كشفت مصادر رفيعة المستوى مقربة من السفارة الأميركية في بغداد، الثلاثاء 18 نيسان/ابريل، عن تفاصيل ما اسمته “كيان إيران الموازي داخل العراق”، أفصح عنه “غاريد كوشنر” صهر الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، خلال لقاء رئيس حكومة العراق “حيدر العبادي” في بغداد.
العبادي يتسلم قائمة بـ610 ضابط على صلة بإبران..
نقلت وسائل إعلام متنوعة، عن مسؤول رفيع المستوى مقرب من سفارة واشنطن، قوله إن العبادي تسلم خلال اجتماعه مع الوفد الأميركي قائمة تضم 610 أسماء لضباط في وزارتي الداخلية والدفاع على علاقة مع إيران.
ومضيفاً أن الأميركيين يرون، من خلال المعلومات التي توفرت لديهم، أن هذه الأسماء تشكل منظومة شبيهة بـ”الكيان الموازي” داخل الدولة العراقية يهدد بتقويض مؤسساتها وتعزيز فرص ظهور الإرهاب مرة أخرى.
وذكر المصدر أن “هذه الأسماء تعمل دون تنسيق مع التحالف الدولي وتحاول عرقلة خطط التحالف التي ترمي لتحجيم أيّ نفوذ إيراني في محافظة نينوى بعد انتهاء معركة الموصل”.
موضحاً أن “معظم هؤلاء يتشاورون مع نائب رئيس الجمهورية “نوري المالكي” وينسقون نشاطاتهم مع “قاسم سليماني” القائد في الحرس الثوري الإيراني”.
كما كشف المصدر “عن قائمة بنحو 170 اسماً لمدراء عامين ورؤساء مؤسسات، معظمهم موظفون مسؤولون في الوزارات السيادية، قدمتها الولايات المتحدة لرئيس الوزراء لغرض إحالتهم على التقاعد بعد ثبوت علاقتهم مع قيادات الحشد الشعبي وتنسيقهم مع إيران”.
وبحسب قوله فإن “هؤلاء يؤدون أدواراً مخالفة للسياقات التي وضعتها الولايات المتحدة لتسيير شؤون الحكم والعملية السياسية في المؤسسات الحكومية، وتحاول الولايات المتحدة بهذه الإجراءات، وإجراءات لاحقة، إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتعزيز دور العبادي الذي بدأ يتراجع لصالح قيادات الحشد الشعبي”.
وتابع بأن الأميركيين “أبلغوا العبادي أنه لا يستطيع بمفرده مواجهة نفوذ الحشد الشعبي”، لافتاً إلى أن “جهات أميركية مسؤولة في العراق خصصت، بالتنسيق مع السفير الأميركي، قوة حماية صغيرة خاصة ترافق العبادي في جميع تحركاته، ووضع قوة حماية خاصة لحراسة مقره، إضافة إلى طائرة خاصة قدمتها الولايات المتحدة لتنقلاته داخل العراق بقيادة طاقم أميركي”.
وعناصر لـ”حزب الله” ايضاً..
كما سلم الوفد الأميركي أيضاً للعبادي قائمة بأسماء شخصيات عراقية مرتبطة بـ”حزب الله” اللبناني، يخططون لتنفيذ عمليات اغتيال عن طريق مجموعات صغيرة تلقت تدريباتها في لبنان لتصفية عدد من القيادات السُنّية وبعض القيادات الدينية والاجتماعية الشيعية المعارضة للنفوذ الإيراني في العراق.
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن “أهم الشخصيات المدرجة على قائمة الاغتيالات، وفقاً للمعلومات الأميركية، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر”. مؤكداً على أن “الأميركيين وجهوا الحكومة العراقية إلى اعتقال الأسماء الواردة في قائمة الشخصيات المشرفة على مجاميع الاغتيالات المرتبطة بحزب الله اللبناني”.
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي “حيدر العبادي”، قد ألتقى مطلع الشهر الجاري رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال “جوزيف دانفورد”، و”غاريد كوشنر”، صهر الرئيس ترامب وأبرز مستشاريه. وذكر بيان لمكتبه أن “العبادي” قد استقبل في مكتبه ببغداد الوفد الأميركي الذي ضم أيضاً مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب “توم بوسيرت” والسفير الأميركي في العراق “دوغلاس سيليمان”.