وكالات- كتابات:
أكد قائد حركة (أنصار الله) في اليمن؛ السيد “عبدالملك الحوثي”، مساء الأربعاء، أنّ قرار استئناف حظر الملاحة الإسرائيلية في البحرين “الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن”، الذي دخل، أمس (الثلاثاء) حيز التنفيذ، يهدف إلى مواجهة السياسات العدوانية التي يمَّارسها كيان الاحتلال في المنطقة، مشددًا على أنّ أي سفينة إسرائيلية تعبَّر في هذه المياه: “ستتعرض للاستهداف ضمن نطاق العمليات المعلنة”.
وأوضح السيد “الحوثي”؛ أنّ ما يقوم به الإسرائيلي من منع دخول المساعدات الإنسانية إلى “قطاع غزة” وإغلاق المعابر، هو: “جزء من سياسة تهدف إلى تجويع الشعب الفلسطيني في القطاع”، ما: “يُعدّ جريمة كبرى ضد الإنسانية”.
وشدّد على أنّ “اليمن”: “اتجه إلى قرار استئناف حظر الملاحة الإسرائيلية من واقع إدراكه أنّه لا بُدّ من خطوات عملية إزاء التعنت والوحشية الإسرائيليتين”.
وأضاف السيد “الحوثي”: “حظر الملاحة الصهيونية ليس سقف موقفنا؛ إنّما هو الخطوة الأولى، بحيث سنتجه إلى خطوات تصعيدية أخرى، وبسقف عالٍ، إذا استمر العدو الإسرائيلي في تجويع الشعب الفلسطيني ولم يسمح بدخول المساعدات”.
وبيّن أنّ الخيارات العملية: “كلها مطروحة على الطاولة إزاء استمرار التجويع للشعب الفلسطيني”.
الموقف العربي والإسلامي: إدانة بلا خطوات عملية..
وفي السيّاق؛ لفت إلى أنّ الصمت العربي تجاه هذه السياسات: “يُعدّ خيانة وتحللًا من المسؤولية تجاه قضية الشعب الفلسطيني”، مؤكدًا أنّ: “ما يقدم عليه العدو الإسرائيلي من خطوات عدوانية يأتي بدعم أميركي، وبموافقة ضمنية من الأنظمة العربية والإسلامية التي تُظهر تراجعًا في مواجهة التصعيد الإسرائيلي”.
وأضاف السيد “الحوثي” أنّ المواقف العربية والإسلامية: “لا ترتقي إلى مستوى المسؤولية الإنسانية والدينية والأخلاقية تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني”، مشيرًا إلى أنّ البيانات الصادرة عن القمم العربية: “عادةً ما تكون خفيفة في اللهجة، ولا تتبعها خطوات عملية على المستويين الدبلوماسي أو الاقتصادي”.
وذكر أنّ “البنك الدولي” كشف عن قيام بعض الأنظمة العربية بفتح مسار بري للالتفاف على الحصار المفروض من “اليمن”، وهو: “ما يُعد دعمًا للعدو الإسرائيلي”. وأردف متساءلًا: “هل ستنكر الأنظمة العربية ما أعلنه البنك الدولي أم أنها فعلًا متورطة في ذلك ؟”.
وأشار، في هذا الإطار؛ إلى الفيديوهات التي كانت تُنشر في مرحلة العدوان للشاحنات المحملة بالبضائع التي ينقلها العرب إلى الاحتلال الإسرائيلي.
ورأى السيد “الحوثي”؛ أنّ سقف التنديد العربي: “مسألة خطيرة جدًا تُشجع العدو الإسرائيلي في مسّاره التصعيدي المتدرج”، مضيفًا: “لا يجوز لشعوب أمتنا أن تربط مواقفها بمستوى سقف الأنظمة العربية، لأنّه سقف يُعبّر عن حالة التخاذل والتنصل عن المسؤولية”.
وبالنسبة إلى الرفض العربي لإعطاء أراضي لتهجير الشعب الفلسطيني، فقال السيد “الحوثي” إنّه: “جيد”، لكنّه: “في مستوى متدنٍ جدًا مقارنة بما يجب عليهم أن يفعلوا”.
وأكّد أنّ قبول الأنظمة العربية بالتهجير: “سيحّولها إلى أنظمة معتدية بشكلٍ مباشر على الشعب الفلسطيني”.
وقال: “هناك من الأنظمة العربية من يُعادينا أشد العداء.. لماذا ؟ لأنّنا نقف مثل هذه المواقف المساندة للشعب الفلسطيني”، مضيفًا أنّ: “البعض من الأنظمة العربية، حتى المتعاطفة معنا، ترى في موقفنا هذا حماقة، وترى فيه تهورًا”.
وتابع: “واقع الأنظمة العربية، إمّا أنّها متخاذلة، أو تعادي من يتخذ المواقف العملية ضد التصعيد العدواني الإجرامي للعدو”، لافتًا إلى أنّ: “هناك من يُصّنف الموقف اليمني بأنّه موقف لا ينسجم مع المصالح العامة والمكاسب السياسية، والمصالح الاقتصادية”.
وشدّد السيد “الحوثي” على أنّه بدلًا من ذلك: “يجب أن يُوجّه كل اللوم والضغط على العدو الإسرائيلي، لأنّه يُريد أن يجوع الشعب الفلسطيني”، كما أنّ: “الدعم الأميركي يجعل العدو يُقدم على خطوات عدوانية كبيرة لا يمكن أن يتوقف عنها إلاّ بالردع والمواقف القوية العملية”.
يأتي ذلك بعدما أعلنت القوات المسلحة اليمنية، الثلاثاء، استئناف حظر عبور السفن الإسرائيلية كافةً في منطقة العمليات المحددة في البحرين “الأحمر والعربي”، وفي “باب المندب وخليج عدن”.
وأكّدت القوات المسلحة أنّ ذلك يأتي إسنادًا وانتصارًا لمظلومية الشعبِ الفلسطيني ومجاهديه، وبعد انتهاء المدة المحددة للمهلة، والتي منحها قائد حركة (أنصار الله)، للوسطاء من أجل دفع الاحتلال الإسرائيلي، والضغط عليه لإعادة فتح المعابر، وإدخال المساعدات لـ”قطاع غزة”، ونظرًا إلى عدم تمكن الوسطاء من تحقيق ذلك.