25 أبريل، 2024 11:05 ص
Search
Close this search box.

مع اشتعال التوتر بين طهران وواشنطن .. هل يمكن لإسرائيل أن تنأى بنفسها عن الحرب ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها العلاقات المتوترة بين “واشنطن” و”طهران”؛ وتلقي بظلالها الكثيفة على منطقة الخليج، يتسائل كثيرون؛ ماذا سيكون موقف “إسرائيل” إذا ما إندلعت الحرب بين “الولايات المتحدة” و”إيران” ؟

ولقد أجاب على هذا التساؤل المحلل الإسرائيلي، “بن كسبيت”، الذي بدأ توضيح مباديء السياسة الإيرانية في الرد على تشديد “العقوبات الأميركية” والحصار الذي فرضته “واشنطن” على تصدير “النفط الإيراني”، بسرد نُكتة مشهورة لدى أفراد الجيش الإسرائيلي.

وتقول تلك النُكتة؛ إنه بعد استبعاد أحد الطلاب العسكريين من دورة تأهيلية للطيران، سُئل عن المكان الذي يود أداء الخدمة فيه، فقال: “في قوات الدفاع الجوي”. وعندما سُئل ثانية: لماذا في تلك القوات تحديدًا ؟.. فقال: “إذا لم أعمل كطيار فلن أترك أحدًا يطير”.

إيران تقف وراء عملية تفجير حاويات النفط بالقرب من “الفُجيرة”..

يضيف “بن كسبيت”؛ إن ما تحاول “إيران” توضحيه الآن لـ”الولايات المتحدة” و”السعودية”، وباقي حلفاء “واشنطن”، هو أنه إذا لم تتمكن هي من تصدير نفطها، فلن يكون من السهل على باقي الدول تصدير “النفط”.

وبحسب “بن كسبيت”؛ فإن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ترى أن “إيران” تقف وراء العملية التخريبية الأخيرة، التي استهدفت “حاويات النفط” بالقرب من “الفُجيرة”، وأنها المسؤولة أيضًا عن الهجوم الذي نفذه “الحوثيون” ضد منشآت نفطية في “السعودية”.

والهدف من تلك العمليات التخريبية – وفق أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية – هو توجيه رسالة مفادها أن “إيران” قادرة على إرباك عملية تصدير “النفط” من “الخليج العربي” وإلحاق الضرر بمصالح “الولايات المتحدة” وحلفائها في المنطقة. وتعتقد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية؛ أن عملية استهداف “حاويات النفط”، عند “الفُجيرة”، كان يُراد لها أن تكون محدودة، لأن الهدف منها هو مجرد رسالة لـ”الولايات المتحدة” للتأكيد على قدرات “إيران”.

أشار المحلل الإسرائيلي إلى أن “إيران” لا تتحدث عن صلتها بتنفيذ تلك الهجمات الإرهابية الأخيرة، وهي تترك ذلك لعملائها في المنطقة. لكن إذا إندلعت مواجهة شاملة؛ فإن قوات “الحرس الثوري” لن تظل تعمل من وراء الكواليس وستتحدى خصومها. وفي هذه الحالة ستصبح “إسرائيل” في مقدمة بنك الأهداف التي ستهاجمها “إيران”.

“نتانياهو” ومحاولة النأي بنفسه !

يُذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، “بنيامين نتانياهو”، قد التقى، مؤخرًا، بصفته وزيرًا للدفاع، بقيادات الأجهزة الأمنية وقادة الأسلحة ورئيس الأركان، الفريق “أفيف كوخافي”، ورئيس الموساد، “يوسي كوهين”، ومسؤولين آخرين، لبحث التطورات الأخيرة والتوتر المتصاعد بين “طهران”، من ناحية، و”واشنطن” ودول الخليج، من ناحية أخرى.

ولقد أوصى “نتانياهو”، خلال اللقاء، بأن تنأى “إسرائيل” بنفسها عن التصعيد في “منطقة الخليج”، لكنه يعلم أن احتمال النأي بالنفس أمر ضعيف، في ظل صعوبة استبعاد “إسرائيل” عن بنك الأهداف الإيرانية.

إسرائيل وإيران.. تصفية حسابات..

فيما قال مسؤول عسكري إسرائيلي: “إن الجيش الغربي الوحيد، الذي حارب الحرس الثوري، بشكل مباشر خلال العام المنصرم هو الجيش الإسرائيلي، ولقد تلقى الإيرانيون ضربات عسكرية إسرائيلية مُوجعة، لذا فإن بيننا وبينهم حسابات لم يتم تصفيتها بعد، وعليه فإنهم لن يترددوا في توريطنا إذا إندلعت الحرب في منطقة الخليج. وإذا حدث ذلك فإن إسرائيل ستلجأ لسلاح الردع. وبالطبع فإن الإيرانيين يعلمون أن قدرات الجيش الإسرائيلي مُختلفة تمامًا عن قدرات الجيوش الأخرى في المنطقة، بإستثناء قُدرة القوات الأميركية، ونحن على يقين أن الإيرانيين سيأخذون ذلك في الحُسبان”.

الحرب ضد إيران ستختلف عن غزو العراق..

والآن؛ لا يزال التوتر قائمًا في “منطقة الخليج”، وبحسب تقديرات الاستخبارات الغربية – التي تعتمد في الأساس على المعلومات التي تحصلت عليها “إسرائيل” – فإن الإيرانيين قد أرسلوا، مؤخرًا، كثيرًا من الصواريخ إلى الميليشيات الشيعية التي يستخدمونها في “العراق”، وربما أيضًا إلى ميليشيات شيعية منتشرة داخل “سوريا”.

ووفقًا لتقارير غربية؛ فإن قائد “فيلق القدس”، التابع للحرس الثوري، “قاسم سليماني”، قد أمر القوات الموالية لـ”إيران” في “العراق” بالاستعداد لخوض الحرب.

فيما أوضح مسؤول إسرائيلي؛ أن: “إيران تحاول استعراض قوتها حتى تردع الرئيس، ترامب، عن شن الحرب، ويحاول الإيرانيون أن يُثبتوا أن سيناريو الحرب ضد إيران سيكون مختلفًا تمامًا عن الغزو الأميركي للعراق”.

كذب مزاعم “نتانياهو”..

في الختام؛ يقول “بن كسبيت” إن “نتانياهو” يحاول أن ينأى بنفسه عن ذلك التصعيد بسبب تجاربه السابقة، فلقد حضر “نتانياهو” أمام “الكونغرس” الأميركي، قُبيل غزو “العراق”، وزعم أن الرئيس العراقي الراحل، “صدام حسين”، سعى لتصنيع سلاح نووي؛ وأن إسقاط نظامه سيكبح جماح “إيران” وسيُعيد الاستقرار إلى كل ربوع الشرق الأوسط.

لكن ما جرى، لاحقًا، أثبت كذب مزاعم “نتانياهو”. إذ لم يتم اكتشاف أية أدلة على قيام “العراق” بتصنيع سلاح نووي، كما أن إسقاط نظام “صدام” أدى إلى اشتعال الأوضاع في المنطقة. والآن يحاول “نتانياهو” تهدئة الأجواء حتى لا يبدو وكأنه يُحرض الأميركيين على توجيه ضربة عسكرية لـ”إيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب