15 نوفمبر، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

معارضون يعلنون عن تشكيل “جبهة تحرير وانقاذ العراق”‏

معارضون يعلنون عن تشكيل “جبهة تحرير وانقاذ العراق”‏

 
أعلن معارضون عراقيون من مدينة اسطنبول التركية، اليوم عن انبثاق “جبهة تحرير وإنقاذ العراق”، ‏ككيان سياسي يهدف إلى تغيير النظام في البلاد ويخرجها من “الهيمنة الإيرانية” ويوقف مشروع ‏التجزئة، في حين أكد البيان التأسيسي للجبهة أنه هدفها “إقامة حكومة راشدة” على أساس الدين ‏الإسلامي وعبر انتخابات تضمن العدل والمساواة بين الرجل والمرأة، داعيا “جميع الاحرار بكافة ‏طوائفهم” للوقوف مع الجبهة.‏
وجاء إعلان البيان التأسيسي لـ”جبهة تحرير وإنقاذ العراق” خلال مؤتمر عقد في مدينة اسطنبول ‏تحت عنوان “مؤتمر نصرة انتفاضة الشعب العراقي” بتنظيم من (منظمة التعاون العربي التركي) ‏وحضره عدد كبير من العراقيين المعارضين والذين يمثلون فصائل “المقاومة” وغيرها.‏
وجاء في البيان الذي تلاه ناطق باسم المؤتمر “جبهتنا هي عراقية شارك في تأسيسها عدد من قوى ‏المناهضة للاحتلالين (الأميركي والإيراني)، وتنطلق في مواقفها وتصوراتها من احكام الدين ‏الاسلامي كما جاء بالكتاب والسنة قولا وعملا، ظاهرا وباطنا مع مراعاة أحوال الناس”.‏
وأضافت الجبهة “هدفنا أيضا جمع الشعب العراقي حول مشروع الجبهة لتغيير الواقع الذي فرضه ‏الاحتلال والعمل على اقامة انتخابات في ظل استقلال البلاد وصولا الى حكم ينشر العدل والامانة ‏وتقديم الخدمات الضرورية للشعب العراقي المحروم والارتباط بعلاقات دولية”.‏
ولفتت إلى أنها تسعى لـ”استكمال عناصر القوة والتصدي للمخاطر التي تقيد الشعب العراق تحت قيادة ‏جديدة تنبثق من هذه الجبهة بدلا من الحكومة الطائفية”، مؤكدة ضرورة “العمل وفقا لمبادئ الدولة ‏الاسلامية، ولا يمكن مواجهة مشروع التجزئة الى بمشروع الوحدة واستعادة الامة الواحدة”.‏
وبينت الجبهة أن هدفها إحلال الشورى في الحكم عبر تأسيس حكومة راشدة”، وتابعت “اذ لا مجال ‏للاستبداد والسلطة للشعب ويينوب عنه من ينتخبه من يتولى لإدارة الدولة”.‏
وذكرت الجبهة في بيانها أنها تسعى للحفاظ على “المساواة بين الرجل والمرأة ودور المرأة في ‏المجتمع، إضافة إلى التوزيع العادل للثروات الدولة وتوفير الحاجات الاساسية لكل افراد المجتمع ‏وتعمل على منع كل اشكال الكسب غير المشروع كالرشوة والسرقة”.‏
واكدت الجبهة “تضامنها مع العراقيين في ساحات العزة والكرامة في بغداد والموصل والانبار ‏وصلاح الدين وديالى وكركوك ضد العصابة التي لم تنجح بتقديم شيء للشعب، ومن اجل عودة ‏العراقيين من الخارج وتعويضهم، وحماية البلاد من كل وجود أميركي وإيراني”.‏
وتابعت الجبهة “ونهيب بجميع الاحرار بكافة طوائفهم والوقوف مع هذه الجبهة المنبثقة من صميم ‏ارادة الشعب العراقي في نيل الحرية والحياة الكريمة”، كما دعت الأجهزة الأمنية إلى التمرد على ‏أوامر السلطة والوقوف مع المتظاهرين”.‏
ولفتت الجبهة إلى انها ستعقد مؤتمرا عاما “تشترك فيها كل القوى التي لم تتورط مع المحتل لتأسيس ‏دستور جديد، وستبقى بقيادتها في حالة انعقاد دائم حتى يتم انعقاد المؤتمر العام”.‏
وشارك في المؤتمر عدد من رجال الدين وممثلين لفصائل سنية اضافة الى بعض المشاركين العرب، ‏وفيما دعا ممثل “قوى المقاومة العراقية”، قوات الجيش والأجهزة الأمنية إلى “عدم الامتثال إلى أوامر ‏الحكومة في مواجهة المعتصمين وإلى الوقوف بجانبهم وحمايتهم أسوة بالجيش المصري”، هدد ممثل ‏‏”حركة تحرير الجنوب” الأجهزة الأمنية التي “تعتقل عشوائياً أبناء الغزالية والأعظمية واليوسفية ‏والعامرية ومناطق أخرى”، بـ”رد قاس إذا لم تنته”، كما طالب أحد المشاركين في المؤتمر بإعادة ‏‏”الخلافة الإسلامية الراشدة” في العراق، فيما دعا مشارك آخر يبدو من خلال مظهره أنه سوداني ‏الجنسية، يضع على كتفيه علم الثورة السورية، إلى إشراك “الشيعة وباقي المكونات في الحكم مع ‏‏”السنة” بعد نجاح “الانتفاضة العراقية”.‏
وهذه ليست المرة الأولى التي تحتضن فيها تركيا مؤتمرات من هذا النوع، إذ شهدت مدينة إسطنبول ‏في (نيسان 2010)، عقد مؤتمر “الحملة العالمية لمقاومة العدوان” بمشاركة “هيئة علماء المسلمين” ‏بزعامة حارث الضاري، وعدد من فصائل “المقاومة العراقية”، دعوا خلال المؤتمر إلى “استمرار ‏المقاومة” ودعمها.‏
وعقدت “الحملة العالمية لمقاومة العدوان” مؤتمرها التأسيسي بالعاصمة القطرية الدوحة في فبراير ‏‏(2005)، ولم يعقد المؤتمر منذ انطلاقه في أي دولة عربية، وقد اعتاد المنظمون له على عقده في ‏مدينة إسطنبول التركية.‏
وشهدت إسطنبول انعقاد مؤتمر “إنقاذ أهل السنة” في (كانون الأول 2006)، بمشاركة رئيس هيئة ‏علماء المسلمين حارض الضاري، والرئيس السابق لجبهة التوافق العراقي عدنان الدليمي، ودعا ‏المؤتمر حينها إلى “إنقاذ بغداد من الصفويين الذين يشنون حملة دموية ضد أهل السنة بمساعدة من ‏الحكومة العراقية الموالية والممولة من ايران” فيما شهدت عقب ذلك مدن عراقية عدة أبرزها بغداد، ‏تصاعداً للعنف الطائفي استمر حتى تشكيل قوات الصحوة مطلع العام (2008).‏
يذكر أن تركيا دأبت خلال السنوات الاخيرة الماضية على عقد مؤتمرات لشخصيات معارضة لأنظمة ‏عربية، منها احتضان عدة مؤتمرات لدعم المعارضة السورية، كان أولها في (نيسان 2011)، حيث ‏شارك فيه نحو (500) معارض سوري، ناقشوا خلال المؤتمر “بسط الديمقراطية في سوريا”، فيما ‏احتضنت إسطنبول في الـ(16 من تموز 2011) عقد مؤتمر “الإنقاذ الوطني السوري” لبحث وسائل ‏الإطاحة بنظام بشار الأسد، حيث شهد المؤتمر حينها دعوات لضباط الجيش السوري للتمرد على ‏قياداته، وهو ما حصل فعلاً بعد ذلك، عند انشقاق العقيد رياض الأسعد في الـ(29 من تموز 2011)، ‏الذي أعلن عن تأسيس قوة عسكرية لـ”حماية المتظاهرين”، أطلق عليه فيما بعد اسم “الجيش السوري ‏الحر”، الذي قام لاحقاً بعدة هجمات على أهداف أمنية في مدن مختلفة، ثم تمكن من السيطرة على عدد ‏من المراكز الحيوية.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة