خاص : كتبت – نشوى الحفني :
مع اقتراب الذكرى الأولى لاغتيال قائد (فيلق القدس) الإيراني السابق، “قاسم سليماني”، ونائب رئيس هيئة (الحشد الشعبي) العراقي، “أبومهدي المهندس”، في ضربة جوية أميركية قرب “مطار بغداد الدولي”، مطلع العام الحالي، يشهد العراق توترًا ملحوظًا وسط مخاوف من شن هجمات انتقامية، خاصة من الجانب الإيراني أو ميليشياته الموجودة على أراضي البلاد ستؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء.
وفي الوقت الذي تستعد فيه الفصائل القريبة من “إيران”؛ لفعاليات إحياء ذكرى الاغتيال، جاءت قنبلة رئيس الوزراء الأسبق، “حيدر العبادي”، لتزيد الأوضاع تعقيدًا في وقت لم تُعلن أي جهة تحقيقية عراقية ملابسات ما حصل.
طيران استهداف “سليماني” تم بموافقة عراقية !
وقال “العبادي”، في لقاء له مع القناة الرسمية العراقية، مساء أمس الأول؛ إن الطائرة التي استهدفت “سليماني” و”المهندس”، حصلت على موافقة عراقية.
موضحًا بالتفصيل: “في تلك الفترة لم يكن هناك تدقيق بشأن طبيعة الطلعات الجوية للطائرات التي تدخل الأجواء العراقية، بينما كنت أدقق شخصيًا بتفاصيل مهام هذه الطائرات، وهو ما حصل بشأن الطائرة التي اغتالت سليماني، حيث لم يعلم المسؤولون العراقيون بمهمة تلك الطائرة”.
“عبدالمهدي” ينفي..
إلا أن نظيره الأسبق، “عادل عبدالمهدي”، سارع إلى النفي، كاشفًا عن تلقيه رسالة من ممثل “الولايات المتحدة”، التي تقود “التحالف الدولي”، وقبيل ساعات من حادثة الاغتيال؛ يطلب فيها الجانب الأميركي رفع القيود المفروضة على حركة الطيران الأميركي من قِبل “بغداد”. وفي الوقت الذي أقر فيه “عبدالمهدي” أن الطيران الأميركي يجوب سماء “بغداد” بلا إذن، فإنه نفى موافقته على منح أي إذن بالطيران الأميركي.
وقال في بيان: “ننفي نفيًا قاطعًا ما تتداوله بعض وسائل الإعلام من أن جهات عراقية رسمية قد أعطت موافقات على طيران أميركي استهدف المهندس وسليماني ورفاقهما، على العكس كان هناك تقيد صارم بقواعد الحركة، سواء الأرضية أو الجوية، مع حصول خروقات بين وقت وآخر، كانت تسجل دائمًا، ونعلم الطرف المعني بها ونسعى للتعامل معها، وإيقافها”.
كما أضاف أن: “تصعيدًا خطيرًا حصل، منذ صيف 2019، بسبب ما حصل من قصف وقصف متبادل لمقرات حشدية عسكرية تابعة للحشد الشعبي أو لمواقع تواجد قوات التحالف والسفارة، اضطرت معه القيادة العراقية للتشديد على منع كل أشكال الطيران المُسير وغير المُسير إلا بموافقة الجهات الرسمية العراقية”.
كما أضاف: “لم تمنح أي من السلطات العراقية مثل هذا الإذن، بل على العكس وجه نائب قائد العمليات المشتركة رسالة إلى الفريق، روبرت بات وايت، قائد قوات التحالف، في 2/1/2020، الساعة 14:24:41، مما ورد فيها: إن أية زيادة في أعداد القوات الأميركية، أو إدخال قوات جديدة، يتطلب رسميًا تقديم طلب إلى الحكومة العراقية لاستحصال موافقتها، ونؤكد لكم أن القوات العراقية باشرت بتأمين محيط السفارة، وهي قادرة على تحقيق الحماية الكاملة لها دون الحاجة لأي قوات أجنبية”.
وتابع أنه: “بتاريخ 5/1/2020، أخذت المروحية الأميركية والمُسيرة تجوب أجواء بغداد دون إذن من الحكومة العراقية، وبدأت الحكومة تتلقى طلبات بإستقدام المزيد من الجنود الأميركان لحماية القواعد والسفارة الأميركية، وبدخول مناطق الحظر الجوي وتزويد الجانب الأميركي بالترددات والإشارات الجوية، وهو الأمر الذي رفضت الحكومة العراقية إعطاء موافقات عليه. وكررت للقادة العسكريين والسياسيين الأميركيين أن العراق لن يوافق إلا على الأسس التي جاءت من أجلها القوات، وعلى الأعمال المشتركة، ولا يقبل بأي قرار أو عمل أحادي”.
العراق بانتظار “أسوأ سيناريو“ !
وقبل أسبوع، حذرّ القيادي في الحزب الديمقراطي الكُردستاني، “هوشيار زيباري”، من “أسوأ سيناريو” قد تشهده “بغداد” مع حلول الذكرى السنوية الأولى على مقتل قائد (الحرس الثوري) الإيراني، “قاسم سليماني”، ونائب رئيس هيئة (الحشد الشعبي)، “أبومهدي المهندس”.
وقال “زيباري”، في تغريدة له على (تويتر)؛ إن: “الهجمات الصاروخية التي استهدفت المنطقة الخضراء في بغداد، مؤخرًا، هي تصعيد خطير من قبل الجماعات المسلحة”.
وأضاف: “سيأتي الأسوأ في الذكرى السنوية الأولى بمقتل الجنرال، قاسم سليماني، وأبومهدي المهندس، في الثالث من كانون ثان/يناير”، مشيرًا إلى أن: “الحكومة العراقية ينبغي أن تكون مستعدة لأسوأ سيناريو”.
استعدادات عالية في صفوف الميليشيات..
إلي ذلك، أعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم من تعرض القوات والمصالح الأميركية في العراق إلى هجمات من الميليشيات العراقية الموالية لـ”إيران”، انتقامًا لمقتل العالم الإيراني، “محسن فخري زاده”، الشهر الماضي، والتي تتزامن مع قرب حلول الذكرى الأولى لمقتل “سليماني”، بغارة أميركية، في 3 كانون ثان/يناير الماضي، قرب “مطار بغداد”، حسب شبكة (سي. إن. إن) الأميركية.
وكانت “إيران” قد اتهمت “إسرائيل” بالوقوف وراء مقتل، “فخري زاده”، وتوعدت بالرد، فيما إلتزمت “إسرائيل” الصمت.
ونقلت (سي. إن. إن)؛ عن مسؤولين في (البنتاغون)؛ رصد “استعدادت عالية المستوى” في صفوف الميليشيات العراقية، وصفها أحدهم بـ”المقلقة”.
لكن مع ذلك، لا توجد مؤشرات محددة على اتخاذ قرار لمهاجمة القوات الأميركية أو المواقع الدبلوماسية الأميركية في العراق، حسب ما نقلت شبكة الأخبار الأميركية.
مخاوف من هجوم “أكبر وأشد فتكًا“..
وتطلق الميليشيات المدعومة من “إيران”، صواريخ بشكل روتيني بالقرب من قواعد في “العراق”، تتمركز فيها القوات الأميركية والعراقية، لكن المسؤولين الأميركيين يخشون من هجوم: “أكبر وأشد فتكًا”، حسب التقرير.
وذكر تقرير (سي. إن. إن)؛ أن “واشنطن” تخشى أن يخرج الأمر عن السيطرة في حال حدوث سوء تقدير من جانب “إيران” أو “الولايات المتحدة” أو “إسرائيل”، خصوصًا مع اقتراب فترة الرئيس، “ترامب”، من نهايتها، وقرب حلول الذكرى الأولى لمقتل الجنرال “قاسم سليماني”.
ويتزامن التقرير مع إرسال قاذفتين أميركيتين من طراز (B-52)؛ إلى الخليج، في رسالة ردع مباشرة لإيران، حسب مسؤولين أميركيين.
اغتيال “سليماني”..
يُذكر أن “الولايات المتحدة” كانت قد شنت غارة جوية ضد “سليماني”؛ ردًاً على هجمات صاروخية شنتها الميليشيا الإيرانية على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودًا ودبلوماسيين أميركيين.
وأعلن (الحرس الثوري) الإيراني، في 3 كانون ثان/يناير 2020، مقتل قائد (فيلق القدس)، التابع له، “قاسم سليماني”، في قصف أميركي استهدف موكبه في “مطار بغداد الدولي”.
كما أقر بدوره متحدث باسم ميليشيا (الحشد الشعبي)، بمقتل “قاسم سليماني”، قائد (فيلق القدس)، والقيادي البارز في الميليشيا، “أبومهدي المهندس”، في قصف استهدف موكبهما بالقرب من “مطار بغداد الدولي”، وذلك بعد أن أعلن التلفزيون العراقي الرسمي نبأ مقتلهما.