16 أبريل، 2024 10:56 م
Search
Close this search box.

مصير أردوغان المُعلق .. إستفتاء تركيا وثيقة إنهاء العهد الأتاتوركي

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز محمد :

لا شك أن الدولة التركية تمر بمنعطفات صعبة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة على السلطة في تموز/يوليو من العام الماضي. ولا شك أيضاً أن تركيا مقبلة على منعطف خطير هذه الأيام يتمثل في الاستفتاء الدستوري الذي دعا له الرئيس “رجب طيب أردوغان”. وفي هذا السياق نشر موقع “إسرائيل اليوم” مقالاً للكاتب والباحث السياسي البروفيسور “أيال زيسر”، يتطرق فيه إلى طبيعة هذا الاستفتاء ويرصد علاقة أردوغان بخصومه السياسيين، ويستشرف مستقبل تركيا بعد الاستفتاء.

طبيعة الاستفتاء..

اتاتورك

يقول البروفيسور الإسرائيلي: “من المقرر أن يتوجه الشعب التركي اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الاستفتاء الذي دعا له الرئيس أردوغان لإجراء تعديلات على بعض المواد الدستورية التي من شأنها أن تعزز صلاحياته كرئيس للبلاد. ويشمل الاستفتاء سلسلة من التعديلات التي تمنح الرئيس سلطة إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وحل البرلمان، وتعيين رئيس الحكومة وكذلك الوزراء، بما يعني أن هذه التعديلات في حال إقرارها ستحول الجمهورية التركية من “النظام البرلماني” المُتبع في معظم الدول الأوروبية وإسرائيل إلى “النظام الرئاسي” كما الحال في الولايات المتحدة الأميركية حيث يتمتع رئيس البلاد بسلطات واسعة”.

ويؤكد زيسر على أن تركيا ليست كالولايات المتحدة، “فليس لها نفس التاريخ العريق من التقاليد الديمقراطية، وكذلك ليس فيها نفس المنظومات التي تُحدث التوازنات وتوفر الضوابط التي من شأنها الحد من صلاحيات الرئيس”.

أردوغان والحلم القديم..

يرى الكاتب الإسرائيلي أن “أردوغان” كان ينتظر هذه اللحظة منذ مطلع حياته السياسية، فدائماً ما كان يعمل على تحقيق أغلبية برلمانية تمكنه من تمرير التعديلات الدستورية المقترحة قبل عرضها في استفتاء شعبي. والجميع يتذكر أن الانتخابات البرلمانية التركية قد أجريت مرتين خلال العام الماضي، ففي المرة الأولى التي تمت في شهر حزيران/يونيو، فشل حزب أردوغان في تحقيق الأغلبية المطلقة التي تمكنه من تحقيق مآربه، على إثر ذلك أعيدت الانتخابات في تشرين ثان/نوفمبر.

نظرة الغرب إلى أردوغان..

مشيراً زيسر إلى ان: “كثيراً ما ينظر الغرب إلى أردوغان على أنه يسعى لإعادة تركيا إلى الماضي، حيث أيام المجد الغابر للخلافة العثمانية التي كانت تسيطر على أجزاء شاسعة من الشرق الأوسط. ولكن الهدف الحالي بالنسبة لأردوغان هو التخلص من إرث “مصطفى كمال أتاتورك” مؤسس الدولة التركية الحديثة الذي أراد أن يجعل من تركيا دولة غربية علمانية تستقي قيمها من أوروبا”.

أردوغان والعدو المصطنع..

مضيفاً البروفيسور زيسر، أن أردوغان نجح خلال معاركه الانتخابية السابقة في أن يجعل من “إسرائيل عدواً مصطنعاً” يوجه له سهام النقد، مما جعله يحصد الكثير من الأصوات. أما في هذا الاستفتاء فلن يستطيع أردوغان الاستفادة من هذه الورقة التي طالما كانت رابحة، فإسرائيل وتركيا الآن في أوج عملية تطبيع العلاقات. ولذلك قام أردوغان هذه المرة باستبدال ورقة العداء مع إسرائيل بورقة أوروبا، حيث قررت بعض الدول الأوروبية التي تؤوي ملايين المهاجرين الأتراك منع أردوغان وبعض وزرائه من المشاركة في مسيرات التأييد للتعديلات الدستورية المقترحة، مما أثار غضب أردوغان على أوروبا.

أردوغان يصفي خصومه الممزقين..

يكشف الكاتب الإسرائيلي عن إن “الاستفتاء الذي دعا إليه أردوغان هو مجرد خطوة يبدو للعيان أنها قانونية في إطار خطة أشمل تهدف لتوسيع نفوذه. أما الجانب السئ فهو إقصاؤه الممنهج لخصومه السياسيين ومعارضيه من صفوف الشعب العادي في تركيا. من أجل ذلك استغل أردوغان محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة العام الماضي لملاحقة خصومه ومعارضيه، والزج بمعظمهم في السجون، وفصل آخرين من وظائفهم، بحجة وقوفهم خلف المحاولة الانقلابية”.

ويضيف زيسر أن استطلاعات الرأي التي جرت مؤخراً حول الاستفتاء الحالي – إذا جاز الاعتماد على استطلاعات تقوم بها وسائل إعلام تركية تتعرض للمضايقات والتهديدات – تظهر أن نسب المؤيدين والمعارضين تكاد تكون متساوية. ويرى الكاتب أن ذلك ليس مستغرباً، فالنجاحات المدوية لأردوغان في الماضي لم تأت فقط من حجم التأييد الشعبي له، وإنما كان السبب الرئيس وراءها هو ضعف معارضيه والانقسام الحاد بينهم. ولأجل أن يضعف المعارضة أكثر، قام القضاء التركي بحبس “صلاح الدين ديميرطاش” زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي حقق بعض الإنجازات في الانتخابات الماضية، بتهمة دعمه لـ”حزب العمال الكردستاني” الإرهابي.

سيناريوهات ما بعد الاستفتاء..

صلاح الدين ديميرطاش

يلفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن هزيمة أردوغان في هذا الاستفتاء ستكون بمثابة ضربة قوية لشخصه، بل ربما ستكون بداية أفول نجمه سياسياً. ولكن نظرة سريعة إلى التاريخ القريب تكشف لنا أن أردوغان قد عانى قبل ذلك من هزائم مماثلة، إلا أنها جميعاً لم تمنعه من التعافي والمضي قدماً”.

ومع ذلك يرى الكاتب والبوفيسور الإسرائيلي أن التحديات التي تواجه تركيا – حتى في حال فوز أردوغان في الاستفتاء – تتضاعف؛ فالاقتصاد يترنح، والارهاب الكردي والداعشي يتزايد على الأراضي التركية، أما على الساحة السورية فلا تستطيع تركيا أن تحقق مصالحها.

وختاما يقول الكاتب زيسر: “إن الطريقة التي سيواجه بها أردوغان هذه التحديات هي وحدها الكفيلة بأن تحدد ما سيكتبه عنه التاريخ في تركيا، لا سيما إذا استطاع أن ينهي عهد أتاتورك ويبدأ عهده الخاص”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب