16 أكتوبر، 2024 1:35 م
Search
Close this search box.

مع الدخول لمرحلة الفعل ورد الفعل بين الاحتلال و”حزب الله” .. إلي أين يمكن أن تصل المواجهات بينهما ؟

مع الدخول لمرحلة الفعل ورد الفعل بين الاحتلال و”حزب الله” .. إلي أين يمكن أن تصل المواجهات بينهما ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

أعلن نائب الأمين العام لـ (حزب الله)؛ الشيخ “نعيم قاسم”، انتقال الحزب من مرحلة إسناد “غزة” إلى التصدي للعدوان الإسرائيلي على “لبنان”، وإرساء معادلة جديدة، أطلق عليها: “إيلام العدو”، وذلك بالتزامن مع محاولات ودعوات دولية كثيرة، لضبط النفس، وتخفيف الصراع وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لوقف الحرب.

وقال “قاسم”؛ في كلمة له بعد ظهر أمس الثلاثاء: “نحن انتقلنا من الإسناد إلى مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان؛ منذ 17  أيلول/سبتمبر. ومنذ أسبوع، يوم الثلاثاء الماضي، قررنا معادلة جديدة اسمها (إيلام العدو)، وما حصل خلال الأيام الماضية من ضربة بنيامينا، ووصول الصواريخ إلى تل أبيب يدخل ضمن هذه المعادلة”، مضيفًا: “نستطيع استهداف أي نقطة في الكيان الإسرائيلي وسنختار النقطة المناسبة”.

وتابع أنه بما أن “إسرائيل” استهدفت كل “لبنان”: “فلنا الحق؛ ومن موقع دفاعي، أن نستهدف أي نقطة في كيان العدو الإسرائيلي”. وقال: “سنُركز على استهداف الجيش الإسرائيلي ومراكز وجوده وثكناته”.

خطر شرق أوسط جديد..

ووصف “قاسم”؛ الاحتلال الإسرائيلي: بـ”كيان غاصب محتل؛ يُشكل خطرًا على المنطقة وعلى العالم، وهي تُريد كل المنطقة العربية والعالم الإسلامي، وهي كيان قائم على القتل والتشريد”، مشيرًا إلى أن: “لبنان يدخل ضمن المشروع التوسعي الإسرائيلي ومساندتنا للفلسطينيين هي مساندة للحق ومن أجل مواجهة إسرائيل احتياطًا لهذا المشروع التوسعي الذي يريدونه. ولا يمكن أن نفصل لبنان عن فلسطين ولا المنطقة عن فلسطين”.

وقال: “نحن أمام خطر شرق أوسط جديد؛ كما تُريده إسرائيل”، معتبرًا أن: “أميركا الشيطان الأكبر؛ تُريد شرق أوسط جديد”.

وأشار إلى أن: “الوسطاء أرادوا الفصل بين لبنان وغزة؛ لكننا رفضنا”. وأعلن أن: “مقاومتنا مشروعة تستهدف رفض الاحتلال وحماية أرضنا”، مضيفًا: “نحن أمام وحش هائج، ونحن من سيمسك رسنه ويُعيده إلى الحظيرة”. وقال: “نحن نُقاتل بشرف ونستهدف جيشهم وهم يقتلون بوحشية ويستهدفون الأطفال والشيوخ والنساء”.

وأعلن أن حزبه: “استعاد عافيته الميدانية ولا يوجد موقع قيادي شاغر والميدان يشهد. فالحزب قوي بمجاهديه وإمكاناته وبالحلفاء والإعلام النبيل، وقوي بالوحدة الوطنية التي اخرست الأصوات النشاز، وقوي لأنه تأسس على التقوى”.

وقف إطلاق النار..

وتحدث “قاسم” إلى الإسرائيليين فقال؛ إن: “الحل في وقف إطلاق النار، لا نتحدث من موقع ضعف.. إذا كان الإسرائيلي لا يُريد نحن مستمرون”. وأضاف أن سكان شمال “إسرائيل” يمكنهم العودة إلى ديارهم بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار من خلال اتفاق غير مباشر.

لكنه هدّد بتشّريد المزيد منهم إذا استمرت الحرب، قائلاً: “مع استمرار الحرب ستزداد المستوطنات غير المأهولة ومئات الآلاف؛ بل أكثر من مليونين سيكونون في دائرة الخطر في أي وقتٍ في أي ساعة في أي يوم، لا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا انظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه”.

مواصلة الضرب في “بيروت” وجميع أنحاء “لبنان”..

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، قد شدّد الإثنين، على أن قوات بلاده ستواصل ضرب (حزب الله) في “بيروت” وجميع أنحاء “لبنان”.

وجاء حديث “نتانياهو”؛ خلال زيارته قاعدة (غولاني)، التي قصفتها طائرة بدون طيار تابعة لـ (حزب الله)، مساء الأحد.

وقال: “نحن نخوض حملة شرسة ضد محور الشر الإيراني؛ الذي يُريد تدميرنا. لن ينجحوا.. نحن نواصل القتال. إننا ندفع ثمنًا مؤلمًا، ولكن لدينا إنجازات هائلة، وسنواصل تحقيقها”.

وتابع: “أريد أن أوضح الأمر: سنواصل ضرب (حزب الله) بلا رحمة في جميع أنحاء لبنان – وفي بيروت أيضًا. كل ذلك وفقًا لاعتبارات تشّغيلية. وقد أثبتنا ذلك في الآونة الأخيرة، وسنواصل إثبات ذلك في الأيام المقبلة أيضًا”.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن مقتل أربعة جنود على الأقل وإصابة آخرين جراء هجوم (حزب الله) على قاعدة (غولاني).

تدراك للخسائر والفوز بجولة..

خبراء ومحللون؛ أغلبهم موالون لوجهة النظر الصهيوأميركية ويروجون دعاياتها، يرون أن (حزب الله) يُحاول تدارك خسائره، بخطة جديدة، أصبحت واقعًا ملموسًا، بعد توجيه ضربة الأحد ضد معسكر (لواء غولاني)، في بلدة “بنيامينا”؛ بشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة بسّرب من الطائرات دون طيار.

ويُضيف الخبراء؛ أن الحزب كسب جولة الأحد، بعد تبنّيه الخطة الجديدة، واستعادته منظومة القيادة والسيطرة، وسد الفراغات في القيادة العسكرية والسياسية، باستقدام كوادر من (الحرس الثوري) الإيراني، بما يتماشى وخطة المواجهة مع إسرائيل.

ترسانة “حزب الله”..

حسّب تأكيدات جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ فإن (حزب الله)، يملك قوة عسكرية تعدادها بين: (20) ألف و(25) ألف مقاتل، بالإضافة إلى عشرات الآلاف في قوات الاحتياط. وفي مقدمة كتائب (حزب الله) المسلحة، هناك وحدة (الرضوان)، المعروفة بكفاءتها القتالية وأهميتها الاستراتيجية.

وعلى صعيد الأسلحة النوعية؛ يملك الحزب أكثر من: (150) ألف صاروخ، بينها صواريخ (فجر-5)، و(زلزال-2) المصنوعة في “إيران”، و(400) صاروخ وقذيفة بعيدة المدى: (180-700) كم، ومئات الصواريخ الدقيقة الموجهة، وبمدى: (70-250) كم، إضافة إلى: (4800) صاروخ متوسط المدى: (40-180) كم، و(65) ألف صاروخ قصير المدى: (20-40) كم، و(140) ألف قذيفة (هاون). بحسب تقديرات الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى مدار عامٍ كامل من الحرب؛ فقد الحزب أكثر من: (500) مقاتل، بينهم عدد من كبار القادة، وخسر جزءًا كبيرًا من ترسانته؛ (بحسب نفس التقديرات الصهيوأميركية)، ويزعم الاحتلال الإسرائيلي من حينٍ لآخر، تدميره أسلحة، ومخازن صواريخ، للحزب في جنوب “لبنان”.

على مدار العام الماضي؛ استخدم الحزب نوعًا صغيرًا من الصواريخ الموجهة، وصواريخ (فلق) و(بركان) قصيرة المدى؛ من مناطق تبُعد عدة كيلومترات، عن الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكنه ومنذ الأسبوع الماضي، استخدم  صواريخ (فادي) متوسطة المدى، للهجوم على ضواحي “تل أبيب” ومدينة “حيفا” الشمالية.

لم يستخدم كل الأسلحة..

وتؤكد وكالة (آسوشيتيد برس) في تقريرٍ لها؛ في 01 تشرين أول/أكتوبر الجاري، أن (حزب الله) لم يستخدم بعد كل الأسلحة التي يُعتقد أنه يملكها، بما في ذلك صواريخه الموجهة بدقة، وصواريخ (أرض-بحر) مثل (ياخونت)، روسية الصنع.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون؛ إن قصفهم لمساحات كبيرة من “لبنان”؛ في الأسبوع الماضي، كان لتدمير ترسانة الحزب، وتعطيل خطوط الإمداد، ومع ذلك، ومنذ بداية التصعيد، واصل الحزب شن هجمات عبر الحدود وكشف أيضًا أنواعًا جديدة من الأسلحة.

محاولة غير مجدية بعد خسائر..

ويأتي الكاتب والمحلل اللبناني؛ “أمين بشير”، مؤكدًا؛ لموقع (24) الإماراتي، أنه: “بلغة العقل وبعيدًا عن العاطفة والتأثر بالأساطير، لاحظنا أخيرًا فورة شعبية لدى البعض خاصة في بيئة (حزب الله) بعد عملية معسكر (لواء غولاني)، والتي لجأ فيها إلى المناورة وإشغال (القبة الحديدية) برشقات صاروخية متتالية تتيح له إدخال طائرة دون طيار إلى أجواء إسرائيل بنجاح دون رصدها أو تتبعها”. بحسب تعبيره.

وقُتل (04) جنود إسرائيليين وأصيب: (58) آخرون في تلك الغارة التي شنها (حزب الله)؛ بطائرة بدون طيار على قاعدة عسكرية بالقرب من “بنيامينا”، في شمال وسط “إسرائيل”، الأحد.

بدوره؛ أكد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ “هيرتسي هاليفي”، (الذي نجى من ذلك الهجوم بمعجزة)، صعوبة الهجوم الذي شنّه (حزب الله)، مُضيفًا أن نتائجه كانت مؤلمة، داعيًا إلى الاستمرار في التدريب العسكري و”الاستعداد لما هو قادم”، حسّب تعبيره.

وأضاف “بشير”؛ بتحليله المنحاز لجانب الاحتلال الإسرائيلي، مدعيًا أنه على مقياس الربح والخسارة عند (حزب الله) وأنصاره، عُد الهجوم إنجازًا كبيرًا، لكن عند مقارنته مع حجم الخسائر على الساحة اللبنانية، وقتل “إسرائيل” للآلاف وتشريد الملايين، يُصبح نقطة في بحر. كما يرى.

وأوضح، أن الجميع رأى في الضربة الأخيرة استفاقة وعودة قوية، لكنها من وجهة نظره، فهي وكما نقول بالعامية البسيطة: “حلاوة الروح”، ومحاولة غير مجدية للبقاء بعد خسائر مهولة متتالية منذ منتصف أيلول/سبتمبر. على حد مزاعمه.

ويستطرد “بشير”؛ فيما يروج له بأنه تحليل استراتيجي ما هو في حقيقته إلا مجرد ترديد لدعايات الاحتلال المضللة، قائلاً؛ أن: “(حزب الله) انتهى فعليًا، بقرارٍ دولي، يشمل أيضًا كل من يقف في صفه ويواليه من أذرع إيران وميليشياتها في المنطقة، وبتنفيذ من رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ بنيامين نتانياهو”.

مضيفًا: إن “(حزب الله) ينطلق في هجماته الأخيرة من عقيدته الإيرانية التي لا تسمح له بالتوقف والانتحار”.

اجتثاث “حزب الله”..

ويطرق المحلل (المنحاز لوجهة النظر الصهيوأميركية ومردد لآلة الدعاية المضللة)، إلى منظومة (ثاد) الدفاعية الأميركية؛ التي وصلت أجزاءٍ منها إلى الاحتلال الإسرائيلي؛ أمس الثلاثاء، قائلاً إنها: “لا تأتي لتحصين سماء إسرائيل ضد الهجمات الإيرانية، بل لحماية أجوائها وتعزيز أمنها ضد صواريخ (حزب الله)”، مشيرًا إلى أن: “تل أبيب ستمضي قدمًا في ضرب إيران، لكن بعيدًا عن الأهداف النووية والنفطية الحساسة، ومن ثم معاودة حربها لاجتثاث (حزب الله) نهائيًا”. بحسب تعبيره.

ضربات غيرت من حركة الصراع..

بينما قال الخبير في شؤون الأمن القومي؛ اللواء “محمد عبدالواحد”، لقناة (سكاي نيوز عربية)، إن: “ضربات (حزب الله) الأخيرة؛ ومن قبلها الضربات الإيرانية، غيرت من حركة الصراع في المنطقة وكسرت ما يُعرف بالردع الإسرائيلي وأثبتت وجود خلل في منظومة إسرائيل الأمنية”.

وأضاف “عبدالواحد”؛ أن: “الاستراتيجية الإيرانية واستراتيجية (حزب الله) متشابهة؛ من حيث الالتزام بقواعد الاشتباك، وعدم ضرب الأهداف المدنية”.

وتابع: “تُحاول إيران تقديم نفسها بصورة أنها منضبطة وملتزمة وأنها عقلانية مع إثبات أن إسرائيل دولة متهورة.. فيما (حزب الله) غيّر في استراتيجيته من خلال زيادة الكثافة الصاروخية وزيادة المدى لإيصال رسالة بقدرته الرادعة”.

وأشار الخبير في شؤون الأمن القومي؛ إلى أن: “(حزب الله) يقوم بعمل إرباك وتمويه لـ (القبة الحديدية) ثم توجه ضرباته بالمُسّيرات”، مبرزًا: “(حزب الله) استطاع خداع (القبة الحديدية)؛ وأثبت وجود خلل في منظومة الدفاع الإسرائيلية”.

وذكر: “إسرائيل ترد لكنها لا تستطيع فتح أكثر من جبهة في وقتٍ واحد؛ لذا هي تعمل على استدعاء التواجد الأميركي، لا سيّما من الناحية العسكرية”.

مرحلة الفعل ورد الفعل..

من جانبه؛ يزعم المسشار السابق في “وزارة الدفاع” الأميركية؛ (البنتاغون)، لشؤون الشرق الأوسط؛ “كاظم الوائلي”، إن: “(حزب الله) فقد قيادته؛ وما يجري اجتهادات من القيادات الأقل مستوى في السلم العسكري”.

ويدعي “الوائلي”؛ في حديثه لقناة (سكاي نيوز عربية)، أن: “تصعيد (حزب الله) يأتي في ظل عدم وجود قيادة مركزية لوضع حدود للاشتباك”.

وأبرز: “من الناحية التكتيكية؛ أعتقد أن ضربات (حزب الله) ستزداد.. نحن ندخل في مرحلة الضربات الإسرائيلية وردود الفعل بين (حزب الله) وإسرائيل”.

وأوضح المسشار السابق في (البنتاغون): “ما يمًيز الضربات الأخيرة لـ (حزب الله) هو الهدف؛ وكذلك إحداث خسائر.. كلما تكبدت إسرائيل خسائر كلما زاد الدعم الأميركي لها”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة