وكالات – كتابات :
حمل معهد (هيريتدغ) الأميركي للأبحاث؛ بحدة على قرار إدارة الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، الانسحاب من “أفغانستان”، واصفًا أياه بأنه يُشكل: “وصمة عار على سمعة أميركا؛ وانتكاسة كبيرة في مكافحة الإرهاب”.
واستعاد التقرير؛ في هذا السياق، أوجه التشابه مع ما جرى في “العراق”، حيث تسبب الانسحاب الأميركي، قبل عشرة أعوام، في تقوية الجماعات الإرهابية الساعية لقتل الأميركيين.
ورقة تين دبلوماسية..
وبعدما أشار تقرير المعهد الأميركي إلى قرار “بايدن”؛ الانسحاب من “أفغانستان”، ذكر بأن السبب الرئيس الذي كان قاد إلى غزو “أفغانستان”، العام 2001، كان يتمثل بعلاقات (طالبان) الوثيقة بإرهابيي تنظيم (القاعدة)؛ المصممين على قتل الأميركيين، مشيرًا إلى أن (طالبان) عادت الآن إلى السلطة من دون قطع العلاقات مع (القاعدة)؛ كما كان يفترض بموجب: “اتفاق السلام الوهمي”، الذي وصفه بأنه بمثابة: “ورقة تين دبلوماسية”، تخفي الانسحاب غير المشروط للتحالف، الذي تقوده “الولايات المتحدة”.
وحذر التقرير من أن الانسحاب من “أفغانستان” سيشجع المسلحين الإسلاميين، في جميع أنحاء العالم؛ بعدما أصيب الكثير منهم بالإحباط، بسبب هزيمة “الخلافة” التابعة لـ (داعش)، مضيفًا أن: “انتصار (طالبان) هو أكبر انتصار لهم منذ 11 أيلول/سبتمبر”، مشيرًا إلى أن جيلاً سابقًا من الإرهابيين جرى تنشيطه بعد هزيمة السوفيات، والآن سينشط جيل جديد من خلال انتصار (طالبان).
في العراق المقارنة أفضل !
واعتبر المعهد الأميركي أنه برغم مقارنة سقوط “كابول”، بسقوط “سايغون”، فإن المقارنة الأفضل قد تكون إنهيار الجيش العراقي، العام 2014، في مواجهة هجوم (داعش).
وأوضح؛ أن: “أزمتين سبقتا انسحابات عسكرية أميركية شاملة وغير حكيمة”، وأنه: “على عكس سقوط فيتنام الجنوبية، فقد عززت كلتا الأزمتين، الجماعات الإرهابية، التي تركز على قتل الأميركيين”.
وتابع أن نائب الرئيس، آنذاك، “جو بايدن”، لعب دورًا رائدًا في الضغط من أجل انسحاب أميركي كامل من “العراق”، في ذلك الوقت، خلافًا لنصيحة مسؤولي الجيش والمخابرات الأميركيين، وكانت نتائج الانسحاب الشامل، العام 2011، من “العراق” متوقعة، حيث قوض الانسحاب الأميركي، القدرات العسكرية والاستخباراتية ومكافحة الإرهاب العراقية؛ وتسبب بخلق فراغ ملأته “إيران”، من خلال استغلال التوترات الطائفية، والتي مكنت أيضًا من ظهور (داعش).
ولفت إلى أن إدارة “أوباما” اضطرت لاحقًا، على عكس مسارها، في العام 2014، وأعادت نشر القوات الأميركية من أجل إلحاق هزيمة بـ (داعش)، في “العراق” و”سوريا”، إلا أن صعود (داعش) كان بمثابة إلهام لهجمات إرهابية دموية قام بها مسلحون إسلاميون في أنحاء العالم.
وتابع أنه من أجل منع (داعش) من الظهور مرة أخرى، أحتفظت “الولايات المتحدة” بقوات؛ قوامها: 2500 جندي في “العراق”، وتمركز العدد نفسه من الجنود في “أفغانستان”، قبل أن يُقرر “بايدن” الانسحاب.
وأشار إلى أن “بايدن”، فيما يتعلق بـ”أفغانستان”، تجاهل كما جرى في “العراق”، نصيحة المسؤولين العسكريين الذين كانوا يعتبرون أن القوة الصغيرة المتبقية تُشكل خيارًا مستدامًا يمكن أن يساعد في استقرار الوضع بتكلفة منخفضة نسبيًا، تمامًا مثلما ساعدت الوحدات العسكرية الأميركية الصغيرة على استقرار “العراق” و”شرق سوريا”.
وصمة عار..
وخلص تقرير المعهد الأميركي إلى القول؛ أن: “الكارثة الناتجة هي وصمة عار من تلقاء نفسها على سمعة أميركا، وكارثة إنسانية، وتُمثل انتكاسة كبيرة في مكافحة الإرهاب، ويُرجح أن يتم تنشيط الحركة الجهادية العالمية ويشجعها بفعل انتصار (طالبان)، تمامًا كما حدث مع النجاح الأولي لـ (داعش)”.
وختم بالقول أن (طالبان)؛ أخذت “أفغانستان” رهينة أجندتها الإسلامية العائدة للعصور الوسطى.
وتابع أنه فيما أراد “بايدن”؛ إنهاء الحرب في “أفغانستان” بسرعة، تمامًا مثلما دفع من أجل الانسحاب الكامل من “العراق”، فإن هذا الوضع يقود إلى فكرة أن أسرع طريقة: “لإنهاء” الحرب هي خسارتها، وأن “بايدن” قلل، بشكل كبير، من المخاطر الأمنية لخسارة الحرب في “أفغانستان”، فضلاً عن التكاليف الإنسانية وتكاليف حقوق الإنسان المترتبة على تجديد لحكم (طالبان).
ترجمة: شفق نيوز