24 سبتمبر، 2024 3:29 م
Search
Close this search box.

مع جبهة “حزب الله” .. إسرائيل تُخطط بسيناريوهات مختلفة للمواجهة تُعّرض اقتصادها للخطر !

مع جبهة “حزب الله” .. إسرائيل تُخطط بسيناريوهات مختلفة للمواجهة تُعّرض اقتصادها للخطر !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في ظلال الحرب الإرهابية الإسرائيلية على “غزة”، تُدار حرب على جبهة أخرى بين “إسرائيل” و(حزب الله) في جنوب “لبنان”، وهي الحرب التي تُثار حول العديد من المخاوف والتكهنات والتساؤلات.

وأفادت صحيفة (التايمز) البريطانية؛ أن الجيش الإسرائيلي وضع خططًا لغزو جنوب “لبنان”، مما يُهدد بمزيد من التصعيد في الشرق الأوسط وفي مواجهة دعوات ضبط النفس من حلفائه الغربيين.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يُريد دفع قوات (حزب الله) في جنوب “لبنان” شمالاً إلى “نهر الليطاني”، وهو خط ذو أهمية رمزية لكلا الجانبين.

ويتبادل الجانبان إطلاق النار بالمدفعية والصواريخ منذ بدء الحرب على “غزة”؛ أوائل تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وانحسّرت المخاوف الأولية من أن ينتشر الصراع بشكلٍ أكثر خطورة إلى جبهات أخرى، عندما قال الأمين العام لـ (حزب الله)؛ السيد “حسن نصرالله”، إن الحزب لن يشّن هجومًا كبيرًا ما لم يتم استفزازه أو ما لم تكن (حماس) على وشك هزيمة ساحقة.

نقل الحرب إلى الجانب الآخر..

ومع ذلك؛ يقول السياسيون والاستراتيجيون العسكريون في “إسرائيل” إنهم قرروا أنهم لا يستطيعون قبول وقف بسّيط لإطلاق النار مع (حزب الله) في نهاية الحرب في “غزة”.

وقد فرّ أو تم إجلاء حوالي: (86.000) شخص من المنطقة الحدودية منذ بدء تبادل الصواريخ. وقال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي؛ يوم الأحد، إنه من غير المُرجّح أن يعود الكثيرون حتى مع وقف إطلاق النار.

ونظرًا إلى أن قوة (حزب الله) أكبر بكثير مقارنة بـ (حماس)، فقد خشي الجيش الإسرائيلي من حجم هجوم محتمل على غرار هجوم 07 تشرين أول/أكتوبر في شمال “إسرائيل”.

ولفت الضابط الكبير إلى أن: “ما حدث في الجنوب لا يُقارن بما يمكن أن يفعلوه هنا.. العقيدة الإسرائيلية هي نقل الحرب إلى الجانب الآخر”.

وأكد أن القرار بشأن إطلاق قوة برية عبر الحدود هو قرار يعود إلى؛ “بنيامين نتانياهو”، رئيس الوزراء، وحكومته الحربية.

ولكن اللفتنانت كولونيل “جوناثان كونريكوس”، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، يؤكد أنه لا يمكن العودة إلى الوضع الراهن قبل 07 تشرين أول/أكتوبر. وأضاف أن: “الجيش الإسرائيلي مسّتعد، ويواصل استعداداته.. لقد وافق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي على الخطط والجداول الزمنية المحددة للاستعداد”.

تخلي المدنييّن انتصار..

وكان هناك جدل داخلي في مجلس الحرب منذ البداية حول مدى الجدية في التعامل مع التهديد الذي يُشكله الحزب.

وتُشير بعض التقييّمات إلى أن (حزب الله) يخشى حدوث ردة فعل سياسية عكسية داخل “لبنان” إذا انزلق إلى صراع خطير مع “إسرائيل”، التي هددت مرارًا وتكرارًا بتدمير البلاد إذا حدث ذلك.

ومع ذلك؛ يعتقد الجيش الإسرائيلي أن (حزب الله) يُعزز الآمال بشّن هجمات محدودة في شمال “إسرائيل”، وهو يعتبر بالفعل تخلي سكانه المدنييّن عن المنطقة الحدودية بمثابة انتصار.

نتانياهو” الأكثر توترًا..

ومن بين أعضاء مجلس الوزراء الحربي؛ يقال إن “نتانياهو” هو الأكثر توترًا بشأن بدء حرب على جبهة جديدة، حتى مع استمرار الجيش الإسرائيلي في مواجهة مقاومة شرسة في “غزة” ومعارضة عالمية بشأن مدى الخسائر في صفوف المدنيّين التي يلحقها هناك.

ومع ذلك؛ كان “يوآف غالانت”، وزير الدفاع الإسرائيلي والجنرال السابق في الجيش، متفائلاً بشأن الحاجة إلى ردع (حزب الله).

وطالب هذا الشهر؛ (حزب الله)، بسّحب قواته إلى شمال “الليطاني”، وإلا تجبره “إسرائيل” على القيام بذلك. وأضاف أن “إسرائيل”: “ستعمل بكل الوسائل المتاحة لها” إذا لم يتم تفعيل الوسائل السّلمية لضمان ذلك.

ومع ذلك؛ ليس هناك ما يُشير إلى أن (حزب الله) سينسّحب طوعًا على الإطلاق – حيث تلعب قواته على الحدود الإسرائيلية دورًا رئيسًا في حجته بأنه القوة الرئيسة: “التي تقاوم” إسرائيل.

الصراع أصبح خطيرًا..

من جهته؛ ذكر تقرير لمجلة (نيوزويك) الأميركية، أن الصراع على الحدود “الإسرائيلية-اللبنانية” أصبح خطيرًا، خاصة مع تزايد الاشتباكات خلال الفترة الماضية مع ميليشيا (حزب الله) الإرهابية؛ بحسب وصف ادعاءات آلة الدعاية الأميركية المضللة.

وقالت المجلة: “أولاً؛ يأتي القصف المدفعي من الجانب الإسرائيلي من الحدود اللبنانية باتجاه مقاتلي ميليشيا (حزب الله)، وفي أقل من دقيقة، يسّمع دوي انفجار قذائف الـ (هاون) بالقرب من الموقع الإسرائيلي المحصّن، الواقع بالقرب من السّياج على خط التلال بين البلدين”.

أسوأ أعمال العنف..

وقال الرقيب “بن”؛ من المظليين الإسرائيليين، الذي لم يكن مخولاً بالكشف عن لقبه: “لقد تعرضنا لقصف كثيف بقذائف الـ (هاون) على طول الحدود”. وأضاف لـ (نيوزويك) داخل أحد المخابيء: “إن طفرات التطويق فوقنا مباشرة”، مشيرًا إلى أنه لم يصب أحد جراء الحريق الذي اندلع في البؤرة الاستيطانية؛ الأحد الماضي.

ومن جهتها؛ قالت ميليشيا (حزب الله)؛ في وقتٍ لاحق، إنها أطلقت النار على مجموعة من الأهداف الإسرائيلية على طول الحدود، بحسّب وكالة (رويترز).

ويحدث مثل هذا إطلاق النار يوميًا على الأقل بالقرب من موقع (دفورنيت) الاستيطاني. وتصاعدت الهجمات على طول الحدود منذ الغارة غير المسّبوقة، التي شّنتها حركة (حماس) ضد “إسرائيل”؛ في 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي.

ويُمثل هذا أسوأ أعمال عنف على الحدود، منذ غزت القوات الإسرائيلية؛ جنوب “لبنان”، في حرب عام 2006، ضد ميليشيا (حزب الله).

وقُتل (05) مدنيين إسرائيليين و(09) جنود قُتلوا بالقرب من الحدود؛ منذ 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي، في نحو ألف هجوم بالصواريخ والقذائف المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار الهجومية وقذائف الـ (هاون) وذخائر أخرى.

تجر المنطقة لصراع إقليمي..

وكشفت المجلة الأميركية؛ أن ميليشيا (حزب الله) أكبر بكثير وأفضل تسّليحًا من (حماس)، إذ تمتلك ترسّانة تُقدر “إسرائيل” أنها تصل إلى: (200) ألف صاروخ.

ومن شأن أي حرب حدودية كبرى أن تُشعل صراعًا إقليميًا قد يؤدي إلى خطر جر “إيران” و”الولايات المتحدة”، حليفة “إسرائيل”، التي أرسلت حاملتي طائرات إلى المنطقة بعد الهجوم الأولي الذي شّنته (حماس) في استعراض للقوة.

وبالنسبة لـ”إسرائيل”؛ تكثفت الضغوط لإنهاء التهديد في الشمال بسبب فرار: (86) ألف شخص، أو صدور أوامر لهم بالخروج من المنطقة بعد 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي، خوفًا من قيام ميليشيا (حزب الله) بشّن هجوم مماثل في نقاط متعددة وتنفيذ عمليات قتل واختطاف.

وبموجب أحكام قرار “مجلس الأمن الدولي” رقم (1701)، كان من المفترض أن يكون “لبنان” منزوع السلاح من “نهر الليطاني” إلى الحدود الإسرائيلية، باستثناء جنود الجيش اللبناني وقوة حفظ السلام التابعة لـ”الأمم المتحدة” في لبنان؛ (اليونيفيل)، والتي يبلغ قوامها: (10) آلاف جندي.

ويزعم “كونريكوس”: “اليوم، تم تدمير القرار (1701) وتجويفه من قبل ميليشيا (حزب الله)، ولم يُعد هناك أي بقايا منه على الأرض”، متهمًا المجموعة المسّلحة بإطلاق النار من مواقع قريبة لـ”الأمم المتحدة” والجيش اللبناني، من أجل جذب النيران الإسرائيلية إليها.

ومن جهته؛ قال المتحدث باسم (اليونيفيل)؛ “أندريا تيننتي”، لمجلة (نيوزويك)؛ الأسبوع الماضي، إن: “قوات حفظ السلام تشّعر بقلق عميق إزاء تصاعد العنف والخطاب”.

أضرار اقتصادية كبيرة..

كما قال موقع (آيس) الإسرائيلي؛ إنه بسبب التطورات المفاجئة التي يشهدها العالم، فإن هناك مخاوف من اندلاع حرب كبرى بين “إسرائيل” و(حزب الله)، مسّتعرضًا ورقة سياسية أصدرها معهد (أهرن) للسياسة الاقتصادية بجامعة “رايخمان”، تناولت تقديرات اقتصادية دراماتيكية في 2024.

واستعرض المعهد في الورقة الآثار المحتملة للحرب في “لبنان”، فمع أن التنظيم اللبناني يُلحق أضرارًا كبيرة بالمسّتوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود، إلا أن تلك الممارسات لا تعكس القدرة الحقيقية للتنظيم الذي يملك مئات آلاف الصواريخ، بعضها قادر على حمل رؤوس ثقيلة يمكنها التسّبب في الكثير من الأضرار.

وأشار الموقع الإسرائيلي؛ إلى أن الورقة التي أعّدت تحت قيادة البروفيسور “تسفي إيكشتاين”، بالتعاون مع منظمة (مايند إسرائيل)، وبقيادة الجنرال المتقاعد؛ “عاموس يادلين”، واللواء المتقاعد “غيورا آيلاند”، تعرض الخطوات السياسية اللازمة، مع التركيز على سيناريو اشتداد القتال في الشمال وتحوله إلى حرب.

ويقول معهد “أهرن”، إن الآثار الاقتصادية وفق السيناريوهات المطروحة، يمكن أن تكون واسعة النطاق وتشمل أضرارًا كبيرة على النشاط المحلي والدولي والصادرات، والاستثمارات الأجنبية، إلى جانب زيادة كبيرة في الإنفاق الحكومي على الاستهلاك الدفاعي، وميزانيات الطواريء لدعم النازحين، والضحايا، والنشاط الاقتصادي.

بالإضافة إلى ذلك؛ من المتوقع أن تنخفض الإيرادات الحكومية إلى جانب زيادة النفقات، ما سيُهدد الاستقرار الاقتصادي، ويُحرّفه عن مسّار النمو المرتفع في السنوات الأخيرة.

ووفقًا للتقييّمات، وفي ظل الواقع الأمني والاقتصادي الجديد، على صُناع السياسات التصرف بسرعة والحسّم لضبط الميزانية. وأكدت الورقة المنشورة أن القوة الاقتصادية شرط أساس للحفاظ على استقلال وأمن “إسرائيل”.

سيناريوهات التعامل..

وتعرض السيناريو الأول في الورقة، إلى استمرار الوضع الحالي القائم منذ أسابيع، حيث القتال في “قطاع غزة” مع تركيز للنشاط العسكري على الجبهة الشمالية مع “لبنان” وفي “الضفة الغربية”.

وأشار المعهد إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2023؛ كان بمعدل: (1.5%)، وهو أقل بكثير من التوقعات، وأقل أيضًا من نمو الاقتصاد في: (2017 – 2022)، الذي بلغ: (4.2%)، أما في 2024، فتُشير التوقعات إلى أن الاقتصاد سينمو بنحو: (0-1%) فقط، بحيث سيكون هناك انخفاض بنحو: (1-2%) في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

أما السيناريو الثاني في الورقة؛ فتناول تطور الأوضاع إلى حرب حقيقية ضد (حزب الله)، وهو سيناريو يتسّم بمواجهة على الجبهة الشمالية تستمر حوالي شهر. ويُقدر الباحثون أنه خلال الربع الأول من 2024، والذي سيشهد هجومًا واسّع النطاق من الجيش الإسرائيلي على (حزب الله)، الذي سيرد بصواريخه على المسّتوطنات الشمالية في “إسرائيل”، فسيكون هناك توقف لمعظم النشاط الاقتصادي لمدة شهر من خط “حيفا”، وعلى طول جهته الشمالية، بما في ذلك موانيء “حيفا”.

ووفقًا للتقديرات، سيُسّفر ذلك عن تسّريح: (70%) من العمال في تلك المناطق، وعددهم: (1.1) مليون، أي نحو: (780) ألف عامل، وهو ربع العاملين في البلاد تقريبًا. وقال الباحثون أيضًا إنهم يفترضون أن هذه الحرب ستشمل أضرارًا في البُنية التحتية الكهربائية، والطرق، والمناطق الصناعية.

وفي هذا السيناريو؛ توقع المعهد أن يكون النمو الاقتصادي لـ”إسرائيل” في 2024 سلبيًا بنسّبة: (2%)، وحسّب التقديرات ستكون هناك خسارة في الناتج المحلي الإجمالي السنوية: بـ (20) مليار شيكل.

زيادة النفقات في سيناريو الحرب..

وذكر المعهد أنه: “في سيناريو الحرب، تُشير التقديرات إلى زيادة في النفقات حتى نهاية 2024، وتبلغ: (111) مليار شيكل، منها: (28) مليار شيكل للإنفاق الدفاعي، و(37) مليار شيكل كلفة الخطة الاقتصادية، و(13) مليار شيكل لإعادة تأهيل وممتلكات المصابين، و(03) مليارات شيكل للنفقات المدنية، باستثناء نفقات الصحة، والرعاية الاجتماعية، فضلاً عن خسارة محتملة في الإيرادات: بـ (30) مليار شيكل”.

وخلص المعهد إلى أنه من المتوقع في 2024 في ظل ذلك السيناريو، أن يبلغ العجز نحو: (6.8%)، لتكون نسّبة الدين من إجمالي الناتج المحلي نحو: (71.6%) في نهاية 2024.

وبالأمس؛ أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، أن على “إسرائيل”، المحاطة بقوى متطرفة تسّعى إلى تدميرها، أن ترفع ميزانية الدفاع، حسّب وكالة (بلومبيرغ).

ونقلت (بلومبيرغ) عن “نتانياهو”؛ في احتفال بمناسبة تمديد ولاية محافظ بنك إسرائيل المركزي؛ “عامير يارون”: “يجب أن نقوي أنفسنا”.

وأضاف أن البلاد: “في حاجة إلى القدرة على تشّكيل تحالفات في المنطقة وخارجها”، موضحًا أن ذلك: “يتطلب زيادة كبيرة في ميزانية الدفاع”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة