خاص : ترجمة – لميس السيد :
أحدثت أنباء اغتيال الكاتب السعودي، “جمال خاشقجي”، حالة من الضجة بين رموز صناعة الصحافة في “أوروبا”، وتساءل كبار الكُتاب، عبر مقالاتهم أمس، عن الأسرار المخفية وراء مقتل “خاشقجي” المعارض السعودي.
قائمة طويلة من المختفين قسريًا بدأت بـ”ناصر السعيد”..
جاء مقال الكاتب الصحافي، “ديفيد هيرست”، رئيس تحرير صحيفة (ميدل إيست أي) الحالي؛ ورئيس تحرير صحيفة (الغارديان) الأسبق، معبرًا عن صدمته الشديدة بعد انتشار الأنباء عن إختفاء ومقتل السعودي المنفي، “جمال خاشقجي”، حيث قال: “هذا هو أحلك يوم في حياتي كمحرر في صحيفة، (ميدل إيست أي)، ويذكرني ذلك بناصر السعيد، الذي إختفى من بيروت عام 1979، ولم يره أحد منذ ذلك الحين”.
وتابع الكاتب في مقاله؛ بذكر عدد من الرموز الشهيرة التي اختطفت واختفت قسريًا نتيجة مواقفهم السياسية المعارضة للسعودية، حيث اختُطف الأمير، “سلطان بن تركي”، من “جنيف” في عام 2003، والأمير، “تركي بن بندر آل سعود”، الذي تقدم بطلب اللجوء في “فرنسا”؛ واختفى في عام 2015، واللواء “علي القحطاني”، وهو ضابط في “الحرس الوطني السعودي”، حيث توفي أثناء وجوده في الحجز، وظهرت علامات على سوء المعاملة، بما في ذلك رقبة ملتوية وجسم منتفخ بشكل سيء.
قال “ديفيد هيرست”: “طالما أنت في السعودية، فإن منشور واحد على وسائل التواصل الاجتماعي يدنيك أسرع مما تتخيل من الموت”.
التغريدة التي قتلته..
ونقل الكاتب الصحافي عن أنصار النظام السعودي تعليقاتهم على اغتيال “خاشقجي”، حيث قال “فيصل الشهراني” على (تويتر): “لقد غادرت بلدك بغرور … واليوم نعيدك مهانًا”، بينما نقل عن “خالد بن عبدالله آل سعيد”، الذي كان قد أرسل رسالة إلى معارض سعودي آخر: “أتريد تجاوز السفارة السعودية ؟.. قف، إنهم يريدون التحدث معك وجهًا لوجه”.
ومضى “هيرست” يصف أفكار “خاشقجي”؛ وكيف كان يتناول النظام السعودي بالنقد، حيث قال أن “خاشقجي” لم يتحدث عن الخطر الذي كان يحيق به، فكان كمحلل يكره مجرد الإفتراضات، ونقل عنه: “إن المملكة العربية السعودية، التي تحارب الإسلام السياسي اليوم، هي أم وأب الإسلام السياسي … لقد تأسست المملكة على فكرة الإسلام السياسي”.
كان يستنكر، “خاشقجي”، دومًا قولبة أصحاب الرأي، حيث قال في إحدى تغريداته: “إذا غردت بمنشور عن الحرية، أنت عضو في جماعة الإخوان. إذا غردت بمنشور عن حقوقك، أنت عضو في جماعة الإخوان.. إذا غردت بمنشور عن تقاسم السلطة والكرامة، رفض الاستبداد، غزة أو سوريا، فأنت بالطبع إخوانيًا”.
وتكهن رئيس تحرير (الغارديان) السابق؛ أنه من ضمن التغريدات التي قد تكون أسهمت في اعتقال، “خاشقجي”، بـ”تركيا” كانت تغريدة تعلق على تصريحات “ترامب” ضد “السعودية”، التي قال فيها: “رئيس مثل ترامب لا يرى شيئًا في السعودية أبعد من آبار النفط”.