30 يناير، 2025 12:40 ص

مطار الموصل بين الاختطاف وسيطرة النصرة وملاحقة القاعدة

مطار الموصل بين الاختطاف وسيطرة النصرة وملاحقة القاعدة

فيما تؤكد السلطات العراقية ان اغلاق مطار الموصل الدولي الشمالي ثالث اهم المطارات في البلاد ‏جاء لاغراض الصيانة فأن مصادر مطلعة اشارت الى ان ذلك جاء اثر تقارير عن ‏استعداد مقاتلي جبهة النصرة في سوريا الانتقال الى المدينة عند تنفيذ الضربات الاميركية لسوريا في ‏وقت اشارت معلومات الى ان الاغلاق جاء تمهيدا لعملية عسكرية كبيرة ستنفذها القوات العراقية ‏لملاحقة مسلحي القاعدة.  

اختطاف طائرة .. والخوف من النصرة
فقد امرت قيادة عمليات محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد) بإغلاق مطار الموصل عاصمتها الامر ‏الذي اضطر ادارته الى تحويل جميع الرحلات الجوية الى مطار اربيل الدولي. وجاء هذا الاغلاق ‏وسط انباء عن ختطاف احدى طائرات المطار الامر الذي نفته وزارة النقل بينما اشارت تقارير الى ان ‏جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة والتي يقاتل مسلحوها في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد قد ‏
اختارت مدينة الموصل القريبة من الحدود السورية ملاذا آمنا لها في حال تعرضت مواقعها داخل ‏الأراضي السورية إلى ضربات أميركية.‏
ويثير التزام الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا الصمت حيال التهديد الاميركي ‏بتوجيه ضربة الى هذا البلد تساؤلات حول تطابق المصالح بين الطرفين رغم خشية هذه الجماعات من ‏ان تطالها الضربة. ولم تصدر بيانات من التنظيمات الجهادية الفاعلة على الساحة السورية وابرزها ‏‏”الدولة الاسلامية في العراق والشام” و”جبهة النصرة” اللذين يعتبران المظلة الرئيسية للقاعدة توضح ‏موقفهما ازاء الضربة الاميركية.‏
ويقول مسؤول عراقي رفيع رفض الكشف عن اسمه ان “الضربة ستاتي لصالح التنظيمات الجهادية ‏وستعمل على تقوية شوكتها”. واضاف “دائما ما نسمع الجهاديين يتشدقون بالعداء للغرب لكننا نراهم ‏يصمتون حيال توجيه ضربة الى بلد عربي”. واضاف ان “اضعاف الاسد سيمكنهم من السيطرة على ‏مناطق اكثر الامر الذي يجعلهم صامتين حاليا حيال الضربة”.‏
ورغم ان معظم مسلحي تنظيمات القاعدة في سوريا يرون ان الضربة تصب في مصلحتهم الا ان ‏البعض يعتبر ان سبب الضربة يكمن في خشية واشنطن من وقوع الاسلحة الكيميائية باياديهم. كما لم ‏يخف بعضهم الخشية من ان الضربة قد تطال قيادات هذه التنظيمات التي تقاتل في العراق لكنهم ‏اعتبروا مع ذلك انها ستكون لصالحهم.‏

تضارب في المعلومات عن اسباب الاغلاق
ومما زاد من تضارب المعلومات عن اسباب الاغلاق هو امتناع  سلطات الطيران عن اعطاء اي ‏تفسير لهذا الاجراء وقال مصدر امني في الموصل في تصريحات صحافية “في البداية قالت السلطات ‏ان هناك معلومات بشأن طائرة مخطوفة ثم قالت انه اغلق لاغراض الصيانة لكن لا توجد اعمال ‏صيانة”. 
واشار الى ان رئيس الوزراء نوري المالكي أمر بإغلاق المطار غير أنه لم يتسن الحصول على تعليق ‏فوري من مكتب رئيس الوزراء.‏
ومن جهته اتهم محافظ نينوى اثيل النجيفي مسؤولين كبار لم يسمهم في العاصمة بغداد بالوقوف وراء ‏عملية الإغلاق بهدف شل المناطق الحيوية في مدينة الموصل واعرب عن استغرابه من إغلاق المطار  ‏مع قرب موسم الحج وافتتاح الخط الجوي بي الموصل والعاصمة الأردنية عمان في السابع عشر من ‏الشهر الحالي. وقد أثر الاغلاق على الرحلات المتجهة الى الاردن والامارات العربية المتحدة وتركيا ‏والقادمة منها بالاضافة الى الرحلات الداخلية اليومية بين الموصل وبغداد. ‏

تمهيد لعملية عسكرية واسعة ضد مسلحي القاعدة
لكن معلومات ترشحت اليوم الاربعاء موضحة ان اغلاق القوات الأمنية للمطار الدولي والحدود البرية ‏لمحافظة لنينوى أمس جاء استعدادا لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق، لملاحقة التنظيمات المسلحة ‏التي نجحت في إعادة حواضنها شرق المدينة من جهة والاستعداد لتداعيات محتملة للضربة العسكرية ‏الاميركية المرتقبة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقالت استنادا الى مصدر مسؤول في المحافظة ‏أن “العملية تأتي نتيجة تردي الوضع الامني في المحافظة والتي شهدت تدهورا ملحوظا مؤخرا تجسد ‏في الاغتيالات والتهديدات لمسؤولين وموظفين ومقاولين وتجار من أهالي المدينة من قبل جماعات ‏مسلحة  إضافة إلى حماية المدينة من تسلل الإرهابيين والاستعداد لأي تداعيات محتملة للضربة ‏العسكرية الأميركية المرتقبة للنظام السوري.
ومن جهتها قالت النائبة عن محافظة نينوى نورة البجاري ان تنظيمات القاعدة متمركزة في مناطق ‏مختلفة من المحافظة وادت الى ازدياد الاغتيالات  للاهالي مشددة على ان هناك دولا اقليمية تستخدم ‏نينوى كقاعدة لها لشن عمليات إرهابية داخل المحافظة وخارجها مستغلة وجود جيوش من العاطلين.
ولفتت البجاري إلى أن “تداخل الصلاحيات بين الأجهزة الأمنية من شرطة اتحادية ومحلية وقوات ‏الجيش عززت تزايد الخروقات الأمنية . واشارت في تصريح نقلته وكالة “المدى بريس” الى ان ‏‏”بعض المواطنين ممن يقدمون معلومات للقوات الامنية عن إمكان تواجد المجاميع المسلحة يتم ‏تسريب أسمائهم لهذه التنظيمات الامر الذي دفع جميع المواطنين بالعزوف عن تقديم المساعدة للقوات ‏الامنية” موضحة ان هناك فسادا كبيرا في المؤسسة الامنية التي تعمل في الموصل حيث يلقي ‏مسؤوليها القبض على الابرياء ويطلفوا سراح الإرهابيين من السجون.
واكدت النابة أن هذه المجاميع المسلحة مازالت مستمرة بجباية الاموال من اصحاب المحال التجارية ‏والصيادلة والمقاولين  متسائلة “هل الاجهزة الامنية لا تعرف شيئا عن هذه الجباية ولا تعرف من هي ‏الجهة التي تقوم بذلك؟”، مشيرة الى ان هناك تهديدات وصلت لخمسة نواب عن نينوى من قبل ‏المجاميع المسلحة ما استدعى مناقشة الامر في مجلس النواب ومخاطبة رئيس الوزراء لتخصيص ‏عشر اشخاص لحماية هولاء النواب لكن وزارة الداخلية اخرت هذه الاجراءات .
واشارت إلى ان الوضع في سوريا له تأثير كبير على الوضع الامني في محافظة نينوى، لافتة الى ان ‏اي تداعيات للضربة العسكرية الأميركية المحتملة لسوريا سيكون النصيب الاكبر منها لنينوى ‏لوقوعها على الحدود مع سوريا مؤكدة وجود حالات هروب جماعي لعدد كبير من منتسبي القوات ‏الأمنية في المدينة بعد تلقيهم تهديدا من المجاميع المسلحة الامر الذي تسبب بنقص في الشرطة ‏الاتحادية .
‏ يذكر أن مطار الموصل الدولي الذي يبعد خمسة كيلومتر عن مركز مدينة الموصل يعتبر ثالث أكبر ‏مطارات العراق وتم تطويره بشكل يطابق المعايير الدولية للسلامة وافتتح عام 2008  بعد أن ‏استخدمته القوات الأميركية لدى دخولها الى العراق عام 2003  قاعدة عسكرية .‏
ويرجع تاريخ إنشاء المطار إلى عام 1920 من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني خلال الاحتلال ‏البريطاني للعراق وتحول من مطار عسكري إلى مدني عام 1922، وفي العصر الحديث بقي المطار ‏من دون أي حركة ملاحية تذكر بسبب حظر الطيران الذي كان مفروضاً على العراق ضمن عقوبات ‏الأمم المتحدة بعد غزو الكويت عام 1990، إلى أن قام الجيش الأميركي بغزو العراق عام 2003 ‏وأصبح المطار قاعدة جوية عسكرية أميركية قبل الانسحاب من العراق. وبعد تسليم المطار الى ‏الحكومة العراقية أعيد تطويره بشكل جذري ليتاطبق والمعايير الدولية للسلامة حيث أعيد افتتاحه في ‏كانون الاول (ديسمبر) عام 2008. ‏

‏ ‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة