرًا إلى أنه: “غير قلق بشأن فوز بايدن المحتمل على معظم الجبهات، بما في ذلك مسألة المستوطنات، لكن إيران استثناء صارخ”.

وتابع “هانغبي”: “رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، وأنا ومعظم الإسرائيليين قلنا إننا نرى أن صفقة إيران، التي وقعتها إدارة أوباما في عام 2015 خاطئة”، مضيفًا: “إذا إلتزم بايدن بهذه السياسة، فستحدث في النهاية مواجهة عنيفة بين إسرائيل وإيران”.

وأشار الوزير الإسرائيلي، إلى أن: “الهدف المعلن للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للتفاوض على صفقة مع إيران ليس هو نفسه، لأنه سيكون اتفاقًا مختلفًا سيفرضه من خلال عقوبات وأقصى أنواع الضغط”.

سيعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة..

إلى ذلك، قالت صحيفة إسرائيلية، الخميس، إن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية، “جو بايدن”، في حال ثبت فوزه ووصوله إلى “البيت الأبيض”، فإنه: “سيعيد القضية الفلسطينية إلى جدول الأعمال”.

ورجحت صحيفة (يديعوت أحرونوت)؛ أن يعلق “بايدن” أي اتفاقيات تطبيع جديدة بين الدول العربية، “المعتدلة”، وتل أبيب، مشيرة إلى أن “ترامب” قدم لإسرائيل ثلاث اتفاقيات، وتجاهل الفلسطينيين، لكن “بايدن”؛ “مستعد لإعادتهم”.

وأضافت الصحيفة: أننا “كإسرائيليين يجب أن نرى الانتخابات من منظورنا، وترامب هو الصديق الذي تحتاجه إسرائيل”، متطرقة إلى أن: “عدم وجود نصر ساحق لجو بايدن، أصاب الخبراء السياسيين بحالة صدمة، في ظل ما توقعته جميع استطلاعات الرأي من تحقيق فوز حاسم لصالح بايدن”.

وذكرت أن: “ترامب كان نجمًا في سياسته تجاه إسرائيل، ونجح بشكل خرافي بهذا الشأن”، لافتة إلى أن الرئيس الديمقراطي السابق، “باراك أوباما”، نال جائزة “نوبل للسلام”، رغم عدم “إحلال السلام” في أي مكان في العالم، وتمتع بشعبية كبيرة بين الأميركيين ووسائل الإعلام، ولكنه لم يساعد إسرائيل على الإطلاق.

وأشارت إلى أن “ترامب”: “جلب لإسرائيل ثلاث اتفاقيات سلام مع دول عربية، وتجاهل الفلسطينيين الرافضين”، مؤكدة أنه: “منذ سنوات قال الجميع إن السلام مع الدول العربية مستحيل؛ طالما استمرت القضية الفلسطينية، لكن ترامب نجح في تحقيق ذلك، ولم يحصل على جائزة نوبل للسلام”.

وشددت الصحيفة الإسرائيلية على أن “ترامب” كان الرئيس الوحيد من بين سلسلة طويلة من القادة الأميركيين، الذين قدموا وعودًا مماثلة، لنقل السفارة الأميركية فعليًا من “تل أبيب” إلى “القدس”، إضافة إلى أنه كان أول من اعترف بـ”القدس”، عاصمة لإسرائيل، وبالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات “الجولان”.

وختمت بقولها: “قد لا يكون لديه الضوء الأخضر للضم الإسرائيلي لمستوطنات الضفة الغربية، لكنه أوقف معارضة البناء الاستيطاني بالمنطقة”.

استئناف التنسيق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل..

من جهتها؛ أبلغت السلطة الفلسطينية، مسؤولين أوروبيين وآخرين؛ بإمكانية استئناف التنسيق واستلام أموال المقاصة من إسرائيل، إذا فاز “جو بايدن”.

ونقل موقع (i24NEWS )، عن هيئة البث الرسمية، (كان)، أن مسؤولين في السلطة الفلسطينية قالوا إن السلطة الفلسطينية تنوي استلام أموال المقاصة من إسرائيل واستئناف التنسيق الأمني والمدني معها، إذا فاز “جو بايدن” في الانتخابات الأميركية، أمام مسؤولين أوروبيين ومسؤولين آخرين.

سيساعد في إبقاء رؤية حل الدولتين..

فيما قالت رئيسة فرع “الحزب الديمقراطي” في إسرائيل، “هدار آستون”، إن “جو بايدن” صهيوني منذ نشأته في البيت.

ووفقًا لقناة (i24) الإسرائيلية، أكدت “آستون” على أن: “جو بايدن صديق حقيقي لإسرائيل؛ وسيساعد في إبقاء رؤية حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو صهيوني منذ نشأته في البيت”.

يذكر أن عدد مزدوجي الجنسية المقيمين في “إسرائيل”، يتراوح من 100 إلى 300 ألف، فيما يقول البعض إن العدد أكثر من 250 ألفًا، وينقسمون بين تأييد “دونالد ترامب”، الجمهوري، و”جو بايدن”، الديمقراطي.

وبحسب القناة؛ قالت “آستون”: “لا داعي للقلق، جو بايدن صهيوني من البيت، نشأ مع مقولة مفادها أنه إذا لم تكن إسرائيل موجودة لكان يجب إيجادها”.

وأضافت أنها تعتقد أن “بايدن” ليس الصديق الوحيد فقط، إنما دائرته ستكون كذلك، مؤكدة: “لا داعي للقلق بشأن ذلك”، في إشارة إلى قرب “بيرني ساندرز” من “بايدن”.

وأشارت “آستون” إلى أن “بايدن” كان من بين المرحبين بالاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل ودول الخليج، وبالتالي من المتوقع أن يستمر على نفس الخط السياسي الذي بدأه “ترامب” في الشرق الأوسط، لافتة إلى أنها تأمل: “أن تتوسع هذه الاتفاقيات؛ وتكون هناك فرصة للاستفادة منها لصالح إسرائيل وجيرانها”.

جدير بالذكر أن “بايدن” سبق وتعهد بضمان أمن إسرائيل، خلال كلمة له في الذكرى الثانية للهجوم على كنيس “شجرة الحياة”، في “بيتسبرغ”، في ولاية “بنسلفانيا”، مشددًا على تعهده بمواجهة العداء للسامية بكل حزم.

وقال “بايدن” إنه إذا فاز في انتخابات الرئاسة الأميركية الوشيكة، فإنه سيتصدى بكل قوة لـ”معاداة السامية؛ لأن هذه المعاداة سرطان أدى إلى زيادة خطيرة في جرائم الكراهية على مدى السنوات الأربع الماضية”.

تأثير حسابات إسرائيل السياسية..

على جانب آخر؛ نشرت مجلة (فوين بوليسي) الأميركية مقالاً لـ”شالوم ليبنر”، الزميل غير المقيم في مركز سياسات الشرق الأوسط بمؤسسة (بروكينغز)، أكد فيه إن: “إسرائيل” واحدة من “الدول” التي من المتوقع أن تتأثر حساباتها السياسية بشكل مباشر وكبير بفعل التغيرات الوشيكة في واشنطن.

يوضح الكاتب بأن رئيس الحكومة “الإسرائيلية”، “بنيامين نتانياهو”، يرأس منذ آذار/مارس 2009، حكومة ائتلافية غير مستقرة إلى حد كبير. ويتنافس قادتها الرئيسيون بشكل مستمر وعلني حول كل شيء من الميزانية الوطنية والتعيينات العليا إلى الاستراتيجية الإقليمية وحتى في التعامل مع جائحة (COVID-19).

وتشير الحكمة التقليدية إلى أن: “الإسرائيليون” يسرعون نحو إجراء انتخابات وشيكة، ستكون الرابعة، منذ نيسان/أبريل 2019. لكن ظهور رئاسة “بايدن” قد يعجل بوقف إطلاق النار على مضض، بين “نتانياهو”، ووزير الدفاع، “بيني غانتس”، الذي من المقرر أن يحل محله كرئيس للوزراء بالتناوب، في تشرين ثان/نوفمبر المقبل.

يقول الكاتب؛ بأن السنوات الأربع الماضية حققت مكاسب دبلوماسية غير متوقعة لـ”إسرائيل”. وقد استغل “نتانياهو” – وهو من ذوي المواهب الفريدة من نوعها في أوساط قادة العالم – هذه المكاسب على الصعيد المحلي، ليعد نفسه السياسي “الإسرائيلي” الأكثر قدرة على رعاية علاقة بلاده الحاسمة مع واشنطن.

بيد أن هذا الجدل يعتبر عملية شبه مستحيلة عندما احتل الديمقراطيون المكتب البيضاوي. فأشتهر تعامل “نتانياهو” مع الرئيسين: “بيل كلينتون” و”باراك أوباما” بالتوتر. وبعد إمتناع الولايات المتحدة النادر عن نقض قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الذي يدين النشاط الاستيطاني “الإسرائيلي”، فسارع “نتانياهو” بانتقاد إدارة “أوباما”، متهمًا إياها بأنها: “تواطأت مع الفلسطينيين في قرار (الأمم المتحدة) من وراء الكواليس” ضد “إسرائيل”.

يتابع الكاتب: لم تغب استطلاعات الرأي، التي توقعت هزيمة الرئيس، “دونالد ترامب”، عن “نتانياهو”. ولم يكن من قبيل الصدفة توضيح رئيس الوزراء، الأسبوع الماضي، أن الدعم الأميركي من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، لـ”إسرائيل” كان “أحد أسس التحالف الأميركي الإسرائيلي”. (جاءت تلك الحادثة في أعقاب محاولة ترامب الخرقاء، في 23 تشرين أول/أكتوبر، لتوريط نتانياهو في الحملة الانتخابية عندما سأله، أمام وسائل الإعلام المجتمعة، عما إذا كنت “تعتقد أن جو النائم كان بإمكانه عقد هذه الصفقة (مع السودان) ؟” وتفادى نتانياهو الإجابة).

تضعه على مسار تصادمي مع “نتانياهو”..

يلفت الكاتب الإنتباه إلى أن التوقعات تشير إلى أن سياسة “بايدن”، في الشرق الأوسط، ستضعه على مسار تصادمي مع “نتانياهو” وأنصاره اليمينيين. ومن المؤكد أن تجديد تركيز الولايات المتحدة على إتباع “مسار الدبلوماسية” مع إيران وبدء المفاوضات المتوقفة حاليًا بين “الإسرائيليين” والفلسطينيين – بما في ذلك إلتزام الولايات المتحدة الحازم بحل الدولتين – من المؤكد أن يؤدي إلى اندلاع اشتباكات بين “بايدن” و”نتانياهو”، الذي قال عنه “بايدن”، ذات مرة، “أنا لا أتفق مع أي شيء تقوله”.

تدفع إسرائيل لدوامة انتخابية أخرى..

يقول الكاتب أن تراجع “نتانياهو” على المسرح العالمي يمكن أن يجعل “الإسرائيليين” أكثر قابلية للتفكير في استثمار بديل. وسيسعى “نتانياهو” إلى تقديم حجة للاستمرار في منصب رئيس الوزراء على أساس أنه إذا كان مقدرًا لـ”إسرائيل” أن تتشاجر مع الحكومة الأميركية، فليس هناك شخص في وضع أفضل منه لشن تلك المعارك.

يشير الكاتب إلى أن ذلك قد لا يكون كافيًا لكي يبقى على رأس الحكومة “الإسرائيلية”. واجتمع “غانتس”، يوم الأربعاء، مع خصم “نتانياهو”، وزير الدفاع السابق، “نفتالي بينيت”، في إشارة واضحة إلى أن “النسور” قد تدور بالفعل وتخطط للإطاحة برئيس الوزراء في البرلمان.

وإذا اضطر الأعضاء الـ 14 في حزب “غانتس”، (أزرق-أبيض) إلى الانقسام عن ائتلاف “نتانياهو”، والإنضمام إلى المعارضة فيما يعرف باسم اقتراح حجب الثقة البناءة، فقد يكون ذلك ستارًا لإنتزاع شاغره الحالي.

يختتم الكاتب “ليبنر”؛ مقالته بالقول: إن أي محاولة لإخراج “نتانياهو” من السلطة ستواجه بمقاومة هائلة، فـ”نتانياهو” رجل سياسة، ومن المؤكد أن منافسيه سيواجهون صعوبات في طريقهم لتشكيل تحدي ضده. من غير المرجح أن يجعل مهمتهم أسهل بكثير من خلال التسرع الآن في الدعوة إلى تصويت مفاجيء. ومع ذلك، فإن نفس الاضطرابات السياسية التي تعصف بالولايات المتحدة قد تدفع “إسرائيل” قريبًا إلى العودة إلى دوامة انتخابات أخرى.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة