خاص : كتبت – نشوى الحفني :
رغم قرار “البرلمان العراقي” بطرد القوات الأميركية من “العراق”، أعلن القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي في أوروبا، أمس، أن الحلف سيستأنف “في الأيام أو الأسابيع” المقبلة أنشطته لتدريب القوات في “العراق”، التي أُوقفت مطلع كانون ثان/يناير، بعد الضربة الأميركية التي قُتل فيها الجنرال الإيراني، “قاسم سليماني”.
وقال الجنرال الأميركي، “تود وولترز”، إن البعثة التي تُعدّ 500 عنصر بقيادة كندية، والمكلّفة تدريب القوات العراقية حصلت على موافقة “بغداد” لاستئناف أنشطتها.
وقال، لصحافيين على هامش “مؤتمر ميونيخ للأمن”: “بعد الردّ (الإيجابي) من جانب العراق في الساعات الـ 36 الأخيرة، سنستأنف مهمة الحلف الأطلسي في العراق”.
وردًا على سؤال عن تاريخ استئناف الأنشطة، قال: “قريبًا. إنها مسألة أيام أو أسابيع”.
وقال “تود وولترز”: “نريد استئناف (الأنشطة) في أسرع وقت ممكن؛ إلا أن حماية القوات هي مسألة أساسية”.
تدريب القوات الكُردية..
من جهته؛ أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، (الناتو)، “يانس ستولتنبرغ”، أن الوزراء اتفقوا على الإضطلاع ببعض التدريبات التي كان يتولاها التحالف ضد تنظيم (داعش) في “العراق”، مشيرًا إلى بقاء مهمة الحلف التدريبية في “بغداد”، طالما هناك حاجة لتقديم الدعم للقوات على أن يكون توسيع وجود “حلف الأطلسي” بموافقة حكومة “بغداد”.
وأعلن أن الحلف يمكن أن يتولى عملية تدريب قوات الأمن الكُردية في “العراق”.
وأضاف “ستولتنبرغ”، أمس؛ خلال كلمة له في “مؤتمر ميونخ للأمن”؛ أن الحلف لا وجود له في المناطق الكُردية بـ”العراق”، ولكن دولًا من أعضائه تقوم بالتدريب كجزء من “التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي”.
وأوضح “ستولتنبرغ”؛ أنه يجب الآن إتخاذ قرار بشأن إمكانية دقيقة لتوسيع تواجد التحالف العسكري في “العراق”، ومن المحتمل أيضًا: “أن يتولى الحلف بعض فعاليات التدريبات التي يقوم بها الآن متحالفون معه ضمن ائتلاف مكافحة تنظيم الدولة”.
وكان “حلف شمال الأطلسي” قد قرر، يوم الأربعاء الماضي، زيادة قواته في “العراق” بسبب المخاوف الأمنية التي تتعرض لها مهمته فيها، إلا أنه لم يذكر تفاصيل عن ذلك.
الجيش العراقي يحتاج لتدريبات “الناتو”..
تعليقًا على القرار؛ قال الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور “كاظم المقدادي”، إن: “قرار (الناتو) بتوسيع مهمته؛ يمكن اعتباره إعادة انتشار لقواته، والذي يجب أن يتم بالتعاون مع الجيش العراقي”، مضيفًا أن هذا الأمر لا علاقة له باغتيال “قاسم سليماني”.
وأوضح “المقدادي”، أن الجيش العراقي لا يستطيع الاستغناء عن حلف (الناتو) وتدريباته وعن المساعدات التي تقدمها “الولايات المتحدة”، من حيث التدريب والتسليح، والتي تأتي في إطار الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الجانبين، كما أن خطر (داعش) الإرهابي لازال موجودًا.
العلاقات أصبحت أفضل..
وحول موقف الحكومة العراقية، أكد المحلل السياسي العراقي، أن التباحث مع الأميركان بشأن القضايا الأمنية أصبح الآن أفضل؛ بدليل صدور قرار من قِبل الإدارة الأميركية بإعفاء “العراق” من العقوبات لاستيراده “الغاز” من “إيران”.
وأعرب “المقدادي” عن إعتقاده بأن دول حلف (الناتو) ستتتبع خطواته وقراراته؛ لأنه ليس هناك مشكلة أمنية وإستراتيجية مع هذه الدول.
تعليق المهمة بعد مقتل “سليماني”..
وعُلّقت المهمة، في الرابع من كانون ثان/يناير الماضي، وتمّ سحب جزء من العناصر من “العراق” بسبب الخشية من ردود على اغتيال “سليماني” في “بغداد”. وصوّت “البرلمان العراقي”، آنذاك، على قرار يُطالب برحيل القوات الأميركية والأجنبية.
لكن “بغداد” سمحت، مذاك، باستئناف مهمة الحلف التي اعتبرت أنها مقبولة أكثر من بعض أنشطة التدريب التي يقوم بها “التحالف الدولي” بقيادة “واشنطن”.
سيتم وضع قسم تحت تصرف “الناتو”..
ووافق الحلفاء، الخميس، على تعزيز دور الحلف في “العراق”، حيث يريد الأميركيون تقليص وجودهم بعد أن أصبح غير مرحّب بهم.
وقال وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبر”، بعد اجتماع لـ”التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية”، في “ميونيخ”: “إنها مسألة أسابيع” لتحديد حجم البعثة وأنشطتها المستقبلية. ولا يزال ذلك قيد النقاش بين الحلفاء.
وأعلنت “إسبانيا”، التي تشارك بـ 500 عسكري في “التحالف الدولي” في “العراق”، أنها ستضع قسمًا من قواتها بتصرّف “حلف الأطلسي”.