خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
أختتمت قمة (كوالالمبور 2019) الإسلامية المصغرة؛ أعمالها في العاصمة الماليزية بمشاركة “تركيا وماليزيا وقطر وإيران”، ووفد من حركة “حماس”. فيما تراجع رئيس الوزراء الباكستاني، “عمران خان”، عن المشاركة، بعد لقائه مع ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”.
وألمح محللون أن حضور خصوم “السعودية” – “إيران وقطر وتركيا” – قد يشير إلى أن القمة تهدف إلى تشكيل منظمة منافسة لـ”منظمة التعاون الإسلامي”، التي تتخذ من “جدة” مقرًا لها، وهو ما تعتبره “السعودية” مساسًا بزعامتها الإسلامية.
السعودية تمارس سطوتها المالية !
يرى الكاتب، “علاء الخطيب”، أن “المملكة السعودية” أرادت إفشال “قمة كوالالمبور”؛ فاستخدمت سطوتها المالية لإقناع رئيس الوزراء الباكستاني، “عمران خان”، بإلغاء حضوره للقمة، بعد اجتماعه مع ولي العهد، الأمير “محمد بن سلمان”.
فيما مورست ضغوطًا مماثلة على الرئيس الإندينوسي، “غوكو ويديدو”، دعته للتراجع عن الحضور في المؤتمر. فـ”السعودية” تعتبر المشروع الجديد هو تقويض لسلطتها وهيمنتها على العالم الإسلامي، وأنه يهدف إلى إلغاء دور “منظمة العالم الإسلامي”، و”السعودية” لا ترغب بأن ترى أي دور لـ”قطر وإيران”، بالإضافة إلى “تركيا”، التي تحاول أن تتزعم الدول الإسلامية، فمجرد حضور “قطر” و”إيران”، لهذه القمة، هي بمثابة تحديٍ لها.
كما أن “السعودية” على خلاف حاد مع “تركيا”؛ لوقوفها إلى جانب “قطر” في “الأزمة الخليجية” الأخيرة، والموقف التركي الحاد من مقتل الصحافي، “جمال خاشقجي”، على أراضيها والتصعيد الإعلامي الذي مارسته “تركيا” ضد “السعودية”. فهناك أجواء غير مريحة بين الطرفين.
هل أقتنعت باكستان بمخاوف السعودية ؟
قرر رئيس الوزراء الباكستاني، “عمران خان”، أن يوفد وزير خارجيته لحضور القمة. بعدما استمع إلى القلق البالغ الذي أبدته “السعودية” من أن “قمة كوالالمبور” ستكون بمثابة منصة جديدة تحل محل “منظمة التعاون الإسلامي”.
وقالت مصادر باكستانية؛ إن “خان” استمع لكافة المخاوف العربية من أن حضور “إردوغان” و”روحاني” و”تميم” إلى القمة؛ يُظهر أنها بمثابة اجتماع لتقويض نفوذ “السعودية” وحلفائها في المنطقة.
وأضافت المصادر كذلك؛ أن “خان” قد أكد، خلال زيارته إلى “السعودية والبحرين”، على أن “باكستان” لم ولن تكن أبدًا جزاءً من أي مخطط لتقويض القيادة الخليجية وزعزعة استقرارها. لكن “باكستان” لم تلغي مشاركتها في المؤتمر كعضو، بل فقط ألغت مشاركة الرئيس، “عمران خان”.
“مهاتير محمد” : السعودية غير مؤهلة !
أكد “مهاتير محمد”؛ أن “قمة كوالالمبور” الإسلامية بداية مصغرة ولا تقصي أحدًا، وحمَّل الدول الإسلامية مسؤولية تفاقم “الإسلاموفوبيا”.
ويرى الكاتب، “علاء الخطيب”، أن رئيس الوزراء الماليزي يعتبر “السعودية” غير مؤهلة لأن تكون زعيمة للعالم الإسلامي؛ وإن إحتضنت “مكة” و”المدينة”، وأنها دولة خلاف وليست دولة وفاق، فهي تتقاطع مع كثير من الدول الإسلامية المؤثرة كـ”تركيا” و”إيران” و”قطر”، وهي متورطة في حرب “اليمن”، فقد سبق لبلاده أن رفضت المشاركة في الحرب على “اليمن”.
ناهيك عن مشاركة السيد، “مهاتير”، في ندوة خاصة عن “اليمن”، في العاصمة الماليزية، تحت عنوان: (قفوا مع اليمن)؛ وإدانته لعمليات القتل والدمار، مما أثار غضب “السعودية” واعتبرته متعاطفًا مع “الإخوان”.
“كوالالمبور” تشق صف الجماعة !
قال الكاتب السعودي، “عبدالله العساف”: تزعم “قمة كوالالمبور” أنها سوف تحل أزمات العالم الإسلامي في الوقت الذي تعجز أي من دولة عن حل مشكلاتها الداخلية والخارجية، أنظر إلى “تركيا” وتدهور علاقاتها الداخلية والخارجية مع دول المنطقة والعالم؛ وكذلك بالنسبة لـ”قطر” و”باكستان”.
مضيفًا أنه: “من حق أي دولة أن تعقد اجتماعًا مع دولة أخرى في العالم الإسلامي، لكن ليس من حقها أن تشق صف الجماعة، ومن أجل الإضرار ببلد عربي وإسلامي، وهو المملكة العربية السعودية، بجانب الإنسلاخ من منظمة المؤتمر الإسلامي”.
قمة الضرار !
قال الدكتور “عبدالله العساف”، إن قمة ماليزيا؛ “التي يسمونها بالقمة الإسلامية؛ يمكن أن نطلق عليها قمة الضرار، كما حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم عندما تم بناء مسجد الضرار لتفريق المسلمين والإضرار بهم وبرسول الله”. وتابع بأن: “الدول التي اجتمعت في ماليزيا تمثل أحد تيارات الإسلام السياسي المهيمن عليه من قِبل جماعة الإخوان المسلمين”.
مضيفًا أن: “تلك القمة التي يمكن أن نطلق عليها قمة الشقاق؛ تدور حولها عدة تساؤلات مشروعة عن أهدافها، وهل يمكن اختصار الأمة الإسلامية في هذه الدول، وهل تسعى لتكون بديلًا لمنظمة التعاون الإسلامي ولماذا الآن، وما الآلية التي تم بها اختيار الدول الخمس دون بقية دول العالم الإسلامي، والسؤال الأهم، هل تستطيع تلك القمة أن تقدم حلولًا ناجحة لأزمات المنطقة، الإجابة عن التساؤلات السابقة كفيل ببيان حقيقة قمة الضرار وأهدافها التي تسعى لتكوين محور إسلامي جديد بتوجهات تتفق مع ما يريدون، تحسبًا لإجراءات دولية قد تُتخذ ضد جماعة الإخوان”.
تشكيل مُريب !
من جانبه؛ قال اللواء “جمال مظلوم”، الخبير الإستراتيجي المصري، إن الدول المُعلن عنها في تلك القمة هو “تشكيل غريب الشأن”، لافتًا إلى أن: “وجود قطر وتركيا يعني أن الأمر يسير بعيدًا عن التوجهات الدولية في الشرق الأوسط”.
ورأى “مظلوم” أن هذا الأمر هو محاولة من “قطر وتركيا”، اللتين تعانيان من عزلة كبيرة في المنطقة، و”تركيا” اليوم تعيش أزمة كبيرة نتيجة الأحداث التي تشارك بها في “سوريا” و”العراق”؛ وتحاول حاليًا في “ليبيا”.
صراع المرجعيات السُنية..
فيما رأى الكاتب، “عبدالباري عطوان”، أن “قمة ماليزيا” هي، “محور إسلامي جديد”، مناهض لـ”المملكة العربية السعودية ومصر” بطريقة أو بأخرى، بعد أن بدأ صراع المرجعيات السُنية في الوطن العربي، فهناك صراع بين مرجعية “الأزهر”، في “القاهرة”، ومرجعية “مكة”، في “السعودية”، ومرجعية “إسطنبول”، في “تركيا”.
وأكد “عطوان” على أن الرئيس الماليزي يوجه رسالة قوية لـ”المملكة العربية السعودية” بأنها لم تُعد تشكل محورًا للعالم الإسلامي.