“مصطفى جعفر طياري”: غزة.. قِبلة الوحدة ومحك التضامن

“مصطفى جعفر طياري”: غزة.. قِبلة الوحدة ومحك التضامن

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

في عصرٍ يُشعل فيه أعداء الإسلام نيران الفُرقة، وحاجة العالم الإسلامي إلى الوحدة أكثر من أي وقتٍ مضى، يبُرز “أسبوع الوحدة” كمصباح بحري يُنير طريق الوصول إلى ساحل الأخوة الآمن. بحسّب “مریم أحمدي شیروان”؛ في مقدمة الحديث الصحافي المنشور بصحيفة (قدس) الإيرانية.

هذه المبادرة الذكية التي ابتدأها قائد الثورة، بمثابة الفرصة لإزالة غبار الاختلافات، وتجديد البيعة حول المشتركات التي تجمعنا. ومع ذكرى الأيام المباركة، وفي إطار دراسة أبعاد وأهمية الوحدة في ظل الظروف الراهنة، أجرينا الحوار التالي مع؛ الدكتور “مصطفى جعفر طياري”، رئيس جامعة (الأديان والمذاهب)…

أسبوع الوحدة جسر لتجاوز الخلافات..

في بداية الحديث تطرق “جعفر طياري”؛ للحديث عن فلسفة الاسم وقال: “أسبوع الوحدة؛ رمز عميق وذكي على ارتباط الأمة الإسلامية الذي لا ينفصل. ويقع هذا الأسبوع بين تاريخي ميلاد الرسول (ﷺ) بروايات أهل السَّنة والشيعة، ليُعلمّنا جميعًا أن المشتركات بيننا لا تزال كثيرة وأساسية يمكن أن تكون جسرًا لعبور الخلافات”.

وهذه المناسبة ليست مجرد ذكرى شرفية، وإنما ضرورة استراتيجية، وعبادة كبرى لإنقاذ كرامة وقوة الأمة الإسلامية.

وليس الهدف من “أسبوع الوحدة” تجاهل الاختلافات، وإنما معرفتها مع التأكيد بالوقت نفسه على الأسس المشتركة كالتوحيد، والنبوة، والقرآن الكريم، والقبلة الواحدة، والقيم الأخلاقية المشتركة.

اتحاد العالم الإسلامي”.. هدف قابل للتحقيق أم حُلم بعيد ؟

يُضيف رئيس جامعة (الأديان والمذاهب): “اتحاد العالم ليس حُلمًا، إنما ضرورة مُلحة ودستور قرآني، يقول تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} والاتحاد لا يعني التوحد تحت قيادة قائد واحد على غرار الحكومات الحديثة، ولكن بمعنى بناء أمة واحدة ذات هوية مشتركة، وتآزر سياسي واقتصادي وثقافي، والدفاع المشترك عن المصالح”.

والسؤال: لماذا لم تتمكن الأمة الإسلامية، بكل هذا الاشتراك، من تحقيق هذا التآزر ؟.. من الممكن أن يتحقق هذا، لكنه يتطلب إرادة جماعية وعزمًا راسخًا. وأعداء الإسلام من الاستكبار العالمي والصهيونية، يعلمون جيدًا أن الفُرقة هي السلاح الوحيد لهزيمة هذه الأمة العظيمة. ويستثمرون باستمرار على خطوط التفرقة الدينية والعرقية، من خلال تخصيص الميزانية الضخمة، وشبكة كبيرة من وسائل الإعلام، والخطط المعقدة.

عقبات الوحدة.. نظرة بداخل الأمة..

بخلاف دور الأعداء التخريبي؛ علينا أن ننظر بشجاعة إلى العقبات الداخلية؛ حيث تقف للأسف التعصبات الدينية العمياء، والجهل كل طرف بالآخر، وغلبة المصالح الفئوية على المصلحة العامة للأمة، والتفسيرات المتشدَّدة الخارجية عن الإطار الإسلامي الأصيل، كأكبر عائق على طريق الوحدة.

البعض يعتقد أن الوحدة تعني التخلي عن الأصول العقائدية، في حين تعني التعاون في المشتركات مع المحافظة بالوقت نفسه على الهوية الدينية.

نحن بحاجة للحوار أكثر، والاستماع أكثر، وتقوية المداراة. ومشروع الوقيعة بين الشيعة والسَّنة، هو مشروع مدروس تمامًا من قوى الاستكبار، ويجب علينا من خلال التوعية إفشال وإحباط هذه المؤامرة باليقظة والانتباه.

“غزة”.. اختبار للوحدة العملية..

أعرب الدكتور “مصطفى جعفر طياري”؛ عن أسفه للكارثة الإنسانية في “غزة”، واعتبرها المحور الرئيس للوحدة، وتابع: “غزة الآن؛ ليست مجرد مدينة أو منطقة، وإنما هي قلب الأمة النابض. والكارثة في غزة تعكس وبوضح أن العدو المشترك يستهدفنا جميعًا بنفس القدر، فالمحتل الصهيوني لا يعترف بالفصل بين الشيعة والسَّنة، والعرب والعجم، ولكن يرى المسلمون جميعًا صفًا واحدًا”.

والسؤال: ما ردنا على وحدة العدو في القضاء علينا ؟.. هل يجب أن نظل متفرقين ؟.. “غزة” اليوم محك ومعيار وحدتنا. فالشعب الفلسطيني المظلوم والمقاوم؛ لا سيّما في “قطاع غزة”، يُدافع بدمائه عن شرف الإسلام.

ودورنا كأمة النبي (ﷺ) التوحد في الدفاع عنهم. وهذا الدفاع لا يقتصر فقط على الجانب العسكري، وإنما يشمل أيضًا السياسي، والإعلامي، والاقتصادي، والثقافي. علينا الضغط على الكيان الصهيوني، قاتل الأطفال، في جميع المجالات، والحيلولة دون استمرار الإبادة والجرائم. لأن الصمت على ما يحدث في “غزة”، خيانة لكل القيم الإسلامية والإنسانية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة