29 مارس، 2024 9:59 ص
Search
Close this search box.

مع اقتراب تنصيب “بايدن” أزمة الثقة تتزايد .. من الانقلاب إلى التظاهر المسلح !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مع بدء العد التنازلي للساعات الأخيرة المتبقية أمام حفل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، “جو بايدن”، تتزايد أزمة الثقة والهواجس عما يمكن أن يحدث من انقلاب داخلي، حيث كشف مسؤولون في (البنتاغون)، أنهم قلقون من احتمالات حدوث ما سموه: “هجومًا من الداخل”؛ من بعض أفراد “الحرس الوطني”، المشاركين في تأمين تنصيب “بايدن”.

وقام مكتب التحقيقات الفيدرالي، (إف. بي. آي)، بالتدقيق بجميع قوات “الحرس الوطني”، البالغ عددهم 25 ألفًا، الذين سيكملون انتشارهم في العاصمة، “واشنطن”، خلال الساعات المقبلة.

ونقلت وكالة (أسوشيتد برس)؛ عن مسؤولين في (البنتاغون)؛ قولهم إن هناك مخاوف أمنية من أن يُشكّل بعض الأشخاص الذين تم تكليفهم بحماية مراسم التنصيب، تهديدًا مباشرًا للرئيس ولكبار الشخصيات التي ستحضر الحفل، يوم الأربعاء المقبل.

وصرّح وزير الجيش في (البنتاغون)، “رايان مكارثي”، أن المسؤولين الأمنيين يدركون هذا التهديد المحتمل، وأنه جرى إبلاغ القادة بضرورة أن يكونوا على إطلاع على أي مشكلات داخل صفوفهم مع اقتراب موعد التنصيب.

إجراءات أمنية مشددة..

ودخلت “واشنطن” مرحلة متقدمة من الإجراءات الأمنية، بدءًا من الليلة الماضية؛ وذلك في إطار خطة لتأمين العاصمة، “واشنطن”، قبل حفل تنصيب “بايدن”.

وتم تقسيم “واشنطن” إلى منطقتين أمنيتين، الأولى هي “المنطقة الحمراء”؛ حيث الدخول محظور بالكامل باستثناء سيارات الشرطة والآليات العسكرية، وهي تمتد من غرب “البيت الأبيض” إلى شرق “الكونغرس” وما بينهما، فيما “المنطقة الخضراء” متاحة فقط للعاملين والقاطنين فيها، لكن سيرًا على الأقدام.

وأقامت الشرطة السرية و”الحرس الوطني”؛ 8 نقاط تفتيش، حيث يخضع المارة أحيانًا لتفتيش دقيق، وتزامن ذلك مع إقفال تام للمراكز التجارية والحديقة الوطنية.

وأفادت الشرطة السرية أن عمليات تشييد السياج الحديدي أكتملت على امتداد مساحة العاصمة من ناحية الغرب؛ بدءًا من نصب “لينكولن” التذكاري، وصولاً إلى شرق منطقة الـ”نايڤي يارد”.

حرس وطني لكل ولاية..

و”الحرس الوطني”؛ سيتولى مهمة تأمين مراسم تنصيب “بايدن”، علمًا أن كل فرد في هذه الوحدة يؤدي اليمين لحماية الدستور الاتحادي للبلاد، فضلاً عن دستور الولاية.

ولكل ولاية وإقليم في “الولايات المتحدة”، حرس وطني، وعندما لا تكون وحدات الحرس تحت السيطرة الفيدرالية، يكون الحاكم هو القائد الأعلى للوحدات في ولايته أو إقليمه.

ويتمتع أفراد “الحرس الوطني” بحق الدفاع عن أنفسهم، دون أن يمتلكوا سلطة تنفيذ الاعتقالات، إذ يرافقهم أفراد مكلّفون بهذه المهمة، وفق ما ذكر موقع (أي. بي. سي. نيوز).

ويمكن لـ”الحرس الوطني” للولاية تنفيذ مجموعة متنوعة من الواجبات، في استجابة للكوارث الطبيعية وأوقات الأزمات، كما يمكن أن يشمل ذلك السيطرة على الحشود.

ويتم تدريب رجال “الحرس الوطني” على تقنيات التحكم في الحشود واستخدام الدروع والهراوات وأي تقنيات لتخفيض أي تصعيد مرتبط بأحداث عنف.

تاريخ نشأة “الحرس الوطني”..

من الجدير بالذكر؛ أنه بعد استقلال “الولايات المتحدة”، تم توحيد كافة الميليشيات، وأصدر “الكونغرس”، سنة 1916، قانون الدفاع الوطني، الذي نصّ على ضم كافة الميليشيات تحت “الحرس الوطني”، وتنظميها، وكذلك سمح للولايات بأن يكون لها حرس وطني خاص بقوات الاحتياط.

ووجد “الحرس الوطني”، بشكله الحالي، سنة 1933؛ بعد إصدار قانون التعبئة، حيث قرر “الكونغرس” التمييز بين “الحرس الوطني” والميليشيات، واعتباره كل من جندي يتلقى أجره من الاتحاد يحق له دخول “الحرس الوطني”.

وفي عام 1947؛ نال هذا الجهاز استقلاليته عن القوات المسلحة، وأصبح كأحد عناصر الاحتياطي المطابق لتشكيل الجيش.

مهمات نفذها في السنوات الأخيرة..

وفي السنوات الأخيرة، نفذ عناصر “الحرس الوطني” مجموعة من المهمات، إذ نشرت الإدارة الأميركية هذه الوحدة في “مينيابوليس”، بولاية “مينيسوتا”، في أعقاب تفجر تظاهرات احتجاجًا على مقتل الأميركي من أصول إفريقية، “جورج فلويد”.

وفي آذار/مارس من العام الماضي، أعلن “دونالد ترامب” الاستعانة بـ”الحرس الوطني”، لمواجهة تفشي وباء (كورونا) المستجد، بإيصال الإمدادات الطبية إلى الولايات المتأثرة بالجائحة.

ووزع “الحرس الوطني”، في نيسان/أبريل الماضي، مساعدات غذائية على الأميركيين الذين يعانون أزمة معيشية؛ نتيجة حالة الإغلاق المفروضة لوقف تفشي (كوفيد-19)، في ولاية “ماساشوستس”.

وفي الشهر ذاته؛ شاركت الوحدة بتشييد مستشفى ميداني في “سان فرانسيسكو”، مع احتمال تزايد الإصابات بفيروس (كورونا)، يتسع لـ 250 مريضًا في نفس الوقت.

كما أمر “ترامب”، في نيسان/أبريل 2018، بنشر قوات الحرس؛ بواقع 250 جنديًا على الحدود مع “المكسيك”، لوقف الهجرة غير الشرعية لـ”الولايات المتحدة”.

مخاوف من وقوع مظاهرات مسلحة..

ولم تتوقف الإجراءات فقط على الداخل، بل كثفت الولايات الأميركية الرئيسة الخمسون، الإجراءات الأمنية ورفعت مستوى التأهب تحسبًا لمواجهة مظاهرات مسلحة محتملة من أنصار الرئيس المنتهية ولايته، “دونالد ترامب”، بالتزامن مع تنصيب خلفه، “جو بايدن”.

وحذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من وقوع مظاهرات مسلحة من جانب أنصار “ترامب” في جميع الولايات الخمسين.

وفي الوقت ذاته، يُعد فريق “بايدن” العُدة للتراجع عن عدد من قرارات “ترامب” السياسية البارزة.

وبحسب تقارير وسائل الإعلام المحلية، يتوقع أن يشرع “بايدن”، بمجرد دخوله “البيت الأبيض”، في إصدار مراسيم ينأى من خلالها تمامًا عن سياسة سلفه.

ومن بين هذه القرارات :

  • إعادة “الولايات المتحدة” إلى “اتفاق باريس” للتغير المناخي؛ من أجل تقليص إنبعاثات “الكربون”.
  • إلغاء حظر الدخول، المثير للجدل، المفروض على القادمين إلى “الولايات المتحدة” من أغلب الدول الإسلامية.
  • فرض إرتداء الكمامة في المباني الحكومية وأثناء السفر بين الولايات.
  • وعلى الرغم من أن “بايدن” سيكون له الحق، بعد توليه منصبه رسميًا، مثل سلفه “ترامب”، في إصدار مراسيم رئاسية تتجاوز “الكونغرس”، فإن خطة الإنعاش التي أعلنها، الأسبوع الماضي، بقيمة 1.9 تريليون دولار بحاجة إلى مصادقة “الكونغرس”، على غرار مشروع إصلاح قانون الهجرة.

اليمين المتطرف وأنصار “ترامب” يدعون لاحتجاجات مسلحة..

وتحسبًا لأي أعمال عنف، طلب فريق “بايدن”، من الأميركيين، عدم السفر إلى “واشنطن” بسبب انتشار فيروس (كورونا)؛ والإكتفاء بمتابعة حفل التنصيب عن بُعد.

ومن المتوقع أن تخرج احتجاجات، الأحد، بعدما أصدر أنصار “ترامب” وتيار اليمين المتطرف؛ منشورات يدعون فيها إلى احتجاجات مسلحة.

ولكن بعض الميليشيات طالبت أعضاءها بعدم الخروج بسبب الانتشار الأمني المكثف، أو لأن الأجهزة الأمنية، حسبما تزعم الميليشيات، تريد استدراجها.

اعتقال مشتبه بهم..

وفي “واشنطن”، ألقي الجمعة القبض على رجل مسلح. كما أكدت شرطة (الكابيتول)، (مقر الكونغرس)، يوم السبت، أن رجلاً من ولاية “فرغينيا”؛ يحمل “أوراق اعتماد غير حكومية”، أوقف واعتُقل عند نقطة تفتيش أمنية وبحوزته بندقية واحدة و509 طلقات ذخيرة على الأقل.

لكن الرجل، ويدعى “ويسلي ألين بيلر”، أُطلق سراحه لاحقًا من الحجز وأخبر صحيفة (واشنطن بوست)؛ أنه لا ينوي إحضار سلاح ناري إلى “واشنطن”، حيث قال إنه كان يعمل مع شركة أمنية خاصة.

وقال: “توقفت عند نقطة تفتيش بعدما ضللت الطريق في العاصمة؛ لأنني ابن الريف… أريتهم شارة التنصيب التي أعطيت لي”.

وتتكون “الولايات المتحدة” من 52 ولاية، خمسون منها متجاورة في البر الرئيس، علاوة على “جزيرة هاواي” وولاية “آلاسكا”، التي تفصل بيها وبين البر الرئيس، دولة “كندا”.

الإعتداء على مبنى “الكونغرس”..

وتأتي الإجراءات المشددة، بعد أسبوع؛ أصبح فيه “ترامب” أول رئيس أميركي يُحاكم أمام “الكونغرس”، بهدف عزله، مرتين. ويواجه الآن محاكمة في “مجلس الشيوخ” بتهمة: “التحريض على التمرد” المرتبطة باقتحام مبنى (الكابيتول) من قِبل مجموعات من أنصاره، في 6 كانون ثان/يناير، في محاولة لإحباط تصديق “الكونغرس” على فوز “بايدن” في الانتخابات الرئاسية.

وألقي القبض على عشرات الأشخاص على خلفية الإعتداء على مبنى (الكابيتول).

ومن بين آخر هؤلاء، الشخصية الإعلامية اليمينية المتشددة المعروف باسم، “بايكد ألاسكا” – اسمه الحقيقي؛ “أنثيم جوزف غيونيت”.

وتقول شكوى جنائية إنه قُبض عليه في “هيوستن”، في ولاية “تكساس”، يوم الجمعة، واتُهم بجريمتين فيدراليتين، إحداهما الدخول العنيف والسلوك غير المنضبط داخل مبنى (الكابيتول).

توقعات الخبراء..

ويرى محللون أن الولايات التي شهدت حملات دعائية عدوانية، خلال الانتخابات، هي الأكثر عرضة لوقوع أعمال عنف فيها، وعلى رأس هذه الولايات: “ميشيغان”، التي نصبت حاجزًا يبلغ ارتفاعه نحو مترين حول مقر الحاكم والإدارة المحلية.

وأشار الخبراء إلى أن أكثر من 12 جماعة متطرفة؛ قد شاركت فى الأحداث الفوضوية.

وقالت شبكة (سي. إن. إن) الأميركية: إن الخبراء يشعرون بالقلق من أن التهديد الحقيقي ربما يكون قد أطلقه الهجوم على المدى الطويل. وقال “أورين سيغال”، نائب رئيس مركز مكافحة التشويه لشؤون التطرف، إن “مخططات الغد يتم تدبيرها الآن”.

ويتشارك الخبراء في القلق المتزايد بشأن الثرثرة حول رسالة موحدة للأشخاص الذين يشعرون بالظلم من هؤلاء الموجودون في السلطة ومن النظام السياسي ومن شركات التكنولوجيا الكبرى.

كما أنهم يشعرون بالقلق أيضًا من تنامي أعداد المتطرفين الذين يتبنون العنف. فبعد قرار حظر شركات التواصل الاجتماعي للرئيس، “دونالد ترامب” وآخرين؛ بسبب مخاوف من أن تستمر منشوراتهم في إشعال أعمال العنف، فإن الخبراء يقولون إنها أدت إلى تعاطف من الجمهور المعرض لخطر التطرف.

ونقلت (سي. إن. إن)، عن متحدث باسم (تليغرام)؛ قوله إنهم يراجعون عددًا متزايدًا من التقارير التي لها صلة بمنشورات عامة تدعو إلى العنف والتي يتم حظرها.

وتلفت الشبكة إلى أن غرف الدردشة العامة والخاصة تشهد رسائل شائعة للتخطيط لاستعادة أميركا أو الحشد ضد الرقابة، بحسب ما يقول، “أنغيلو كارسون”، رئيس منظمة “ميديا ماترز فور أميركا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب