26 أبريل، 2024 10:30 م
Search
Close this search box.

مع توالي الاقتراحات والمبادرات .. هل اقترب الاتفاق على الخطوط العريضة أم لازالت الهدنة بعيدة المنال ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

تداولت الأيام الأخيرة الحديث عن مبادرات عدة لوقف إطلاق النار في “قطاع غزة”، طرح إحداها الوسّطاء بين حركة (حماس) و”إسرائيل”، وأخرى كشفت عنها تقارير أميركية تتضمن مقترحًا إسرائيليًا لوقف إطلاق النار لمدة شهر.

واقترحت “إسرائيل” أن يُغادر كبار قادة (حماس)؛ “قطاع غزة”، في إطار اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار، حسّبما نقلت شبكة (CNN)، عن مسؤولين مطلعين على المناقشات الدولية الجارية.

ويأتي الاقتراح الاستثنائي في الوقت الذي تُكافح فيه “إسرائيل” لتحقيق هدفها المُعلن المتمثل في تدمير (حماس) بالكامل.

وتُشير الشبكة الأميركية إلى أن “إسرائيل” فشلت، رُغم أربعة أشهر من الحرب تقريبًا في القبض على أي من كبار قادة (حماس) في “غزة” أو قتلهم، وتركت حوالي: (70%) من قوة (حماس) القتالية سّليمة، وفقًا لتقديرات “إسرائيل” نفسها.

مغادرة قادة “حماس”..

وكشفت الشبكة الأميركية؛ أن اقتراح “إسرائيل” مغادرة قادة (حماس) تمت مناقشته كجزء من مفاوضات وقف إطلاق النار الأوسع مرتين على الأقل في الأسابيع الأخيرة. مرة الشهر الماضي في “وارسو” من قبل رئيس المخابرات الإسرائيلية، مدير (الموساد)؛ “ديفيد بارنيا”، ثم مرة أخرى هذا الشهر في “الدوحة” مع وزير الخارجية الأميركي؛ “أنتوني بلينكن”، وفقًا لأحد المسؤولين المطلعين على المناقشات.

وفي وقتٍ سابق الاثنين؛ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، إن “إسرائيل” قدمت مبادرة لم يُحددها، نافيًا أن تكون (حماس) قد تقدمت بأي مبادرة.

ونقل بيان صادر عن مكتب “نتانياهو” قوله لمجموعة من ممثلي عائلات الرهائن، بعد أن اقتحم بعض الأقارب اجتماعًا للجنة في (الكنيست) الإسرائيلي للمطالبة بتحرير ذويهم: “لا يوجد اقتراح جدي من (حماس). هذا (التكهن) غير صحيح”.

وأضاف: “أقول هذا بكل وضوح لأن هناك الكثير من التصريحات غير الصحيحة؛ التي تؤلمكم بالتأكيد”. مضيفًا: “بل على العكس، هناك مبادرة من جانبنا، لن أخوض في تفاصيلها”.

وقف القتال شهرين مقابل جميع الرهائن..

وذكر موقع (أكسيوس)؛ الاثنين الماضي، أن “إسرائيل” قدمت لـ (حماس) اقتراحًا عبر وسّطاء قطريين ومصريين يتضمن وقفًا للقتال لمدة تصل إلى شهرين في إطار اتفاق متعدد المراحل.

وأضاف التقرير نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين؛ أن الاتفاق سيشمل إطلاق سّراح جميع الرهائن المتبقين في “غزة”.

وقال مسؤولان إسرائيليان إن “إسرائيل” قدمت لـ (حماس) اقتراحًا من خلال وسّطاء قطريين ومصريين يتضمن وقفًا للقتال لمدة تصل إلى شهرين كجزء من اتفاق متعدد المراحل يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين المحتجزين في “غزة”.

أطول فترة لوقف إطلاق النار..

سبب أهميه الاقتراح؛ أنه لا يتضمن اتفاقًا لإنهاء الحرب، إلا أنه يُمثل أطول فترة لوقف إطلاق النار عرضتها “إسرائيل” على (حماس) منذ بداية الحرب.

ما زال أكثر من: (130) رهينة محتجزين في “غزة”. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن عشرات الرهائن قُتلوا في 07 تشرين أول/أكتوبر أو في الأسابيع التي تلت ذلك.

جولة لمستشار “بايدن”..

في الوقت ذاته؛ سافر “بريت ماكغورك”، مستشار الرئيس “بايدن”، إلى “مصر” يوم الأحد الماضي، وسيواصل زيارة “قطر” بعد ذلك لإجراء محادثات تهدف إلى إحراز تقدم في المفاوضات لتأمين إطلاق سّراح الرهائن الذين تحتجزهم (حماس).

ويُحاول الوسّطاء القطريون والمصريون؛ منذ أسابيع، سّد الفجوات بين الطرفين من أجل إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق.

وقال مسؤولون أميركيون لموقع (أكسيوس)؛ إن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق قد يكون هو السّبيل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار في “غزة”.

بنود الاقتراح الجديد..

وخلف الكواليس؛ قال مسؤولان إسرائيليان إن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي وافق قبل عشرة أيام على معايير اقتراح جديد لصفقة الرهائن، والتي تختلف عن الجوانب السابقة للصفقات التي رفضتها (حماس) وأكثر ميلاً إلى الأمام من المقترحات الإسرائيلية السابقة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم ينتظرون رد (حماس)، لكنهم أكدوا أنهم متفائلون بحذر بشأن القدرة على إحراز تقدم في الأيام المقبلة.

وبحسّب الاقتراح؛ فإن الصفقة ستشمل إطلاق سّراح جميع الرهائن المتبقين على قيّد الحياة وعودة جثث الرهائن القتلى على عدة مراحل. وقال المسؤولون إن المرحلة الأولى ستشهد إطلاق سّراح النساء والرجال الذين تزيد أعمارهم عن: (60 عامًا) والرهائن الذين هم في حالة طبية حرجة.

وستشمل المراحل التالية إطلاق سّراح المجندات والرجال الذين تقل أعمارهم عن: (60 عامًا) من غير الجنود والجنود الإسرائيليين وجثث الرهائن.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن فترة التوقف الشاملة المقترحة لاستكمال إطلاق سّراح جميع الرهائن على مراحل مختلفة قد تصل إلى شهرين، وإنه بموجب الاتفاق المقترح، ستتفق “إسرائيل” و(حماس) مقدمًا على عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سّراحهم مقابل كل رهينة إسرائيلي في كل فئة، ثم ستُجرى مفاوضات منفصلة حول أسماء هؤلاء السجناء.

وأضافوا أن الاقتراح يشمل إعادة انتشار قوات الدفاع الإسرائيلية؛ بحيث يتم نقل بعضها من المراكز السكانية الرئيسة في القطاع والسّماح بالعودة التدريجية للمدنيين الفلسطينيين إلى مدينة “غزة” وشمال “قطاع غزة” أثناء تنفيذ الصفقة، وإن الاقتراح يوضح أن “إسرائيل” لن توافق على إنهاء الحرب ولن توافق على إطلاق سّراح جميع السجناء الفلسطينيين البالغ عددهم: (6000) من السجون الإسرائيلية.

وسبق وأن قال المتحدث باسم “مجلس الأمن القومي” بالبيت الأبيض؛ “جون كيربي”، للصحافيين؛ يوم الاثنين، إن الرئيس “بايدن” يؤيد وقفًا للقتال من شأنه أن يُتيح إطلاق سّراح الرهائن ودخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى “غزة”.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم مسّتعدون للإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين إذا وافقت (حماس) على العرض.

ويعترفون أنه إذا تم تنفيذ الصفقة؛ فإن عمليات الجيش الإسرائيلي في “غزة” ستكون أصغر بكثير من حيث النطاق والكثافة بعد توقف القتال لمدة شهرين.

اتفاق على الخطوط العريضة للهدنة..

تعليقًا على تلك المقترحات؛ يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا؛ “أسعد غانم”، إن: “الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أقرب من أي وقتٍ مضى للتوصل إلى هدنة بينهما”، مشيرًا إلى أن بات من الواضح أن هناك اتفاق على الخطوط العريضة للهدنة.

موضحًا “غانم”، في حديث لموقع (24) الإماراتي؛ أن: “(حماس) وإسرائيل ترغبان في الوقت الحالي بوقف الحرب؛ ولكن لكل منه رؤيته بهذا الشأن”، لافتًا إلى أن الوسّطاء يبذلون جهدًا لتقريب وجهات النظر والتفاهم على تفاصيل الهدنة.

موضحًا أن: “(حماس) تُريد صفقة شاملة وهدنة تُنهي الحرب على غزة وتُعيد النازحين إلى بيوتهم، في حين ترغب إسرائيل بهدنة مؤقتة تُفرج من خلالها على عدد جديد من الرهائن والمحتجزين، وتمكنها من استئناف الحرب في أي وقتٍ شاءت”.

وأشار “غانم”؛ إلى أن: “تصريحات قيادة (حماس) تُشير إلى أن الحركة قدمت مرونة كبيرة وتجاوبت مع ضغوط الوسّطاء من أجل التوصل لتهدئة ووقف الحرب في غزة”، لافتًا إلى أن (حماس) مسّتعدة للتقديم تنازلات من أجل وقف الحرب.

وبيّن أن: “إسرائيل بدروها منقسّمة بشأن الهدنة، حيث أنه وفي الوقت الذي ترغب فيه القيادات العسكرية والأمنية بإنهاء الحرب، فإن رئيس الوزراء؛ بنيامين نتانياهو، يرغب في وقف مؤقت لها، بما يمكنه من استئناف القتال في أي لحظة، خاصة حال شعر بإمكانية خسّارته لمنصبه وتعرضه للمسّاءلة”.

وقال: “بتقديري سيكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار وصولاً للتهدئة الشاملة، والتي ستكون في إطار صفقة كبيرة بضمانات إقليمية دولية”، مرجحًاًأن يتم الإعلان عن اتفاق من هذا النوع خلال الأيام القليلة المقبلة.

هدنة بعيدة المنال..

في المقابل؛ يرى المحلل السياسي؛ “أليف صباغ”، أن: “التهدئة في قطاع غزة بين (حماس) وإسرائيل لا تزال بعيدة المنال”، مشيرًا إلى أن الهدنة تتعارض مع المصالح السياسية للحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها؛ “بنيامين نتانياهو”.

موضحًا أن: “الهدف من استمرار الحرب في الوقت الحالي سياسي وليس عسكري، وأن القادة الإسرائيليين يتهربون من اليوم الأول الذي يليّ الحرب، خاصة وأنهم سيتعرضون للمسّاءلة والمحاسّبة”.

وأضاف: “بتقديري ما يُحققه الجيش الإسرائيلي على الأرض والدعم المقدم من الولايات المتحدة يدفع؛ نتانياهو، للتهرب من الضغوط الدولية والإقليمية الممارسة عليه للتهدئة”، لافتًا إلى أن هناك تباين كبير في وجهات النظر بين الجانبين.

وتابع: “(حماس) تُريد تهدئة بصفقة شاملة ترفع من أسّهمها في الشارع الفلسطيني وتُعطي مبررًا قويًا لهجوم؛ السابع من تشرين أول/أكتوبر، والذي أوقع كل هذه الخسّائر في غزة”، مبينًا أن “إسرائيل” لا يمكن أن تمنح (حماس) مثل هذه المميزات.

وقال: “إسرائيل بدورها تُريد تهدئة مؤقتة تُمكنها من استئناف القتال، وتضمن لها إقامة المنطقة الآمنة على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، وبقاء قواتها داخل غزة لأطول فترة ممكنة”، متابعًا: “هذا الأمر لا يمكن أن تقبل به (حماس)”.

وأوضح أن: “الوسّطاء لم ينجحوا حتى اللحظة بتقريب وجهات النظر، والضغوط التي تُمارّس على (حماس) وإسرائيل غير كافية لتوصل الجانبين لهدنة في غزة”، مبينًا أن أي هدنة تحتاج لضمانات لتنفيذ بنودها في ظل عدم ثقة الجانبين ببعضهما البعض.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب