معركة الموصل تدخل شهرها السابع .. الازقة الضيقة للمدينة القديمة تمد في عمر “داعش”

معركة الموصل تدخل شهرها السابع .. الازقة الضيقة للمدينة القديمة تمد في عمر “داعش”

اكد متحدث عسكري اليوم الثلاثاء 18 نيسان/ابريل، احراز القوات العراقية على مكاسب جديدة في قتالها لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من منزل لآخر في الحي القديم بمدينة الموصل، فيما دخلت الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة السيطرة على المعقل الرئيس لتنظيم داعش شهرها السابع.

ورأى شهود عيان سحابة كثيفة من الدخان فوق الحي القديم قرب جامع النوري الذي أعلن منه “أبو بكر البغدادي” زعيم تنظيم داعش قيام دولة الخلافة على مناطق من العراق وسوريا.

وأمكن سماع تبادل كثيف لإطلاق النيران وقذائف “المورتر” من الأحياء المقابلة للحي القديم عبر نهر دجلة الذي يقسم الموصل.

استخدام طائرات دون طيار مستهدفة الدواعش وسط المدنيين..

فيما تشتد وطأة الحرب بين عناصر تنظيم “داعش” والقوات العراقية على حياة مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل المدينة، للحد الذي وصل فيه بأطفال رضع يعانون من سوء التغذية الحاد إلى المستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

ويقول مسؤول إعلامي من قوات الشرطة الاتحادية: إن “قوات الشرطة حالياً تخوض معركة صعبة من منزل لآخر مع مقاتلي داعش داخل الحي القديم”. مضيفاً أن الطائرات بدون طيار تستخدم بشكل مكثف لتوجيه الضربات الجوية ضد الدواعش وسط المدنيين.

ويضع الجنود “جامع النوري” بمئذنته الشهيرة المائلة نصب أعينهم منذ الشهر الماضي، لأن السيطرة عليه ستمثل انتصاراً رمزياً كبيراً على المتشددين. ويشير المتحدث باسم الشرطة إلى إن الجنود يضيقون الخناق على المسجد دون تحديد المسافة المتبقية.

كما لفتت منظمة الأمم المتحدة، في بيان صدر عنها الأثنين 17 نيسان/ابريل، إلى تباطأ تقدم القوات العراقية معللة ذلك بأن نحو 400 ألف مدني، أو ربع سكان الموصل قبل الحرب، محاصرون حالياً داخل أحياء لا تزال تحت سيطرة مسلحي داعش.

وتقول “ليز جراندي”، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق: “المدنيون في الموصل يواجهون مخاطر هائلة ومروعة.. يتعرضون لإطلاق النار وللقصف المدفعي كما تستنفد الأسر إمداداتها وتشح الأدوية وتنقطع المياه”.

تزايد الهجمات الإنتحارية بتلغيم الدراجات النارية..

تؤكد “جراندي” على إن أكثر من 327 ألفاً من المدنيين قد فروا من المعارك منذ بدأت العملية في 17 تشرين أول/أكتوبر الماضي، بدعم جوي وبري من التحالف بقيادة الولايات المتحدة. مشيرة إلى ان “الموصل استنفدت قدراتنا التشغيلية”.

وسيطر مسلحو داعش على الموصل، كبرى المدن في شمال العراق في منتصف 2014. وقامت القوات الحكومية العراقية، التي تتضمن الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب، باستعادة السيطرة على معظم المدينة بما في ذلك الشطر الذي يقع شرقي نهر دجلة.

كما تقع عناصر تنظيم “داعش” الآن تحت الحصار في الجانب الشمالي الغربي، الذي يتضمن الحي القديم، ويستخدمون “الشراك الخداعية والقناصة والقصف بالمورتر” ضد القوات المهاجمة.

وأبلغت الشرطة الإتحادية يوم الأحد 16 نيسان ابريل، عن هجوم بغاز سام على جنودها لم يسفر عن وقوع قتلى. كما قالت إن المتشددين يلجأون بشكل متزايد لاستخدام “الهجمات الانتحارية بدراجات نارية ملغومة”.

وتحول جغرافية الأزقة الضيقة دون استخدام عناصر التنظيم للسيارات الملغومة واستخدام قوات الحكومة للدبابات وناقلات الجند المدرعة والسيارات “الهمفي”.

وقالت الأمم المتحدة الشهر الماضي، إن 12 شخصاً بينهم نساء وأطفال عولجوا من تعرض محتمل لأسلحة كيماوية في الموصل، لكن سفير العراق لدى الأمم المتحدة “محمد علي الحكيم” نفى بعدها بأيام إنه “لا توجد أدلة على ذلك”.

وتقول منظمات إغاثة، إن المعارك أسفرت عن مقتل عدة آلاف بينهم مدنيون ومقاتلون من الجانبين. في الوقت الذي قال فيه، سكان تمكنوا من الهرب من الحي القديم، إنه لا يوجد ما يأكلوه تقريباً سوى “الطحين الممزوج بالماء”، أما ما تبقى من المواد الغذائية فتباع بسعر يفوق قدرة معظم السكان أو يحتفظ بها عناصر داعش وأنصارهم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة