29 مارس، 2024 2:47 م
Search
Close this search box.

مع بلوغه سن الـ60 .. الإتحاد الأوروبي يرتعش من مصير “فرط العقد”

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – بوسي محمد :

“بمناسبة مرور ستين عامًا على توقيع معاهدة روما، التي وضعت أساس الاتحاد الأوروبي، فالاتحاد في حالة سيئة، وفي حاجة لمزيد من المرونة لتجديد شبابها”. هكذا قال الصحافي والمؤلف البريطاني في مجلة “ذي إكونوميست” البريطانية والخبير في الشئون الأوروبية “جون بيت”.

جان مونيه ابو المجموعة الاوروبية

مضيفاً، أن المشروع الأوروبي في بعض الأحيان يعطي انطباع بأنه في أزمة دائمة، ولكن والده الروحي “جان مونيه” وهو رجل أعمال وسياسي فرنسي قاد حركة توحيد أوروبا الغربية في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، أُطلق عليه اسم “أبو المجموعة الأوروبية”، كان دوما يردد إن “أوروبا ستكون مجموع الحلول المعتمدة لتلك الأزمات”، ولكن مع احتفال الاتحاد بمناسبة مرور 60 عاماً على توقيع معاهدة تأسيسه في روما في 25 آذار/مارس 1957، فإنه يواجه مشكلة أعمق من أي وقت مضى.

وأرجع “بيت” الأزمات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي، إلى طبيعة السياسة المختلفة في السبع وعشرين من الدول التي تشكل الاتحاد الأوروبي، والأحزاب الشعبوية المعارضة للمشروع الأوروبي.

مستقبل مبهم..

أوضحت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، إن أحد أسباب النجاح المحتمل للشعبويين، وهو اصطلاح يعني إيديولوجية أو فلسفة سياسية أو نوع من الخطاب السياسي الذي يستخدم الديماغوجية ودغدغة عواطف الجماهير بالحجاج الجماهيري لتحييد القوى العكسية، ضد شاغلي الوظائف هو أن المزاج الاقتصادي في أوروبا مبهم الوجه كئيب.

مؤكدة المجلة البريطانية أنه على الرغم من أن النمو قد عاد وأن منطقة اليورو قد استقرت، إلا أن معدلات النمو لا تزال منخفضة، ولا سيما في منطقة البحر الأبيض المتوسط، فإن البطالة (خاصة بين الشباب) مرتفعة عقابياً، بالإضافة إلى أن القطيعة اقتربت بين اليونان ودائنيها من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي الذين بذلوا قصارى جهدهم في قمة استثنائية في بروكسل لتفادي السيناريو الأسوأ لهذا البلد الذي يقف على حافة التخلف عن السداد، ولا زالت الأسواق متوترة حول إيطاليا وفرنسا، ولا تزال الديون العامة في جميع أنحاء الاتحاد كبيرة، وقد توقف التقدم المحرز في تحرير الإصلاحات الهيكلية إلى حد كبير، وتضم منطقة اليورو اتحاداً مصرفياً جزئياً وصندوقاً مركزياً للإنقاذ ومصرفاً مركزياً أوروبياً مستعداً للعمل كمقرض إلا أن بنيته لا تزال غير مكتملة ولا يوجد اتفاق يذكر على كيفية إنهاء العمل.

الهجرة.. تهدد المشروع الأوروبي..

من أخطر وأشد المشكلات التي تعترك الاتحاد الأوروبي، حسبما ذكرت المجلة البريطانية، “الهجرة” إذ تسبب اللاجئين الموزعين بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في خلق توترات خطيرة.

موضحاً الكاتب البريطاني “بيت”، إن تدهور البيئة الجيوسياسية وهي مجموعة التفاعلات السياسية والأمنية المرتبطة ضمن نطاق جغرافي معين، يجعل الأمور أسوأ، والحروب التي شهدها الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كانت سبباً رئيسياً للزيادة الكبيرة في تدفقات المهاجرين، كما تشكل روسيا العدوانية تحت حكم الرئيس “فلاديمير بوتين” تهديداً مباشراً خاصة في أوروبا الشرقية، بخلاف موقف رئيس تركيا “رجب طيب أردوغان” تجاه الاتحاد الأوروبي مزعماً بأن بلاده ليست في حاجة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى موقف الرئيس الأميركي الجديد “دونالد ترامب” المُعادي ليس فقط للتجارة الحرة والمهاجرين المسلمين فحسب، وإنما رغبته في مقاطعة الاتحاد الأوروبي، إذ أشاد بقرار “البريكسيت” الذي اسفر عنه خروج بريطانيا من تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، وحث الآخرين على إتباعها.

“البريكسيت” يمثل انتكاسة للاتحاد الأوروبي..

يمثل “البريكسيت”، أي خروج بريطانيا من تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، “انتكاسة” لا يمكن تجاهلها للمشروع الأوروبي، إذ اكدت المجلة البريطانية على أن الخطوة البريطانية التي اتخذتها المملكة المتحدة، خاصة بعد أن تأكد أن رئيس الوزراء البريطانية “تيريزا ماي”، على وشك أنهاء المفاوضات بشأن مغادرة بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بموجب البند الخمسين من اتفاقية لشبونة والتي تحدد طريقة خروج أي بلد عضو من الاتحاد الأوروبي، تشكل تهديداً كبيراص لمستقبل الاتحاد الأوروبي لم يسبق له مثيل، لاسيما بعد أن اعلن بعض السياسين في الدول الأخرى التي تشكل الاتحاد الأوروبي رغبتهم في اتباع الخطوة البريطانية.

وعلى النقيض، يرى الأنصار الآخرين لأوروبا، إن خروج بريطانيا ليس مؤشرًا على فشل الوحدة الأوروبية، فمنذ إلتحاقها بالسوق المشتركة في بدايات السبعينيات، لم تحسم الجزيرة البريطانية موقفها كلية من العلاقة مع القارة، وحافظت على قدم داخل المشروع الأوروبي وقدم خارجه، لافتين إلى أن هناك مشكلات أخرى أكثر عمقاً عن “البريكسيت” تهدد المشروع الأوروبي.

وتؤكد “ذي إيكونوميست” على أن القادة الأوروبيون الذين احتفلوا في روما يوم السبت الماضي الموافق 25 آذار/مارس 2017، بمرور 60 عاماً علي الاتحاد الأوروبي، والذين استعانوا بالكلمات المفعمة بالتاريخ والتفاؤل بالمستقبل، يدركون جيداً هذه المشاكل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب