8 فبراير، 2025 6:53 ص

مع تجميد أموال طهران لديها .. صحيفة إيرانية تعتبر تبرع “كوريا الجنوبية” بـ 2000 كمامة: صدقة اللصوص !

مع تجميد أموال طهران لديها .. صحيفة إيرانية تعتبر تبرع “كوريا الجنوبية” بـ 2000 كمامة: صدقة اللصوص !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

كل حدث مرير ينطوي على قابلية للتحول إلى عمل تراجيدي أو كوميدي، لكن ليس بالضرورة الضحك على الكوميديا السوداء.

ولعل القصة القصيرة الخاصة بالعلاقات الإيرانية مع “كوريا الجنوبية”، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، (أي تجميد مبلغ: 08 مليار دولار)، بدءً برواية رئيس البنك المركزي السابق بشأن الحصول على تكلفة تجميد المال الإيراني من الحكومة الكورية، وحتى الضجة التي صاحبت شراء لقاح الأنفلونزا بالأموال الإيرانية المجمدة، وأخيرًا سلوك السفير الكوري في “طهران” المهين؛ بإهداء أحد المستشفيات الخاصة بالعاصمة، “طهران”، عدد: 2000 كمامة، تلكم القصة التي اتخذت شكل الإهانة أكثر من لون الفكاهة.

إهانة الشعب الإيراني !

وبحسب تقرير صحيفة (وطن آمروز) الأصولية الإيرانية المتشددة، فقد نشر حساب سفارة “كوريا الجنوبية”، بـ”طهران”؛ على موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)؛ صورة للسفير الكوري في لقاء مع عدد من مدراء مستشفى “آتية” الخاصة مصحوبة بالتعليق التالي: “في إطار زيارة مستشفى (آتية) لمكافحة فيروس (كورونا)، أهدى جناب السفير، يون، المستشفى عدد: 2000 كمامة من نوع (KF-94)”.

تلك التغريدة التي أثارت ردود فعل غاضبة وواسعة النطاق بين النشطاء الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي. ذلك أن تجميد الأموال الإيرانية، وانسحاب شركات “كوريا الجنوبية” من “إيران”؛ بحجة “العقوبات الأميركية”، بالإضافة إلى إهداء كارتونة كمامات إلى إحدى المستشفيات الخاصة؛ حيث لم تُعد أي من دول العالم تواجهة أزمة في نقص الكمامات، إنما يعكس الإعداد المسبق لإهانة الشعب الإيراني.

وهي ليست المرة الأولى التي تحاول من خلال “كوريا الجنوبية” تجاهل مديونياتها القديمة لـ”الجمهورية الإيرانية” بمثل هذه السلوكيات. ففي الصيف الماضي؛ وفي ظل انتشار وباء (كورونا) اتخذت حكومة “سيول” إجراء مشابه من خلال إهداء “إيران” شحنة طبية ودوائية بقيمة: 500 ألف دولار، وهي الخطوة التي ووجهت برد فعل غاضبة من المسؤولين، حيث أعلن “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية الإيرانية، آنذاك: “نأمل من حكومة كوريا الجنوبية الإفصاح عن حجم المصادر المالية الإيرانية في هذا البلد؛ وكذلك الكشف عن عدم وجود أي موانع قانونية للتجارة مع إيران”.

وقد أفضت ردود الفعل، آنذاك، عن تشكيل مجموعة عمل باسم: “التجارة الإنسانية”؛ بين “وزارة الصحة” الإيرانية والأطراف الكورية، مع ميزانية بقيمة: 20 مليون دولار من الأموال الإيرانية المجمدة تُخصص لشراء الأدوية والمعدات الطبية.

في ضوء هذه الأوضاع وبعد وصول “إيران” للوضع المطلوب من حيث تلقيح الإيرانيين، وتخزين كميات كافية لاستكمال مشروع تلقيح المواطنيين، يُعتبر إهداء: 2000 كمامة إلى إحدى المستشفيات الخاصة وإدعاء المساهمة في مكافحة (كورونا) بمثابة إهانة واضحة للشعب الإيراني.

وبعد موجة الغضب الإيرانية؛ نشر حساب سفارة “كوريا الجنوبية”، على (تويتر)؛ قائمة بالمساعدات الطبية التي قدمتها الحكومة الكورية إلى الشعب الإيراني، وقد كان لتلكم القائمة تأثير رش الملح على الجرح؛ حيث ضاعفت من غضب الإيرانيين.

أليست مزحة ؟

بينما ووجه سلوك السفير الكوري المهين برد فعل حاسم من نشطاء الشبكات الاجتماعية، لم تكن رود الفعل الرسمية على المستوى المطلوب، وأكتفى المتحدث باسم “الخارجية” بطرح الموضوع في الاجتماع الصحافي الدوري.

وكان “سعيد خطيب زاده”؛ قد أجاب على سؤال بشأن إهداء سفير “كوريا الجنوبية” عدد: 2000 إلى إحدى المستشفيات الخاصة والموقف الإيراني؛ وهل الخبر مزحة ؟.. بقوله: “ليس مزحة؛ ولكن أسمح لي بالإبقاء على هذا الموضوع عند حدود المزحة. ذلك أن شعب كوريا الجنوبية قد عبر في مواقف مختلفة عن الاستياء من سلوكيات الحكومة تجاه إيران، ونحن نشعر بذلك في مختلف الموضوعات… ونحن نعمل على فصل الموضوعات المتعلقة بسياسات الحكومة الكورية فيما يخص مسألة الأموال الإيرانية المجمدة عن بعض القضايا الأخرى؛ بحيث لا تتأثر علاقات البلدين… وهذه الأموال تخص الشعب الإيراني ويجب أن تعود. هناك جهود بُذلت لكن لم تكن كافية”.

حماية سمعة إيران..

إمتناع “كوريا الجنوبية” عن دفع الأموال الإيرانية، والوعود خلال السنوات الأخيرة بشأن إعادة النظر في علاقات “طهران-سيول”؛ تنطوي على أهمية كبيرة ويجب على الحكومة الإيرانية تغيير سياساتها تجاه “كوريا الجنوبية”. إذ أن سلوك سفارة دولة ما ليست مسألة يمكن تجاوزها بسهولة… ويتعين على جهاز الدبلوماسية والشخصيات السياسية والاجتماعية الإيرانية التعامل بحسم مع تغريدة سفارة “كوريا الجنوبية”.

بعبارة أخرى؛ تغيير المسار الدبلوماسي الإيراني يتطلب توجيه رسائل جديدة إلى العالم تؤكد أنه لا يمكن تجاهل هكذا إهانات في ظل الأوضاع الراهنة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة