مع إنطلاقة حفل “أوسكار 2019” .. “ياليتزا أباريسيو” فخر لسكان “تلاكسياكو” !

مع إنطلاقة حفل “أوسكار 2019” .. “ياليتزا أباريسيو” فخر لسكان “تلاكسياكو” !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

نجحت الممثلة المكسيكية، “ياليتزا أباريسيو”، أن تسطر اسمها في مصاف النجوم الكبار من أول عمل سينمائي لها، الذي رشحت عنه لـ”أوسكار أفضل ممثلة”، فقد إرتبط نجاح فيلم (Roma)؛ للمخرج، “ألفونسوا كوارون”، بها، واستطاعت بأدائها وإيماءاتها التعبيرية إيصال رسالة المخرج للجمهور، فالفيلم ينتمي لنوعية السيرة الذاتية؛ يحكي جانبًا من حياة مخرج الفيلم، “ألفونسو”.

نجاح “أباريسيو”، أعطت المكسيكيين الشعور المتجدد بالفخر، في تصدر السينما المكسيكية عرش الجوائز السينمائية العالمية مثل الـ”أوسكار”، كما حصل الفيلم على جوائز الـ”بافتا” البريطانية، و”الدب الذهبي” من “مهرجان فينيسيا السينمائي”.

يقول سكان “تلاكسياكو” أن “ياليتزا أباريسيو”، هي أفضل ممثلة هذا العام، وتستحق عن جدارة الفوز بـ”أوسكار أفضل ممثلة”؛ في الحفل المقرر إنطلاقه في غضون ساعات بدءً من الآن.

تم ترشيح “أباريسيو”؛ كأفضل ممثلة في حفل توزيع جوائز الـ”أوسكار”، الذي يعقد اليوم، الأحد، لتعبيراتها المدهشة في تجسيد شخصية الخادمة، “كليو”، في فيلم (روما)؛ للمخرج، “ألفونسو كوارون”. إذ نجحت، الفنانة المكسيكية، صاحبة الـ 25 عامًا، بملامحها المعبرة أن تأسر قلب المخرج الذي ظل سنوات يبحث عن بطلة لفيلمه تقنعه بأدائها، وأن تأخذ ترشيحًا في الـ”أوسكار” الذي لطالما حلم به العديد من المشاهير من مختلف أنحاء العالم.

إبنة مدينة البطولات..

دخلت “أباريسيو”، من خلال أول عمل سينمائي لها، في منافسة شرسة جنبًا إلى جنب مع نجمة “هوليوود” الممثلة المخضرمة، “غلين كلوز”، المرشحة لـ”أوسكار أفضل ممثلة”؛ عن فيلم، (الزوجة)، ومع نجمة “البوب” العالمية، “ليدي غاغا”، عن دورها في فيلم، (مولد نجمة)، وهو الفخر الشديد الذي يشعر به سكان مدينتها، التي تعرف رسميًا باسم المدينة البطولية، “لتلاكسيا”، تكريمًا للمعركة التي خاضتها خلال الغزو الفرنسي لـ”المكسيك”، في الفترة من 1862 إلى 1967، فقد أصبحت “أباريسو” بطلة بالفعل بالنسبة لسكان مدينتها.

في جولة قامت بها صحيفة (الغارديان) البريطانية، مع سكان “تلاكسياكو”، تحدثون فيها عن شعورهم تجاه بطلتهم الجديدة، “ياليتزا أباريسيو”، التي جلبت لهم الفخر، قالت سيدة مُسنة تدعى، “أرليث فيلاسكو”، البالغة من العمر 16 عامًا، والتي أبدت تحمسها لمشاهدة حفل توزيع جوائز الـ”أوسكار” على شاشة كبيرة في الساحة الرئيسة: “أباريسيو مصدر إلهام لي ولغيرها من الفتيات”.

“تلاكسياكو”؛ هي مدينة صاخبة يبلغ عدد سكانها 60.000 شخص، في ولاية “واكساكا” جنوب غرب البلاد، وتحيط بها قرى محلية صغيرة، حيثَ عادة ما تكون اللغة الإسبانية هناك هي اللغة الثانية.

“أباريسيو”؛ هي من أصول مختلطة: والدتها هي، “Triqui”، والدها من “Mixteco”؛ وهم السكان الأصليين لـ”أميركا الوسطى”، في “المكسيك”، الذين يسكنون المنطقة المعروفة باسم “La Mixteca” من “Oaxaca” و”Puebla”، فضلًا عن ولاية “Guerrero’s Región Montañas”، و”Región Costa Chica”، التي تغطي أجزاء من الولايات المكسيكية. كان عليها أن تتعلم “Mixtec” للعب دور الخادمة، “كليو”، وهي مربية “ألفونسوا كوارون”، الذي قرر أن يصنع فيلمًا عنها لتأثره الشديد بها في طفولته.

أدى نجاح “أباريسيو”، غير المسبوق، إلى توليد الفخر والفرح في مجتمعات السكان الأصليين في “المكسيك”، والتي لا تزال تعاني من معدلات الفقر المستشري والإقصاء.

كانت والدة “أباريسيو” تعمل كخادمة منزلية، حيث كان والدها بائعًا متجولًا يبيع أقراص مدمجة. تم بناء منزل الأسرة المتواضع، الذي يقع على طريق ترابية على الحافة الجنوبية للمدينة، من صفائح معدنية وصخور وكتل خرسانية.

يقول “إدواردو غونزاليز”، وهو عامل إطفاء يبلغ من العمر 42 عامًا، قال إنه عانى من العنصرية، “ورؤية، أباريسيو، في فيلم على هذا المستوى، يعطي الفخر والكرامة لجماعتي العرقية”. مضيفًا: “أنا سعيد للغاية وبترشيحها للأوسكار، ولم أحزن إذ لم تحصل على الجائزة؛ لأنها بطلة في عيني وفي عيون كل المكسيكيين”.

وتقول “ميغيل أنغيل مارتينيز”، مدير المركز الثقافي: “الفن والموسيقى والرقص جزء من تاريخ المجتمع.. أنظر إلى الجداريات الخاصة بأسلافنا، إنها موجودة في جيناتنا.. فنجاح، ياليتزا، لم يأتي بمحض الصدفة؛ فهي جينات وراثية نتوارثها عن أجدادنا”.

رحلة البحث عن بطلة..

يُشار إلى أنه في أوائل عام 2016؛ بدأ مخرج الفيلم، عملية البحث عن امرأة شابة ذات عيون سوداء وشعر أسود وبشرة بنية داكنة. وقد حضر الوكلاء إلى “تلاكسياكو”، بسبب مشاركة البلدة في “مهرجان غلاغويتزا للرقص والشعوب الأصلية”، الذي أقيم في عاصمة الولاية، “أواكساكا”.

ظهرت مئة أو أكثر من النساء الشابات، وبعد ثلاثة أيام، كان لدى الوكلاء 28 مخصصًا للاتصال، لكنهم أرادوا اثنين آخرين. نجحت “مارتينيز إديث أباريسيو”، المغنية المشهورة محليًا، في إقناع شقيقتها، “ياليتزا”، بإجراء الاختبار.

“ياليتزا”، التي لم تكن لديها نية في أن تصبح ممثلة، أجرت الاختبار. وبعد ثلاثة اختبارات أخرى، عرض عليها الدور. وقال “كوارون” إن الأمر استغرق أسبوعين لإقناعها بتجسيد الدور.

وقد جادل البعض في “المكسيك” بأن نجاح، “أباريسيو”، يأتي من الحظ السعيد، حيثُ يقول “أوريل أغيلار”: “هذه عائلة نادرة، فرغم نشأتهم في أسرة لا تنتمي لأيًا من الفنون، لكنها أنتجت أربعة فنانين.. كلهم يتمتعون بموهبة طبيعية ونادرة”.

في مقابلة هاتفية مع محطة الإذاعة المحلية (La Poderosa)، يوم الأربعاء، قالت “أباريسيو”؛ إن نجاحها أثبت أهمية تجربة الأشياء، فلا يهم ما يقوله الناس، إذا كنت تريد شيئًا، يجب أن تحارب من أجله.

وأكدت أنها لم تفكر في الفوز بجائزة الـ”أوسكار”، وما زلت تحاول استيعاب ترشيحها للجائزة.

ويعتقد “خافيير غيريرو”، مقدم البرامج الإذاعية الذي أجرى المقابلة: “سواء منحت تمثال الأوسكار أو لم تحصل عليه، فإن رؤية اسمها وصورتها على الشاشة يمثل نجاحًا كبيرًا لها ولهذه المجموعة”.

لم يطرأ عليها أي تغيير..

يقع “المركز الثقافي” قبالة كنيسة رائعة تعود إلى القرن الـ 16، على حافة ساحة “Tlaxiaco” الرئيسة التي تصطف على جانبيها، والتي تعج بالموسيقيين وراقصي “السالسا” ومحلات بيع الكتب في الأسواق التي تروّج كل شيء من البلوزات التقليدية إلى الكعك المحلى بالكريمة والجبن المفضل في “Aparicio “، “chicharrón”، مع الكريمة والجبن والملفوف ولحم الخنزير والطماطم.

ويقول البائعون، زوج وزوجته، “Jeronimo Ortiz” و”Rocio Reyes”. أنهم التقيا لأول مرة بـ”أباريسيو” عندما كانت تتسوق مع شقيقتها في السوق. وعندما التقوا بها ثانية لم يلمسوا بأي تغيير في شخصيتها، فلازالت محتفظة بروحها الحلوة وعفويتها وتلقائيتها مع المحيطين بها، مثلما صرحوا.

وتقول “أريادنا فابيولا”، مديرة روضة الأطفال: “إنها مثال لنا جميعًا”، ووجهت حديثها لها قائلة: “عليكِ أن تخوضِ المخاطر ولا تقلقِ بشأن الفشل، لقد تغيرت حياتك بالكامل، ونحن فخورون بك”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة