10 أبريل، 2024 8:28 م
Search
Close this search box.

معركة دبلوماسية جديدة .. التوتر “الإيراني-الهولندي” يتفاقم بتبادل طرد الدبلوماسيين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تزايدت حدة التوتر بين “إيران” و”هولندا” إلى الحد الذي وصل إلى نشوب أزمة دبلوماسية، تبادلتا فيها الدولتين طرد الدبلوماسيين، على خلفية اتهام “طهران” بالتورط في محاولة اغتيال معارضين في عامي 2015 و2017، ووصفت “طهران” قرار “هولندا”، بـ”غير القانوني”.

من جانبها؛ أعلنت “هولندا”، الاثنين الماضي، أنها استدعت سفيرها لدى “طهران” بعدما طردت الأخيرة دبلوماسيين هولنديين اثنين.

واتهمت السلطات الهولندية، “إيران”، في كانون ثان/يناير الماضي، بالتورط في عمليتي قتل معارضين اثنين على الأراضي الهولندية، في 2015 و2017. وفرض “الاتحاد الأوروبي” عقوبات على “طهران” على خلفية العمليتين.

استدعاء للتشاور..

وقال وزير الخارجية الهولندي، “ستيف بلوك”، في رسالة إلى البرلمان، إن الحكومة “قررت استدعاء سفير هولندا لدى طهران للتشاور”.

مضيفًا أن قرار “إيران” بطرد مسؤولين هولنديين – وهو أمر لم يُعلن عنه في السابق – كان “غير مقبول وسلبي بالنسبة لتعزيز العلاقات الثنائية”.

وأفاد أن التحرك الإيراني كان للرد على طرد “هولندا” لموظفين في “السفارة الإيرانية”، في تموز/يونيو 2018، “جراء المؤشرات القوية من، (الاستخبارات الهولندية)، بأن إيران تورطت في عمليتي تصفية جسدية على الأراضي الهولندية استهدفتا شخصين هولنديين من أصول إيرانية”.

وأوضح الوزير أن “إيران” أبلغت السلطات الهولندية بقرارها طرد الدبلوماسيين بتاريخ 20 شباط/فبراير 2019، وتم ترحيلهما إلى “هولندا”، يوم الأحد الماضي.

واستدعت “هولندا”، السفير الإيراني، كذلك على خلفية القضية ذاتها، بحسب “بلوك”.

وذكرت الشرطة الهولندية، في وقت سابق، أن القتيلين هما؛ “علي معتمد”، (56 عامًا)، الذي قُتل في مدينة “ألميري” عام 2015، و”أحمد ملا نيسي”، (52 عامًا)، الذي اغتيل في “لاهاي” عام 2017.

سحب السفير الإيراني من أمستردام..

وفي رد سريع على الإجراء الهولندي، سحبت الحكومة الإيرانية سفيرها، “علي رضا جهانغيري”، من “أمستردام”.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء، (إيسنا)، عن وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، قوله: إن “طهران سحبت سفيرها في هولندا، علي رضا جهانغيري، للتشاور معه وإتخاذ الخطوات المناسبة”.

وصف وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، طرد “هولندا” دبلوماسيين إيرانيين اثنين بأنه إجراء غير قانوني، مؤكدًا على أن بلاده ردت المثل عبر طرد دبلوماسيين هولنديين.

في إطار الرد بالمثل..

وأوضحت “إيران” أسباب طردها الدبلوماسيين في السفارة الهولندية بـ”طهران”، قائلًا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “بهرام قاسمي”، إن “الدبلوماسيين في السفارة الهولندية بطهران، وفي إطار الرد بالمثل، تم اعتبارهما عنصرين غير مرغوب بهما وطلب منهما مغادرة الأراضي الإيرانية في 3 و4 آذار/مارس الجاري”، حسب وكالة أنباء (إسنا) الإيرانية.

وتابع “قاسمي”: “في أعقاب الاتهامات الواهية للحكومة الهولندية ضد الدبلوماسيين الإيرانيين وطردهما من هذا البلد، تم بحث قضية الرد بالمثل من قِبل الجهات المعنية، وبعد دراسة القضية بشكل شامل من قِبل المجلس الأعلى للأمن القومي تقرر في النهاية طرد دبلوماسيين هولنديين من طهران”.

وأكد “قاسمي” على أن حكومة بلاده تتوقع من المسؤوليين الهولنديين “أن لا يتم التعاطي مع رغبات المعارضين ومن يريد أن يمس العلاقات بين البلدين”.

وأكد المتحدث باسم الخارجية على أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تريد تأزيم علاقاتها مع الدول الأوروبية؛ إلا أنها سترد على أي خطوة ضد مصالحها الوطنية بالمثل في الزمن والمكان المناسبين، مع الأخذ بنظر الاعتبار المصالح العليا للبلاد”.

تستخدم البعثات للحفاظ على الإنكار..

تأكيدًا للاتهامات الهولندية لـ”إيران”، قال “بهنام بن طالبلو”، الباحث في معهد “الدفاع عن الديمقراطيات”، أن: “طهران استخدمت البعثات الدبلوماسية والأشخاص الساخطين والجماعات الإرهابية، وحتى الشبكات الإجرامية، للمشاركة في أعمال الإرهاب والاغتيالات في الخارج، من أجل الحفاظ على درجة من الإنكار المعقول لأعمالها”.

في طريقها لمعارك دبلوماسية..

من جانبه؛ يوضح الباحث في الشأن الإقليمي، “إسلام فكري نجم الدين”، لـ (كتابات)، أن الأزمه “الإيرانية-الهولندية” هي واحدة من سلسلة الأزمات “الإيرانية-الأوروبية” في السنوات الأخيرة، والتي ترجع إلى إعتقاد الأجهزة الأمنية الأوروبية أن “الحرس الثوري” يدير مجموعات من فرق الاغتيال والتصفية للمعارضين الإيرانيين في الأراضي الأوروبية بغطاء دبلوماسي من العاملين في السفارات الإيرانية، وهم من يقدموا الدعم  اللوجيستي والتمويل لتلك العمليات، وهو ما ظهر في اتهام أحد الدول الاسكندنافية، “إيران” رسميًا، بتجنيد عراقي للتجسس على أنشطة “الأهوازيين” في تلك الدولة وغيرها؛ لذلك قامت “هولاندا” بطرد الفردين الدبلوماسيين من أجل إرسال رسالة لـ”إيران” تقول فيها أن الاستخبارات الأوروبية تدرك تورطهم، غير أن النظام الإيراني طلب اثنان من البعثه الدبلوماسية الهولندية درأ لماء الوجه وتبرأة لذمتهم، وهو أمر متبع في العلاقات الدبلوماسية، ولكنه يؤكد أن “إيران” في طريقها إلى معارك دبلوماسية تزيد من حصارها السياسي، لاسيما مع إعلان “بريطانيا” أن “حزب الله” جماعة إرهابية؛ وهو الأداة الإيرانية في “لبنان”، مع التصعيد بين “الحوثيين” و”بريطانيا” في مسألة “ميناء الحديدة”.

كل تلك المؤشرات تقول أن فترات النشاط العالية للاستخبارات الإيرانية في “أوروبا”؛ باتت أقل مما سبق  وأن أدواتها السابقة يتم التعامل معها وتقويضها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب