9 أبريل، 2024 3:20 م
Search
Close this search box.

مع اقتراب “حرب الخليج الثالثة” .. العراق بلا موقف والسياسيون منقسمون على أنفسهم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

بعدما أمرت “وزارة الخارجية الأميركية” سفارتها في “بغداد” وقنصليتها في “أربيل”، بإخلاء موظفيها، وإيقاف منح تأشيرات الدخول الإعتيادي عبر المنفذين حتى إشعار آخر، إزدادت مخاوف المسؤولين العراقيين من أن يكون ذلك الإجراء الأميركي دليل على قرب إندلاع الحرب بين “الولايات المتحدة” و”إيران”.

وأكثر ما يُخيف “بغداد”، في هذا الصدد، هو أن “البيت الأبيض” ربما لا يعنيه ما قد يتعرض له “العراق” جراء الصراع مع “إيران”.

واشنطن تحذر الميليشيات العراقية..

كانت مصادر عراقية قد أعلنت أن زيارة وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، المفاجئة لـ”بغداد”، هذا الشهر، جاءت بعد أن أظهرت معلومات استخباراتية أميركية أن جماعات شيعية مسلحة، مدعومة من “إيران”، تنشر صواريخ قرب قواعد للقوات الأميركية.

وأن “بومبيو” طلب من كبار القادة العسكريين العراقيين أن يحكموا سيطرتهم على تلك الجماعات، التي توسع نفوذها في “العراق” بعد أن أصبحت تشكل جزءًا من جهازه الأمني. وحذر “بومبيو” من أنه إذا لم تُحكم “بغداد” سيطرتها على تلك الجماعات الموالية لـ”إيران” فسيكون الرد الأميركي موجعًا.

فيما أفاد مسؤولون أميركيون أن سحب الدبلوماسيين الأميركيين، غير الأساسيين، من “العراق” سببه تهديد وشيك، تقف وراءه ميليشيات عراقية بقيادة “الحرس الثوري” الإيراني.

“حرب نفسية” تشنها واشنطن !

على الجانب الآخر؛ يواجه “العراق” صعوبات في تحجيم الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من “إيران”. ورغم أن تلك الجماعات أصبحت رسميًا، جزءًا من قوات الأمن العراقية؛ إلا أنها تعمل بشكل شبه مُستقل، بدعم من الساسة العراقيين المتحالفين مع “إيران”، كما توسع نفوذها الاقتصادي.

وتزعم تلك الجماعات المسلحة أنهما لا تعتزم استهداف القوات الأميركية في “العراق”، وأن الحديث عن التهديدات مجرد “حرب نفسية” تشنها “واشنطن”.

الشرارة الأولى ستندلع من العراق..

كانت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية قد حذرت من قرب إندلاع معركة كبرى في منطقة الخليج. وتوقعت الصحيفة، أن الشرارة الأولى لتلك الحرب ستندلع من “العراق”، وأنها ستكون أشد فتكًا وعُنفًا من حربي الخليج الأولى والثانية.

وألقت الصحيفة الإسرائيلية؛ بمسؤولية التصعيد وإشعال التوتر بين “أميركا” و”إيران”، على الجناح المتشدد الذي أصبح مسيطرًا على إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”.

وتتجه “إيران” و”أميركا” نحو تصعيد متواصل، خاصة بعدما أعلنت “واشنطن” إرسال حاملات الطائرات (إبراهام لنكولن) إلى الخليج، ردًا على التهديدات الإيرانية بإغلاق “مضيق هرمز”.

الموقف العراقي..

يبدو الموقف العراقي، إزاء التصعيد “الأميركي-الإيراني” ضبابيًّا، كما تبدو حكومة “عادل عبدالمهدي” عاجزة عن إبداء موقف واضح، وسط انقسام مختلف القوى السياسية بين الوقوف إلى جانب “إيران” وتجنّب الغضب الأميركي، وحتى الوقوف على الحياد.

ويُلقي الحديث عن صدام “أميركي-إيراني”، بظلاله على المشهد العراقي. فهناك من يقول إن القوى السياسية، على اختلافها، تسعى إلى تجنيب “العراق” ويلات الحرب. لذا فإنها تخطط لإتخاذ موقف موحد من تصاعد التوتر بين “واشنطن” و”طهران”، ومحاولة منع القوات الأميركية الموجودة في “العراق” من مهاجمة “إيران”.

نحن على الحياد..

فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، “أحمد الصحاف”، إن حياد “العراق” إزاء التوتر الحالي في المنطقة لا يعني اللاموقف. مُضيفًا: “نحن مع الحياد الإيجابي في بيئة التوتر المتصاعد حاليًا، وحيادنا لا يعني اللاموقف، بل يستند إلى وعي بأهداف الأمن القومي العراقي، وتعزيز المسار للحفاظ على المكتسبات العراقية التي تحققت في الحرب على عصابات (داعش) الإرهابية”. وأشار “الصحاف” إلى أن “العراق لن يدخر جهدًا في تعزيز جهود الأمن والاستقرار في المنطقة”.

“عبدالمهدي” : الأمور ستنتهي على خير !

حتى الآن لم يُبدي رئيس الحكومة، “عبدالمهدي”، موقفًا واضحًا إزاء التصعيد الراهن، لكنه قال إن المؤشرات التي تصل إليه من المحادثات مع “الولايات المتحدة” و”إيران” تفيد بأن الأمور ستنتهي على خير، لافتًا إلى أن “بغداد” تتواصل بإنتظام مع “واشنطن” و”طهران” في محاولِةً لخفض حدة التوتر بينهما.

وردًا على مطالبة السفارة الأميركية في “بغداد”، بعدم سفر رعاياها إلى “العراق”، علّق رئيس الوزراء العراقي على تلك الخطوة، بقوله: “من حق الأميركيين تحذير رعاياهم، لكنّنا نؤكّد أننا لم نسجل تهديدًا حقيقيًا للأجانب أو ممثلياتهم”.

وكان “عبدالمهدي”، قد أعلن أن حكومته “لديها خطط في حالات الطواريء إن حدث تصعيد خطير بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران”. وأضاف، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي: “نحن نتناقش مع الطرفين ونساعد في أن لا ننزلق أو نندفع في هذا الأمر إلى منزلق خطير؛ لأن الجميع سيدفع ثمنًا كبيرًا، ونبذل جهودًا كبيرة للتهدئة”.

انقسام القوى السياسية..

عمليًا، فإن موقف القوى السياسية ما زال “ضبابيًّا”، وفق رئيس مركز التفكير السياسي، “إحسان الشمري”، فحكومة “عبدالمهدي” تسعى إلى بلورة موقف رسمي بالتوافق مع الكتل من شأنه رسم خريطة طريق للتعامل مع التوتر القائم، لكن الانقسام الحاد في المواقف سيصعّب على رئيس الوزراء مهمته.

هذا الانقسام، وفق “الشمري”، مردّه مواقف المكوّنات العراقية من الأزمات الداخلية والإقليمية على حدٍّ سواء، فمكوّنات “البيت الكُردي” تأمل ألا يكون “العراق” منخرطًا في معسكر مقابل لـ”واشنطن”، فيما تبدي مكوّنات “البيت السُنّي” تحفّظها إزاء أي اشتباك بين الجانبين، أما مكوّنات “البيت الشيعي” فمنقسمةٌ على نفسها، بين مؤيّدة لـ”طهران” وأخرى تدعو إلى “تحييد” العراق في أي مواجهة محتملة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب