21 أبريل، 2025 11:41 م

“معركة الحديدة” .. ما بين الإنتصار على “الحوثي” والوضع الإنساني الكارثي !

“معركة الحديدة” .. ما بين الإنتصار على “الحوثي” والوضع الإنساني الكارثي !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في عملية تعد الأكبر بين قوات التحالف و”أنصار الله”، منذ 3 سنوات، شنت قوات “التحالف العربي”، الأربعاء 13 حزيران/يونيو 2018، هجومًا مكثفًا بالقرب من “ميناء الحديدة”.

​يأتي هذا بالتزامن مع هجوم شنته قوات “الجيش اليمني”، المدعوم من التحالف، على المدينة.

وكان “الجيش اليمني” قد أطلق، بإسناد من قوات التحالف، عملية عسكرية واسعة تحت مسمى: “عملية النصر الذهبي”؛ لتحرير مدينة “الحديدة” غرب اليمن من مسلحي جماعة “أنصار الله”.

وقالت الحكومة اليمنية، في بيان أصدره مكتبها الإعلامي، الأربعاء، إن “طائرات وسفن التحالف تنفذ ضربات تستهدف تحصينات الحوثيين دعمًا للعمليات البرية لقوات الجيش اليمني التي احتشدت جنوبي المدينة المطلة على البحر الأحمر”.

بداية السقوط لـ”الحوثيين”..

وأضافت: “تحرير الميناء يمثل بداية السقوط للحوثيين وسيؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، وسيقطع أيادي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة التي تسفك بها دماء اليمنيين الزكية”.

ويأتي الهجوم بعد إنتهاء مهلة حددتها “الإمارات” لـ”الحوثيين”، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، لتسليم “ميناء الحديدة” الخاضع لسيطرتهم.

احترام القانون الإنساني الدولي وإعطاء الأولوية للمدنيين..

وفي أول تعليق لها على العملية العسكرية، أصدرت “الخارجية البريطانية”، والذي كانت “الإمارات” قد وجهت قبل أيام تحذيرًا إلى “بريطانيا” والمنظمات الأممية، طالبتهم بإخراج كافة الهيئات الأممية من “الحديدة” تمهيدًا للعملية العسكرية، قال “بوريس جونسون”، وزير خارجية بريطانيا، في بيان عاجل نشر على الموقع الرسمي الخاص بالخارجية البريطانية، أنه يسعى لإيصال رسالة عاجلة إلى “السعودية” و”الإمارات”، وكافة القوات المتقاتلة بالقرب من “ميناء الحديدة”، مطالبًا إياهم بضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين.

وأشار إلى أن التحالف أكد على أنه يأخذ جميع المخاوف البريطانية المتعلقة بالجوانب الإنسانية بعين الاعتبار في خطط عملياته، مضيفًا: “كما يجب على الحوثيين، من جانبهم، عدم تقويض ميناء الحديدة أو إعاقة الإستجابة الإنسانية”.

 

واستطرد “التدخل العسكري الجاري من قبل التحالف في اليمن كان بطلب من حكومة اليمن الشرعية بعد استيلاء ثوار الحوثيين على العاصمة اليمنية بالقوة في عام 2014، ورفضت قوات الحوثيين باستمرار الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك ما تعلق منها بشن هجمات صاروخية على المملكة العربية السعودية، وعلى الملاحة في البحر الأحمر. كما أن هذه القوات عرقلت وصول المؤن الإنسانية، ما أدى إلى معاناة فظيعة في أوساط المدنيين”.

خطة للتفاوض على التسوية..

واختتم بقوله: “يظل من الواجب استئناف العملية الرامية للوصول إلى تسوية سياسية شاملة. حيث إن السلام والاستقرار الدائمين في اليمن يتطلبان الحوار والتفاوض. ومن المقرر أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيثس، سوف يُطلع مجلس الأمن قريبًا على خططه للتفاوض على التسوية. وإننا ندعو جميع الأطراف إلى وضع كل ثقلهم من وراء جهوده من أجل الشعب اليمني وأمن جيران اليمن”.

أهمية الإنتصار في المعركة..

يعتبر “ميناء الحديدة” منفذ ميليشيات “الحوثي” لإستلام الأسلحة الإيرانية، وتحريره الذي بات وشيكًا سيقطع شريان “طهران” في “اليمن”، ويحتوي على 8 أرصفة، بطول إجمالي يتجاوز 1461 مترًا، بالإضافة إلى رصيفين آخرين بطول 250 مترًا في حوض الميناء، تم تخصيصهما لتفريغ ناقلات النفط.

وسيؤدي تحريره إلى قطع شريان “طهران” في “اليمن”، بوقف إمداد إيران لـ”الحوثيين” بالأسلحة، كما سيمنع الميليشيات من استخدامه كقاعدة لإنطلاق أعمالها الإرهابية في الساحل الغربي وتهديد حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية عبر “البحر الأحمر”.

ويقول التحالف إن الإنتصار في هذه المعركة قد يؤدي إلى تسوية للحرب وإجبار “الحوثيين” على الجلوس إلى مائدة التفاوض.

ويستطيع الميناء استقبال سفن بحمولة 31 ألف طن كحد أقصى، كما يوجد في الميناء 12 مستودعًا لتخزين البضائع المختلفة، ويمتلك 15 لنشًا بحريًا بمواصفات ومقاييس مختلفة لغرض الإنقاذ البحري والقطر والإرشاد والمناورات البحرية، ويبلغ طول الممر الملاحي في الميناء أكثر من 10 أميال بحرية، ويبلغ عرضه قرابة 200 متر، فيما يصل عمقه إلى 10 أمتار.

وسيطرت ميليشيات “الحوثي” على “ميناء الحديدة”، في منتصف تشرين أول/أكتوبر عام 2014، بعد سيطرتها على “صنعاء”؛ باعتباره المنفذ البحري الرئيس للعاصمة، حيث تمكنت الميليشيات من فرض سيطرتها على حركة الملاحة البحرية بين “اليمن” والعالم عبر هذا الميناء.

وأمنت الميليشيات عوائد مالية كبيرة بالسيطرة عليه واستخدمته لإدخال الأسلحة والصواريخ (الباليستية) المهربة من “إيران”، وكافة وسائل الدعم اللوجستي كما استخدمته قاعدة لإنطلاق عملياتها الإرهابية عبر البحر، فضلاً عن نشر الألغام البحرية.

اجتماع مغلق لمجلس الأمن لمنع العملية..

وفي محاولة لمنع هجوم “التحالف العربي”، عقد “مجلس الأمن الدولي” اجتماعًا مغلقًا، وطلبت “بريطانيا” عقد مباحثات عاجلة بهذا الصدد بعدما أبلغت وكالات المساعدة في منطقة الميناء الذي يسيطر عليه “أنصار الله” باحتمال شن قوات “الإمارات” هجومًا وشيكًا على الميناء.

ودعا “مجلس الأمن الدولي” إلى خفض التصعيد العسكري في محافظة “الحديدة”، وشدد على أن المفاوضات بين أطراف الأزمة هي الطريق الوحيد للتوصل إلي حل.

قد يؤدي إلى كارثة إنسانية..

وحذرت “الأمم المتحدة”، من أن زهاء 250 ألف شخص سيتعرضون للخطر في حال شن التحالف هجومه للسيطرة على الميناء، الذي يعتبر نقطة العبور الرئيسة للإمدادات التجارية والمساعدات إلى “اليمن”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غويتريش”: “المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، يجري مفاوضات مكثفة حول مصير الميناء، آملاً في أن نجد السبيل الناجح لتجنب المواجهة العسكرية في الحديدة”.

كما حذر “الصليب الأحمر الدولي”، من أن هجوم “التحالف العربي” على “الحديدة” قد يؤدي إلى كارثة إنسانية لا تحمد عقباها.

تحرك متأخر..

تعليقًا على ذلك، يقول القيادي في حركة “أنصار الله”، “محمد البخيتي”، هذا التحرك الأممي جاء متأخرًا، بعد أن فشلت قوات العدوان عن الوصول إلى “الحديدة”، وتمكن الجيش واللجان الشعبية، مدعومين بمقاتلي القبائل، من تكبيد القوات الغازية خسائر كبيرة. وبالتالي هذا التحرك لتعويض هزيمة القوى الغازية ومرتزقتهم في الساحل، أضف إلى ذلك أن “الولايات المتحدة” قد اعترفت بتدخلها العسكري المباشر إلى جانب “السعودية” و”الإمارات”، وبالرغم من ذلك قد فشلوا جميعًا في تحقيق أهدافهم في احتلال المدينة التي دافع عنها أبناء اليمن. فهذا التحرك الأممي يأتي في سياق تبرير الفشل؛ وأيضًا لتضليل الرأي العام اليمني.

الأمر يتجاوز الاعتبارات الإنسانية..

قال الصحافي اليمني، “أكرم الحاج”، إن مسألة هجوم قوات التحالف على “مدينة الحديدة” ومينائها الأهم في اليمن باتت مسألة وقت، مضيفًا أن الاعتبارات الإنسانية التي أقلقت “الأمم المتحدة” لن تكون حائلاً دون الهجوم، فالأمر يتجاوز الاعتبارات الإنسانية والسياسية، لافتًا إلى أن الاعتبارات الإنسانية ستتم مراعاتها من قبل قوات التحالف.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة