11 أبريل، 2024 3:39 م
Search
Close this search box.

مع جولة الرئيس العراقي بالدول الخليجية .. هل عاد “العراق” إلى حاضنته العربية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

وصل الرئيس العراقي، “برهم صالح”، إلى “الكويت” على رأس وفد رفيع المستوى، قبل ظهر الأحد الماضي، في أول زيارة رسمية له إلى خارج البلاد؛ منذ تسلمه منصبه في تشرين أول/أكتوبر الماضي.

أول جولة خارجية للرئيس العراقي..

ذكر بيان لرئاسة الجمهورية العراقية، أن “الكويت” هي أولى محطات جولة “صالح”، تلبية لدعوة وُجهت له في وقت سابق من أمير الكويت، الشيخ “صباح الأحمد الصباح”، حيث تضمنت الزيارة مناقشة ملفات عديدة أبرزها العلاقات الثنائية وسُبل تطويرها بين البلدين.

وأضاف البيان أن “صالح”، بجولته هذه، يعبّر عن سعي “العراق” نحو بناء أفضل العلاقات مع عمقه العربي والخليجي، والتعاون في إرساء قواعد حُسن الجوار والتكامل الاقتصادي والإنمائي والنهوض الثقافي المشترك بما يخدم شعوب المنطقة ويعزز مفاهيم التعاون الدولي.

“صالح” يسلم الكويت دفعة أولى من أرشيفها..

بحث أمير الكويت والرئيس العراقي، بقصر “بيان” في مدينة “حولي” – جنوب العاصمة “الكويت” – تعزيز الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه. وبحسب مصدر كويتي؛ فقد تناولت المباحثات العلاقات الثنائية التي تربط البلدين وتعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات وسُبل دعم أمن واستقرار “العراق” لتحقيق وحدة وسلامة أراضيه.

ونقلت صحيفة (الرأي) الكويتية، عن “صالح”، أن زيارته “تتضمن تسليم دفعة من الممتلكات والأرشيف الكويتي الموجود في خزائن الخارجية العراقية، على أن يتم تسليم بقية تلك الممتلكات على دفعات لاحقة ومتتابعة، كجزء من بادرة حُسن النية لدى العراق تجاه دولة وشعب الكويت الشقيق”.

زيارة التخلص من رواسب الماضي..

كان “صالح”، قد أكد عشية وصوله “الكويت”، أن زيارته “تأتي في إطارها الطبيعي، باعتبار العراق والكويت دولتين جارتين شقيقتين تجمعهما أواصر العلاقات التاريخية الوثيقة والأخوة الحقيقية والتطلعات المشتركة نحو المستقبل الزاهر بين البلدين”. وأردف: “للكويت أمير حكيم وقدير هو سمو الشيخ، صباح الأحمد، يشرفني الاجتماع به لبحث سُبل التعاون المشترك وفتح آفاق التكامل والإنماء بين بلدينا وشعبينا”.

وأشار “صالح” إلى أن “العراق” يصر على “تجاوز صفحات الماضي المؤلمة، من دون أن ننسى معاناة الشعب الكويتي، وقد تجاوزنا بإصرار شعبنا حقبة النظام الديكتاتوري المعتدي على جيرانه”.

وكانت العلاقات قد إنقطعت تمامًا بين البلدين، عندما إجتاح “العراق”، برئاسة الرئيس الراحل، “صدام حسين”، الكويت واحتلها لعدة أشهر، قبل أن تخرج القوات العراقية تحت وطأة حملة عسكرية دولية. وبعد الغزو الأميركي وسقوط نظام “صدام”، استأنفت “بغداد” و”الكويت” علاقاتهما في عام 2003.

تفعيل الاتفاقات التجارية بين العراق والكويت..

أشاد رئيس الجمهورية العراقية، “صالح”، بالتعاون التجاري مع دولة “الكويت”، داعيًا إلى الإرتقاء به إلى أعلى المستويات من خلال تفعيل الاتفاقية التجارية بين “بغداد” و”الكويت” العاصمة.

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية العراقية؛ أن الدكتور “صالح” قد أثنى، خلال لقائه بوزير التجارة الكويتي، “خالد الروضان”، على التعاون التجاري بين البلدين الشقيقين، وشدد على ضرورة الإرتقاء به إلى أعلى المستويات من خلال تفعيل الاتفاقية التجارية بين “العراق” ودولة “الكويت”.

في المقابل أعرب “الروضان” عن سعي الشركات الكويتية إلى المساهمة في السوق العراقية بوتيرة أعلى، مؤكدًا ضرورة رفع مستوى الاستثمارات والتبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين بما يخدم مصالح شعبيهما.

العراق لن يكون مع طرف ضد آخر..

تأتي جولة الرئيس العراقي الحالية، التي تتضمن دول خليجية، في ظل السياسة الخارجية الجديدة التي ينتهجها “العراق”، حيث أكد (تحالف سائرون)، المدعوم من رجل الدين الشيعي البارز، “مقتدى الصدر”، أن الحكومة العراقية الجديدة برئاسة، “عادل عبدالمهدي”، تسعى لبناء علاقات دبلوماسية قائمة على التعاون، واحترام سيادة “العراق” والشأن الداخلي، ولن تكون مع طرف ضد الآخر في المشاكل التي تعاني منها المنطقة.

كما أكد التحالف على ضرورة الإبتعاد عن سياسة المحاور، والأقطاب المتحاربة ما سيساعد “العراق” على توسيع علاقاته مع دول المنطقة وفق تبادل المصالح المشتركة.

تقارب قطري عراقي..

تشهد العلاقات “العراقية-القطرية” تحسنًا كبيرًا، لا سيما بعد فرض حزمة “العقوبات الأميركية” الجديدة على “إيران”، حيث قام وزير الخارجية القطري، “محمد بن عبدالرحمن آل ثاني”، يوم الأربعاء الماضي، بزيارة استثنائة لـ”العراق”، وألتقى خلالها بكل من رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، ورئيس الجمهورية، “برهم صالح”، ورئيس البرلمان، “محمد الحلبوسي”. ودعا المسؤولون العراقيون، “قطر”، للمساهمة في إعادة إعمار المناطق المستعادة من تنظيم (داعش) شمال وغرب “العراق”.

وأكد سياسيون عراقيون ردًا على تلك الزيارة، أن المرحلة الحالية تشهد إنطلاقة جديدة في العلاقات بين “العراق” ودولة “قطر”، بعد تشكيل حكومة عراقية جديدة عازمة على مد جسور التعاون مع محيطها العربي والإقليمي.

الدوحة تُسهم في إعادة إعمار العراق..

أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية العراقية، أن زيارة وزير الخارجية القطري إلى “بغداد” تأتي في إطار دعم “العراق” بعد تشكيل الحكومة الجديدة، ولتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين.

وأضاف المسؤول العراقي أن تلك الزيارة هي الأولى لمسؤول قطري إلى “العراق” بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وتُعد زيارته لـ”بغداد” ولقاؤه القيادات السياسية بمثابة رسالة دعم لـ”العراق” في مرحلة إعادة الإعمار بعد تحقيق النصر على تنظيم الدولة.

مشيرًا إلى أن الزيارة استعرضت التعاون في مجال الموانيء مع “قطر”، من خلال تفعيل الربط البحري، وفتح الخطوط الملاحية، كما جرى عقد مباحثات رسمية تضمنت الإرتقاء بالعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وتم الاتفاق على عقد اللجنة الوزارية المشتركة، مؤكدًا على أن دولة “قطر” شريك مهم في إعادة إعمار “العراق”، بالإضافة إلى وجود تعاون مشترك في مجالي “النفط” و”الغاز”.

تقارب سعودي عراقي..

عرضت “السعودية”، رسميًا، تزويد “العراق” بحاجته من الطاقة مقابل توقفه عن استيرادها من “إيران” تطبيقًا للحزمة الثانية من “العقوبات الأميركية”. فخلال الزيارة التي قام بها، السبت الماضي، وزير الطاقة السعودي، “خالد الفالح”، إلى العاصمة العراقية، “بغداد”، عرض رسميًا تجهيز “العراق” بالطاقة الكهربائية والوقود خلال مدة لا تتجاوز 45 يومًا وهي الفترة الزمنية المحددة التي منحت فيها “الولايات المتحدة” إعفاءًا مؤقتًا لـ”العراق” يسمح له فيها الاستمرار بإستيراد الطاقة والوقود من “إيران”.

وكان رئيس الوزراء العراقي، “عبدالمهدي”، قد استقبل الوزير السعودي، والوفد المرافق له، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين، وفرص التعاون في قطاع الطاقة، بحسب بيان للمكتب الاعلامي لرئيس الوزراء.

وفي حزيران/يونيو عام 2017، اتفق “العراق” و”السعودية” على تأسيس مجلس تنسيقي بينهما في محاولة لتحسين العلاقات المضطربة بين البلدين.

صالح” يدعو واشنطن مراعاة خصوصية العراق..

يرى بعض المحللين السياسيين أن السبب الرئيس الذي دفع رئيس جمهورية العراق لزيارة دول الخليج والتقارب معها، هي العقوبات الشديدة التي فرضها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، على “إيران”. وعليه فقد بادر “صالح”، بتلك الجولة الخليجية، للتغلب على التداعيات الاقتصادية بسبب العقوبات على “طهران”.

كما دعا رئيس الجمهورية العراقية، “صالح”، مراعاة خصوصية الوضع العراقي بشأن فرض العقوبات الاقتصادية ضد “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وقال “صالح”، خلال مؤتمر صحافي عُقد في “الكويت”، إن الحكومة العراقية لديها خصوصية ويجب مراعاتها من قِبل “واشنطن” بشأن العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على الجارة “إيران”. وأضاف إن “الحكومة العراقية مستمرة في الوقت الحالي لإجراء الحوار مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن العقوبات ضد إيران”.

العراق يحصل على استثناء لشراء الكهرباء من إيران..

أعلن مسؤولون أميركيون وعراقيون حصول “بغداد” على استثناء لمواصلة شراء “الطاقة الكهربائية” من “إيران”. وقال مبعوث وزارة الخارجية الأميركية لإيران، “براين هوك”: “لقد منحنا العراق إعفاء للسماح له بالاستمرار في دفع ثمن إستيراد الكهرباء من إيران. وهوإعفاء مقابل إلتزامات وجدول زمني”.

ويشتري “العراق”، حاليًا، 1300 ميغاوات من “الكهرباء” من “إيران”، وكذلك “الغاز” لتشغيل محطاته. وحصل “العراق” على ذلك الاستثناء؛ بعد مفاوضات بين مسؤولين عراقيين وأميركيين ممثلين لـ”البيت الابيض” ووزارة الخزانة الأميركية، بحسب المصدر.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب